Wednesday, December 30, 2009

تدوينة الأربعاء - شاهد إثبات

منذ بدء إهتمامي بالشأن السياسي وعلى ما أعتقد بأن هذا كان في عام 96 وأنا متعلق جدا بما يخطّه الشاعر الفنان أحمد مطر، فقد كانت إحدى مكتبات
Edgware Road
في لندن تزخر بدواوينه الشعرية التي أسماها باللافتات، ومما زاد شغفي بما يكتب هو سلاسة إسلوبه وبساطة مفرداته عطفا على منع إصداراته من أن تنشر في الكويت وأعتقد في معظم البلدان العربية.

اليوم وبعد 13 عاما من هذا الشغف الذي جعلني أحفظ بعضا من لافتاته المتمردة، أصبحت أنا وأحمد مطر زملاء في نفس الجريدة وهو أمر يجعلني فخورا بأنني تمكنت من أن أزامل قلما صلبا كقلم مطر.

من المفارقات حقا هو ما سيتم إتخاذه بالمستقبل القريب وبتهنئة نواب الأمة المدافعون عن الحرية كما يفترض فهم سيشددون القيود على الإعلام وسيهنئون قرار مراقبة المدونات، فلم أجد بدا من اللجوء لأحمد مطر ليعبر بشكل أشد عنفاعما أود قوله عن الحرية وللرد على كل من يرغب بقمعها.

لا تطلبي حرية أيتها الرعيّة
لا تطلبي حرية..
بل مارسي الحرية

إن رضى الراعي فألف مرحبا
وإن أبى
فحاولي إقناعه باللطف والروية

قولي له أن يشرب البحر
وأن يبلع نصف الكرة الأرضية
ما كانت الحرية من إختراعه
أو إرث من خلّفه
لكي يضمها لأملاكه الشخصية

إن شاء أن يمنعها عنك زواها جانبا
أو شاء أن يمنحها.. قدمها هدية

قولي له: إني ولدت حرة
قولي له: إني أنا الحرية
إن لم يصدقك فهاتي شاهدا
وينبغي في هذه القضية
أن تجعلي الشاهد.. بندقية

Monday, December 28, 2009

بئس الإنقاذ يا عقيلة

«إنقاذ وطن» هذا الشعار الذي رُفع أخيرا على خلفية ما قام به المواطن محمد الجويهل من تصريحات شجبها البعض بأسلوب ديمقراطي راقٍ، في حين أن الأغلبية شجبتها بكلام أسوأ بكثير مما قاله الجويهل.

نعم يستحق الجويهل أن يحاسب قانونيا على ما أثاره إعلاميا من شتيمة علنية وتشهير وهمي على أغلب الظن، لكن ألم يقسّم البعض، من ضمائر الأمة، المجتمع الكويتي من ذي قبل؟ أولم يصنّف كل من يملك الدنانير بأنه حوت يهدف إلى مص دماء الشعب ولا تهمه الكويت؟ أولم يصنّف أبناء المناطق الداخلية كما يحلو للبعض تسميتهم بأنهم عنصريون وانبطاحيون في الوقت نفسه، في استجواب الشريع لنورية الصبيح والاستجواب الأول لجابر الخالد؟

إذن فازدواجية المعايير موجودة لدينا أو لدى بعضنا إن صح التعبير، فمتى ما مست كراماتهم أصبحنا بحاجة إلى إنقاذ الوطن، ومتى ما قسمت أفواههم وتصرفاتهم الكويتيين إلى حيتان وتماسيح وحملان فالوحدة الوطنية بخير، وهم لا يكونون حينذاك سوى ضمير حي ولسان صريح وجريء.

أنا هنا لا أستنكر أو أرفض إنقاذ الوطن كمسمى وشعار، ولكن هذا الإنقاذ لا يتحقق بمعايير مزدوجة أبدا.

على أي حال لنتجه إلى ما حدث الثلاثاء الماضي في الندوة المشهورة بعنوان ندوة العقيلة عند النائب خالد الطاحوس، فقد تداعت القوى السياسية وبحضور جماهيري غير مسبوق إلى قتل الوطن لا إنقاذه.

فأن يكون أكثر من نصف المتحدثين من خريجي الانتخابات الفرعية التي تختزل الكويتيين في قبيلة وفخذ ليتحدثوا عن إنقاذ الوطن فهذه مهزلة، وأن يكون أحد المتحدثين متعدياً على الأموال العامة، ويريد أن ينتقم من فشله في تكملة تعديه على الأموال، وفشله في نيل ثقة الناخبين، ليأتي ويتحدث باسم الوطن/ البلد، وليس الوسيلة الإعلامية، فتلك هي الطامة.

أن يكون أيضا من المشاركين «حدس» حدس؟؟ حدس؟؟ أي وطن هذا؟ وأي إنقاذ؟ وأن يقمع أحد المدعوين من الحديث ضاربين عرض الحائط بحرية التعبير المكفولة دستوريا، ويدّعون بعد ذلك أن اجتماعهم هو لإنقاذ الوطن ودستور الوطن فعن أي وطن تتحدثون؟!

العتب كل العتب على السياسي المخضرم عبدالله النيباري الذي صوّر ذلك التجمع بأنه شبيه بدواوين الاثنين، وشتان ما بين المطالبة بالدستور «يابو محمد» ومن بارك وصفق لناس تسعى إلى وأد الدستور.

والعتب الآخر على الصديق والسياسي الواعد خالد الفضالة الذي قبل بالمشاركة مع أغلبية متجاوزة القانون، وجرمهم برأيي لا يقل عن جرم الجويهل يا «بوسند».

نحن فعلاً بحاجة إلى إنقاذ الوطن، من تجمع إنقاذ الوطن في يوم الثلاثاء الماضي.

خارج نطاق التغطية:

لا أستطيع أن أتجاوز حادثاً مفجعاً آلمني كثيرا برحيل شاب يافع هو ابن عمي يوم الأربعاء الماضي، ولكن عزائي الوحيد أن عمره الصغير لم يتح المجال لهذه الدنيا أن تلطخه بأوساخها، فإلى جنة الخلد يا جعفر محمد تقي خاجه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الجريدة بتاريخ 28-12-2009

Wednesday, December 23, 2009

تدوينة الأربعاء - وذّكــر

شخصيا لا أدخل في نوايا السيد فؤاد الرفاعي صاحب مركز وذّكر في منطقة السالمية، بل إني قد قمت بقراءة إعلانه المنشور في صحيفة الوطن يوم أمس الموافق 22-12-2009 حول الزوبعة التي حدثت جرّاء إعلانه بشاشته العملاقة التي ذكر فيها أن يوم عاشوراء هو يوم الفرح والسرور.

ولأن الكويت لا ينقصها فتنة أخرى ولنتجنب تلك المصائب المتلاحقة فعلينا أن نسعى لمعالجة الخلل إن وجد بنوايا طيبة صالحة بعيدة عن التعصب والطائفية.

أنا اليوم لا أتكلم من منطلق ديني لأنني لست بعالم ضليع به بقدر ما أتكلم من منطلق منطقي حيادي يسعى إلى الحقيقة والتقريب بين الآراء إن إختلفت.

وقبل أن أبدأ يجب أن أشير بأنني ضد أي تصرف من شأنه أن يسلب حرية السيد الرفاعي بالتعبير عن رأيه السليم بوجهة نظره، فما عبّر عنه الرفاعي يعبر عن ضده الشيعة في الكويت من خلال المجالس الحسينية والقنوات الفضائية مؤخرا، وهو أمر لا بأس فيه برأيي وهو من صميم حرية التعبير والعقيدة المكفولة وفق الدستور الكويتي.

