Monday, June 30, 2008

خلّـصتوا؟

تم إقرار الخمسين ديناراً كزيادة لمن يقل راتبه عن 1000 دينار، وتم إقرار صندوق المعسرين لحل مشاكل أناس اقترضوا بما يفوق طاقاتهم، قد يكون بعضهم محتاجاً إلى القرض لسد رمق عيشه، ولكني على يقين بأن كثيراً منهم ليسوا كذلك، وجرت الموافقة على لجنة دخيلة على الكويت

هذه الأمور كلها تمت في غضون شهر واحد فقط، وفي آخر جلسات دور الانعقاد تم إقرار ميزانية الدولة كلها في غضون ساعتين فقط ليتمتع نوابنا الأفاضل بإجازة مدتها أربعة أشهر فقط، ثلث سنة إجازة من العمل الدؤوب والجهد المضني في اللاعمل واللاتنمية واللابناء

ولكن لا يهم دور انعقاد جديد يمضي من دون تنمية، مالمشكلة في ذلك؟! فمَن سبقوا هذا المجلس في السنوات الأخيرة جعلونا نعتاد على ذلك، المهم حقاً هو ما هو آت بعد 21 أكتوبر المقبل، أي مع بداية دور الانعقاد الجديد، حيث لن يبقى لنا من الأزمات المفتعلة سوى أمرين، وهما إقرار التعدي على أراضي الدولة من خلال إقرار الديوانيات المخالفة، وإقرار الخرق الدستوري الصريح كغيره من الاختراقات وهو إقرار الانتخابات الفرعية. ولأننا في مجلس أغلبيته تؤيد التعدي على أملاك الدولة وكثير منهم وصل إلى الكرسي الأخضر من خلال الفرعيات، ولأن حكومتنا الموقرة لا تملك اليد الحديدية الرافضة بحزم لانتهاكات الدستور الصارخة، فإنني أتمنى أن تنتهي مطالب النواب غير الدستوريين، خصوصاً، في أسرع وقت ممكن

أتمنى حقا أن تنتهي مطالبهم السخيفة في أسرع وقت حتى تنكشف أمورهم بعدها، حتى يكتشف الجميع أنه لا شيء لديهم سوى الأزمات المفتعلة، أنهوا أزماتهم المفتعلة سريعاً لنرى بعدها ماذا سيصنعون؟ وكيف لهم أن يعمروا البلد كما يدعون؟ لا مستشفى، ولا ملعب، ولا جامعة، ولا إعلام، ولا مساكن للشعب، وهم طالبوا بذلك كله في حملاتهم، دعونا نرى كيف سيحققون ما ادعوا كذباً وزيفاً طوال حملاتهم الانتخابية؟

على الحكومة وخلال هذه الأشهر الأربعة أن تقدم برنامجاً فقط لا نريد شيئاً منها سوى برنامج فعلي قابل للتطبيق بعيداً عن المفردات الإنشائية المستهلكة التي غمروا الكويت بها على مر سنوات وسنوات طويلة ماضية، وبعدها نستطيع أن نميز مَن الذي لا يريد العمل... ومَن الذي سينجز العمل، فهل نطلب المستحيل؟

خارج نطاق التغطية

في الحلقة النقاشية التي نظمها الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحده الأسبوع الماضي، عقّب النائب الدكتور جمعان الحربش على المداخلة غير الموفقة لأحمد البغدادي بالقول «إن الظواهر الدخيلة هي أن يحكم على أحدهم بالحبس مدة شهر بسبب تعديه على الرسول، ويخرج في نصف المدة»، إن العفو عن الدكتور أحمد البغدادي بعد نصف المدة صدر من سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح ولي أمر الدولة، وقد أسمى جمعان هذا العفو الأميري بظاهرة دخيلة

جريدة الجريدة بتاريخ 30-6-2008

Monday, June 23, 2008

من قتل الأزرق؟

أنا متعصب جداً لمنتخب بلادي ولكل شيء يمثل بلادي، وأغضب كثيراً، بل كثيراً جداً، حينما أجد أن بإمكان بلادي أن تحوز على تمثيل مشرف يليق بقدرها ومكانتها في قلوبنا. لكن تخاذل بعضنا ولهث الآخر وراء المجد الشخصي على حساب مجد الدولة يعرقل آمالنا في رفع علم الكويت خفاقاً عاليا في بقاع الأرض كلها. ماحدث، ومازال يحدث، منذ نهاية الثمانينيات من القرن الماضي إلى اليوم لمنتخب الكويت وضع يندى له الجبين ويُخْجل كل محب لهذه الأرض الحبيبة، فعلى مدى 20 عاماً كاملة لم نحقق ما يذكر، حتى وإن لمحنا بصيص أمل بسواعد شباب الكويت، نجد هذا الأمل يتلاشى على أيدي زمرة فاسدة ترتع بالرياضة كما تشاء ولا يردعها أحد

