Saturday, February 10, 2007

بتزوج سنّية

تجرّدوا من أي عاطفة قبل قراءة الأسطر المقبلة، فأنا لا أحتاج إلا للعقول لتقرأ هذه الكلمات. وأنا لا أخاطب سوى قطاع الشباب من القراء لأن اليأس قد أصابني من الكبار والذين يفترض عليهم أن يكونوا أكثر حكمة ولكنهم للأسف ليسوا كذلك فيما سأكتبه

نحن في مجتمع مسلم ينقسم إلى مذهبين رئيسيين وهم المذهب السني والمذهب الشيعي، وكما يعلم الجميع بأن الخلاف الرئيسي بين هذين المذهبين هو موضوع الخلافة الإسلامية والذي إنتهى قبل 1400 سنة كاملة، ويرتكز هذا الخلاف على أن الخلافة هي أمر إلهي لا دخل للبشر فيه بحكم أنها خلافة دين إلهي وهذا ما يستند عليه المذهب الشيعي ولهم أدلتهم، والمذهب السني يرى بأن الخلافة هي قضية تشاور وإختيار بين المسلمين كافة ولهم أدلتهم. ولست معنيا بتغيير هذه القناعات أو الآراء أو الجدال بهذا الشأن لأن لكل منا قناعاته سواء بنيت على أسس منطقية أو إلتزاما بالموروثات العائلية

إن ما يعنيني حقا هو ما آل إليه الحال في مجتمعنا الصغير عدديا، فقد صنع هذا المجتمع الكثير من الحواجز والسدود المنيعة بين هذين المذهبين، وعلى مختلف الأصعدة فعلى الصعيد السياسي مثلا نجد أنه من الصعب جدا أن يفوز مرشح من أحد المذهبين إن كانت الدائرة الإنتخابية تتمتع بأغلبية المذهب الآخر، فإن كان عبدالحسين هو أكفأ الناس في كيفان فلن يفوز والحال نفسه مع عمر في الدسمة!! لان حاجز المذهب يعرقل حصوله على الأصوات، وهذه التقسيمة الكريهة نجدها في القطاع الوظيفي والإداري والوزاري وغيرهم

سأستطرد في شرح الجانب الإجتماعي من هذه الأزمة التي صنعها المجتمع بنفسه، وأقصد موضوع الزواج تحديدا، فللأسف فإن حالات الزواج بين المذهبين نجدها نادرة جدا جدا، وحتى وإن تم الزواج فإن إسرة الزوج أو الزوجة يضعون الحواجز بينهم وبين العريس أو العروس ويجعلان حياتهم لا تطاق من العزلة الكريهة لدرجة قد تؤدي إلى إنفصالهم

أنا أجهل بأمانة السبب في ذلك، فما أعرفه جيدا وأنه في أوج الخلاف الذي قسم المسلمين إلى هذين المذهبين قبل الف واربعمئة سنة فإن حالات الزواج والمصاهرة بين الفريقين كانت كبيرة جدا، فلماذا يدعي أصحاب المذهب السني بأنهم يسيرون على مسير الخلفاء الراشدين وهم لا يطبقون ما طبقه الخلفاء؟؟! ولماذا يرفض أتباع المذهب الشيعي السير على منهج آل بيت الرسول عليهم السلام؟؟

إن البعض من أتباع المذهبين يدعي بأن سبب رفض المصاهرة يعود لأسباب عقائدية وفكرية مختلفة بين المذهبين، وعلى الرغم من ذلك فإن أبناء المذهبين لا يضعون عازلا كهذا حين الزواج من أجانب أوروبا او امريكا على الرغم من الفارق الثقافي والإجتماعي الكبير، فكيف تتحقق هذه المعادلة؟ وكيف يتناسى أبناء المذهبين أن ما يجمعهم أكبر مما يختلفون عليه فما يجمعهم هو "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فتمعنوا يا أبناء جيلي فيما أقول علّ وعسى ان نحقق الوحدة والحكمة التي غابت عن كبارنا للأسف

برّه الموضوع
يبدو أن إسمي يسبب مشكلة للبعض للأسف الشديد فهم لا ينظرون للعمل بقدر نظرهم لخلافات شخصية أو ما يسمعونه من بعض من أختلف معهم، وأنا لا أستطيع أن أشطب إسمي كي أريحهم ولكن أطلب منهم أن يتعلموا فن الإختلاف. عموما فقد أتعبتكم بكثرة الكلام و
HAPPY VALANTINE
مجلة أبواب عدد فبراير 2007

9 comments:

Anonymous said...

الله يكثر من امثالك من الفئتين.
مبروك مقدما وبارك الله في جهودك وجهود باقي زملاءك.

سيدة نفسي said...

السلام عليكم والاكرام ..

اخي الكريم

ها أنت تطرح موضوعا أكثر حساسية من أي موضوع آخر ، موضوعا كان ومازال يشغل القلوب قبل العقول ، فالقلب لا يدل طريق القلب أحيانا بل يعرف شيئا واحدا وهو النبض والتقرب لمن يحب .