لقد برر السيد الرفاعي ما نشره بالشاشة الضخمة بأن يوم عاشوراء يوم للفرح والسرور بأن هذا اليوم هو يوم نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم وصامه سيدنا موسى وقد رأى الرسول عليه وآله أفضل الصلاة والسلام اليهود تصومه فقال بأنه أحق من اليهود بموسى فصامه وأمر بصيامه.

وإن الأحداث مهما توالت حتى وإن كانت حزينة فإنها لن تطغى على حادثة نصر مؤزر، وقد دلل على ما يقول بتشبيهه الأحداث الفرحة كعيد التحرير مثلا بأنه سيظل يوما للفرح والسرور حتى وإن حدثت كارثة على الكويت بعد ذلك بأعوام في نفس اليوم.

قد يكون هذا التبرير منطقيا لدى البعض وهو ما يجعل يوم عاشوراء فعلا يوم فرح وسرور بالنسبة لهم.

ولأنني أحيي السيد فؤاد الرفاعي على جهده في التذكير بالأحداث الهامة حتى وإن إختلفت معه فإني على يقين بأن عقله سيتفتح لما سأثبته له الآن.

من يوجد في الفلك وعلوم التقويم أفضل من السيد صالح العجيري أطال الله في عمره هذا العالم الفلكي القدير والذي أختلف مع كل من يخالفه في بداية ونهاية شهر رمضان. إليك أيها السيد الكريم ما يقوله العجيري بشأن عاشوراء





هاهو العجيري يثبت اثبات اليقين بأن عاشوراء الذي كانوا يصومونه اليهود وصامه النبي وفقا للأحاديث هو قطعا ليس العاشر من محرم بل أن المسلمين حولوه بعد ذلك للعاشر من محرم بخلاف التاريخ الفعلي ليوم نجاة بني إسرائيل - رابط إثبات العجيري

إذا فقعد وقعنا لضحية تغيير بالتاريخ لا نعرف ظروفه أو أسبابه ولكنه قطعا كما أثبت العجيري وهو أفضل من الرفاعي ومني بلا شك في علم التقويم والتواريخ، وقد أثبت بأن اليوم الذي صامه الرسول عليه وآله أفضل الصلوات والتسليم كان يوم الثامن من ربيع الأول والذي يوافق العاشوراء في التقويم العبري وللعلم بالشيء فإن يوم عاشوراء المقدس لليهود في هذا العام يصادف يوم 28 سبتمبر أي قبل عاشوراء محرم بثلاثة اشهر. المصدر.

وهذا ما يعني بأننا لسنا بحاجة لأي صدام أو إختلاف في وجهات النظر الشيعية والسنية بيوم عاشوراء لأن عاشوراء الفرح والسرور يختلف عن عاشوراء محرم. فلماذا إذا نزيد من شقاقنا شقاق ونصنع الإختلاف على الرغم من معدوميته؟؟

أكرر لقد وقعنا ضحية لتصرف قد يكون سياسي أكثر منه تاريخي وقد يكون من قتل الحسين في عاشوراء محرم هو من غير يوم الفرح والسرور الفعلي إلى يوم العاشر من محرم محاولة منه لطمس كارثة كربلاء، ولأننا اليوم في عصر العلم والعقل فلا بد لنا أن نتجرد من التحريف والتزوير وأنا نأخذ علومنا مع التاريخ من أهل العلم بالتاريخ والتقويم.

السيد العزيز فؤاد الرفاعي فور الإنتهاء من هذا الموضوع سأرسله لك شخصيا عبر البريد الإلكتروني والفاكس ولأنك أخذت على عاتقك مسؤلية تذكير المسلمين فأنا أخبرك بما قد لا تعلم عنه، وستكون اليوم أمام فرصة حقيقية لإثبات حسن النية ولا شيء سواها.

بالمناسبة فقد أصدر مركز وذكر منشورا ينصح فيه بعدم الإحتفال بالكريسمس على الرغم من زعم المسيحيين بأنه مولد عيسى عليه السلام، وزعم المسيح لا يختلف عن زعم اليهود بنجاة بني إسرائيل فإن كنا سنفرح ونسر بمعجزة موسى التي أخذناها من اليهود فلابد أن نحتفل ونسر بمعجزة ميلاد عيسى من غير أب، ويوم الكريسمس أيضا هو يوم الفرح والسرور.

ملاحظة: هذا الموضوع ليس بديني ولا عقائدي لأنني لا أتحدث في مثل هذه الأمور، ولكن إحقاقا لما أراه صحيحا كتبته.

ملاحظة أخرى: أعتذر للقراء الكرام على إستقائي بعض المعلومات من جريدة الوطن.

خارج نطاق التغطية:
ما يسمى بندوة إنقاذ وطن يحتاج للكثير من الكلام، وهو ما سنفرد له الأسطر في المقال القادم يوم الإثنين
.

Monday, December 21, 2009

الجويهل قال كلامكم

لا أتكلم عن ألفاظ الجويهل المسيئة للإنسان وليس الكويتيين فقط، فقد استغل محمد الجويهل الفضاء الحر وقام بطرح آرائه غير المقبولة بالنسبة إلي من تقسيم الكويتيين إلى داخل السور وخارجه، وألغى صفة المواطنة من البعض وأسبغها على البعض الآخر وفق ما يرى ويشاء.

وبغض النظر عن كلامه السيئ والمقدار العالي من الشتيمة التي تتعدى حدود الوقاحة، فإن ما قاله الجويهل ليس بالجديد على المجتمع الكويتي، حتى إن رفض واعتصم وندد الكثيرون.

دعونا نكشف الغطاء عن وجوهنا ونجول في شوارعنا ونسمع كلام بعضنا لبعض، أوليس الشعب الكويتي هو من استحدث مصطلحات «أصيل» و«بيسري» قبل أن نعرف من يكون الجويهل؟ أولسنا نحن من قسمنا معارفنا وأصدقاءنا، بل حتى بيوتنا وجيراننا بناء على الأصل؟ فهذا المطيري يتكدس في هذه البقعة، والعازمي في تلك، والشيعي الأعجمي في هذه، والشيعي الحساوي في تلك، ألم يكن كل ذلك حتى قبل أن يبلغ الجويهل الحلم؟

حتى في وظائفنا وأعمالنا تكون الحظوة لابن القبيلة والفخذ وابن الطائفة والمرجع وابن العائلة، بل حتى في حكومتنا يجب أن يكون ابن القبيلة والطائفة والعائلة حاضرا حتى إن لم يكن الأكفأ، وإن لم تكن القيامة قامت على الحكومة، ألا نتذكر المجلس السابق؟ وكيف أثار البعض زوبعة كبيرة لمجرد عدم وجود جهراوي في المجلس؟

ألم يكن من المنددين لكلام الجويهل والمهددين بمحاسبته أمس أناس ضربوا بالكويت عرض الحائط، واختزلوا كل الكويت في قبائلهم ليجروا انتخابات فيما بينهم قبل الانتخابات الرسمية، وعزلوا بقية الكويتيين عن المنافسة المشروعة في الانتخابات؟

أولم نتابع ما يحدث في الجمعيات التعاونية والأندية من انتخابات فئوية على مر السنين؟ كل ذلك حدث، ولم يزل يحدث بوجود الجويهل ومن دونه، فما الجديد؟ وما الذي أغضب الناس حقا؟ أهو الظهور علانية والبوح بمكنونات الأنفس والممارسات الدائمة لكثير من الكويتيين؟ أم أنها المطالبة الفئوية بعكس اتجاه المطالبات الأخرى؟

لماذا ننافق أنفسنا وندعي الوحدة ولمّ الشمل ونحن أول من نمزقها، قد يقمع الجويهل، وقد يضرب، وقد يقتل، وقد تمنع سمومه من البث، ولكن كل ذلك لن يغير ما في نفوسنا تجاه بعضنا بعضا، فستظل التصفيات الطائفية القبلية العائلية مستمرة في الانتخابات، وسنظل نقسم الناس إلى رافضي وناصبي، وإلى دماء زرقاء وأخرى حمراء، وفي هذه الحال لن ينفعنا وزير إعلام أو داخلية أو رئيس وزراء من تصفية نفوسنا وتغيير مكنوناتها.

