Wednesday, March 28, 2007

حينما تحكّم علي بشعب


الحكاية التي كتبتها من ذي قبل في مقالة "ما فهمت" قبل مدة لم تنتهي فصولها وعلى ما يبدو لن تنتهي بالنهاية السعيدة التي تختتم بها الروايات في الغالب، وللتذكير لمن لم يقرأ فقد كان شعب يملك بقالة وكان المسؤول عنها علي، وبعد حين سرقت بقالة شعب وحامت الشبهات حول علي وظهرت عليه ملامح الغنى والبذخ، ومازالت القضية منظورة في محكمة الفريج لمعرفة حقيقة إن كان علي جاني بحق شعب أم لا، وطالت فصول المسألة وزادت الشبهات حول علي وإمتدت القضية طويلا جدا بسبب أمور غير معلومة، لدرجة أصبح الكل يجزم بأن لو علي كان قد سرق ألف دينار من مقدرات شعب فهو بالتأكيد قد نمّا ثروته إلى ما يفوق ال 10000 دينار وحتى إن صدر الحكم عليه بإعادة أموال شعب فلن يضره ذلك بشيء فهو لديه أضعاف ذلك
ولكن المأساة لم تكن بهذه الحادثة فقط بل إن علي حاول أن يقتع أهل الحي الذي يسكن فيه شعب بأنه برئ، وكانت طريقته في ذلك أن أصدر منشورا دوريا تحت إسم "الحي" يحيك فيه الألاعيب والمؤامرات على شعب!! ويسعى لتشويه صورة شعب من خلال منشوره القذر

والطامة الكبرى هي ما حدث حقا وهو أن أهل الحي وعلى الرغم من أنهم عاشوا تفاصيل الحكاية وما حدث لبقالة شعب، إلا أنهم أصبحوا يصدقون ما يكتبه علي في منشوره، ولم يكتفوا بذلك فحسب بل باتوا يؤمنون بأن شعب هو المتهم وعلي هو البرئ، وإستمر هذا الحال إلى أن أصبح منشور علي منشورا واسع النطاق وبات يسعى لتقسيم أهل الحي إلى أقسام فهذا يسكن بمنزل ألف متر وآخر بملحق وآخر بشقة وهلم جراّ، وأيضا رضخ أهل حي شعب لهذا الإسفين من المنشور "الوصخ" المسمى ب "الحي"، ولم يكتفي علي بذلك بل سعى لان يسيطر على أهل الحي من خلال إغداقهم بالأموال، ونجح أيضا في ذلك

وبعد كل هذه السيطرة هل تستطيع محكمة الفريج أن تعاقب علي حتى وإن ثبتت إدانته، بعد أن تملك قلوب جميع أهل الفريج؟
هل يستطيع أهل الفريج أن يقفوا بوجه ما يريده علي؟ هل سيسمع صوت شعب مجددا ليطالب بأمواله؟
هنيئا لعلي بهكذا سيطرة ولا عزاء لك يا شعب

ملاحظة: مجددا أقولها إخترت علي كإسم لمسؤول البقالة لأنه إسمي ولكي لا يربطه البعض بإسم آخر

خارج نطاق التغطية
أعتذر لدعد الحريري الأسيرة الشهيدة اللبنانية في حب الكويت، فقد أصبح كل غير كويتي لا يحب الكويت ولا تهمه الكويت أبدا، فإعذريني يا دعد فالكويت لا ترغب بأن يحبها أو يخدمها إلا من يملك دفتر أسود صغير هو مقياس الوطنية في الكويت
الطليعة بتاريخ 28-3-2007

Wednesday, March 21, 2007

بين الشيخ والمواطن

قبل أن أبدا بالإشارة إلى بعض الممارسات والسلوكيات التي لا تعجبني من بعض أبناء الأسرة الحاكمة، أود أن أبين بأنني أكن لأبناء
الأسرة الإحترام والتقدير شأنهم شأن سائر البشر، ولأننا في الكويت أو ما تبقى من الوجه الجميل للكويت فإننا نقول آرائنا بصراحة دون أن نخشى لومة لائم ما دام نقدنا من باب الحرص والسعي للأحسن بعيدا عن الشخصانية والتجريح، عموما هو رأي قابل للصواب والخطأ وليس تعميما بأي شكل من الأشكال

لماذا تصاحب أي مسؤول من أبناء الأسرة بأنه عقلية فذة وذو رؤية ثاقبة؟! فهل هذا يعني أنهم بحكم أنهم ينحدرون من الاسرة أن يكونوا عباقرة مثلا، ولا يجوز أن يكون بينهم مجنون!؟

لماذا يتوجب على أبناء الأسرة أن يشغلوا المناصب القيادية في الوزارات والإدارات أسرع من غيرهم؟ هل يوجد في القانون ما يلزم بذلك؟

