Wednesday, December 30, 2009

تدوينة الأربعاء - شاهد إثبات

منذ بدء إهتمامي بالشأن السياسي وعلى ما أعتقد بأن هذا كان في عام 96 وأنا متعلق جدا بما يخطّه الشاعر الفنان أحمد مطر، فقد كانت إحدى مكتبات
Edgware Road
في لندن تزخر بدواوينه الشعرية التي أسماها باللافتات، ومما زاد شغفي بما يكتب هو سلاسة إسلوبه وبساطة مفرداته عطفا على منع إصداراته من أن تنشر في الكويت وأعتقد في معظم البلدان العربية.

اليوم وبعد 13 عاما من هذا الشغف الذي جعلني أحفظ بعضا من لافتاته المتمردة، أصبحت أنا وأحمد مطر زملاء في نفس الجريدة وهو أمر يجعلني فخورا بأنني تمكنت من أن أزامل قلما صلبا كقلم مطر.

من المفارقات حقا هو ما سيتم إتخاذه بالمستقبل القريب وبتهنئة نواب الأمة المدافعون عن الحرية كما يفترض فهم سيشددون القيود على الإعلام وسيهنئون قرار مراقبة المدونات، فلم أجد بدا من اللجوء لأحمد مطر ليعبر بشكل أشد عنفاعما أود قوله عن الحرية وللرد على كل من يرغب بقمعها.

لا تطلبي حرية أيتها الرعيّة
لا تطلبي حرية..
بل مارسي الحرية

إن رضى الراعي فألف مرحبا
وإن أبى
فحاولي إقناعه باللطف والروية

قولي له أن يشرب البحر
وأن يبلع نصف الكرة الأرضية
ما كانت الحرية من إختراعه
أو إرث من خلّفه
لكي يضمها لأملاكه الشخصية

إن شاء أن يمنعها عنك زواها جانبا
أو شاء أن يمنحها.. قدمها هدية

قولي له: إني ولدت حرة
قولي له: إني أنا الحرية
إن لم يصدقك فهاتي شاهدا
وينبغي في هذه القضية
أن تجعلي الشاهد.. بندقية

Monday, December 28, 2009

بئس الإنقاذ يا عقيلة

«إنقاذ وطن» هذا الشعار الذي رُفع أخيرا على خلفية ما قام به المواطن محمد الجويهل من تصريحات شجبها البعض بأسلوب ديمقراطي راقٍ، في حين أن الأغلبية شجبتها بكلام أسوأ بكثير مما قاله الجويهل.

نعم يستحق الجويهل أن يحاسب قانونيا على ما أثاره إعلاميا من شتيمة علنية وتشهير وهمي على أغلب الظن، لكن ألم يقسّم البعض، من ضمائر الأمة، المجتمع الكويتي من ذي قبل؟ أولم يصنّف كل من يملك الدنانير بأنه حوت يهدف إلى مص دماء الشعب ولا تهمه الكويت؟ أولم يصنّف أبناء المناطق الداخلية كما يحلو للبعض تسميتهم بأنهم عنصريون وانبطاحيون في الوقت نفسه، في استجواب الشريع لنورية الصبيح والاستجواب الأول لجابر الخالد؟

إذن فازدواجية المعايير موجودة لدينا أو لدى بعضنا إن صح التعبير، فمتى ما مست كراماتهم أصبحنا بحاجة إلى إنقاذ الوطن، ومتى ما قسمت أفواههم وتصرفاتهم الكويتيين إلى حيتان وتماسيح وحملان فالوحدة الوطنية بخير، وهم لا يكونون حينذاك سوى ضمير حي ولسان صريح وجريء.

أنا هنا لا أستنكر أو أرفض إنقاذ الوطن كمسمى وشعار، ولكن هذا الإنقاذ لا يتحقق بمعايير مزدوجة أبدا.

على أي حال لنتجه إلى ما حدث الثلاثاء الماضي في الندوة المشهورة بعنوان ندوة العقيلة عند النائب خالد الطاحوس، فقد تداعت القوى السياسية وبحضور جماهيري غير مسبوق إلى قتل الوطن لا إنقاذه.

