Monday, May 25, 2009

الرئاسة تريد رجلا

الرجولة التي أقصدها لا تعني أن يكون المرء ذكرا، بل الرجولة تعني الصدق والصرامة والأمانة والالتزام والجدية والحكمة.

وأنا هنا لا أزكي أحدا للرئاسة بقدر ما أبين تصرفات معينة لا تخوّل العضو للرئاسة، فهي لا تعني أبدا أن يكون الشخص باسما خفيفا للظل يُضحك الحاضرين، وهي مواصفات قد تتحقق بتفوق لبعض أعضاء مجلسنا الموقر.

من يجدر به أن يكون رئيسا يجب عليه ألا يكتفي بمعرفة اللوائح والقوانين فحسب، بل أن يمارسها على نفسه وعلى غيره من أعضاء المجلس، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن المادة 89 من الفصل الثاني في الباب الثاني للائحة الداخلية للمجلس تنص على أن:

«للمجلس أن يوقع على العضو الذي يخل بالنظام أو لا يمتثل لقرار المجلس بمنعه من الكلام أحد الجزاءات الآتية: (أ) الإنذار. (ب) توجيه اللوم. (ج) منع العضو من الكلام بقية الجلسة. (د) الإخراج من قاعة الاجتماع مع الحرمان من الاشتراك في بقية أعمال الجلسة. (هـ) الحرمان من الاشتراك في أعمال المجلس ولجانه مدة لا تزيد على أسبوعين. ويصدر قرار المجلس بهذا الشأن في الجلسة ذاتها، وللمجلس أن يوقف القرار الصادر في حق العضو إذا تقدم في الجلسة التالية باعتذار كتابي عما صدر منه».

كل تلك الصلاحيات الممنوحة للرئيس التي يجب أن يطرحها على المجلس لم تمارس أبدا في السنوات الأخيرة، على الرغم من إجماع الأمة بأن هناك ممارسات عبثية مزعجة لدى بعض النواب تجعلهم جديرين بكل تلك العقوبات، بل أكثر منها إن وجدت، ولنا في جلسة إقرار الحق السياسي للمرأة برهان ساطع على ما أقول.

الرئاسة لا تعني أبدا أن يردد الرئيس «أوف ذبحتوني– عورتوا راسي- ترى والله أرفع الجلسة– خلصوني بصوِّت– الله يستر» وغيرها من مصطلحات أصبحت سهلة على مسامعنا في الفترة الطويلة الأخيرة.

الرئاسة لا تعني أن تدعي وتقول بأنك لم تمنع الناس من دخول المجلس إبان الثورة الإصلاحية البرتقالية في 2006.

إن كرسي الرئاسة القادم لن يحسمه سوى حكومة الشيخ ناصر المحمد الجديدة، التي وعدنا «بوصباح» على ألا تكون كحكوماته السابقة، فالحكومة تملك ما يفوق العشرة أصوات للرئاسة، فإما أن تمتنع عن التصويت وتجعل المجلس المنتخب ينتخب رئيسه وحيدا ويتحمل مسؤولية اختياره وحيدا، وإما أن تؤثر على اختيار الرئاسة وتسلب المجلس المنتخب قراره.

ضمن نطاق التغطية:

الأعزاء في مدونة «لا أرى لا أسمع لا أتكلم» ذكروا أن الشعب أحسن الاختيار قدر المستطاع كما طلب سمو الأمير في اختياره لنوابه ونائباته، ولم يتبق إلا مجلس الوزراء أن يكمل حسن الاختيار في الإسهام باختيار رئاسة تريد رجلا.

* تم تغيير عنوان المقال في الجريدة لأسباب لا أعلمها

الجريدة بتاريخ 25-5-2009

Tuesday, May 19, 2009

ماكو خشم

أطرف وأكثر الرسائل القصيرة التي وصلتني عن نتائج الإنتخابات هي تلك الرسالة التي نصّها " أسيل كمش خشم حدس"، فقد كانت هذه الرسالة معبرّه جدا عن ما عانته المرأة الكويتية في هذه الإنتخابات وتحديدا النائبة أسيل العوضي.