وإليكم بعض الأرقام علنّا نخجل مما يحدث لنا، ولو قليلاً، أو نتحرك ولو أمتار معدودة من أجل الإصلاح

آخر نادي رياضي هو نادي الساحل في أوائل السبعينيات.
مازال هذا النادي على الرغم من أنه الأحدث لا يملك ملعباً بمدرجات

آخر إنجاز كويتي لكرة القدم هو كأس الخليج في المنامه عام 1998

«ستاد جابر الرياضي تم توقيع عقده وتدشين العمل فيه بحضور كبار الشخصيات على رأسهم سمو رئيس الوزراء آنذاك صباح الأحمد في عام 2004 على أن ينتهي في أكتوبر 2006

عدد مدربي منتخب ألمانيا منذ عام 1910 إلى 2008 هو 10 مدربين فقط، عدد مدربي منتخب الكويت منذ 2000 إلى 2008 يتجاوز العشرة

الكرة الكويتية بلا اتحاد رسمي منذ سنتين

قوانين لإصلاح الأوضاع الرياضية تحمل توقيع الأمير منذ أكثر من عام ومازالت تسعة أندية تقول: لا لتطبيق القوانين. من بينهم ابن أخ سمو الأمير

لم يتولَّ أي فرد غير محسوب على تيار الشهيد فهد الأحمد قيادة اتحاد الكرة منذ 1986 إلى اليوم، مع العلم أن في عام 1986 تم الحصول على كأس الخليج في فترة إعداد لم تتجاوز أسبوعاً

رغم تلك الظروف كلها، فالغريب هنا أن لاعباً كجاسم الهويدي حصل على جائزة هداف العالم قبل أعوام، والنجم الجديد أحمد سعد عجب العازمي يسير على خطاه، فيا تُرى ماذا يمكن أن يحققه هؤلاء الأبطال لو توافرت لهم الظروف؟

وتبقى إجابة السؤال لديكم، مَن الذي قتل الأزرق؟

خارج نطاق التغطية

أخجل صراحة حينما أسمع أن نواباً يفترض أنهم يؤمنون بالحرية والديمقراطية يقدمون إقتراحاً لحبس مَن يعبر عن رأيه ويدعو إلى الحل غير الدستوري، عادل الصرعاوي تحديداً، لا أقبلها منك أنت بالذات يا بو عبدالعزيز

جريدة الجريدة بتاريخ 23-6-2008

Monday, June 16, 2008

نعم هناك عادات دخيلة

قامت الدنيا ولم تقعد على ما يسمى العادات والظواهر الدخيلة على المجتمع الكويتي، ولنسلّم أن الفرسان السبعة أعضاء اللجنة ومن أيدهم في تشكيل تلك اللجنة المرفوضة جملة وتفصيلا (ليس بسبب عدم إيماننا بالديمقراطية والحرية، بل لمعارضة هذه اللجنة وبوضوح لنصوص دستور الدولة التي تطالب بالحريات والمزيد منها ولا ترضى أن يتم تضييقها بأي شكل من الأشكال) يسعون حقا إلى محاربة الظواهر الدخيلة على المجتمع الكويتي

لنستعرض ما بدؤوا به أعمالهم لنعرف أنهم لا يقولون الصدق، كانت البداية بمعارضة إجراء تصفيات برنامج «ستار أكاديمي» في الكويت، وهو برنامج فني بحت يعلم الشباب الغناء والتمثيل، بغض النظر عن أسلوبه إن كان يعجبنا أم لا، فهو أمر يرجع لاختيار الشباب وذويهم ولا يملك أحد أن يحدده لهم، لكن هل حقا الغناء والموسيقى والتمثيل عادة دخيلة على الكويت؟

بالطبع لا، فمنذ بداية الكويت وأجدادنا يمتعون آذانهم بالنهمات والسامريات والأصوات مرورا بعوض دوخي وعبدالله فضالة ومحمود وعبداللطيف الكويتي وغيرهم، وهو الأمر نفسه مع التمثيل، وحمد الرجيب وصالح العجيري وزكي طليمات يشهدون، إذن فإن الغناء والفن ليسا من العادات الدخيلة على الكويت