فأن يكون أكثر من نصف المتحدثين من خريجي الانتخابات الفرعية التي تختزل الكويتيين في قبيلة وفخذ ليتحدثوا عن إنقاذ الوطن فهذه مهزلة، وأن يكون أحد المتحدثين متعدياً على الأموال العامة، ويريد أن ينتقم من فشله في تكملة تعديه على الأموال، وفشله في نيل ثقة الناخبين، ليأتي ويتحدث باسم الوطن/ البلد، وليس الوسيلة الإعلامية، فتلك هي الطامة.

أن يكون أيضا من المشاركين «حدس» حدس؟؟ حدس؟؟ أي وطن هذا؟ وأي إنقاذ؟ وأن يقمع أحد المدعوين من الحديث ضاربين عرض الحائط بحرية التعبير المكفولة دستوريا، ويدّعون بعد ذلك أن اجتماعهم هو لإنقاذ الوطن ودستور الوطن فعن أي وطن تتحدثون؟!

العتب كل العتب على السياسي المخضرم عبدالله النيباري الذي صوّر ذلك التجمع بأنه شبيه بدواوين الاثنين، وشتان ما بين المطالبة بالدستور «يابو محمد» ومن بارك وصفق لناس تسعى إلى وأد الدستور.

والعتب الآخر على الصديق والسياسي الواعد خالد الفضالة الذي قبل بالمشاركة مع أغلبية متجاوزة القانون، وجرمهم برأيي لا يقل عن جرم الجويهل يا «بوسند».

نحن فعلاً بحاجة إلى إنقاذ الوطن، من تجمع إنقاذ الوطن في يوم الثلاثاء الماضي.

خارج نطاق التغطية:

لا أستطيع أن أتجاوز حادثاً مفجعاً آلمني كثيرا برحيل شاب يافع هو ابن عمي يوم الأربعاء الماضي، ولكن عزائي الوحيد أن عمره الصغير لم يتح المجال لهذه الدنيا أن تلطخه بأوساخها، فإلى جنة الخلد يا جعفر محمد تقي خاجه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الجريدة بتاريخ 28-12-2009

Wednesday, December 23, 2009

تدوينة الأربعاء - وذّكــر

شخصيا لا أدخل في نوايا السيد فؤاد الرفاعي صاحب مركز وذّكر في منطقة السالمية، بل إني قد قمت بقراءة إعلانه المنشور في صحيفة الوطن يوم أمس الموافق 22-12-2009 حول الزوبعة التي حدثت جرّاء إعلانه بشاشته العملاقة التي ذكر فيها أن يوم عاشوراء هو يوم الفرح والسرور.

ولأن الكويت لا ينقصها فتنة أخرى ولنتجنب تلك المصائب المتلاحقة فعلينا أن نسعى لمعالجة الخلل إن وجد بنوايا طيبة صالحة بعيدة عن التعصب والطائفية.

أنا اليوم لا أتكلم من منطلق ديني لأنني لست بعالم ضليع به بقدر ما أتكلم من منطلق منطقي حيادي يسعى إلى الحقيقة والتقريب بين الآراء إن إختلفت.

وقبل أن أبدأ يجب أن أشير بأنني ضد أي تصرف من شأنه أن يسلب حرية السيد الرفاعي بالتعبير عن رأيه السليم بوجهة نظره، فما عبّر عنه الرفاعي يعبر عن ضده الشيعة في الكويت من خلال المجالس الحسينية والقنوات الفضائية مؤخرا، وهو أمر لا بأس فيه برأيي وهو من صميم حرية التعبير والعقيدة المكفولة وفق الدستور الكويتي.

لقد برر السيد الرفاعي ما نشره بالشاشة الضخمة بأن يوم عاشوراء يوم للفرح والسرور بأن هذا اليوم هو يوم نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم وصامه سيدنا موسى وقد رأى الرسول عليه وآله أفضل الصلاة والسلام اليهود تصومه فقال بأنه أحق من اليهود بموسى فصامه وأمر بصيامه.

وإن الأحداث مهما توالت حتى وإن كانت حزينة فإنها لن تطغى على حادثة نصر مؤزر، وقد دلل على ما يقول بتشبيهه الأحداث الفرحة كعيد التحرير مثلا بأنه سيظل يوما للفرح والسرور حتى وإن حدثت كارثة على الكويت بعد ذلك بأعوام في نفس اليوم.

قد يكون هذا التبرير منطقيا لدى البعض وهو ما يجعل يوم عاشوراء فعلا يوم فرح وسرور بالنسبة لهم.