لماذا يتسابق الناس لمنح الألقاب لأبناء الأسرة من الشخصيات العامة دون غيرهم وطبعا بمباركة أبناء الأسرة فنجد من يلقب بالنمر والصقر؟! لماذا لا ألقب أنا بنسر مشرف مثلا؟!! ولماذا الألقاب بأسماء الحيوانات أصلا؟

لماذا نجد أن صور أبناء الأسرة من وزراء ومدراء تلصق على السيارات دون مخالفة، ولماذا أبناء الأسرة فقط، لماذا لا نجد من يعلق صورة وليد العصيمي مثلا؟

لماذا حين يكتب أحد أبناء الأسرة مقالا أو موضوعا في الجريدة نجد أنه يتصدر الصفحات، حتى وإن كان لم يكتب من قبل ولا خبرة له؟

لماذا تكون كلمة شيخ عبارة عن واسطة بحد ذاتها تخلص الأمور وتتجاوز القانون، دون قيد أو شرط؟

لماذا حين يتصرف أحد أبناء الأسرة تصرف رقيق كمساعدة مريض أو معونة فقير، فإن الإعلام يكتب عن إنسانية هذا الشيخ ورقة مشاعره ونبل أخلاقه وشهامته المنقطعة النظير، ولكن حين يفعل ذلك شخص إسمه خليفة إسماعيل مثلا لا أحد يهتم؟؟

لماذا لا نسمع عن أحد من أبناء الأسرة تكون مهنته موظف فقط!! لماذا يجب أن يكون ارقى من ذلك؟

هذه بعض التساؤلات وللحديث بقية، ولكني أكرر بأنني لست ضدهم بل أحترمهم ولكن لا القانون يميزهم أو الدستور يميزهم في الأمور التي تساءلت عنها، فإما أن تتوقف الدولة عن تعليمي بأننا دولة مؤسسات وقانون وحرية تعبير أو أن تتوقف هذه الممارسات وغيرها الكثير طبعا. نعم هم أبناء أسرة يتولى أحد أفرادها سدة الحكم ولكن لا يعني هذا بأي شكل من الأشكال أن نتجاوز ممارسات البعض منهم والتي تسئ لهم قبل أن تسئ لنا
الطليعة بتاريخ 21-3-2007
المكتوب باللون الاسود هو الأجزاء التي لم تنشر في الطليعة

Wednesday, March 14, 2007

من شاب كويتي.. إلى صاحب السمو فقط

بعيدا جدا عن كل وسائل الكتّاب في ترتيب وتزيين وتغليف كتاباتهم في إطار منمق ومرتب، ولكي لا أدخل في أي من هذه الأساليب التي قد تسهم في عدم القدرة على إيصال ما أرغب بإيصاله بشكل مباشر

شاب كويتي أحب هذه الأرض لحد الجنون وأكره جدا أن أرى هذا الوطن في موقع متأخر عما يجب أن يكون عليه، وأكره أكثر أن أرى الجميع من حولنا يتفوقون علينا على الرغم من أننا نفوقهم ونسبقهم بسنوات عدة

لسنا في مأزق كما يدعي البعض، ولسنا في وضع متأزم كما يسميه آخرون، كل ما نعانيه هو أزمة إدارة لا أكثر أو أقل، لماذا لا نتساءل بواقعية لماذا أصبحت كل الكويت تتحلطم؟ لماذا أصبح كل الشعب الكويتي ساسة يفقهون في كل حيثيات ودهاليز العمل السياسي؟
لماذا نجد الوزراء والمسؤولين يكونون أكبر المتحلطمين قبل توليهم الوزارة، وحينما يتولونها يكون أداؤهم كغراب ينوي تقليد مشية الحمامة؟ ولا يوجد أمثلة أوضح من أكثر من 40 وزيراً خلال أربع سنوات ولم نلحظ أي تغيير في أي وزارة

المسألة واضحة والإجابات عن التساؤلات أوضح، إن الشعب بحاجة إلى تنمية، فما المانع من أن يصدر قرار بإنشاء مدينة صحية ومدينة إعلامية ومدينة سياحية ومدينة رياضية ومدينة مالية بتكلفة 10 مليارات دينار على مدى ست إلى عشر سنوات؟

فلا المادة تنقصنا ولا الكوادر، نعم ستكون هناك سرقات كالعادة، ولكن إن لم نقم بهذه الأعمال الآن فلن نتمكن من القيام بها في المستقبل، فاللصوص موجودون بمشاريع التنمية أو من دونها، وهذا ما يعني أن الأموال ستتبعثر ولن نجد ما يسد قوتنا وهو ليس تشاؤما بل واقعا نعيشه