نأتي لثاني تحركات الفرسان السبعة وهو حفلة المستشفى، وهي حفلة خاصة تزخر بها الكويت كل يوم، وفي كل مكان ومنطقة، وهي موجودة وتنشر بالصحف منذ بداية عهد الصحف والمجلات في الكويت، إذن فهي ليست بعادة جديدة أو دخيلة، والأمر نفسه ينطبق على محاربة الشيشة والمقاهي، وهي موجودة أيضا منذ القدم في الكويت وبذلك هي ليست بالعادة الدخيلة

إذا فكل ما يدّعونه إلى الآن عن العادات الدخيلة ما هو إلا محض افتراء ليس إلا، وكذب واضح لا مجال لتأويله أو تبريره، ولكن السؤال الملح: ما العادات الدخيلة على الكويت حقا؟ الإجابة وبكل وضوح عن هذا السؤال تتمثل بالعودة لتاريخ الكويت الحديث والقديم، سنجد أن العادة الدخيلة التي لم تنجح من قبل ولن تنجح اليوم هي الاعتداء أو محاولة المساس بحرية الكويت وأهلها، ولنا في الغضبة الشعبية على محاولة تقييد الحرية بالإرهاب في الثمانينيات مثال صارخ، ولنا في دواوين الاثنين علامة بارزة، ولنا في المقاومة الباسلة لاحتلال صدام أسطورة حيّة، كل تلك الأمثلة وغيرها تدل على أن محاولة وأد الحرية هي العادة الدخيلة على الكويت وأهلها، ولن نحتاج لتشكيل لجنة لرفضها بل سنرفضها فطريا وسنحاربها أيضا، الفرسان السبعة أنتم العادات الدخيلة ولن نرضى قيودكم

ضمن نطاق التغطية

أقسم جميع النواب بمن فيهم الفرسان السبعة ومن أيدهم على احترام الدستور الذي يرفض تضييق الحريات، وشكّلوا لجنة لتقييد الحريات وفي العلن، وهذا حنث باليمين فما حكمه يا ترى؟! ننتظر الإجابة من الكتّاب الذين يفترض أنهم يعلمون بالدين وأصوله

جريدة الجريدة بتاريخ 16-6-2008

Thursday, June 12, 2008

بنات يدخنون

من أسوأ الأمور التي ألاحظها في مجتمعنا الكويتي هي التناقضات الكثيرة واللامحدوده التي يحملها هذا المجتمع بين طياته، هذه التناقضات التي تجعل من اللا معقول معقولا، ومن المرفوض تماما في ساعة مقبولا تماما في ساعة أخرى، هذه الإزداوجية التي تجعل الفرد يقف حائرا مشدوها لا يميز الصواب من الخطأ أبدا ولكي أبتعد عن النظريات سأدخل في التطبيقات التي نراها لكي تتضح الصورة

التدخين مثلا عادة سيئة يمارسها الكثيرون وهي من العادات التي يعترف حتى المدخنون بأنها سيئة ولا يجادلون فيها، إلا أننا نواجه مشكلة بالمفاهيم للأسف، بمعنى أننا لو نرى شخصا لا نعرفه يدخن في سيارته أو في أحد المجمعات أو المقاهي أو أي مكان عام، فإن شعور الغالبية يكون كالتالي إما أن نقول بأنها عادة سيئة ويتوقف الشعور أو أننا لا نشعر بأي شيء اطلاقا

ولكن ماذا لو كان هذا الشخص أنثى أو فتاة؟ ستتقافز آلاف المشاعر إلى الأذهان فيربطها البعض بسوء السمعة، أو الفجور أو سوء التربية أو غيرها من أشنع الأفكار لمجرد أنها أنثى!!؟؟

ولنقس هذا المثال على الشاب الذي يكوّن علاقة مع فتاة، فإما أن يكون هذا الشاب بنظر البعض وباللهجة العامية " راعي أسلوب ومزيون وحليو" أو " يا زينه يحب " أو راعي بنات وخرابيط" وفي جميع تلك الاحوال فإن النظرة الدونية لهذا الشاب إن تحققت تكون أقل بكثير من النظرة الدونية للفتاة التي تكون على علاقة مع شاب، والمصيبة العظمى إن هذه النظرة الدونية للفتاة قد تصدر من شاب لا مانع أو مشكلة لديه في ان يكون على علاقة مع فتاة!!؟؟

