Monday, September 29, 2008

إلى المواطن محمد هايف

لا أحب أبداً أن أكتب مقالاً طويلاً ولا أستسيغ أيضاً قراءته إلا في حالات خاصة جداً، وهذا المقال يعتبر بالنسبة لي حالة خاصة جداً فاعذروني على الإطالة

رسالة إلى الحكومة قبل البدء: افهموا جيدا واستوعبوا الأمر واقبلوه ولو على مضض، أي بالون اختبار تطلقونه لوأد الحريات، فإنكم ستجدون شعب الكويت دبوساً يفجره منذ البداية، فلا تتعبوا أنفسكم في بالونات التضييق على الحريات واعملوا للتنمية

في أولمبياد ميونخ عام 1972 وبعد أن سجل منتخب السلة الأميركي انتصارات مستمرة في جميع مشاركاتهم في الأولمبياد منذ عام 1936، وفي المباراة النهائية تحديداً للمنتخب الأميركي ضد الاتحاد السوفييتي، وبعد إعلان فوز المنتخب الأميركي في تلك المباراة، قرر حكّامها إعادة الثواني الثلاث الأخيرة منها ففاز السوفييت على أميركا، ولقناعة منتخب الولايات المتحدة بالظلم الواقع عليهم في تلك المباراة وعدم أحقية السوفييت بالفوز ولكنهم فازوا لاعتبارات سياسية فقد رفض الأميركيون استلام الميداليات الفضية إلى اليوم، وعوملوا معاملة الأبطال فور رجوعهم إلى بلدهم

في انتخابات مجلس الأمة لعام 2008 فاز بالمقعد الأخضر لهذه الانتخابات السيد محمد هايف المطيري، وكان الفوز عن طريق الانتخابات الفرعية المحظورة قانونا «وهو أمر موثق في الصحف بتاريخ 5-5-2008» وهو ما يعني أنه فاز بطريقة غير شرعية، وهو ما يجعلني لقناعتي التامة بعدم أهليته كنائب أن أكتب له كمواطن

فور صدور عدد «الجريدة» بتاريخ 22-9-2008 والذي تضمن خبرا للزميل بشار الصايغ حول القرار البشع من وزارة المواصلات بحجب موقع اليوتيوب، وطبعا هبّ الأحرار من الشعب من كتّاب ومدونين ضد هذا القرار الجائر واللامنطقي أبدا، فتراجعت الوزارة عن قرارها، إلا أن المواطن محمد هايف غرّد خارج السرب كالعادة مصرحا بأن حجب موقع اليوتيوب واجب شرعي ووطني وسنتابع عملية الحجب

شخصياً لا يعنيني تصريح لهايف أو المهري أو عاشور أو الطبطبائي أو غيرهم إذا ما تحدثوا عن خروج البعض عن الملّة أو دخولهم بها، فلا أحد منهم يملك مفتاحاً للجنة أو النار، والعلاقة الدينية هي علاقة خالصة بين العبد والمعبود لا شأن لهؤلاء بها. ولكن أن يتحدث المواطن محمد هايف عن أن وأد الحريات واجب وطني، مما يعني أن من يقف ضد هذا الأمر انسلخ من وطنيته، لهو أمر أرفضه ولن أسمح أن أوصم أنا وأبناء بلدي به أبدا، فنحن نعرف من نكون، نحن من وقف بالأمس القريب مع الحق السياسي للمرأة مع علمنا المسبق بأن التيارات المدنية ستكون هي الخاسرة بلغة الأرقام، ولكن حريتنا ومسؤوليتنا أجبرتنا على موقفنا، ونحن مَنْ وقف مع الدوائر الخمس على الرغم من يقيننا من أنها قد توصل مَنْ هم أشدّ عنفاً في نبذ الحريات، نحن يا محمد هايف من نقف احتراماً وتقديراً لعلمنا ونشيده وتقشعر أبداننا مع صوت السلام الوطني، نحن من لم نشترك بجريمة قانونية للوصول إلى المجلس، نحن من نؤمن بالديمقراطية ونشارك بها، لسنا كحضرتك نكفّر الديمقراطية ونستذبح للوصول من خلالها