فالمنطق يقول إننا دولة لها مصدر دخل واحد وناضب، ودولة لصوصها لا يكتفون بدينارين أو ثلاثة بل بمليونين أو ثلاثة، لا نملك قوة عسكرية، لا نملك مصانع أو مصالح للدول العظمى إذا ما نضب النفط، كل هذه المؤشرات تثبت بأننا ذاهبون للهاوية ما لم نتدارك أنفسنا

فإما أن نصنع شيئا الآن أو لا فائدة أبدا، لا أعتقد أبدا أن أحداً يرضى بأن يحدث هذا لبلده، وأعلم أن ما أبوح به عبر هذه الكلمات يجب أن يقوم به أناس آخرون كلفهم الدستور بذلك، ولكن أعرف أنهم لن يفعلوا شيئا، فقد فتحت لهم الحكومة الرشيدة أبوابا لن تغلق أبدا، وكل بات ينهش من لحم أرضنا دون هوادة

كم أتمنى أن يصل هذا الكلام وكم أتمنى أن يعلم الجميع أنه بعيد عن أي تزلف أومجاملة أو نفاق فوضعنا في الكويت سيئ وذاهب للأسوأ، ولن يفيده مؤتمر حوار أو تصريح أو بيان أو خطاب كل ما يحتاجه هو فعل ولا شيء سوى الفعل
الطليعة بتاريخ 14-3-2007

Saturday, March 10, 2007

حلوين..؟


بناءا على الإحصائيات الرسمية فإن فئة الشباب في دولة الكويت من 15 إلى 30 عاما تمثل 70% من التعداد السكاني الكويتي. حلوين؟
ال 70% تعني الغالبية العظمى والقوة الكبرى وثلثين الشعب الكويتي. حلوين؟
مجلة أبواب مجلة جمهورها الأساسي هم الشباب، وهذا ما يعني أن قراء المقال هم جزء من ال 70%. حلوين؟

لنبدأ إذا
بإعتراف سمو أمير البلاد فإن الكويت تراجعت في ميادين عدة. حلوين؟
وبإعتراف كل المسؤلين فإن الكويت تبنى بسواعد شبابها. حلوين؟
التعليم إلزامي في الكويت منذ الستينات. حلوين؟
بمعنى أنه لا يوجد أي شاب كويتي حاليا غير متعلم. حلوين؟
بما أن الكويت تخلفت في ميادين عدة، والكويت تبنى بسواعد شبابها، فهذا يعني أن الشباب الكويتي من الجيل الماضي هم سبب التخلف. حلوين؟
شكل الكويت القادم سواء كان متخلفا أو متقدما هو بأيدينا نحن شباب الجيل الحالي. حلوين؟
لا أعتقد أن هناك خلافا فيما أقول إلى الآن
قد يكون عذر الجيل الشاب السابق أن جزء منهم غير متعلم وهذا سبب التأخر. حلوين؟
وبما أننا أبناء هذا الجيل كلنا متعلمين فلا عذر لنا إذا تسببنا في تخلف الكويت. حلوين؟
قد يقول بعض الشباب أنهم يرغبون بالإصلاح لكن الكبار لا يعطوننا المجال. حلوين؟
الرد على هذا الإدعاء ومن خلال الدستور الكويتي في المادة السادسة "نظام الدولة ديمقراطي السيادة فيه للأمة" وبما ان الديمقراطية هي الأخذ برأي الاغلبية، وبما أننا كشباب نمثل الأغلبية فلا عذر لنا. حلوين؟

اذا لنعرف ماهو حاصل في الأوضاع الشبابية القائمة. حلوين؟
من أكبر الشرائح التي تمثل صوت الشباب في الدولة هي اتحادات الطلبة سواء التطبيقي او الجامعة. حلوين؟
اتحاد طلبة الجامعة محتكرة على طائفة إسلامية واحدة ولم تترأسها طالبة طوال ثلاثين عاما، وهذا ما يعني عدم إيمانها بالمساواة المشرعة إسلاميا وقانونيا. حلوين؟
ونفس القائمة التي ترأس الإتحاد سمت الغزو في 9-9-90 بالخلاف. حلوين؟
وفي التطبيقي فإن القائمة التي تقود الإتحاد تتخذ نفس المنهج. حلوين؟
بمعنى أن شريحتنا نحن الشباب تنتخب على أساس طائفي قبلي جنسي ولا يهتم بمصلحة الكويت. حلوين؟
وحينما ندخل إلى المجال الوظيفي نجد أن الكثيرون من الشباب يلجأون للمحسوبية والواسطة بل يستخدم الواسطة لمساعدة من حوله دون غيرهم. حلوين؟
إذا نحن كشباب مازلنا نساهم في تردي الأحوال أكثر واكثر، ومستقبل مظلم أكثر. حلوين؟

