Monday, July 28, 2008

سهلة

لو كنت وزيراً للتجارة ورأيت الارتفاع الجنوني للأسعار، سواء في المطاعم أو في المحال التجارية، أو الأهم وهو المواد الاستهلاكية، لفرضت رسوماً إضافية، بدلاً من التسهيلات المقدمة إلى الشركات الغذائية، كالأراضي المجانية وغيرها، ودعَّمت أسعار هذه السلع من خلال الرسوم التي أتقاضاها. لو كنت وزيراً للصحة، وفي ظل هذه الفوائض المالية، نتيجة ارتفاع سعر البرميل بشكل يفوق الخمسين دولاراً، عما هو مقدّر في ميزانيات الدولة، لطالبت على الفور بإنشاء أكثر من 10 مستشفيات متخصصة وعامة لسد العجز الصحي والتردي المخيف في هذا القطاع، ولن يستطيع أحد أن يرفض هذا المطلب، لا مجلس ولا حكومة، فأُصبح بطلاً في عيون الشعب وأحقق المنفعة لبلدي

لو كنت وزيراً للإسكان لطالبت بتحرير المزيد والمزيد من أراضي الدولة، لخفض أسعار العقار وتوفير السكن الملائم لأبناء الكويت، بدلاً من تكدسهم في الشقق أعواماً طويلة جداً، ولن يرفض أحد طلبي هذا، فأغدو بطلاً في عيون الشعب وأحقق المنفعة لبلدي

لو كنت وزيراً للإعلام لردعتُ لصوص أرشيفي الثمين كلهم، واكتفيت بقناة واحدة للإعلام الرسمي، تخصص لها ميزانيات القنوات الحكومية الأخرى، وفتحتُ المجال والتسهيلات للقطاع الخاص ليحقق المنفعة والتميز بإشراف «الإعلام»، ولأن الدولة معجبة جداً بالمثال السعودي، فسأضرب لها مثلا بالإعلام السعودي وانتشاره من خلال شبكة «إم بي سي» و«العربية» و«إل بي سي» وغيرها

لو كنت وزيراً للشؤون، لطالبت من اليوم بوجود وظيفة اسمها لاعب تسري عليه امتيازات موظفي الدولة جميعهم، ونسفت الهيكل الإداري الكريه بالهيئة العامة للشباب والرياضة. وسأطالب على الفور ببناء مدن رياضية تستوعب شبابنا بدلاً من انحرافهم إلى طريق الإدمان أو الانحراف الديني. ولن يرفض أحد من المجلس أو الحكومة طلبي هذا، وأصيرَ بطلاً في عيون الشعب وأحقق المنفعة لشباب بلدي

لو كنت وزيراً للأشغال، لسعيت من اليوم إلى أن تكون للوزارات والمؤسسات الحكومية جميعها فروع متكاملة في المحافظات كلها، بما فيها الجامعات والمراكز الخدمية، كي لا يتكدس الجميع داخل مدينة الكويت، وتوزع الكويت على شكل مدن، مثلما فعل الإنكليز في منطقة الأحمدي سابقاً

لو كنت وزيراً للتربية، لوقفت منادياً: أين أنت يا أحمد الربعي؟ ولراجعت تحركاته ومطالبه كلها أثناء توليه للوزارة، وجعلتها حيز التنفيذ

لو كنت رئيساً للوزراء، لفرضت على وزرائي قراءة هذا المقال، ليعرفوا كم هي المسألة سهلة لأن أحقق الرضا الشعبي والحكومي، وبخطوات أقل من بسيطة

خارج نطاق التغطية

متى ستتم محاسبة الأندية العشرة ومجالس إداراتها على مخالفتها الصريحة للقانون رقم (5/2007)، وهي التي أدخلت البلد وشبابه في نفق مظلم بتعنتها المتعمد لعرقلة قوانين الكويت ودستورها؟

جريدة الجريدة بتاريخ 28-7-2008

Monday, July 21, 2008

هل بيننا كويتي؟؟

شاهدت قبل أيام مضت فيلماً بعنوان
«The American President»
من بطولة مايكل دوغلاس، وعلى الرغم من أنني شاهدته من قبل، فإن ما استرعى انتباهي في هذه المرة جملة قالها بطل الفيلم هي التي أوحت إليّ هذا المقال الذي بين أيديكم

دستورنا العزيز نص في كثير من مواده على الحرية والتعبير، ولعل أبرز تلك النصوص هو ما ورد في مادته الثلاثين على أن «الحرية الشخصية مكفولة»، وغيرها من نصوص تكفل وتدعم الحريات