صك الوطنية لا تملكه كصك الدين الذي يعتقد البعض أنك تملكه للأسف، يا أستاذ محمد هايف إن كان حجب «اليوتيوب» واجب شرعي كما تفضلت بالقول، فلماذا تخليت عنه وانتظرت الحكومة لتتحرك باتجاهه ومن ثم تصرح؟! أم أنك تنتظر هذه البالونات التعيسة من الحكومة كي تحدد لنا واجباتنا الشرعية والوطنية؟! كم نتمنى أن تعطينا قبل أن تطلق الحكومة بالونها المقبل والذي سينفجر سريعا حتما كما انفجرت سابقاته رأيا حول التلفاز والهاتف والسيارة والطائرة والكتاب والصالون والحلاّق وميكي ماوس أيضا. كي يعرف من اختارك بالفرعية من اختاروا لتمثيلهم

اعلم جيدا أيها الأستاذ الكريم بأننا سنقف ولن نرضى أبداً أن تكون معايير الوطنية من شخص ضرب بالوطنية عرض الحائط بمشاركته في انتخابات فئوية وتحركاته العنصرية، وهذه الرسالة ليست لك وحدك بل لكل من يعتقد أنه يستطيع أن يقمع لنا رأيا أو يقتل لنا كلمة

خارج نطاق التغطية

عبدالحسين عبدالرضا، سعاد عبدالله، إبراهيم الحربي، إسمهان توفيق، هدى حسين، خالد أمين، يعقوب عبدالله، فاطمة الصفي، شكراً على الأداء الجميل والفن الراقي

القرّاء الأعزاء عيدكم مبارك

جريدة الجريدة بتاريخ 29-9-2008

Monday, September 22, 2008

الكويتيين زينين

الكويتيين أهل خير، آل الصباح كلهم زينين، الكويتي ما يبوق، عيال الديرة أصحاب نخوة، شباب الكويت فيهم البركة، إحنا دولة قانون ومحّد ينام مظلوم

من منّا لا يسمع هذه العبارات وغيرها كل يوم وفي كل ساعة بشكل أو بآخر في بلدنا الحبيب الكويت، وبالطبع فإنني أتمنى أن يكون هذا الكلام كله صحيحا لأنني في النهاية ابن الكويت، وأتمنى أن أعيش وأكون من المجتمع الأفضل في الدنيا، ولكن الكلام وحده لا يكفي كي يتحقق ما أصبو إليه في بلدي

فلو صحّت العبارات المذكورة في بداية المقال، لما وجدنا الجياع يثورون قبل أسابيع على ظلم بعض أهل الكويت وجشعهم، وطبعاً المحصلة مجرد توصيات من أفضل خمسين سياسيا في الكويت برأي الشعب، ولما وجدنا أموالنا تختفي من محفظة الدولة وتمتلئ بها جيوب البعض من الكويتيين بلا أي إحساس قانوني بالخوف أو حتى إحساس إنساني أو ديني، كما أننا لن نجد أناسا يهاجمون قيادات وزارة الداخلية في أيام الانتخابات نصرة لقبيلتهم على الدولة، أو أن ينتصر أكثر من عشرين من أفضل خمسين سياسيا في الدولة برأي الشعب لقانون أو اقتراح ملؤه الظلم واللامساواة كإسقاط القروض، وغيرها وغيرها من علامات لم تجلب سوى الخزي والعار لمجتمعنا الكويتي، والتخلف بكل أشكاله، ولو كان الكلام المردد صحيحا لما تقاتل البعض لإقرار لجنة غير دستورية تدعى «لجنة الظواهر السلبية»، فإن كانت العبارات السابقة حقيقية فما الداعي لوجود تلك اللجنة؟