إذا فإن البناء يجب أن ينطلق من خلالنا. حلوين؟
نرفض ونعارض ونحارب علنيا إلى أي جهة ونشير إلى أي جهة تقسم البلد بأي شكل من أشكال التقسيم طائفي قبلي جنسي عائلي وغيرها. حلوين؟
نرفض ونعارض ونحارب علنيا كل من ينظر لمصلحة خاصة على حساب الكويت. حلوين؟
إن مارسنا هذه الأمور فسنكون حقا نعم الشباب ونعم الأغلبية ونعم الأمة ونكون حقا حلوين
مجلة أبواب عدد مارس 2007

Wednesday, March 07, 2007

ولم يقف حديث اللحى

تلك هي المرة الثالثة في غضون عام تقريبا التي أكتب مقالا مقاربا لهذا العنوان، كان أولها "حديث اللحى" وثانيها "ويستمر حديث اللحى" واليوم ثالثهاعلى أمل أن تكون هناك فائدة وكشف لأصحاب تلك اللحى الزائفة

لست بصدد مناقشة إستجواب وزير الصحة وتبعاته فوزير الصحة لم يصنع شيء ولن يصنع أي وزير بعده شيء في تطوير الكويت مادامت قطاعاتنا تشكو من الحرمنة والفساد،أنا مقتنع أن الفساد غير مقتصر على الصحة او الإعلام او غيرهم بل لا يوجد قطاع حكومي في الكويت يخلو من الفساد و ليست المسألة كما نعلم هي إستجواب إصلاحي بل إستجواب إفسادي أكثر وأكثر

لقد ابدعت القبس في تأدية دورها الإعلامي الرائع بعدما نشرت في عددها الصادر بيوم السبت 3-3-2007 بعض المعلومات المخفية عن الكثيرين حول مقدمي الإستجواب وداعميه، وإن كنا نبحث عن أحوال وفضائح فإننا بالتأكيد نبحث عن بعض أصحاب اللحى داخل المجلس، فرسان الأمة هم وليد الطبطبائي وجمعان الحربش

فحسب ما نقلت القبس وبالوثائق والصور أن الرجل الورع المسلم الذي يحذر الناس من نانسي وهيفا وسينما الفردوس والشيشة يستجوب وزيرا على قضية ممرض يتاجر بالمخدرات ثم يتوسط لإعادته إلى العمل؟! ولم يقف عند ذلك طبعا فقد حاول تعيين إثنين من تياره كوكلاء وزارة ولم يقبل طلبه وحاول أيضا الحصول على بعض رحلات العلاج بالخارج غير مطابقة للشروط ولم يقبل طلبه فكان منه الإستجواب الذي يخدم الدولة والإسلام والمسلمين

أم الآخر فهو نجم المجلس الجديد جمعان الحربش الذي كان يرغب بأن يعين أخاه في إحدى فروع المكاتب الصحية في لندن أو القاهرة مع أن أخاه لا يستحقها بل كان يريد إستثناءا لأنه نائب الأمة وناصر الحق والإسلام، وطبعا قوبل طلبه بالرفض وهو شيء لا تهنّئ عليه وزارة الصحة بل هو واجبها، ولأن طلب الحربش قوبل بالرفض لم يكن منه سوى الإستجواب الذي يخدم الدولة والإسلام والمسلمين

إلى من يفهم ويعقل وينطق بالحق، هل يطبق هؤلاء إسلاما يدعونه؟ إسلاما يرفض الكذب ويرفض النفاق ويبغض من يظهر غير ما يبطن، ألم يدنسوا الإسلام بتصرفاتهم، فإلى متى يقاد البعض خلف هذه الأشكال بإسم الدين وهم لا يطبقونه

ولكن لن يقف حديث اللحى مادام البعض لا يزال يثق بمثل هذه اللحى لتي لا تشبه أي لحية صادقة مخلصة لربها

خارج نطاق التغطية
بعيدا عما هو مكتوب أعلاه، المذيع المتمكن في المارينا إف إم خالد الأنصاري نقل معلومة أعجبتني وأنقلها لكم، حينما ذهب البرتغاليون قبل مئات السنين إلى إستراليا وشاهدوا حيوان الكنغر تساءلوا بعفوية عن هوية هذا الكائن، فكان رد سكان أستراليا بأن هذا الحيوان يسمى Kangro
ومنذ ذلك الحين فإن هذا الإسم ملازم لهذا الكائن، الطريف في الأمر أن علماء اللغة إكتشفوا
فيما بعد أن
Kangro
تعني لا نعلم
الطليعة عدد 7-3-2007