ضمن نطاق التغطية:

هل فعلا تملك الحكومة حق منع قناة الجويهل؟ ماذا لو أقام استديوهاته إن وجدت خارج الكويت؟ فماذا سنفعل حينها؟ وكيف لنا أن نعاقبه؟ إن الإعلام بات حراً ولا يمكن التحكم به، ولكن النفوس والعقليات هي ما يجب أن يتغير حقا.

الجريدة بتاريخ 21-12-2009

Wednesday, December 16, 2009

إلى السيدة الجميلة

تساءَلت بهدوء: ما الذي أوصل التيار الوطني إلى هذه الحال من التراجع والتذبذب؟ ولماذا ابتعد الرأي العام عن الالتفاف حول التيار الوطني بعد أن كان يطوقه بالحب والتأييد حتى إن عانى الغبن لموقفه هذا؟

سيدتي الجميلة... الأجوبة بسيطة، ولكن لأعرِّف التيار الوطني بالنسبة لي على الأقل والذي أعتقد أنه يطابق رؤيتك أيضاً.

برأيي أن التيار الوطني هو كل من وقف وطالب، بل ناضل، من أجل أن نكون سواسية.

وهم كل من حارب وساهم في صنع كويتٍ لا تعرف محسوبية ولا مجاملة على حساب الأرض.

وهم كل مَن قالوا، بل لم يكتفوا بالقول، وواجهوا برأيهم الحر الذي آمنوا به حتى إن كان معاكسا للتيار، فأقروا بقولهم ووقوفهم حقوق المرأة ولو بعد حين.

وهم أيضا من رسم خريطة العمل لكل متنفذ في البلد فأوقفوه عند خط القانون لا يتجاوزه.

ولأتحرى الدقة أكثر سأذكر أسماء أبرزهم برأيي، ولا أختزل كل التيار الوطني فيهم: أحمد الخطيب- جاسم القطامي- سامي المنيس- عبدالله النيباري- حمد الجوعان- أحمد الربعي- أولئك أبرزهم بالنسبة لي لقربي من أعمالهم.

أجيبُكِ الآن عن سؤالك، أول أسباب التراجع تقع على عاتق من ذُكرت أسماؤهم، فهم لم يعملوا بشكل أفضل مما يجب عمله في تهيئة أجيال متلاحقة تتمكن من مواصلة المسير بنفس القوة والتأثير.

أما ثانيها، فهو يتمثل في الخضوع والتنازل اللا متناهي يا سيدتي لمن يحمل لواء التيار الوطني حالياً، فالسرقة لا بأس بها والتفرقة نتغاضى عنها ووأد الحريات نرحب به، أما قيادة الرأي العام فحدث ولا حرج، فالتيار المدعو بالوطني حالياً أصبح كالطفيليات التي تقتات على قضايا الغير؛ فهذا الذي يتبع التاجر، وذلك الذي يتبع فارس الصراخ، وآخر يكتفي بأن يتبع الحكومة ويصمت.

هل لكِ يا سيدتي أن تجيبي كيف أصبح تيارنا الوطني بكباره قبل صغاره يتصدرون صفحات وشاشات إعلام المجرم البريء، بعد أن كاد قادته سابقاً يخسرون أرواحهم في سبيل كشف المجرمين؟

هل لكِ يا سيدتي أن تخبريني كيف أصبحت الملايين التي تذهب إلى بخور وسيارات وشيكات تمنح لمرشحين يوزعونها على ناخبيهم أمراً هيناً، بل لا يستدعي عدم التعاون بحجة المواءمة السياسية والخوف من المجهول؟

أين نحن من حريات ناضل السابقون لإقرارها، ونحن لا نذكرها سوى في المناسبات، باستثناء فئة صغيرة نتمنى أن تكبر مازالت تحمل شيئاً من عبق التيار الوطني الحقيقي، وتسعى لصون الحرية 'مجموعة صوت الكويت'؟

كيف تجرأ البعض على تزوير الانتخابات سنوياً أمام ناظرينا بعد أن أفشل التيار الوطني القديم (مجلس 67) بسبب تزوير الانتخابات؟

نعم لقد تذبذب التيار الوطني يا سيدتي وسيستمر في هذا التراجع، ولن يتوقف إلى أن يتلاشى، وسيصبح من تمت تسميتهم بـ'الدستوريين الجدد' هم التيار الوطني؟ إن لم نكن قادة، وإن لم نواجه، وإن لم تكن مسطرتنا واحدة في رفض العبث كائناً من كان من يكشفه فلن نستمر أبدا.

تلك الإجابات عن سؤالك يا سيدتي الجميلة فهل ستغيرين من هذا الواقع شيئاً؟!

خارج نطاق التغطية:

خبر في الصفحة الأخيرة لإحدى الصحف الزميلة قبل يومين مفاده أن وافدة اعتادت ممارسة الفاحشة مع فئة الـ'في آي بي'، وقد أصر مساعد المدير العام للمباحث الجنائية الشيخ مازن الجراح على إبعادها رغم كثرة الوساطات لإخراجها... الإبعاد بحق الوافدة وفهمناه، لكن السؤال الأهم ما مصير فئة الـ'في آي بي' يا شيخ؟

الجريدة بتاريخ 16-12-2009

Monday, December 14, 2009

تدوينة - أيا سكوب

تقديس أو تمجيد إلى أن يتحول إلى تفسير وواقع، لا أعلم من أين جاء وكيف جاء التفسير عند البعض بعصمة أبناء الأسرة الحاكمة وأنهم فوق النقد والمساس، خصوصا وإن كانوا من أصحاب المناصب القيادية في البلد.

تابعت في الأيام التي سبقت الإستجواب تحركات بعض الشباب ممن يؤمنون بضرورة عدم إستمرار الشيخ ناصر المحمد في منصبه وأنا أعتقد ذلك أيضا بغض النظر عن الإستجواب ومحاوره، فللأسف فإني أرى بأنه لا يمتلك صفات القيادة التي تؤهله لقيادة الوزارة.

على أي حال، فإن بعض الشباب قاموا بتحركات عدة سواء عن طريق التدوين أو التحركات الميدانية لإيصال وجهة نظرهم، وهو أمر طبيعي ومحمود أيضا طالما إلتزموا في إطره القانونية، آخر تلك التحركات كان في الليلة التي تسبق إستجواب سمو الرئيس، ولكنها لم تمضي كما عهدنا في الكويت بيسر ودون صدام بين أصحاب الرأي الآخر، فقد تواجد بين جموع الشباب مجاميع كما كان واضحا في الكثير من المشاهد المعروضة على الإنترنت بأنها مدسوسة من قبل أطراف إتضح فيما بعد أن من يقف خلفها هو مؤسسة سكوب الإعلامية كما كان واضحا، و بأن بعض موظفين المؤسسة قاموا بتزويد بعض الوافدين باللافتات ومحاولة الشوشرة أيضا على المتحدثين في التجمع الشبابي.