بل إن نفاقنا لم يقف عند تلك العبارات الإنشائية فحسب، بل إن البعض يسعى إلى تغيير تاريخ الدولة ومسيرتها في سبيل أن ندّعي أننا أحسن من جمهورية أفلاطون، فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد شاهدت منذ أيام قليلة الحلقة الأولى من المسلسل الكويتي الممنوع عرضه «أسد الجزيرة»، وهو من تأليف الوزير السابق شريدة المعوشرجي، والمخزي حقا أن تطمس وبشكل فج حقيقة قتل مبارك الصباح لأخويه محمد وجرّاح، فيُظهر المسلسل مبارك الصباح حاضرا لعزاء أخويه ويعظّم لنفسه الأجر في وفاة أخويه قائلا «هذا أمر الله»؟

أي مستقبل ننشد ونحن نطمس الواقع أمام الأجيال، ونغلفه بكلمات لا تغني أو تسمن من جوع، فلو قلنا إن الكويتيين «زينين» فهل سنصبح «زينين» حقا من دون فعل

لنمنح الكويت حقها بالعمل ومعالجة الأخطاء بدلا من الاستماتة في الدفاع عن أمور كريهة تحدث بيننا، ولنتوقف عن نفاق النفس ولو قليلا

خارج نطاق التغطية

علينا أن نوثّق كل أحداث الكويت وكل سلبيات القيادات الحكومية فورا، لكي لا نأتي بعد عشرين أو ثلاثين سنة ونذكر سلبيات الحكومات السابقة فيكتب من يكتب عن أن أسلافنا كانوا معصومين من الخطأ، ولم يرتكبوا أي زلة في حياتهم ولا داعي لشرح أكثر

جريدة الجريدة 22-9-2008

Tuesday, September 16, 2008

الولد الفقير أصبح رمزا

لأنني مؤمن بالدستور، وما كفله من حرية في التعبير أكتب هذا المقال، فقد استفزني كما استفز الكثيرين ما كتبه أحد الأقلام عن الدكتور أحمد الخطيب، وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن يُلغى رأيه، وإن وجدته غير منطقي أو غير مبرر أبدا، ولست أنا من يدافع أو يمدح أو يمجّد بالدكتور أحمد الخطيب، فالكويت تعرف من يكون هذا الشخص، ولكني سأتكلم عما يمثله لي أحمد الخطيب كشاب كويتي في أواخر العشرينيات من العمر

كان لابد لهذا «الولد الفقير»- بعد أن عانى الظلم الاجتماعي ومصادرة المنزل وقلة الدخل والأب المعاق- أن تترسخ لديه عقدة «الإحساس بالنقص» أراد التغلب عليها بدراسة الطب في فترة كان الأثرياء والوجهاء وأبناء العائلات يفرحون -بشدة- إذا ما نجح أولادهم في الشهادة المتوسطة حتى يرسلوهم لاستكمال تعليمهم في الخارج بتخصصات بعيدة كليا عن ذلك الفرع الذي أراد «أحمد» أن يتعلمه


هذا ما قاله ذلك القلم عن أحمد الخطيب، وأنا إذ أشدد هنا بأنني لا أدافع عن مذكرات الخطيب المنشورة في «الجريدة»، ولكن أتكلم عن شخصية هذا الرجل الفاضل. فإن كان لابد -كما يقول ذلك القلم- على كل من ولد فقيراً أن تولد لديه عقدة الإحساس بالنقص، فهذا يعني أنه لا يوجد أي رجل أو أي مخلوق سويّ في الدولة إلا من كان غنيا

نعم لقد عانى هذا الولد الفقير في طفولته، فلم تزده المحنة سوى الصلابة والقدرة على مواجهة ملمّات الحياة ومصاعبها، فأصبح رجل دولة ورمزا صانعا لإنجازاتها وتطورها السريع من الستينيات، هذا الولد الفقير الذي يكبرني بأكثر من خمسين عاما، ولا أعتقد أني أنا أو غيري من أبناء الكويت سنمر بخبرات وتحديات كالتي واجهها ذلك الولد الفقير، يعاملني ويسمع مني كما يسمع من غيري ويشاركنا الآراء ويتفق معنا إن أصبنا، ويخالفنا بحب وود إن اختلفنا مع آرائه، هذا الولد الفقير أبوابه مفتوحة ويستمع للجميع، على عكس الكثيرين سواه ممن لم يعرفوا من الإنجازات ما عرفه هذا الولد الفقير