ولأنني أحيي السيد فؤاد الرفاعي على جهده في التذكير بالأحداث الهامة حتى وإن إختلفت معه فإني على يقين بأن عقله سيتفتح لما سأثبته له الآن.

من يوجد في الفلك وعلوم التقويم أفضل من السيد صالح العجيري أطال الله في عمره هذا العالم الفلكي القدير والذي أختلف مع كل من يخالفه في بداية ونهاية شهر رمضان. إليك أيها السيد الكريم ما يقوله العجيري بشأن عاشوراء





هاهو العجيري يثبت اثبات اليقين بأن عاشوراء الذي كانوا يصومونه اليهود وصامه النبي وفقا للأحاديث هو قطعا ليس العاشر من محرم بل أن المسلمين حولوه بعد ذلك للعاشر من محرم بخلاف التاريخ الفعلي ليوم نجاة بني إسرائيل - رابط إثبات العجيري

إذا فقعد وقعنا لضحية تغيير بالتاريخ لا نعرف ظروفه أو أسبابه ولكنه قطعا كما أثبت العجيري وهو أفضل من الرفاعي ومني بلا شك في علم التقويم والتواريخ، وقد أثبت بأن اليوم الذي صامه الرسول عليه وآله أفضل الصلوات والتسليم كان يوم الثامن من ربيع الأول والذي يوافق العاشوراء في التقويم العبري وللعلم بالشيء فإن يوم عاشوراء المقدس لليهود في هذا العام يصادف يوم 28 سبتمبر أي قبل عاشوراء محرم بثلاثة اشهر. المصدر.

وهذا ما يعني بأننا لسنا بحاجة لأي صدام أو إختلاف في وجهات النظر الشيعية والسنية بيوم عاشوراء لأن عاشوراء الفرح والسرور يختلف عن عاشوراء محرم. فلماذا إذا نزيد من شقاقنا شقاق ونصنع الإختلاف على الرغم من معدوميته؟؟

أكرر لقد وقعنا ضحية لتصرف قد يكون سياسي أكثر منه تاريخي وقد يكون من قتل الحسين في عاشوراء محرم هو من غير يوم الفرح والسرور الفعلي إلى يوم العاشر من محرم محاولة منه لطمس كارثة كربلاء، ولأننا اليوم في عصر العلم والعقل فلا بد لنا أن نتجرد من التحريف والتزوير وأنا نأخذ علومنا مع التاريخ من أهل العلم بالتاريخ والتقويم.

السيد العزيز فؤاد الرفاعي فور الإنتهاء من هذا الموضوع سأرسله لك شخصيا عبر البريد الإلكتروني والفاكس ولأنك أخذت على عاتقك مسؤلية تذكير المسلمين فأنا أخبرك بما قد لا تعلم عنه، وستكون اليوم أمام فرصة حقيقية لإثبات حسن النية ولا شيء سواها.

بالمناسبة فقد أصدر مركز وذكر منشورا ينصح فيه بعدم الإحتفال بالكريسمس على الرغم من زعم المسيحيين بأنه مولد عيسى عليه السلام، وزعم المسيح لا يختلف عن زعم اليهود بنجاة بني إسرائيل فإن كنا سنفرح ونسر بمعجزة موسى التي أخذناها من اليهود فلابد أن نحتفل ونسر بمعجزة ميلاد عيسى من غير أب، ويوم الكريسمس أيضا هو يوم الفرح والسرور.

ملاحظة: هذا الموضوع ليس بديني ولا عقائدي لأنني لا أتحدث في مثل هذه الأمور، ولكن إحقاقا لما أراه صحيحا كتبته.

ملاحظة أخرى: أعتذر للقراء الكرام على إستقائي بعض المعلومات من جريدة الوطن.

خارج نطاق التغطية:
ما يسمى بندوة إنقاذ وطن يحتاج للكثير من الكلام، وهو ما سنفرد له الأسطر في المقال القادم يوم الإثنين
.

Monday, December 21, 2009

الجويهل قال كلامكم

لا أتكلم عن ألفاظ الجويهل المسيئة للإنسان وليس الكويتيين فقط، فقد استغل محمد الجويهل الفضاء الحر وقام بطرح آرائه غير المقبولة بالنسبة إلي من تقسيم الكويتيين إلى داخل السور وخارجه، وألغى صفة المواطنة من البعض وأسبغها على البعض الآخر وفق ما يرى ويشاء.