وقد سعيت لمعرفة الرد على هذه الفضيحة من قبل القائمين على سكوب، على الرغم من أن تزوير الأحداث ليس بغريب عليهم وبرنامج صادوه التافه خير دليل، وتحقق لي ما أردت بعد أن إستمعت لصاحبة المؤسسة ( تم إزالة المقطع من اليوتيوب ) التي ذكرت بأن هؤلاء شيوخ ويجب أن يكون لهم إحترامهم وإحترام رغبة الأمير في تعيين سمو رئيس الوزراء!! ولتدلل على ما تقول ذكرت بأن مؤسستها توقفت عن نقد الشيخ أحمد الفهد بمجرد دخوله للوزارة لأنه حاز على ثقة الشيخ ناصر الذي حاز مسبقا على ثقة الأمير!!

إن الخلل كل الخلل أن نعتقد بأن الرغبة الأميرية تكون بمثابة القانون وهو ما أعيب فيه على بعض نواب التيار الوطني الذين إستغلوا وكرروا شعار الرغبة الأميرية أمام مجرمي الرياضة، وهو ما يكرره غيرهم اليوم في مسألة ضرورة بقاء الشيخ ناصر لمجرد بأن سمو الأمير إختاره لرئاسة الوزراء.

لم يذكر الدستور بأن الإختيار الأميري يكون بمثابة العصمة من النقد أو الخطأ، فإن كان الأمر كذلك فإن رئيس الوزراء لا ينتقد والمستشار لا ينتقد والسفير لا ينتقد بل الوزير كذلك لا ينتقد لأنه نتاج خيار رئيس الوزراء المنتخب من الأمير.

نعم، نص الدستور على أن الذات الأميرية مصونة، لا تنتقد ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال بأن من يمارسون مهام الأمير لا يمسون، ولا يعني أيضا ضرورة تلبية كل الرغبات الأميرية، ولنا في موضوع حقوق المرأة في عهد الراحل جابر الأحمد خير مثال.

لا أحد فوق النقد بإستثناء الأمير دستوريا، وكل من لا يؤدي عمله بالشكل السليم ينتقد بل ويطالب بالرحيل أيضا، فدعونا لا نستحدث دستورا جديدا ترسمه مؤسسات مثل سكوب وأخواتها.

خارج نطاق التغطية:

خمس ضيوف كرام يحلون علينا اليوم لعقد إجتماعهم الدوري فتنشل البلاد بالكامل وتغلق الطرق وتتعطل المصالح وتناشد الداخلية المواطنين والمقيمين بعدم التنقل كثيرا!! دولة لا تستطيع إستقبال خمسة ضيوف كرام بشكل سلس، مو فشلة؟؟

Wednesday, December 09, 2009

تدوينة الأربعاء -أحيلوا ناصر الخرافي

هل تغيرت الكويت بعد كومة إستجوابات الأمس، وهل ستتغير؟ هل تساءل المسلم عن سبب توقف أو إنعدام المشاريع التنموية في البلاد، وهل سأل الوعلان عن سبب تردي المنشآت وطيلة أمد الأعمال الإنشائية أضعاف مدتها؟ هل فكّر البراك في معرفة لماذا لا تصرف أموال المخالفات المرورية التي تقدر بالملايين شهريا لتحسين مستوى المرور وخدماته؟ هل طرح بورمية تساؤل حول العتاد العسكري ولماذا يراوح عدد الجيش الكويتي في مكانه منذ أكثر من ربع قرن؟؟

أسئلة وجهت وتمت الإجابة عليها، وزير قد يرحل وثلاثة باقون فمالذي سيتغير؟ لا شيء ما دامت العقلية ثابتة والوجوه هي المتغيرة.

لذا فالحديث عن موضوع منفصل تماما هو ما فضلته على موضوع الساحة، فما حدث طيلة عام كامل، وتحديدا في حال شركة زين للإتصالات المتنقلة والتي أسهبت في موضوع سابق بعنوان "فرقاكم عيد" في شرح كيفية إستفادة هذه الشركة من الكويت دون أن تقدم شيئا يذكر تجاه هذا البلد بالمقارنة مع ما قدمته للدول المجاورة والغير مجاورة أيضا، أقول بأن ما حدث يستلزم الوقفة الجادة بل إتخاذ إجراء رادع كي لا يتكرر هذا التلاعب الذي حدث بأموال الناس ومقدراتهم.

على الرغم من عدم تعمقي في سوق الأوراق المالية فهو مجال لا يستهويني كثيرا، إلا إن ما حدث في "زين" كما قلت خلال عام يجعل حتى من لا يفقه في السوق يعي جيدا كيف تم التلاعب بأموال الناس، من خلال بث الشائعات وتسويقها من خلال الصحف لترفع من سعر السهم يوما وتهوي به إلى القاع يوما آخر. في أواخر يناير الماضي وصل سهر سهم شركة زين إلى 590 فلس نتيجة للأزمة المالية العالمية وخلال سبعة أشهر وصل سعر سهم زين إلى 1.600 فلس، ليهوي بعد ذلك وخلال شهرين فقط إلى 920 فلس بمعنى آخر بأن من إشترى سهم زين في يناير بقيمة مليون دينار فإنه تمكن من تحقيق 2.7 مليون دينار في سبتمبر، ليأتي اليوم والسهم في الهاوية ليشتري السهم مجددا ويبث إشاعة ما قريبا فيقفز السعر مرة أخرى ويحقق أرباحا طائلة على حساب خسارة الآلاف من الناس ممن يصدقوا الإشاعة !!

أشير إلى السيد ناصر الخرافي هنا تحديدا لأنه هو مهندس صفقة "زين" الوهمية كما هو واضح، وهو مساهم رئيسي في "زين"، بمعنى أن صاحب البضاعة قام بنشر الأخبار علانية وفي الصحف وأمام ناظري الرقابة عن أن بضاعته سيندر وجودها في المستقبل وسيعلو سعرها، وما أن يتهافت الناس لشراء البضاعة أملا في كسب قليل من المال، حتى نكتشف بأن الأخبار التي نشرها صاحب البضاعة لم تكن سوى وهم منشور كي يروج لبضاعته.

ما ذنب من صدّق كلام الخرافي الذي مر أمام ناظري الجهات الرقابية المسؤولة فلم تضفي عليه سوى المزيد من المصداقية، فذهب هذا الإنسان البسيط أملا في باب رزق جديد ليصطدم بهكذا خدعة ملؤها بهارات هندية لسعت قلوب المستثمر الصغير وأودت بأمواله إلى الحضيض. إن ما حدث لا يجب أن يمر مرور الكرام، وعلى ناصر الخرافي الذي صرح مسبقا بأنهم قدموا "الصمّون" لأهل الكويت إبان الغزو أن يحال للجهات القضائية للتحقيق فيما قاله ونشره على مر الشهور الماضية وما سببه من خسائر تقدر بالملايين لكل من لم يعلم بأن الصفقة لم تعش أصلا كي تموت.