أتصل به تلفونيا فلا يرد، فيتصل بعدها بمدة معتذرا وهو ليس بحاجة للاعتذار على عدم الرد، يتحدث عما قدمه للكويت ولا ينكر دور أحد، وإن نسي اسما بسبب الذاكرة فيظل سارحا حتى يتذكر ذلك الاسم ويعطيه حقه

هذا الولد الفقير هو من رجال الدستور الذين جعلوا قلمي وأقلام الآخرين تتكلم إلى اليوم بحرية، هذا الولد الفقير هو من إذا أخطأ اعترف بخطئه من دون مكابرة، هذا الولد الفقير مسيرة نضالية كبيرة أصبحت رمزا اليوم لا يسع من يختلف معه أو يتفق إلا أن يقف له إجلالا واحتراما

ضمن نطاق التغطية

قد يصمني البعض بالتطبيل بعد قراءة هذا المقال، وأقولها بفخر شديد شهداء الكويت الأبرار وأحمد الربعي وسامي المنيس وأحمد الخطيب أفخر بأن أكتب في مدحكم وإن وصمني كائن من كان بالتطبيل

جريدة الجريدة بتاريخ 15-9-2008

Thursday, September 11, 2008

أقلب مسيحي يعني

من أكره الأمور التي تثير غضبي هو أن يُـفسر ما أكتب أو أقول أو أفعل بشكل غير الذي أعنيه، خصوصا وإن كنت حريصا جدا على إيصال ما أعنيه بشكل دقيق كي لا يفسّر تفسيرات أخرى

ولعل مشكلة التفسير الخطأ للكلام تكثر في حال الكتابة أكثر منها في حال الكلام المباشر، وقد يعود السبب في إن الحبر المخطوط على الورق يخلو من المشاعر فلا يستطيع القارئ غالبا من أن يميز حالات الغضب أو الفرح أو أي مشاعر أخرى ما لم تكن هناك جملا وتعبيرات واضحة وصريحة ومكتوبة تبين ذلك

ما أجبرني على كتابة هذا الموضوع في هذا التوقيت هو ما لمسته ن قراءات متعدده بالآونة الأخيرة في الكويت، فلو قلت مثلا بأنني لا أحب أفكار الكاتب نبيل الفضل، وأشعر بالغثيان من مقالات الكاتب أحمد الفهد الذي يستجدي الضحكة من القراء و لا يحوز عليها، وتزعجني ضحالة أفكار نبيل العوضي، وأشفق على فؤاد الهاشم وهو واقع أعيشه فعلا، لو أعلنت هذه الأفكار كتابة فسيصفني أحد المساكين بالطائفية بحكم أن جميع هؤلاء من مذهب إسلامي واحد وهو المذهب السني الذي لا أنتمي إليه

هذا التفسير السخيف والإتهام بما ليس بي لمجرد أن كل الأسماء من مذهب واحد هو ما يلجأ له كثيرون ممن لا يرغبون بإستخدام العقل واللجوء لأقرب التفسيرات لهم كي لا يواجهون الحجة بالحجة، فما ذنبي أنا إن كان من لا يعجبني من أبناء مذهب واحد هل أمتنع عن الكتابة والكلام لأن من أرفضهم ليسوا من مذهبي؟

أرضى بالنصيب لأعبر عن رأيي ببعض آخر فأقول أن صالح عاشور لا ينفع كعضو لمجلس الأمة بل يجب أن يكون عضوا في البلدي لأن مطالبه الرئيسية تتلخص في تخصيص مسجد أو حسينية، أو أن أقول إن أحمد لاري لا يملك رأيا خاصا به ولم يتخذ موقفا مستقلا عن النائب عدنان عبدالصمد قط، فسيصمني نفس المساكين أو غيرهم بأنني أقول قولي هذا لأرضي المذهب الآخر كي لا أوصف بالطائفية!!!؟؟