وبغض النظر عن كلامه السيئ والمقدار العالي من الشتيمة التي تتعدى حدود الوقاحة، فإن ما قاله الجويهل ليس بالجديد على المجتمع الكويتي، حتى إن رفض واعتصم وندد الكثيرون.

دعونا نكشف الغطاء عن وجوهنا ونجول في شوارعنا ونسمع كلام بعضنا لبعض، أوليس الشعب الكويتي هو من استحدث مصطلحات «أصيل» و«بيسري» قبل أن نعرف من يكون الجويهل؟ أولسنا نحن من قسمنا معارفنا وأصدقاءنا، بل حتى بيوتنا وجيراننا بناء على الأصل؟ فهذا المطيري يتكدس في هذه البقعة، والعازمي في تلك، والشيعي الأعجمي في هذه، والشيعي الحساوي في تلك، ألم يكن كل ذلك حتى قبل أن يبلغ الجويهل الحلم؟

حتى في وظائفنا وأعمالنا تكون الحظوة لابن القبيلة والفخذ وابن الطائفة والمرجع وابن العائلة، بل حتى في حكومتنا يجب أن يكون ابن القبيلة والطائفة والعائلة حاضرا حتى إن لم يكن الأكفأ، وإن لم تكن القيامة قامت على الحكومة، ألا نتذكر المجلس السابق؟ وكيف أثار البعض زوبعة كبيرة لمجرد عدم وجود جهراوي في المجلس؟

ألم يكن من المنددين لكلام الجويهل والمهددين بمحاسبته أمس أناس ضربوا بالكويت عرض الحائط، واختزلوا كل الكويت في قبائلهم ليجروا انتخابات فيما بينهم قبل الانتخابات الرسمية، وعزلوا بقية الكويتيين عن المنافسة المشروعة في الانتخابات؟

أولم نتابع ما يحدث في الجمعيات التعاونية والأندية من انتخابات فئوية على مر السنين؟ كل ذلك حدث، ولم يزل يحدث بوجود الجويهل ومن دونه، فما الجديد؟ وما الذي أغضب الناس حقا؟ أهو الظهور علانية والبوح بمكنونات الأنفس والممارسات الدائمة لكثير من الكويتيين؟ أم أنها المطالبة الفئوية بعكس اتجاه المطالبات الأخرى؟

لماذا ننافق أنفسنا وندعي الوحدة ولمّ الشمل ونحن أول من نمزقها، قد يقمع الجويهل، وقد يضرب، وقد يقتل، وقد تمنع سمومه من البث، ولكن كل ذلك لن يغير ما في نفوسنا تجاه بعضنا بعضا، فستظل التصفيات الطائفية القبلية العائلية مستمرة في الانتخابات، وسنظل نقسم الناس إلى رافضي وناصبي، وإلى دماء زرقاء وأخرى حمراء، وفي هذه الحال لن ينفعنا وزير إعلام أو داخلية أو رئيس وزراء من تصفية نفوسنا وتغيير مكنوناتها.

ضمن نطاق التغطية:

هل فعلا تملك الحكومة حق منع قناة الجويهل؟ ماذا لو أقام استديوهاته إن وجدت خارج الكويت؟ فماذا سنفعل حينها؟ وكيف لنا أن نعاقبه؟ إن الإعلام بات حراً ولا يمكن التحكم به، ولكن النفوس والعقليات هي ما يجب أن يتغير حقا.

الجريدة بتاريخ 21-12-2009

Wednesday, December 16, 2009

إلى السيدة الجميلة

تساءَلت بهدوء: ما الذي أوصل التيار الوطني إلى هذه الحال من التراجع والتذبذب؟ ولماذا ابتعد الرأي العام عن الالتفاف حول التيار الوطني بعد أن كان يطوقه بالحب والتأييد حتى إن عانى الغبن لموقفه هذا؟

سيدتي الجميلة... الأجوبة بسيطة، ولكن لأعرِّف التيار الوطني بالنسبة لي على الأقل والذي أعتقد أنه يطابق رؤيتك أيضاً.

برأيي أن التيار الوطني هو كل من وقف وطالب، بل ناضل، من أجل أن نكون سواسية.