Wednesday, December 02, 2009

تدوينة الأربعاء - مهزلة شيخ

من أسخف الأمور في الإختلاف ما بين الآراء هو التدليل بحدث آخر لتبرير موقف، وقبل أن تتوهوا في تفسير الكلمات إليكم بعض الأمثلة:

في الحوار ما بين عراقيين حاليا
الأول: التواجد الأمريكي في العراق أرهق الشعب العراقي كثيرا
الثاني: حتى صدام أرهق شعب العراق

في الحوار مابين مسلم ومسيحي
المسلم: ما تفعله الدنمارك إهانة للمعتقدات والعقائد
المسيحي: وما يفعله بن لادن أليس إرهابا وقتلا للآخر؟

في الحوار ما بين مرأة ورجل
المرأة: الرجل ملول بطبعه
الرجل: النساء يبيعون الدموع لخداع الرجال

في الحوار ما بين رب أسرة فقير وفريق الإزالة
فريق الإزالة: ديوانيتك متعدية على أملاك الدولة
رب الأسرة: حدايق سكّان الشويخ مخالفة أيضا

أعتقد بأنني أوصلت القصد مما أعنيه، فالطرف الثاني في كل الحوارات لا يدافع عن وجهة نظره إن كانت مخالفة للطرف الأول، بل يتوجه فورا للهجوم على الطرف الأول بموضوع آخر معتقدا بذلك بأنه أحرج الطرف الأول وأسكته.

اليوم أنا أقول طلال الفهد ومن معه خالفوا قوانين الدولة صراحة، فيأتي الرد بأن الهيئة العامة للشباب والرياضة خالفت القوانين أيضا!!؟؟

وهو إقرار ضمني بأن طلال خالف القوانين نعم ولكنه ليس الوحيد في هذا الأمر؟؟
وتأتي المهزلة الأكبر في أن يدعوا بعض المشاركين في الجرم لتشكيل حركة شعبية تدعم مخالفين القوانين بل وتفخر بتصريحاتها بالصحف!؟
وهذا لا يحدث إلا في الكويت وأمام مرأى من يفترض أن يحاموا عن القانون ويدافعوا عنه.
أنا اليوم لا يعنيني إن كانت الهيئة مخالفة أوغيرها، فليحال كل من خالف القانون للنيابة ويحكم القضاء بعد ذلك، أما أن نبرر لشخص لمجرد أنه شيخ وذو نفوذ فتلك مهزلة لا يقبلها عقل ولا تقبلها أي دولة محترمة

في ظرف إسبوعين لا أكثر إرتكب طلال الفهد جرائم بحق الكويت ما أنزل الله بها من سلطان
في 12-11-2009 عارض لأول مرة وبمحضر رسمي قوانين الدولة ورفض تطبيق النظام المقبول لدى المنظمات الدولة والمتوافق مع القوانين المحلية.
في 15-11-2009 إحتل ومن معه أحدى مباني الدولة ( نادي القادسية) دون أن يملك أي صفة إعتبارية بمباركة وحضور عمته نعيمة الأحمد ودون أن تحرك الداخلية ساكنا، فقد تم إقصاؤه من رئاسة نادي القادسية في 14-11-2009 ولم يكن له الحق في دخول النادي دون قبول الإدارة الجديدة. وهو ما لم يحدث

في 25-11-2009 إنتحل شخصية رئيس الإتحاد الكويتي لكرة القدم وإستخدم أوراقا رسمية لا يحق له إستخدامها في مراسلة المنظمة الدولية فيفا.
في نفس الرسالة كذب صراحة حينما إدعى بأن الإجتماع الذي عقده هو ومن معه في 15-11 كان شرعيا على الرغم من أن شرعيته كرئيس لنادي القادسية إنتهت في 14-11

كل تلك الجرائم على مدى إسبوعين فقط لا أكثر، والمصيبة أن هناك من لا يزال يدافع بضراوة عن هذه الأفعال المشينة بحق الكويت حكما وحكومة وشعبا.

إن ما يمارسه طلال الفهد مهزلة إن لم تتوقف من أعلى المستويات فهي جرس إنذار لنهاية الدولة وسيادة البلطجة، القضية لم تعد طمباخية فحسب بل هي هيبة وكيان دولة آيل للسقوط إن لم يوقف هذا الإنسان.

Monday, November 30, 2009

ماكو أحد

إجازة مدتها 5 أيام تعد من أقصر الإجازات الرسمية التي تمنحها الدولة التي تسعى إلى أن تكون مركزا ماليا (ما دري شلون؟)، وقد غادر البلاد، بحسب الإحصاءات، 124 ألف مواطن ومقيم، ولأن المقيمين يسعون إلى ادخار الأموال فأنا أستبعد أن يكون هناك أكثر من 20 ألف مغادر بينهم والبقية هم من المواطنين.

بمعنى أن لدينا مئة ألف كويتي وكويتية إن لم يكن أكثر من ذلك غادروا البلاد مع بداية الإجازة التي تنتهي اليوم، أي 10% من الكويتيين تقريبا غادروا الكويت غير الحجاج طبعا.

طيب، لماذا يسافر الكويتيون في هذه الإجازة، فالجو بديع كما تلاحظون، إذن فحُجَّة الحر والغبار غير موجودة، والإجازة قصيرة لا تستحق تكبد عناء السفر خصوصا إلى البلدان الأوروبية أو غير الخليجية بشكل أدق، إلا في حالة واحدة أن البلد لا يطاق البقاء فيه لولا الدوام.

لن أتطرق إلى اللهو غير المقبول عقلاً كالمسكرات أو القمار أو الجنس، والذي قد يكون- وهذا ما لا أتمناه- سببا في نزوح البعض إلى الخارج، وأتمنى، أكثر مما أعتقد، أن يكون المغادرون لهذا السبب قلة، نسبة إلى الـ10% من المغادرين.

لكن البقية تطير إلى الخارج لأن البلد خالٍ من المتعة المقبولة عقلا، فأماكن الفرح محدودة، فإما اللجوء إلى المجمعات التي نملؤها دون تسوق وإما الذهاب إلى المنتجعات الشاطئية التي تكون أسعارها أغلى من السفر أو محجوزة بالكامل من قبل أن يدخل رمضان.

ما آخر مشروع ترفيهي حكومي في البلد؟ الإجابة هي متنزه الخيران في 1987 قبل أكثر من عشرين عاما، وما آخر مشروع ترفيهي خاص؟ أعتقد أنه متنزه الشعب الترفيهي في منتصف التسعينيات، وذلك إن استثنينا بعض المتنزهات المائية التي تغلق أبوابها في الشتاء.

لا حفلات غنائية بحجة أنها مرفوضة في مجتمع محافظ و10% من هذا المجتمع يسافرون إلى بلدان تحلل ما نحرمه، ولو كان بمقدور الآخرين السفر من الناحية المادية لسافروا، فلا أماكن للترفيه والمتعة، ولا نملك صالة عرض مسرحية محترمة كي يكون لدينا مسرح لا تهريج، ولا ملعب رياضيا جيدا يمكّننا من استضافة أحداث رياضية تستقطب الجماهير.

بحسبة بسيطة فإن كان متوسط ما يصرفه المسافر في هذه الإجازة من تذاكر سفر وسكن وترفيه هو 400 دينار كويتي وأعتقد أن المبلغ أكبر من ذلك، فإن هذا يعني أن شعب الكويت المسافر صرف 40 مليون دينار لقضاء خمسة أيام خارج الحدود!!