إن المسألة المعقدة التي لطالما سمعنا عنها في مجالسنا الدينية والتي تأتي على سبب الولاية والإختيار ، والخلافة والمبايعة وغيرها من الأمور التي يعتبرها البعض مجرد معلومة تاريخية لا تسمن ولا تغني من جوع وآخرون يعتبرونها أساسا لبناء العقيدة الحقة ، وهذه الإختلافات الواسعة في كيفية البناء واللابناء تدعنا كوننا بشر لا نعقل إلا ما ترك لنا من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ثقلين وهما القرآن الكريم وعترته الطاهرة وهم آل البيت عليهم السلام ، فبعد التركة زادت المجادلة كحال أي تركة تترك لأمة لا يحصى سكانها بعدد حبات الرمل .

نأتي إلى باب الإختلافات التي تمنع الزواج والتي وردت في القرآن الكريم وهي تدرج تحت باب عدم التكافؤ الديني :


" قد أفلح المؤمنون الذين هم لصلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فانهم غير ملومين "
سورة المؤمنون .

التوافق الديني ولا أشير هنا إلى المذهب فلدينا تباينا في اختلاف المذهب ولا أظن ذلك مريبا إلا للبعض الذي يرفض أن يرتبط بشخص يختلف عن مذهبه كالمذهب السني والشيعي ، على الإنسان أن يبحث عن من يساويه دينيا كالمسلم الذي لا ينكح إلا مسلمة كما أمرنا العزيز الكبير في القرآن الكريم :


بسم الله الرحمن الرحيم
" ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم اولئك يدعون الى النار والله يدعوا الى الجنة والمغفرة باذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون " سورة البقرة ، صدق الله العظيم


تشعب المذاهب وكثرتها لا تبعدنا عن ما سنه الله لنا بداية من الأيمان بوجوده تعالى وصولا الى ما حرمه علينا وما حلله لنا فالمذاهب تتفق على أن الله الكريم ربا ً وبمحمد نبيا ً وبالإسلام دينا ً وبالقرآن كتابا ً وبالكعبة قبلة ً ، والفرق بينها فقط الأمور العالقة في الولاية والإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحقية الحصول عليها من قبل من ولا بلاغة ولا سماح لي في خوض ذلك حتى لأنني حقا غير مؤهلة لها .

فإذن القرآن وكذلك سنة النبي الأعظم من بعده لا تحرم هذا الإرتباط لكونهما مسلمان مؤمنان بالله وبنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .


لكننا بشر ولسنا ملائكة وهذه الحقيقة المؤلمة هي ما تجعل منا طرفان متناقضان ، بلى يلتقيان في بعض المناسبات والتي هي حالات الزواج النادرة ولا أجدها حقا نادرة لأنني شهدت على حالات زواج من المذهبين ونجاحهما ( هنا نبدأ بالجذور ) نجاحهما يعتمد على وعي وإدراك شديدين من قبل الطرفين وإلا فإن العلاقة سوف تنكب على وجهها في أول مطب حقيقي وأول تحدي لهما في هذا العالم المتقلب وفي هذه الساعة المليئة بالفتن التي تزرع البغض والعداء .

لا أريد أن أطيل عليك بإذن الله نكون قد وفقنا وإياكم في إيصال رسالتنا ..

سلمت يداك اخي الكريم

عاشق وطن said...

بو ناز يا إستاذي مرورك أفرحني جدا فشكرا لك

الزميلة سيدة نفسي

شكرا على المداخلة الايضاحية الرائعة والتي استفدت منها كثيرا فلكي جزيل الامتنان

Anonymous said...

باختصار أهنيك ويا بخت الكويت فيك
وما تتخيل اشكثر تعلمت من مقالاتك وعساك عالقوه والله يحفظك ويخليك
ويعطيك العافيه.

عاشق وطن said...

أشكرك زميلي / زميلتي

الصراحة الكلام وايد يشجعني ويبشرني بخير
إن عيال ديرتي فاهمين وواعين

فشكرا على الكلام الطيب

Z said...

شكراً على المقالات الرائعة ، لكن بالنسبة لموضوع الزواج بسنية، فخلال خبرتي البسيطة في الحياة أؤكد لك أن هذا النوع من العلاقات لا يستمر طويلاً لاختلاف أمور حياتية كثيرة في كلا المذهبين، الصلاة ، الصيام ، الحج بل وحتى في الموت هناك مقبرة للشيعة وأخرى للسنة وفي حال إذا قلنا أن الزواج استمر فماذا سيكون مصير الأبناء ؟

أمور معقدة للغاية تجنبها أسهل بكثير
وشكراً

عاشق وطن said...

الشكر لك على متابعتك الرائعة


لماذا نسعى للبحث بين الخلافات

فحتى بين الأسر المختلفة في الكويت هناك إختلافات كبيرة في ممارسة عاداتهم فهل نقطع التصاهر بين الأسر المختلفة بسبب الخلافات

مالمشكلة في أن يصلي أو يصوم أو يحج كل على طريقته مادام الهدف واحد وهو العبادة

ولنبحث عم يجمعنا لا ما يفرقنا

إن الزواج علاقة ربانية إجتماعية رائعة فلماذا نقسمها لفئات وطوائف بدلا من بناءها على مشاعر؟

Anonymous said...

ما شا الله عليك
اسلوب رائع وراقي الله يوفقك

احب ارد بحديث لنبي عليه افضل الصلاة والتسليم على الكبار الذين يعارضون هذا الامر وايضا الشباب وتأيدا لك
"لا فرق بين عربي ولا اعجمي الا بالتقوى"

قواك الله

DK said...

malik sheghel feehom o hathe ana khale6 mathe'hben il walda she3eya o il wald sini o am proud of the two o ile mo3jpa ma ishof shr...