فالنظام البائد المسمى بحدس إن لم يكن هو الذي اجتزء كلام الدكتورة النائبة أسيل العوضي وعرضه على اليوتيوب فإنه بكل تأكيد تحرك بكل ثقله الزائل لتشويه سمعة أسيل العوضي النائبة لعّل وعسى ان يتحقق مبتغاهم في عدم وصول إمرأة للكرسي الأخضر ولكن مبتغاهم لم يتحقق ووصلت إمرأتان في الدائرة الثالثة، ليس ذلك فحسب بل على حساب مقعدين للنظام البائد. بالإضافة لمقعدين في الأولى والثانية.

إن مامارسه النظام البائد "حدس" على مر السنين من إستغلال سيء للدين وتلّوّن يفوق ألوان الطيف بكثير يدفع ثمنه الباهظ جدا اليوم، فبعد أن تحالف مع قوى الفساد على حساب الوطن، وبعد أن مد يده لسراق المال العام ليكونوا الرعاة الرسميين له مقابل سكوته عن السرقات معتقدا بذلك أنه ضمن الإعلام والمكانة الدائمة، هاهو اليوم يفقد وجوده في الحكومة ويفقد وجوده في المجلس ويفقد رعاية السراق الإعلامية له.
أيها النظام البائد، طعنتم في أخلاق اهل الكويت على مر سنينكم فوصمتم التعليم المشترك بأنه يجلب اللقطاء والإيدز، وخنتم الكويت في الغزو من قبل صغاركم الذين باتوا كبارا اليوم بالعمر فقط، وأغمضتم أعينكم عن السراق وتعاونتوا معهم، وحاولتم بكل ما أوتيتم من قوة أن تمرروا صفقات غير معلومة العواقب في النفط، وخدعتم الشعب بحملة مليونية لترشيد الطاقة ولم تترشد وهانحن نستورد الكهرباء من قطر. وغيرها من المصائب التي جلبتموها للكويت، فـ "زين يصير فيكم."

وعلى الرغم من طرافة الرسالة النصية التي تقول " أسيل كمش خشم حدس"، إلا أنه يفرحني أن أقول بانها غير واقعية، فحدس لم يعد لها وجود كي يكون لها خشم.

خارج نطاق التغطية:

دكتور الشريعة سارق المقالات والمطرود من الجريدة التي كان ينشر سرقاته بها، والذي أصبح بقدرة قادر يحلل الإنتخابات النيابية، تسمّر أمام الشاشه يتابع النتائج التي كان يحللها ويقول 100% نتائجي صح، والواقع إن 100% نتائجك غلط وتفشّل بإستثناء الدائرتين الرابعه والخامسه وليس من قدرتك على التحليل بل لتفرج الحكومة على الفرعيات، لا بالكتابه فالح ولا بالتحليل.

لم تنشر بالجريدة للتأخر مني في تسليمها لإنشغالي بالإنتخابات

Friday, May 15, 2009

تغطية إعتصام لا للتكفيريين

تغطية لإعتصام 10-5-2009 في ساحة الإرادة تحت شعار لا للتكفيريين

الجزء الأول

الجزء الثاني

الجزء الثالث

الجزء الرابع

الجزء الخامس والأخير

غدا تجرى إنتخابات المجلس

ولا أعلم لماذا أنا متفاءل جدا

Monday, May 11, 2009

حدس وأخواتها... عن الربربة

كانت نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن إذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن، وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل، فأنزل الله 'يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً'، يقنعن بالجلباب حتى تعرف الأمَة من الحرة.

هذا تفسير الطبري للآية (59) من (سورة الأحزاب)، وهو ما قالته النائبة- بإذن الله- أسيل العوضي في إحدى المحاضرات الجامعية، فقامت قائمة 'الحدسيين' والسلفيين وغيرهم ممن اعتقدوا أن صراخهم وصكوك الجنة والنار التي يوزعونها ستكون كفيلة للإطاحة بأسيل العوضي.