وهم كل من حارب وساهم في صنع كويتٍ لا تعرف محسوبية ولا مجاملة على حساب الأرض.

وهم كل مَن قالوا، بل لم يكتفوا بالقول، وواجهوا برأيهم الحر الذي آمنوا به حتى إن كان معاكسا للتيار، فأقروا بقولهم ووقوفهم حقوق المرأة ولو بعد حين.

وهم أيضا من رسم خريطة العمل لكل متنفذ في البلد فأوقفوه عند خط القانون لا يتجاوزه.

ولأتحرى الدقة أكثر سأذكر أسماء أبرزهم برأيي، ولا أختزل كل التيار الوطني فيهم: أحمد الخطيب- جاسم القطامي- سامي المنيس- عبدالله النيباري- حمد الجوعان- أحمد الربعي- أولئك أبرزهم بالنسبة لي لقربي من أعمالهم.

أجيبُكِ الآن عن سؤالك، أول أسباب التراجع تقع على عاتق من ذُكرت أسماؤهم، فهم لم يعملوا بشكل أفضل مما يجب عمله في تهيئة أجيال متلاحقة تتمكن من مواصلة المسير بنفس القوة والتأثير.

أما ثانيها، فهو يتمثل في الخضوع والتنازل اللا متناهي يا سيدتي لمن يحمل لواء التيار الوطني حالياً، فالسرقة لا بأس بها والتفرقة نتغاضى عنها ووأد الحريات نرحب به، أما قيادة الرأي العام فحدث ولا حرج، فالتيار المدعو بالوطني حالياً أصبح كالطفيليات التي تقتات على قضايا الغير؛ فهذا الذي يتبع التاجر، وذلك الذي يتبع فارس الصراخ، وآخر يكتفي بأن يتبع الحكومة ويصمت.

هل لكِ يا سيدتي أن تجيبي كيف أصبح تيارنا الوطني بكباره قبل صغاره يتصدرون صفحات وشاشات إعلام المجرم البريء، بعد أن كاد قادته سابقاً يخسرون أرواحهم في سبيل كشف المجرمين؟

هل لكِ يا سيدتي أن تخبريني كيف أصبحت الملايين التي تذهب إلى بخور وسيارات وشيكات تمنح لمرشحين يوزعونها على ناخبيهم أمراً هيناً، بل لا يستدعي عدم التعاون بحجة المواءمة السياسية والخوف من المجهول؟

أين نحن من حريات ناضل السابقون لإقرارها، ونحن لا نذكرها سوى في المناسبات، باستثناء فئة صغيرة نتمنى أن تكبر مازالت تحمل شيئاً من عبق التيار الوطني الحقيقي، وتسعى لصون الحرية 'مجموعة صوت الكويت'؟

كيف تجرأ البعض على تزوير الانتخابات سنوياً أمام ناظرينا بعد أن أفشل التيار الوطني القديم (مجلس 67) بسبب تزوير الانتخابات؟

نعم لقد تذبذب التيار الوطني يا سيدتي وسيستمر في هذا التراجع، ولن يتوقف إلى أن يتلاشى، وسيصبح من تمت تسميتهم بـ'الدستوريين الجدد' هم التيار الوطني؟ إن لم نكن قادة، وإن لم نواجه، وإن لم تكن مسطرتنا واحدة في رفض العبث كائناً من كان من يكشفه فلن نستمر أبدا.

تلك الإجابات عن سؤالك يا سيدتي الجميلة فهل ستغيرين من هذا الواقع شيئاً؟!

خارج نطاق التغطية:

خبر في الصفحة الأخيرة لإحدى الصحف الزميلة قبل يومين مفاده أن وافدة اعتادت ممارسة الفاحشة مع فئة الـ'في آي بي'، وقد أصر مساعد المدير العام للمباحث الجنائية الشيخ مازن الجراح على إبعادها رغم كثرة الوساطات لإخراجها... الإبعاد بحق الوافدة وفهمناه، لكن السؤال الأهم ما مصير فئة الـ'في آي بي' يا شيخ؟

الجريدة بتاريخ 16-12-2009

Monday, December 14, 2009

تدوينة - أيا سكوب

تقديس أو تمجيد إلى أن يتحول إلى تفسير وواقع، لا أعلم من أين جاء وكيف جاء التفسير عند البعض بعصمة أبناء الأسرة الحاكمة وأنهم فوق النقد والمساس، خصوصا وإن كانوا من أصحاب المناصب القيادية في البلد.