أن تكون مواطناً كويتياً، فإن ذلك يعني الالتزام بما ينصه هذا الدستور من حقوق وواجبات، وألا تعارض هذا الدستور إلا من خلال القنوات الشرعية، على أن تكون المعارضة بتغيير الدستور بما يكفل المزيد من الحريات

إن ما نص عليه الدستور يعني أننا يجب أن نحترم الحريات الشخصية احتراماً تاماً، فإن رأينا ما لا يعجبنا من غيرنا، وإن وجدنا أن هناك مَن يطالب بنقيض ما نطالب بشكل كلّي، ويتصرف بشكل مختلف ومعارض تماماً لما نعتقده ونمارسه، فعلينا أن نتحمل الاختلاف. وان نشاهد غيرنا يصرخ بأعلى صوته منادياً بما نعتقد أنه أغبى وأسخف ما يمكن أن ينادي به شخص على الإطلاق، ومع هذا لا نعزله عن الأمة، ولا ننبذه منها، والسبب بسيط، وهو أنه مواطن له حقوقه التي لا تختلف عن حقوقي وعليه واجبات لا تختلف عن واجباتي الدستورية

والسؤال: هل بيننا كويتي حقاً يؤمن بذلك؟ هل مجلس الأمة أو الحكومة تؤمن بهذه الفكرة؟ شخصياً لا أعتقد ذلك، فبرأيي أن النواب خصوصاً، ولا أعمم الحال عليهم جميعا بل على كثير ممن أشاهدهم على الأقل، لا يعرفون من دستورنا إلا اسمه وعدد مواده، ولكنهم فعلا لا يعرفون عنه شيئاً، وأدلل على هذا الكلام بوجود نواب يفرضون علينا كيف نفكر، وبماذا نعتقد، وكيف نتصرف؟

هل هذه هي الكويت حقا؟ إن المواطنة الكويتية هي مواطنة متقدمة جداً عن نظيراتها في المنطقة، وأن تكون مواطناً كويتياً تعني أن تتسامى فوق الاختلاف بشكل يصعب على الكثيرين، ممَن يعيشون على هذه الأرض، أن يتحملوه أو حتى يكونوا على مقربة منه

أعتقد، ومن دون مبالغة، أن الدولة- كل الدولة وليس أبناء المدارس فحسب- بحاجة إلى دورة تثقيفية وتوعوية مكثفة (تمنى ألا تكون على غرار ترشيد) تقدم المعنى الحقيقي للمواطنة الكويتية الحقة

خارج نطاق التغطية

دخلنا في اليوم الحادي عشر من نشر خبر الاعتداء على أحد الأطفال في احد أنشطة الجمعيات المسماة بالخيرية من دون أن يتكلم أحد، وأنا لا أعفي نواب التيار المدني من السكوت الغريب هذا، ومازلنا في انتظار

Monday, July 14, 2008

ماراح يسوون شي

طالعتنا إحدى الصحف الزميلة في يوم الأربعاء الماضي بتاريخ 9 يوليو الجاري بخبر مفاده أن أحد الأطفال قد تعرض للاعتداء الجنسي في رحلة لإحدى الجمعيات التي تسمى بالخيرية، وفور قراءتي للخبر عادت بي الذاكرة إلى الاعتداء الجنسي القذر، الذي وقع قبل أشهر في إحدى المدارس على أحد الأطفال. وحسب ما تناقلته بعض المواقع، فإن الجمعية التي تسمى بـ«الخيرية» هي إحدى الجمعيات المعروفة، وقد أثير حولها جدل كبير في الفترة الأخيرة. ولنقارن الحالتين القذرتين الآن، حالة الاعتداء في المدرسة وحالة الاعتداء في رحلة الجمعية المسماة بالخيرية

حالة المدرسة كان المعتدي فيها عامل غير معيَّن من قبل الوزارة

حالة الجمعية المسماة بالخيرية كانت تحت إشراف تام من تلك الجمعية، إن لم تكن الجمعية أخذت رسوماً مادية للاشتراك فيها

حالة المدرسة تمت إحالتها فور التأكد منها إلى الجهات المختصة لتأخذ العدالة مجراها، وأصدرت الوزارة بشأنها بياناً فور التأكد من وقوعها

حالة الجمعية المسماة بالخيرية لم يتم التعليق عليها إلى اليوم من قبل الجمعية

حالة المدرسة تم التصعيد النيابي عليها مع صبيحة اليوم الثاني من نشر الخبر

حالة الجمعية المسماة بالخيرية لم ينبس أي نائب من نواب التصعيد النيابي في حالة المدرسة ببنت شفة إلى يوم كتابة هذا المقال