وكثيرة هي التناقضات الأخرى التي لا تكفيني مقالة واحده لسردها او التطرق إليها، ولكن هذه التناقضات وخصوصا في مجتمعنا تجعل الصراع بين الصواب والخطأ صراعا دائما ومستمرا لا يتوقف، بل يجعلنا نسيئ الإختيار وإتخاذ القرار في الكثير من الأحوال

فإن كنا نريد الصواب أو التقرب منه قدر المستطاع فعلينا أولا أن لا نرتبط بأفكار وموروثات قد تكون غير مفهومة او صالحة لوقت من الزمان وغير صالحة لهذا الزمان،ولنتجرد من أي تأثيرات خارجية ونحكم العقل والعقل فقط في إتخاذ قراراتنا

ملاحظة: لا أعمم هذا المقال على الجميع ولكن أتحدث فيه عن الغالبية أو على الأقل الغالبية التي أراها

برّه الموضوع
الحركة الدستورية او حدس أو الراعي الرسمي للإئتلافية بالجامعة تقهقرت على مستوى الدولة، فهل تتعظ تياراتنا الطلابية المدنية وتوحد الصفوف من أجل زوالهم داخل أسوار الجامعة؟ امنية كم أتمنى ان تتحقق

مجلة أبواب عدد يونيو 2008

Monday, June 09, 2008

أبي أكون كاتب مشهور

لدينا أكثر من عشر صحف يومية، كل صحيفة لا يقل عدد كتّاب المقال فيها عن العشرة، بمعنى أن لدينا أكثر من مئة كاتب مقال لكل منهم رأيه ونمط تفكيره، بالإضافة إلى الأقلام المأجورة وعددها غير يسير للأسف

أن يتميز الكاتب وسط هذا العدد الهائل من الكتّاب هو أمر ليس بالسهل أبداً، ولكن ما إن يحقق هذا التميز فإنه يشعر بأنه تمكّن من فعل شيء لا يستطيع الكثيرون القيام به

برأيي أن عملية التميز تحتاج إلى مطبوعة إعلامية جيدة، والقدرة على إيصال الأفكار من خلال كلمات لا تتجاوز الخمسمئة كلمة، وبناء الصور وملامسة المشاعر وطرح الحلول بصيغة جميلة وسلسة تمتّع القراء أو على الأقل لا تبعث الملل في نفوسهم

لا أخفيكم سرّاً حين أقول إنني أتمنى أن أكون أحد هؤلاء الكتّاب المتميزين، وأحد أسبابي هو إرضاء للغرور الشخصي، ولكن ليس هذا هدف رغبتي الأساسي، إن الكاتب المتميز في الكويت يعني أن تصبح كتاباته مقروءة ومأخوذة بعين الاعتبار لدى أصحاب القرار في البلد، كالوزراء ورئيسهم، وأعضاء مجلس الأمة ورئيسهم بل أيضا سمو الأمير وولي عهده، وهو ما يعني أنه متى ما ارتأى أو اقتنع أصحاب القرار بما خطه قلم الكاتب المتميز فإن ذلك سيجعل ما يكتبه يدخل في حيّز التبني والتنفيذ

ولأنني أعتقد أن هذه المقالة قد تجذب الانتباه وتكون مقروءة ولو عند جزء يسير من أصحاب القرار، فهذا ما سيجعلني أكون انتهازيا لأبعد حد كي أوصل رغباتي كمواطن شاب كويتي إلى السلطة

أريد دولة بما تحمله هذه الكلمة من معان، دولة تتوافر فيها كل المقومات، دولة تُعنى بالصحة والتعليم والأدب والفن والرياضة والثقافة، لا أريد أن أشكو من أن آخر مستشفى شيّد في أول الثمانينيات، ولا أريد أن أقول إن آخر نادٍ رياضي أنشئ في أول السبعينيات على الرغم من تضاعف عدد السكّان من ذلك الوقت إلى اليوم، ولا أريد أن أقول إن شعب الكويت ينتظر 10 أعوام للحصول على مسكن خاص به، ولا أريد أن أقول إنه لا مسرح حديثاً في الكويت إلا مسرح قصر بيان الخاص بالاحتفالات الرسمية، ولا أريد أن أشكو من سوء المناهج، ولا أريد أن أنتقد فقر أغنى دول العالم، ولا أريد أن أخشى ألا يكتمل المقال بسبب انقطاع الكهرباء وتعطل الكمبيوتر، ولا أريد أن أقول إن الدولة توقفت عن عملها كدولة منذ أمد بعيد