هل رأيتم حجم «الكدر» الذي نعيشه لدرجة تجعلنا فرحين في صرف 40 مليون عن طيب خاطر في خمسة أيام، المصيبة أن 40 مليوناً تصرف لأننا اخترنا من لا يريد الترفيه في الكويت ويرفض الابتسامة، والمصيبة الأكبر أن هذه الأموال التي تنعش «أبو الاقتصاد» تذهب أمام ناظر الدولة والحكومة مرارا وتكرارا دون أن تقدم البديل كي يصب الدهن في المكبّة.

الجريدة بتاريخ 30-11-2009

Monday, November 23, 2009

شيك بو لحية

أربعة استجوابات دفعة واحدة، والبقية تأتي كما نسمع، على أي حال فإن الاستجواب الأبرز برأيي هو استجواب العضو فيصل المسلم لسمو رئيس الوزراء ناصر المحمد، فهو أول استجواب سيتم كما هو واضح لرئيس الوزراء في الكويت، لينهي بذلك حقبة دامت أكثر من 45 عاما من عدم صعود رئيس وزراء إلى المنصة... وفي هذا المقال سأتحدث عن المستجوَب والمستجوِب:

برأيي المحورالثاني هو الأهم في استجواب فيصل المسلم، وهو موضوع شيك صدر من سمو الرئيس لأحد النواب السابقين أثناء فترة نيابته كما ادعى فيصل المسلم، وأعتقد أنه صادق في ادعائه لعدم نفي أي جهة لهذا الخبر، ولجوئهم إلى منطق «من وين ياب الشيك؟ وشلون يابه؟».طيّب، نحن أمام مشكلة حقيقية لا تُبرَّر... حتى إن أحببنا شخصية ونوايا الشيخ ناصر، المشكلة تتمثل في تقديمه أموالاً لنائب دوره يتمثل في مراقبة ومحاسبة سمو الرئيس ومن في فريقه، فتقديم الشيخ ناصر مبلغاً من المال، أكرر أيا كانت النية وأيا كان الحساب شخصيا أم غيره، هو إهانة للعمل البرلماني والنظامي، فهي رشوة إن كنا صريحين وتصرف مرفوض إن كنا أقل صراحة.


ولنفرض أنني صاحب شركة وقدمت أموالا من حساب الشركة أو من حسابي الخاص لوزير التجارة أو المسؤول عن الشركات في وزارة التجارة حتى لو كانت هذه الأموال من باب المساعدة الإنسانية فهل سيعاقب المسؤول في حال علم الأعلى منه في الدرجة الوظيفية بتلك الأموال التي قدمتها؟ وهل سيشكل مصدر الأموال سواء من حساب شركتي أو من حسابي الخاص فرقا لديه؟

نحن أمام نفس المسألة بالنسبة لسمو الرئيس، فتقديمه الأموال لنائب أثناء ممارسة مهامه لا يجوز، قد لا يكون سمو الشيخ ناصر أول من يقوم بهذه الفعلة، وقد تكون هذه الهبات أو المنح أو سمّوها ما شئتم سنّة استنها الشيخ ناصر ممن سبقوه، ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن هذه السنّة صحيحة أو مقبولة، برأيي يا سمو الرئيس أن هذا الاستجواب الوحيد طوال فترة وزاراتك الذي يستحق فعلا الاستقالة والاعتذار عن تولي أي وزارة قادمة.

أما بالنسبة للنائب فيصل المسلم فأنت لم تقدم الحقيقة كاملة، وهو ما يبين لنا كارثية العمل داخل تيار دون فهم أن التيار لا يعني أبدا تغطية أخطاء أو هفوات أعضاء التيار، ففي مارس الماضي اعترف والاعتراف سيد الأدلة زميلك في كتلة التنمية والإصلاح الدكتور وليد الطبطبائي باستلامه مبلغا من سمو رئيس الوزراء وأكرر أياً كانت النوايا والأسباب، فرئيس الوزراء قدم أموالاً لنائب، والمصيبة أن هذا النائب مستمر في عمله النيابي وليس كبطل محور استجوابك الذي لم يعد عضوا في المجلس، وما يثبت أنك متناقض ولا ترفض مبدأ قبض الأموال هو أنك قبلت أن تكون عضواً في كتلة ثلاثية، الدكتور وليد أحد أضلاعها بعد اعترافه باستلام الأموال، وهو يعني أنك لا ترفض مستلم الأموال وتستجوب مقدمها!! أم أن اللحى تشفع لأصحابها حتى إن أخطؤوا يا دكتور؟

أصبحنا للأسف في بلد كله تناقضات وأوله من يفترض بهم أن يكونوا نخبة المجتمع السياسي وصفوته.

الجريدة بتاريخ 23-11-2009

Wednesday, November 18, 2009

مو قادر

كنت سأكتب عن تمرد الأحمق
ولكن محاتاة ما قبل مباراة الأزرق تمنعني من ذلك
فإعذروني لعدم التدوين اليوم

Monday, November 16, 2009

أحد شاف ... القلاف؟

النائب سيد حسين القلاف، هذا الرجل الذي شغل الرأي العام منذ ترشحه الذي أتذكره جيداً في عام 1992 في الدائرة الثامنة بتقسيمة الـ25 السيئة الذكر كأول معمم يخوض الانتخابات، وحقق المركز الثالث في تلك الانتخابات على ما أذكر، ليليها فوز في المجلس الذي تلاه فوراً في عام 1996 (أيام كان المجلس يدوم أربع سنوات) ويصبح أول نائب يلبس العمامة في مجلس الأمة الكويتي، ووسط الخشية والتخوف من أن تكون هذه العمامة حكراً على طائفة معينة في الكويت، وأن يكون نصيراً لهذه الطائفة دون غيرها من الكويتيين، إلا أنه تمكن سريعاً من تبديد هذه المخاوف وكانت مواقفه أو على الأقل ما كنت ألاحظه بأن عمامته لا تمثل سوى قناعته، وأنه يمثل الجميع وليس محصوراً على أحد.

ولأنني أحترم أصحاب القناعات وغير المتلونين، حتى إن اختلفت معهم فكرياً، فهذا ما أجبرني على احترام قناعاته كما أحترمها في نائب كعادل الصرعاوي مثلاً، ولكن ليسأل القلاف نفسه قبل أن نسأله، هل 'بوصادق' 2009 هو نفس النائب في 1996؟ هل مكانته كنائب ذي صوت كثيراً ما كان يتسم بالعقلانية أصبح يرضى أن يندرج اسمه مع بعض المتشرذمين من أمثال سين، ودال، وميم مثلاً؟ لماذا تحولت يا 'بوصادق' من نائب للأمة إلى نائب عن الخطأ؟

استفزني كثيرا تصريحك السيئ الذكر عن أزمة بعض الخارجين على القانون كطلال الفهد وأتباعه، ودفاعك المستميت عنهم على الرغم من علانية تمردهم على القانون، فقد دافعت عن الباطل الصريح، وعدت للكتابة في مؤسسة ديدنها الواضح الفرقة بين أبناء المجتمع، ولا دليل أكبر من استضافتهم لمدعٍ بأن إعدام صدام كان إعداماً طائفياً؟

قد أتفق معك بأن ما تراه في المجلس من نفاق وتلون يدفعان المرء للحيرة وضبابية جادة الصواب، فالمنادي بالدستور هو نفسه المرحب بخريج الفرعيات، وحامي الأموال هو نفسه مبددها، وغيرها من إهانات للمبدأ والعقل، ولكن هذا لا يعني أبداً أن تنحى تجاه الدفاع عن الباطل، كرد فعل على الممارسات الباطلة.