تابعت في الأيام التي سبقت الإستجواب تحركات بعض الشباب ممن يؤمنون بضرورة عدم إستمرار الشيخ ناصر المحمد في منصبه وأنا أعتقد ذلك أيضا بغض النظر عن الإستجواب ومحاوره، فللأسف فإني أرى بأنه لا يمتلك صفات القيادة التي تؤهله لقيادة الوزارة.

على أي حال، فإن بعض الشباب قاموا بتحركات عدة سواء عن طريق التدوين أو التحركات الميدانية لإيصال وجهة نظرهم، وهو أمر طبيعي ومحمود أيضا طالما إلتزموا في إطره القانونية، آخر تلك التحركات كان في الليلة التي تسبق إستجواب سمو الرئيس، ولكنها لم تمضي كما عهدنا في الكويت بيسر ودون صدام بين أصحاب الرأي الآخر، فقد تواجد بين جموع الشباب مجاميع كما كان واضحا في الكثير من المشاهد المعروضة على الإنترنت بأنها مدسوسة من قبل أطراف إتضح فيما بعد أن من يقف خلفها هو مؤسسة سكوب الإعلامية كما كان واضحا، و بأن بعض موظفين المؤسسة قاموا بتزويد بعض الوافدين باللافتات ومحاولة الشوشرة أيضا على المتحدثين في التجمع الشبابي.

وقد سعيت لمعرفة الرد على هذه الفضيحة من قبل القائمين على سكوب، على الرغم من أن تزوير الأحداث ليس بغريب عليهم وبرنامج صادوه التافه خير دليل، وتحقق لي ما أردت بعد أن إستمعت لصاحبة المؤسسة ( تم إزالة المقطع من اليوتيوب ) التي ذكرت بأن هؤلاء شيوخ ويجب أن يكون لهم إحترامهم وإحترام رغبة الأمير في تعيين سمو رئيس الوزراء!! ولتدلل على ما تقول ذكرت بأن مؤسستها توقفت عن نقد الشيخ أحمد الفهد بمجرد دخوله للوزارة لأنه حاز على ثقة الشيخ ناصر الذي حاز مسبقا على ثقة الأمير!!

إن الخلل كل الخلل أن نعتقد بأن الرغبة الأميرية تكون بمثابة القانون وهو ما أعيب فيه على بعض نواب التيار الوطني الذين إستغلوا وكرروا شعار الرغبة الأميرية أمام مجرمي الرياضة، وهو ما يكرره غيرهم اليوم في مسألة ضرورة بقاء الشيخ ناصر لمجرد بأن سمو الأمير إختاره لرئاسة الوزراء.

لم يذكر الدستور بأن الإختيار الأميري يكون بمثابة العصمة من النقد أو الخطأ، فإن كان الأمر كذلك فإن رئيس الوزراء لا ينتقد والمستشار لا ينتقد والسفير لا ينتقد بل الوزير كذلك لا ينتقد لأنه نتاج خيار رئيس الوزراء المنتخب من الأمير.

نعم، نص الدستور على أن الذات الأميرية مصونة، لا تنتقد ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال بأن من يمارسون مهام الأمير لا يمسون، ولا يعني أيضا ضرورة تلبية كل الرغبات الأميرية، ولنا في موضوع حقوق المرأة في عهد الراحل جابر الأحمد خير مثال.

لا أحد فوق النقد بإستثناء الأمير دستوريا، وكل من لا يؤدي عمله بالشكل السليم ينتقد بل ويطالب بالرحيل أيضا، فدعونا لا نستحدث دستورا جديدا ترسمه مؤسسات مثل سكوب وأخواتها.