إذا فإن الكويت اليوم بلد حرية التعبير و حرية الرأي ولأنها دولة مسلمة، بعض أفرادها من المذهبين الشيعي والسني لا يقبلون برأيي المعارض لبعض أبناء المذهب السني بحجة الطائفية ولا يرضون أيضا برأيي المعارض لبعض أبناء المذهب الشيعي بحجة أنني أحابي السنة بكلامي
فهل الحل أن أتجرد من إسلامي كي أتمكن من التعبير عن آرائي بحرية ودون تفسيرات سخيفة من بعض المساكين؟؟؟

مجلة أبواب عدد سبتمبر 2008

Monday, September 08, 2008

بوصباح ما ينفع

في الكويت نتمتع بصراحة قد لا تكون متوافرة في دول المنطقة المجاورة، هذه الصراحة وعلى الرغم من بعض الشوائب المطبلة لمصالحها على حساب مصلحة الكويت تكون هي الصوت الأكثر وضوحا، والأكثر جدية والأكثر قبولا في الأوساط المحلية

اليوم لدينا مثال برأيي الشخصي فشل في إدارة الأمور بشكل مناسب، ولكن هذه المرة على نطاق البلد بأكمله، هذا المثال هو سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح، ولكي لا أكون متجنيا أو متحدثا من باب الشجاعة وقوة القلم فسأورد بعض الأدلة منذ تولي سموه رئاسة الوزراء في 2006 إلى اليوم

كانت البداية مع قضية الدوائر فقد أيدت الحكومة برئاسة ناصر المحمد الدوائر العشر، فثارت ثائرة الشباب ومن خلفهم النواب فحل المجلس، ليعود ناصر المحمد بحكومة جديدة توافق بلا أي اعتراض على الدوائر الخمس، وأتت بعدها قضية الرياضة فأجمع المجلس على قوانين رياضية معينة لم يطبق أهمها إلى اليوم بسبب ضعف الحكومة بقيادة «بو صباح» في مواجهة ابن عمه والبقية ممن يرفضون تطبيق القوانين صراحة ودون خجل، لتلحقها قضية إسقاط القروض وعارضتها حكومة ناصر المحمد فتمخضت عن صندوق للمعسرين وقانون يحد من القروض ويخفض نسبتها، فتدهورت البورصة وسوق العقار وكل الأسواق من هذا القرار

ثم تلتها زيادة الرواتب التي أقرتها الحكومة بـ120 دينارا ولا شيء سواها، فاستنفر المجلس لتوافق حكومة بوصباح على زيادة أخرى وهي زيادة الخمسين!! إضافة إلى فشل الحكومة في دعم وزرائها باستثناء نورية الصبيح التي نجت من طرح الثقة وإن تكرر فلن تنجو

بالإضافة إلى جمع المتناقضات في وزارة «بوصباح»، فهو ينشد أن تكون الكويت مركزا ماليا، ويختار شخصية كأحمد باقر ليكون وزيرا للتجارة!!! ولولا التربص النيابي فلم يكن ليتردد في تعيين من فاز أو من شارك في الانتخابات الفرعية في الوزارة

إن ما أرغب في قوله ليس إنقاصا من قدر ناصر المحمد، بل إن الطبيعة البشرية تحتّم أن يكون هناك قادة قادرون على اتخاذ القرار وآخرون منفذون للقرار، ومع احترامي لعطاءات ناصر المحمد لكنني أعتقد أنه لم يمارس كامل صلاحياته الدستورية. فعلى الرغم من حاجتنا إلى هدوئه وطبيعته المسالمة فإننا بحاجة أكبر إلى دوره كرئيس حكومة بكل معاني الكلمة

خارج نطاق التغطية

بريء الناقلات يدير ويوجه البلد كيفما يشاء، على الرغم من أنه تولى وزارة النفط وسُرقت الناقلات، وتولى المالية فسُرقت الاستثمارات، أنا لا أقول عنه «لصا» -حاشا لله- ولكن هل يعقل أن تكون شخصية كهذه قادرة على رسم كويت الغد بشكل جميل؟