حالة المدرسة أدت إلى استجواب وزيرة التربية وتقديم طلب طرح الثقة بها

حالة الجمعية المسماة بالخيرية لم يتم إلى الآن حتى سؤال وزير الشؤون عنها

لقد تسابق النواب في حالة المدرسة بالدفاع -كما ادعوا- عن الطفل المعتدى عليه، ولكنهم اليوم يتحَدَون بعضهم في القدرة على الصمت تجاهها. لقد ذرفوا الدموع وتاجروا بخوفهم على الأعراض في حالة المدرسة، من أجل إقصاء الوزيرة غير المحجبة... واليوم، ومع أن الحادثة مؤلمة ومحزنة كسابقتها وبإشراف جمعية تسمى بالخيرية وكل لحية فيها أطول من الأخرى، فإنهم لم يقولوا شيئاً... ولن يقولوا

ماذا يريد الشعب حتى يعرف أن نواب تيار الإسلام السياسي لا يسعون إلى صون الشرف، بل يسعون الى الاقتصاص من معارضيهم فقط؟ ماذا نريد كي نميز بين مَن يقترن قوله بفعله، ومَن يهذب الكلام ولا يفعل شيئاً؟

خارج نطاق التغطية

عندما كان مغنياً لم يضر الكويت بشيء حتى وإن لم ينفعها، ولكن عندما جندته قوى الإرهاب ذهب إلى الجهاد في أفغانستان ولا نعرف مفهوم الجهاد حتى هل هو القتل والتشريد أم ماذا بالتحديد؟

جريدة الجريدة بتاريخ 14-7-2008

Monday, July 07, 2008

* ديره مخها وصخ

مخك وصخ... كلمة تقال لكل شخص يحلل الأمور والكلمات والتصرفات بشكل غير الشكل المقصود، وبمعنى غير أخلاقي أو يخدش الحياء

قد يكون الأمر طريفاً في بعض الأحيان لو كان بيننا مَن يفكر بعقلية «المخ الوصخ» إن كان على سبيل الدعابة القصيرة المدى، لكن أن يكون هذا حال مجتمع بأكمله من خلال مخرجاته التي تنوب عنه في «قاعة عبدالله السالم»، فتلك المصيبة حقاً

سأشرح وبإيجاز ما أعني، على مر الاثني عشر عاماً الماضية قدّم لنا مجلس الأمة الكويتي اقتراحات وتشريعات تثبت ما أعني، إليكم جزء منها: فصل التعليم المشترك بالجامعة لتجنب المشاكل الأخلاقية بين الجنسين؛ كالإيدز والزهري واللقطاء، كما قالت «جمعية الإصلاح» قبل فترة، ومنع الخيم الرمضانية التي كان يرتادها كثيرون لقضاء أجوائهم الرمضانية كل على حسب طريقته وللتواصل الاجتماعي وتناول وجبة الإفطار أو السحور، ومنع الشباب الذكور من دخول المجمعات التجارية خوفاً من الفساد الأخلاقي، ومراقبة الحدائق العامة وخصوصاً في منطقة كيفان، ومنع الشباب الذكور من حجز شاليه في المتنزهات العامة، وأخيراً منع الأندية الصحية الرياضية المشتركة خوفاً من الفساد الأخلاقي والقادم أخطر

من خلال بعض هذه الاقتراحات والتشريعات نستشف بأن مجلسنا الموقر يعتقد أن مَن يسعى الى العلم ويكمل تحصيله العلمي سيكون عرضة للفساد الأخلاقي والتواصل الجنسي، ومَن يذهب ليتواصل اجتماعيا ويتناول وجبة الإفطار أو السحور وهي عادات إسلامية يكون، وفق رأي كثيرين من نواب المجلس المنتخبين من شعب الكويت، عرضة أيضاً للفساد الأخلاقي، ومَن يذهب للتسوق في المجمعات التجارية سيكون مهدداً كذلك بالفساد الأخلاقي! ومَن يرتاد المتنزهات العامة سيكون معرضاً أيضاً للانحلال الأخلاقي، ومَن يذهب لممارسة الرياضة والمحافظة على صحته سيكون عرضة أيضاً للفساد الأخلاقي، ومَن يجوب العالم من خلال صفحات الإنترنت أيضاً سيكون معرضا للفساد الأخلاقي

باختصار، فإن مجلسنا الموقر والمنتخب من قبل الشعب يعتقد أننا إن سعينا إلى علم، أو رياضة، أو ترفيه، فإن طرقنا كلها تؤدي إلى المفاسد، وهو تحليل نوابنا الموقرين لتصرفاتنا اليومية كلها