خارج نطاق التغطية:

خمس ضيوف كرام يحلون علينا اليوم لعقد إجتماعهم الدوري فتنشل البلاد بالكامل وتغلق الطرق وتتعطل المصالح وتناشد الداخلية المواطنين والمقيمين بعدم التنقل كثيرا!! دولة لا تستطيع إستقبال خمسة ضيوف كرام بشكل سلس، مو فشلة؟؟

Wednesday, December 09, 2009

تدوينة الأربعاء -أحيلوا ناصر الخرافي

هل تغيرت الكويت بعد كومة إستجوابات الأمس، وهل ستتغير؟ هل تساءل المسلم عن سبب توقف أو إنعدام المشاريع التنموية في البلاد، وهل سأل الوعلان عن سبب تردي المنشآت وطيلة أمد الأعمال الإنشائية أضعاف مدتها؟ هل فكّر البراك في معرفة لماذا لا تصرف أموال المخالفات المرورية التي تقدر بالملايين شهريا لتحسين مستوى المرور وخدماته؟ هل طرح بورمية تساؤل حول العتاد العسكري ولماذا يراوح عدد الجيش الكويتي في مكانه منذ أكثر من ربع قرن؟؟

أسئلة وجهت وتمت الإجابة عليها، وزير قد يرحل وثلاثة باقون فمالذي سيتغير؟ لا شيء ما دامت العقلية ثابتة والوجوه هي المتغيرة.

لذا فالحديث عن موضوع منفصل تماما هو ما فضلته على موضوع الساحة، فما حدث طيلة عام كامل، وتحديدا في حال شركة زين للإتصالات المتنقلة والتي أسهبت في موضوع سابق بعنوان "فرقاكم عيد" في شرح كيفية إستفادة هذه الشركة من الكويت دون أن تقدم شيئا يذكر تجاه هذا البلد بالمقارنة مع ما قدمته للدول المجاورة والغير مجاورة أيضا، أقول بأن ما حدث يستلزم الوقفة الجادة بل إتخاذ إجراء رادع كي لا يتكرر هذا التلاعب الذي حدث بأموال الناس ومقدراتهم.

على الرغم من عدم تعمقي في سوق الأوراق المالية فهو مجال لا يستهويني كثيرا، إلا إن ما حدث في "زين" كما قلت خلال عام يجعل حتى من لا يفقه في السوق يعي جيدا كيف تم التلاعب بأموال الناس، من خلال بث الشائعات وتسويقها من خلال الصحف لترفع من سعر السهم يوما وتهوي به إلى القاع يوما آخر. في أواخر يناير الماضي وصل سهر سهم شركة زين إلى 590 فلس نتيجة للأزمة المالية العالمية وخلال سبعة أشهر وصل سعر سهم زين إلى 1.600 فلس، ليهوي بعد ذلك وخلال شهرين فقط إلى 920 فلس بمعنى آخر بأن من إشترى سهم زين في يناير بقيمة مليون دينار فإنه تمكن من تحقيق 2.7 مليون دينار في سبتمبر، ليأتي اليوم والسهم في الهاوية ليشتري السهم مجددا ويبث إشاعة ما قريبا فيقفز السعر مرة أخرى ويحقق أرباحا طائلة على حساب خسارة الآلاف من الناس ممن يصدقوا الإشاعة !!

أشير إلى السيد ناصر الخرافي هنا تحديدا لأنه هو مهندس صفقة "زين" الوهمية كما هو واضح، وهو مساهم رئيسي في "زين"، بمعنى أن صاحب البضاعة قام بنشر الأخبار علانية وفي الصحف وأمام ناظري الرقابة عن أن بضاعته سيندر وجودها في المستقبل وسيعلو سعرها، وما أن يتهافت الناس لشراء البضاعة أملا في كسب قليل من المال، حتى نكتشف بأن الأخبار التي نشرها صاحب البضاعة لم تكن سوى وهم منشور كي يروج لبضاعته.

ما ذنب من صدّق كلام الخرافي الذي مر أمام ناظري الجهات الرقابية المسؤولة فلم تضفي عليه سوى المزيد من المصداقية، فذهب هذا الإنسان البسيط أملا في باب رزق جديد ليصطدم بهكذا خدعة ملؤها بهارات هندية لسعت قلوب المستثمر الصغير وأودت بأمواله إلى الحضيض. إن ما حدث لا يجب أن يمر مرور الكرام، وعلى ناصر الخرافي الذي صرح مسبقا بأنهم قدموا "الصمّون" لأهل الكويت إبان الغزو أن يحال للجهات القضائية للتحقيق فيما قاله ونشره على مر الشهور الماضية وما سببه من خسائر تقدر بالملايين لكل من لم يعلم بأن الصفقة لم تعش أصلا كي تموت.