الجريدة بتاريخ 7-9-2008

Monday, September 01, 2008

والله فشله

فلسفتنا تعتمد على مبدأ (الناقل الجوي المنطلق على أسس العولمة والمنفذ بلمسة محلية) حيث نجمع بين الأصالة والحداثة لنيل رضا عملائنا

الكويت هي سوقنا الأساسي، و«الكويتية» ستهيمن على السوق المحلي من خلال المنافسة المحلية والدولية

بروح التحدي التي بنينا من خلالها مؤسستنا بعد تحرير بلدنا الكويت عام 1991 نتطلع لمستقبل تبرز فيه «الكويتية» كشركة طيران رابحة


الجمل السابقة هي جزء من الطلاسم المكتوبة في الموقع الإلكتروني للخطوط الجوية الكويتية، فمن يستطيع تفسير إقحام العولمة في العبارة الأولى؟ وكيف ستهيمن «الكويتية» على السوق المحلي من خلال المنافسة المحلية والدولية في العبارة الثانية؟! والمصيبة الأعظم هو أن تتطلع «الكويتية» إلى أن تكون شركة طيران رابحة، أي أنها وبعد أن اختزلت فترة عملها في 18 عاما فقط، فإنها لم تحقق ذاتها في أن تكون شركة رابحة

ليس هذا فحسب، بل إن المصيبة هي أن أسطول «الكويتية»، وكما ورد في موقعها الرسمي، كان يتمثل بـ21 طائرة حتى 2 أغسطس 1990، ولكنه وفي -1 سبتمبر 2008 يتكون من 17 طائرة فقط

مَن من المسافرين على متن «الكويتية» على مر السنوات لا يملك ذكرى سيئة عن هذا الناقل الجوي الأقدم بين نظرائه في المنطقة؟ خمسون عاما أو أكثر وهذا الطيران بعد أن كان في الريادة لا يجلب سوى الخزي والعار على الكويت وأهلها، مازلت أتذكر رحلتي إلى لندن في 1998، ولم نجد أنا وصديقي حجزا على «الكويتية» فتوجهنا إلى لندن من خلال الخطوط القطرية الحديثة النشء، وكنا نقول إننا سنسافر على «القطرية» بخجل شديد، واليوم نسعى إلى السفر من خلالها بعد أن تمكنت خلال عشر سنوات من أن تقارع أفضل شركات الطيران في العالم، والحال نفسها تنطبق على «الإماراتية» و«الاتحاد

حتى رئيس الوزراء تعطلت طائرته الكويتية وتأخرت رحلته قبل فترة وجيزة، هل ننتظر كارثة تحدث كي نتحرك؟ وهل يجب أن تسقط طائرة لا سمح الله حتى يسن النواب ألسنتهم، ويشمر الوزراء عن سواعدهم؟

الخجل الخجل ولا شيء سوى الخجل، لا نريد من السلطتين سوى الخجل من هذا التراجع السخيف في كل شؤون الحياة في الكويت، فالخجل وحده هو من سيحرك العمل، فلو أجري استفتاء عالمي اليوم عن أكثر مواطني العالم خجلا من تراجع بلادهم فسنجد في المقدمة الشعب الكويتي وليس السلطتين

نكتة من موقع «الكويتية» قبل الختام: تطوير المصداقية وتعزيز السلامة والأداء الملتزم بدقة التوقيت لخدماتنا ومنتجاتنا من خلال التقنيات المستحدثه

خارج نطاق التغطية

أحد المتابعين الكرام قام بتصحيح معلومة أوردتها بالخطأ في المقال الأخير عن عدم وجود عالم مسلم حائز على جائزة نوبل في الفيزياء، والصحيح هو أن العالم الباكستاني–البريطاني المسلم «عبدالسلام» حائز على هذه الجائزة
في عام 1979، أعتذر عن الخطأ ومبارك عليكم الشهر

جريدة الجريدة بتاريخ 1-9-2008