الطبري هو مَن قال إن هناك رجالاً يجلسون على الطريق للغزل، وليست أسيل بل لأنها مطلعة وتعرف منهجها جيداً فقد نقلت تفسيراً للقرآن، والطبري هو من فسّر أن الجلباب في هذه الآية هو للتمييز بين الأمَة والحرة ولم يكن مطبقاً على عامة النساء في تلك الآية.

فلماذا تكفّر نائبتنا على ما فسّره عالم جليل كالطبري؟ فالأحمق ممن يُكفِّر دون تبيان يجب عليه أن يُكفّر مَن فسّر تلك الآيه قبل مئات السنين.

'حدس' وإخوتها ممن يتغطون بجلباب الدين، يعانون أيما معاناة في هذه الأيام، فمأساتهم الأولى هي أن صوتهم لن يكون مدوياً كما كان في أيام العسل مع الحكومات السابقة، أما مصيبتهم الثانية فهي متمثلة في مراهنتهم الخاسرة على أن الكويت لن تختار امرأة لتمثلها بالبرلمان، وهو ما سيحدث ولأكثر من امرأة كفؤة بإذن الله.

إن ما تقوم به 'حدس' وإخوتها من فجور في الخصومة وتقليل من شأن الآخر، ما هو إلا استجداء للآخر لنقدهم في المنتديات والصحف، لعّل وعسى يكسبون تعاطف بعض الأصوات التي قد تعينهم، إلا أن هذا المأرب لن يتحقق لهم أبداً، فنحن نعلم رداءة حالهم، وكلما تدنى مستوى الطرح وكلما زيفوا الآراء وتلاعبوا بالكلمات زاد يقيننا بانحدار قوتهم ويأسهم الشديد.

وهاهم اليوم يجندون كل مسؤوليهم لمهاجمة شخصية واحدة كادت أن تخطف مقعدهم قبل عام وستنتزع مقعدهم هذا العام، فإن كانت أسيل العوضي تهاجم بهذا الأسلوب الحاد منهم فهو ما يزيدنا قناعة وإصراراً على دعمها... و'أكثر من أول بندعم أسيل'.

خارج نطاق التغطية:

مشكلتنا ستكون دائماً مع بعض تيارات الإسلام السياسي التي ترغب في إدارة الأمور حسب أهوائها، فمتى ما عدنا إلى المسار لتعرية هؤلاء وكشف زيفهم سينصلح حال الكويت أما البعض الآخر من المتسلقين فالزمان سيذهب بهم.

الجريدة بتاريخ 11-5-2009

Sunday, May 10, 2009

لا للتكفيريين


حضوركم من أجل الحرية وسيادة القانون ولا شيء سوى القانون

Thursday, May 07, 2009

لا تــتــطـوّف

بعد السخافة ذات المصدر الديني والأرجح الإخونجي التي بثت على اليوتيوب

كمحاولة يائسة لتقليص حظوظ النائبة أسيل العوضي

تلك السخافة التي يتمكن اي انسان منطقي ان يرد عليها بألف رد ويفندها لدرجة تخجل ناشريها

أتت مجموعة سخيفة سمجة سطحية تدعى ثوابت الأمة واهيا بعيدة كل البعد عن مسامها بلا شك

وإختصرت كل المسائل ووصمت النائبة اسيل العوضي بالكفر

هذا التكفير امام تفرج وزير الداخلية تحديدا والحكومة بشكل عام وهو أمر ليس بجديد على هكذا حكومة جبلت على إتاحة المجال لتأجيج الفتن قبل أن تأتي في الوقت ما بعد بعد الضائع لتتخذ اجراء لن يغني او يسمن من جوع كالعادة