Wednesday, December 02, 2009

تدوينة الأربعاء - مهزلة شيخ

من أسخف الأمور في الإختلاف ما بين الآراء هو التدليل بحدث آخر لتبرير موقف، وقبل أن تتوهوا في تفسير الكلمات إليكم بعض الأمثلة:

في الحوار ما بين عراقيين حاليا
الأول: التواجد الأمريكي في العراق أرهق الشعب العراقي كثيرا
الثاني: حتى صدام أرهق شعب العراق

في الحوار مابين مسلم ومسيحي
المسلم: ما تفعله الدنمارك إهانة للمعتقدات والعقائد
المسيحي: وما يفعله بن لادن أليس إرهابا وقتلا للآخر؟

في الحوار ما بين مرأة ورجل
المرأة: الرجل ملول بطبعه
الرجل: النساء يبيعون الدموع لخداع الرجال

في الحوار ما بين رب أسرة فقير وفريق الإزالة
فريق الإزالة: ديوانيتك متعدية على أملاك الدولة
رب الأسرة: حدايق سكّان الشويخ مخالفة أيضا

أعتقد بأنني أوصلت القصد مما أعنيه، فالطرف الثاني في كل الحوارات لا يدافع عن وجهة نظره إن كانت مخالفة للطرف الأول، بل يتوجه فورا للهجوم على الطرف الأول بموضوع آخر معتقدا بذلك بأنه أحرج الطرف الأول وأسكته.

اليوم أنا أقول طلال الفهد ومن معه خالفوا قوانين الدولة صراحة، فيأتي الرد بأن الهيئة العامة للشباب والرياضة خالفت القوانين أيضا!!؟؟

وهو إقرار ضمني بأن طلال خالف القوانين نعم ولكنه ليس الوحيد في هذا الأمر؟؟
وتأتي المهزلة الأكبر في أن يدعوا بعض المشاركين في الجرم لتشكيل حركة شعبية تدعم مخالفين القوانين بل وتفخر بتصريحاتها بالصحف!؟
وهذا لا يحدث إلا في الكويت وأمام مرأى من يفترض أن يحاموا عن القانون ويدافعوا عنه.
أنا اليوم لا يعنيني إن كانت الهيئة مخالفة أوغيرها، فليحال كل من خالف القانون للنيابة ويحكم القضاء بعد ذلك، أما أن نبرر لشخص لمجرد أنه شيخ وذو نفوذ فتلك مهزلة لا يقبلها عقل ولا تقبلها أي دولة محترمة

في ظرف إسبوعين لا أكثر إرتكب طلال الفهد جرائم بحق الكويت ما أنزل الله بها من سلطان
في 12-11-2009 عارض لأول مرة وبمحضر رسمي قوانين الدولة ورفض تطبيق النظام المقبول لدى المنظمات الدولة والمتوافق مع القوانين المحلية.
في 15-11-2009 إحتل ومن معه أحدى مباني الدولة ( نادي القادسية) دون أن يملك أي صفة إعتبارية بمباركة وحضور عمته نعيمة الأحمد ودون أن تحرك الداخلية ساكنا، فقد تم إقصاؤه من رئاسة نادي القادسية في 14-11-2009 ولم يكن له الحق في دخول النادي دون قبول الإدارة الجديدة. وهو ما لم يحدث

في 25-11-2009 إنتحل شخصية رئيس الإتحاد الكويتي لكرة القدم وإستخدم أوراقا رسمية لا يحق له إستخدامها في مراسلة المنظمة الدولية فيفا.
في نفس الرسالة كذب صراحة حينما إدعى بأن الإجتماع الذي عقده هو ومن معه في 15-11 كان شرعيا على الرغم من أن شرعيته كرئيس لنادي القادسية إنتهت في 14-11

كل تلك الجرائم على مدى إسبوعين فقط لا أكثر، والمصيبة أن هناك من لا يزال يدافع بضراوة عن هذه الأفعال المشينة بحق الكويت حكما وحكومة وشعبا.

إن ما يمارسه طلال الفهد مهزلة إن لم تتوقف من أعلى المستويات فهي جرس إنذار لنهاية الدولة وسيادة البلطجة، القضية لم تعد طمباخية فحسب بل هي هيبة وكيان دولة آيل للسقوط إن لم يوقف هذا الإنسان.