تصرفك هذا يا سيد أشبه بأن يتجه المرء للإلحاد لأن 'ملالوة' السياسة يشوهون الدين، فيتخذ الملحدون ذلك ذريعة لهم يبررون بها إلحادهم، نعم يا سيد لقد ألحدت سياسياً، كما أراك، ولم يعد القلاف 'ينشاف'، أكرر كنت أختلف معك كثيراً ولكن كنت أحترم قناعاتك لأنها كانت جليّة ولا تتغير، أما اليوم فأنا أختلف معك ولا يوجد لديك قناعات كي أحترمها، والله يستر من ردك، اسمي علي خاجة فلا تقول عني ناصبي، كما تردد كثيرا في الفترة الأخيرة.

خارج نطاق التغطية:

خمس بطولات خليجية من أصل خمس بعيداً عن سلطة أبناء الشهيد، وانتصاران متتاليان لم نحققهما منذ زمن، وأيضاً بعيداً عن أبناء الشهيد، ولايزال البعض يعتقد أن وجود أبناء الشهيد على قمة هرم الرياضة هو النجاح؟

الجريدة بتاريخ 16-11-2009

Wednesday, November 11, 2009

تدوينة الأربعاء - طفلة جميلة

طفلة جميلة
سمرة وكحيلة
والملامح كويتيه أصيلة
يوم وصلت الكل إحتفل
من جيران وربع .. وأهل
الكل قال عنها قمر
وخذوا لها أحلى الصور

وكبرت البنت.. وصارت تمر بمشاكل
والغريبة.. محّد يساعدها أو حتى يحاول
الكل ينهش من طرف
والإهتمام عنها إنصرف
والأهل آه يالأهل
تغيروا؟؟ مدري شحصل

بس ذكروا شي واحد
عيد ميلادها!!
وقاموا يردّون الصور
ويذكرونها كم كانت قمر
طفلة ولا كل البشر

وزادت مشاكلها
ومحّد يساعدها
ولما المصايب كبرت
بعضهم قال بيساندها
وشلون كان السند؟
إنها تنحبس وللأبد!!
هذا حلهم المكّار
حل ظالم حرقها بنار
ما تطفي ولا تخفى
على أي عاقل بهالدار

وإهي ليلحينها تنطر
أحد لقيودها يكسر
ويردها مثل ما كانت
جميلة .. كحيلة
وملامحها كويتية أصيلة

هالطفلة تشبه الدستور
نعم دستور
اللي اليوم غدى مأسور
واحد له يخرب
والثاني له يغيّب
وثالثهم يسأل.. شنو دستور؟

ما جنّه قانون البلد
ولابد يمشي على بنت وولد
ولازم يكون إهوا الحكم
ما يخلّي أحد ينظلم
ويوقّف اللص عند حده
والجمبازي إهو يردّه
ويشق الظلام بنور
نعم دستور

وإحنا الأهل
بكل عام فيه نحتفل
بكلمة بجريدة أو نشيده أو منشور
آه جم منّا إنخذل هالدستور
لا كافي.. ضروري نثور
ونرجّع هيبة المأسور

ذيك الساع نقدر نقول
بكل فخر نقدر نقول
عندنا دستور
إهو الحاكم إهو القايم
وإهو قبرٍ لكل ظالم

حزّتها نقدر نحتفل
ونكون ونعم الأهل
ويرسخ حجينا بأحسن فعل

ويكون القيد
إهو المكسور
ماهو الدستور

Monday, November 09, 2009

مشكلة شخصية

مللت الكتابة عن السياسة وشؤونها المُرّة، فقبل أن نخرج من أزمة ندخل في أخرى، وننقسم حتى في ما يجب ألا ننقسم عليه، ولكم في قضية شيك سمو الرئيس عبرة، فرئيس الوزراء منح أموالاً لنائب في فترة نيابته، بغض النظر إن كان هذا المال مال الدولة أو مال سمو الرئيس، ولكن هل يُعقل أن نبرر ونبحث عن أسباب تفسر لنا منح الأموال من رئيس سلطة تنفيذية لعضو بسلطة تشريعية يراقب ويحاسب رئيس السلطة التنفيذية وأثناء تأدية عملهما؟

كما قلت فإني لن أكتب في السياسة اليوم، بل سأطرح مشكلة شخصية وأنا جاد في طرحها كل الجدية، فرفقا بما سأكتب:في الأسبوع الماضي بلغت التاسعة والعشرين من عمري، وها هي الأيام تأخذني إلى الثلاثين منه رغماً عني، وهو ما يعني في مجتمعنا أنني لا أكاد ألحق بآخر عربات قطار الزواج الطبيعي قبل أن أدخل في أسئلة لا داعي لها، سواء قيلت أم لمزت فقط كــ: 'ليش ما تزوج؟' و'أكيد فيه بلى؟' و'شناطر؟'

إليكم المشكلة، تستهويني فتاة سمراء أفكر جدياً في الارتباط بها ومشاركتها بقية ما لي من حياة دنيوية، هذه الفتاة لا تعتقد بما أعتقد؛

فهي ترى أن أفضل نائب في المجلس حالياً هو مرزوق الغانم... ومع احترامي لـ'بوعلي' فإني لا أرى ذلك، ولا مشكلة في ذلك.

وهي ترى أن عبدالمجيد عبدالله أفضل مطرب، وأنا لا أرى هذا الأمر ولا مشكلة في ذلك أيضاً.

وهي ترى أن البنطلون يبدو شكله أفضل من الدشداشة عليَّ، وأنا أيضاً لا أرى ذلك، وكل تلك الأمور لا مشكلة فيها، ولا حتى مكان السكن، أو وجود عمالة في منزل المستقبل، أو إدخال الأولاد مدرسة خاصة أم حكومية، كلها خلافات لن تسبب لنا أي مشكلة ولا لأسرنا كذلك.

لكن المشكلة التي تأسرنا وقد لا تحقق مبتغانا هي التالي، فأنا أصلي الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء وهي تصليهما فرادى، أنا أفطر في رمضان بعد أذان التلفزيون بربع ساعة، وهي تفطر مع الأذان، أنا أتوجه إلى الحسينية في العشر الأوائل من محرم، وهي تتوجه إلى المسجد في العشر الأواخر من رمضان.

هذه الأمور البسيطة التي لا يجب أبداً أن تكون عائقا تعد هي العائق الأكبر، فحتى إن تفاهم الطرفان الشاب والفتاة، فإن الأسرتين معا أو إحداهما في غالب الأحيان ستقف سداً منيعا ضد هذه الزيجة، فهم يصابون بحمى الرفض لأننا نختلف في تلك الأمور التي مضى عليها 1400 عام وأكثر، دون تبيان سبب منطقي واحد يفسر لنا تلك الحمى!

فما المانع لو اعتقد أحد بمذهب يعترف الآخر بأنه من المذاهب الإسلامية المختلفة؟ وما الفارق الذي سيحدثه هذا الاختلاف في الحياة؟ وهل ستتعرقل الأمور بذهابي إلى الحسينية أو ذهابها إلى التراويح؟ وهل سيرسب الأبناء في دراستهم لأني أصلي ويداي موازيتان لجسمي؟!