المصيبة هو أن كل مَن ينتخب أصحاب هذه العقول من النواب يعترف ضمنياً بأنه يحتاج إلى تقويم للسلوك، وأنه لم يحظ بتربية جيدة لذا فهو يحتاج إلى الوقاية التشريعية

ملاحظة أخيرة

بما أننا نملك مجلساً بهذا المخ فأنا أطالب بإلغاء اسم منطقة «جنوب السرة» من جميع الأدبيات والإصدارات، لأننا في ديرة مخها وصخ

خارج نطاق التغطية

سكرتير لترتيب المواعيد، وآخر للبحث والحصول على المعلومات، وثالث للدواوين والزيارات الاجتماعية، وثلاثة آخرون لتخليص المعاملات بالوزارات، وسابع لتوصيل الأبناء وقضاء أمور المنزل، ويتبقى 8 من السكرتارية بلا عمل سوى أنهم يتلقون أموال الدولة فقط... عاش مجلس الأمة المحارب للهدر

تم تغيير عنوان المقال من إدارة تحرير الجريدة إلى - مخها وصخ

جريدة الجريدة بتاريخ 7-7-2008

Saturday, July 05, 2008

وين رايحين؟؟

نتحمل كثيرا ونقاوم كثيرا ونعمل كثيرا ولن نتوقف عن العمل ولن نتوقف عن البذل ما دام لدينا قلب ينبض و عقل يرفض، نعم يا سادتي الكرام، الوضع يسوء أمامنا يوما بعد يوم، وما أن نرى طرفا لحبل أمل نتعلق ونتمسك به نجد الرياح تأتي لتقطعه

ما دور الشباب؟ وأين هم الشباب الذين يرددون نحن جيل الكويت القادم، نحن صناع المستقبل؟ نحن من سيعمر ما تركه لنا الأباء والأجداد من تراث وإرث ثقيل يحتاج إلينا جميعا رجالا ونساءا لنضمن استمراه؟

منحونا الحرية ونحن نراها تصادر بلا خجل من أمامنا، منحونا الانفتاح والموضوعية و البحث والتعبير، ونحن نختار كل مطالب بالإنغلاق و التعصب والتلقين والتكميم؟ كل هذا ونحن فقط نردد بأننا شباب الكويت وأبناؤها البرره؟؟

أي كويت نتحدث عنها ونحن لا نحرك ساكنين تجاه من يسعى لتشويهها وسحبها للوراء أميالا وأميال؟ ماذا نقول لمن منحنا الكويت الحديثة؟ كويت الرقي والتقدم والحضارة؟ كويت كان الجميع من حولنا يغبطنا عليها، وكان الجميع من حولنا يضرب فينا المثل بأننا دولة لا تستحق أن تكون في هذا المحيط الإقليمي بل ترقى في حضارتها لمصاف دول العالم الثاني كما كانت التسميات

كل يريد أن يعيش وحيدا منفردا ليجمع الأموال ويكون الأسرة ولا عزاء لصاحبة الخير هذه الأرض العزيزة الكريمة

لقد حاولت مرارا أن أكتب وأنبّه وأبيّن أن الوضع تعيس تعيس تعيس جدا في هذا البلد لكن لا أجد غير بعض كلمات الإعجاب بما يخطه القلم، ولكن أين الفعل؟ أين الشباب؟ أين الحرص على هذا البلد؟ هل لو تكررت كارثة كالغزو على البلد سيكون هناك شبابا كأسرار القبندي ووفاء العامر وهشام العبيدان وأحمد قبازرد، أم أن تلك النوعيات تلاشت عن كويتنا

لقد كنا نعرف عدونا في يوم الغزو الآثم وهذا ما كان يسهّل علينا العملية في مواجهته، ولكننا اليوم نواجه عدوّا من بيننا يأتي على شكل لحية أو لص أو متسلّق بحجة الإستقلال، وغيرهم من الأشكال البائسة التي تدمر البلد

إلتفتوا حولكم وإئتوني بثلاثة أشياء فقط اليوم تسير على ما يرام دون فساد أو تخريب في الكويت، لنعلم إلى أين نسير وإلى أين الإتجاه وهل حقا نريد الكويت؟

برّه الموضوع
ما أقسى أن يكون بيننا طفل صغير ولد في 1998 ويبلغ من العمر عشرة أعوام الآن ولم يشاهد إلى الآن فرحة للازرق الكويتي، إعذرنا يا صغيرنا فكويتنا يقتلونها أمام ناظرينا وبشتى المجالات وننتظر منك أن تساهم في إنقاذها

مجلة أبواب عدد يوليو 2008