إن التكفير ليس بجديد على كم أحمق يعيشون بيننا دون حسيب أو رقيب

ولكن إلى متى

إن ما حدث من قبل وسيحدث في المستقبل طالما سكتنا عن هذه الترهات سيقتل البلد

لا احد يعلم كم طائش يفكر الآن بهدر دم أسيل العوضي ليضمن الجنة التي صورت له اذا قتل شخصا كافرا

وما على التجمع الأهوج إلا أن يصدر رخص القتل بين الفينة والأخرى

على أية حال

فأنا لست من عشّاق الكلام كثيرا

تصرف ما يدعى بثوابت الأمة ومن على شاكلتهم غير قابل للسكوت أبدا

إنهم يجروننا لمصائب جمّة والكلام لا يلجمهم

ولا إجراءات الحكومة

لقد قرر بعض الشباب وأتشرف بأن أكون منهم بأن يخرجوا مساء الأحد المقبل و في تمام الساعة السابعه والنصف

لساحة الإرادة للتنديد بصبيانية بعض التيارات المدعية للدين

والمجال مفتوح للجميع بالمشاركة

المسألة ليست مسألة النائبة أسيل العوضي

المسألة مسألة بلد يجر قهرا وقسرا للتشدد اللامبرر والتمزق

والشباب وحدهم الشباب هم من يغير الأحوال

فهل من مجيب؟

Monday, May 04, 2009

نظرية

- آخر مستشفى تم بناؤه في الكويت كان قبل ثلاثين عاما تقريبا.

- آخر ناد رياضي شامل في الكويت تم تأسيسه قبل 40 عاما.

- آخر جامعة حكومية وهي الوحيدة طبعا تم إنشاؤها قبل خمسين عاما.

- آخر مشروع سياحي حكومي هو متنزه الخيران قبل 25 عاما.

- المرة الوحيدة التي تأهلنا فيها لكأس العالم لكرة القدم كانت قبل 25 عاما.

- آخر مسرح تم تشييده كان قبل 30 عاما.

- آخر ميناء كويتي تم تدشينه قبل 40 عاما.

- آخر ناد علمي كويتي تم إنشاؤه قبل 30 عاما.

- آخر مسرحية سياسية توعوية تم عرضها قبل عشرين عاما.

هذا من جانب

- أول جمعية للوقاية من الإيدز أنشئت قبل 20 عاما تقريبا.

- أول حملة توعوية للوقاية من المخدرات انطلقت قبل عشرة أعوام.

- أول مرة لا تحصل الكويت على كأس الخليج في الكويت كان قبل خمسة أعوام.

- أول مرة تصنف الكويت كدولة خطيرة إرهابيا كان قبل أيام قليلة.

- أول مرة تحدث فتنة كبيرة بين الشيعة والسنة كانت قبل 25 عاما.

- أول مرة تسرق المليارات من الكويت بأيد كويتية كانت قبل 20 عاما.

كما هو واضح فإن الإنجازات وعجلة التقدم توقفت قبل 35 عاما كمتوسط، وعجلة التردي والتشرذم بدأت قبل 30 عاما كمتوسط، وبما أن التيار المتأسلم يفاخر بتوليه زمام الأمور في البلد وبسط سيطرته على العمل السياسي منذ ثلاثين عاما. إذن فإن التيار الإسلامي هو السبب بلا شك بوقف التقدم وسرعة التخلّف، وهذا يعني أن الخطيب لم يخطئ حينما قال «استحوا على ويوهكم».

خارج نطاق التغطية:

المفكر محمد العوضي في مقال له أخيرا ذكر بأن الناس تذهب للدعاة دون غيرهم للتصوير والتوقيع ولا يكتفون بذلك، بل يطلبون منهم المشورة والمعونة، وهو ما لا يحدث مع اللاعبين والفنانين ومختلف المشاهير، وأنا أتفق معه تماما فيما يقول، ولكن السبب طبعا لا يعود إلى تميز الدعاة عن غيرهم، بل لأن المجتمع ترسخت فيه قناعة بأن هؤلاء الدعاة يملكون صكوكا للغفران يا أستاذنا الكريم.

الجريدة بتاريخ 4-5-2009