لهذا أريد أن أكون كاتبا متميزاً ويا ليتني كذلك

خارج نطاق التغطية

السيد محمد رضا الشيرازي رحمه الله عالم دين شاب عاش سنوات طويلة في الكويت، رسّخ وصوّر حقيقة عالم الدين المنصرف عن السياسة ودهاليزها بدينه وعلمه فقط دون إقحام للمصالح والأمور التي تتفنن فيها تيارات الإسلام السياسي الشيعية والسنية، نسال الله أن يتغمد المرحوم بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنّاته

جريدة الجريدة بتاريخ 9-6-2008

Monday, June 02, 2008

فقط 15 دولار

بعيدا عن الخطابات والأمنيات والتحديات الورقية، فإن البرامج الانتخابية للمرشحين زاخرة بالمطالب والمساعي التي يتفنن المرشحون في تسطيرها على الأوراق وفي ترديدها على الألسنة، ولا يقل مجلس الوزراء عنهم في التفنن في نفس الأمر ورقيا وخطابيا فقط

ولأننا نعلم أننا ملوك في الكلام بل إن الأقلام والأوراق تكاد تلتفت إلى أصحابها غاضبة «بسكم تشلّخ»، فلا بد لي أن أختار بين مسارين في هذا المقال، إما أن أسير على خطى الآمال والأحلام التي ينتهجها المجلسان، أو أن أقدم رأيا من الممكن جدا أن يكون فيه من العملية الشيء الكثير إذا ما أردناه كذلك، وهذا ما أختاره

سعر برميل النفط الكويتي حاليا هو 119 دولارا، والكويت تبيع يوميا ما يقدر بمليوني برميل نفط، أي أن إيرادات الدولة من بيع النفط تقدر بأكثر من مليار دولار كل خمسة أيام، وهو ما يعني حوالي 6 مليارات دولار كل شهر

طبعا ولأننا في الكويت فإننا لا نشعر بأي تغيير جوهري أو كبير يطرأ على وضع الدولة على الرغم من هذه الإيرادات المهولة -ما شاء الله- ولأننا نعلم تمام العلم بأن هذا المجلس لن يحيد عن سابقاته وبوادر التنمية المستدامة اتضحت من خلال مطالب نوابنا الأفاضل بوقف «ستار أكاديمي» الذي أثر بشكل سلبي على الكويت وجعلها في آخر الدول المحيطة فإنني أتقدم باقتراح بسيط ولا نريد إلا أن يتحقق

نريد فقط 15 دولارا من قيمة كل برميل يوميا، وهو ما يعني 30 مليون دولار يوميا للتنمية وبناء الدولة، فإن قدرنا أن سعر الدولار 250 فلساً فقط فإن هذا يعني أن إيرادات الدولة للتنمية ستكون 7.5 ملايين دينار يوميا، أي 225 مليون دينار شهريا وهو ما يعني 2.7 مليار دينار كويتي سنويا

لا نطلب المستحيل بل نطلب القليل بل القليل جدا من أموالنا وأموال الدولة، افعلوا بالمئة دولار المتبقية عن كل برميل ما تشاؤون، أسقطوا لهم القروض، ارفعوا سقف الراتب، تبرعوا لمن تشاؤون، أهدروا أموال الدولة، تنازعوا تصارعوا، أكثروا من الخطابات، افعلوا ما تشاؤون ولكن أعطونا 15 دولارا فقط

إن مبلغ الـ225 مليون دينار شهريا يعني أنه بالإمكان توقيع صفقات لتشييد 4 استادات بحجم استاد جابر شهريا، وتعني بناء 4 مستشفيات أفضل من أي مستشفى في العالم شهريا، والانتهاء من مدن سكنية تتسع لشباب الكويت وأبنائهم أيضا شهريا، وبناء جامعات وتعديل للطرق وكل ما تتمناه الأنفس. ماالصعوبة في ما نطلب؟ وما المعجزة في ما نقول؟ لا نريد سوى جزء يسير من حقوقنا كمواطنين فامنحونا إياها وتصارعوا وتنافسوا بالكلام في البقية

خارج نطاق التغطية

اليوم الاثنين هو يوم مصيري للأزرق ولا بديل للفوز أمام سورية أو الانتظار لتصفيات كأس العالم بعد أربع سنوات كاملة، وأنا أراهن وسأظل أراهن على روح أبناء الكويت من لاعبي المنتخب تجاه علمهم ووطنهم، أتمنى من نوّاب المجلس أن يشاهدوا المباراة ليتعلموا معنى الروح ومعنى العلَم

جريدة الجريدة بتاريخ 2-6-2008