لن تتغير قناعتي ولن أغير قناعتها... نريد العيش معاً وفي الآخرة سنفر من بعضنا بعضا كما ذكر القرآن، أيعقل أننا نرفض بعضنا لهذه الدرجة في حين أننا نكون أكثر قبولا حين يتزوج الأبناء من أجانب؟

تلك هي مشكلتي ومشكلة الكثيرين غيري مع اختلاف طفيف، اعقلوا قليلا ولا تدمروا وتمزقوا أواصر الترابط في المجتمع لأننا نختلف، فلماذا نقبل أن نختلف في أمور الحياة الحالية ونرفض رفضاً قاطعاً مَن يختلف معنا في قراءة تاريخ مضى عليه 14 قرناً كاملة؟

خارج نطاق التغطية:

صنعنا دستوراً يجمع اختلافاتنا قبل 47 عاما كاملة، فلنحتفل مع مجموعة 'صوت الكويت' في مولده يوم الأربعاء المقبل في ساحة الإرادة في تمام الخامسة والنصف مساءً... في موعد إنكليزي دقيق.

الجريدة بتاريخ 9-11-2009

Wednesday, November 04, 2009

تدوينة الأربعاء - عميل ... من يسأله الرحيل



هذه الصورة أو هذا الشعار بدأ بالإنتشار منذ إسبوع مضى تقريبا، وقد كان لإنتشاره السريع سواء في المدونات أو على موقع الفيس بوك الذي بلغ أعضاء مناشديه الرحيل أكثر من 900 مشترك في الموقع حتى لحظة كتابة هذه التدوينة، أقول أن إنتشاره أدى إلى كثرة الأقاويل والأحاديث عن هذا الشعار ومن يقف خلفه

لشعار الأبرز والمتردد على مسامعي كثيرا طيلة هذه الفترة هو أن من وراء هذه المناشدة إما أعداء طامعين بمنصب الشيخ ناصر من داخل الأسرة أو بعضٌ من جماعات تهدف لزعزعة الأوضاع في البلاد.

وقد تسارعت بعض الوسائل الإعلامية بمهاجمة كل من يرفع هذا الشعار وإلقائهم في دائرة الخيانة للبلد والتخريب. وللأسف الشديد فقد إقتنع عدد كبير بهذا الطرح.

لنفكر ولو قليلا وبموضوعية، مالمانع من أن يناشد البعض برحيل رئيس الوزراء، ألم نناشد من قبل برحيل أحمد الفهد من الوزارة وكان لنا ذلك بل وكنا وطنيين في مطلبنا هذا، ألم يطرد علي الخليفة منذ عشرون عاما وإلى اليوم من الوزارة على الرغم من توله وزارتي المالية والنفط على مدى 15 عام دون إنقطاع. ولكن تم طرده بناء على إرادة الشعب.

إذا فإن المطالبة برحيل رجل ذو منصب قيادي ليست بالأمر الجديد أو الدخيل على سلوكنا السياسي، مالمشكلة إذا، هل أن ناصر المحمد أفضل من أن ينتقد أو يسأل الرحيل؟

للأسف الشديد وإن لم أكن أتمنى أن أقول عن شخصية أكن لها كل إحترام وتقدير على المستوى الشخصي إلا أن الشيخ ناصر لم يحقق أبسط الأمور المطلوبة منه على مدى ثلاث سنوات وستة حكومات متعاقبة.

فالشيخ ناصر لم ينجح في أي إختبار وطني واجهه، فهو من قبل بإحالة الدوائر الخمس إلى المحكمة الدستورية ضاربا بعرض الحائط برأي لجنة وزارية شُكلت وفضّلت الخمس دوائر دون غيرها، وهو نفسه من لم يتمكن من تطبيق قانون الرياضة على مدى ثلاث سنوات سواء إتفقنا أو إختلافنا معه، فكان اللجوء للأمير هو ما سوف يحل المشكلة كما نأمل جميعا.

ألم يكن ناصر المحمد هو رئيس الوزراء عندما تحولت جرائم الإنتخابات إلى جرائم علنية تنشر إعلاناتها بالصحف دون أن يتمكن إلى اليوم من ردعها، بل أن لدينا اليوم أكثر من 15 من ممثلين الأمة هم نتاج للتزوير في إرادة الناس.

لا أستطيع تذكر إيجابيات كبيرة يشار لها في عهده، وإن وجدت فهي لا تقدر بشيء أمام السلبيات والهفوات المستمرة، وهو ما يعني إن مطلب رحيل ناصر المحمد ليس نابعا من فراغ أبدا حتى وإن ركبه البعض لتصفية الحسابات أو لإزاحة المنافسين من داخل الأسرة، إلا أن هذا لا يعني أبدا أن ناصر المحمد لم ينجح بجدارة في فقدان ثقة الرأي العام الكويتي أو على الأقل جزء كبير منه.

وقد يأتي قائل بأن رئيس الوزراء حاز على ثقة سمو الأمير مجددا، وهو أمر صحيح طبعا، ولكن الثقة التي أولاها سموه لناصر المحمد تعني أيضا إقتصاص الحق من نفسه إن لم يجد نفسه قادرا على الإستمرار بنجاح.

نعم قد يلقي البعض التراجع الذي نعيشه على أكتاف مجلس الأمة، ولكن هذا المجلس بالنهاية هو ناتج عن إرادة الشعب أو على الأقل غالبيته ناتجة عن إرادة الشعب، وهو ما لا يمكن أن نغيره قسرا وهو ما يعني أن عدم القدرة على التعاون والإنجاز مع ثلاث مجالس متتالية أن الرحيل هو أفضل الوسائل، فالشعب قرر وكانت قرراته متشابهة في مجمل الأحوال، ولن يتغير على ما يبدو على المدى القصير فلماذا ندفع ثمن العرقلة إن كان الرحيل أفضل.

مع إحترامي لكل الآراء إلا أن كل الهفوات تشير بأصابعها وتطالب برحيلك يا بو صباح وإسعى لخدمة البلد من موقع آخر.

خارج نطاق التغطية:
مجموعة صوت الكويت قامت بعمل جبار ستشاهدونه في يوم 11-11 بساحة الإرادة، رجائي الحار أن تنشروا الإعلان الموجود على يمين الصفحة في مدوناتكم إن كنتم من المدونين
.

Monday, November 02, 2009

دولة الملالوة .. إنتهت

عبدالعزيز الناشي تذكروا هذا الإسم جيدا، فقد أزاح هذا المواطن من حيث لا يعلم غبارا كثيفا جلبه بعض رفاقه لتغطية الهوية الكويتية الجميلة.

فقد أقدم الناشي على خطوة لو كان يعلم عواقبها لما أقدم عليها إطلاقا، لقد طعن الناشي بصحة عضوية النائبتين أسيل العوضي ورولا دشتي على أساس أنهما لم ترتديان الحجاب معتقدا أنه بهذا الطعن قد يحقق نصرا مؤزرا لجمع من ملالوة السياسة، وعلى طريقة الدخيل وجاسم سعى النائب محمد هايف إلى إستغلال التمريرة التي إعتقد بأنها ذهبية من المواطن عبدالعزيز الناشي، فتوجه إلى وزارة الأوقاف التي لا ناقة لها ولا جمل في هذا الشأن لينتزع منها فتوى وجوب الحجاب، وقد كان له ذلك، فظنوا أنهم سجلوا هدفا ذهبيا لا يعوض.


ولكن حكم الدستورية الرافض لطعن الناشي أثبت أن هف هايف ومن خلفه ملالوة السياسة كان تسللا صريحا وواضحا على الكويت وهويتها الدستورية المدنية، فالكويت هي حرية شخصية وحرية عقيدة مكفولتان للكويت برمتها، ومن لا يؤمن بذلك فهو لا يؤمن بكويت الأمس واليوم والغد.

لقد أنهينا اليوم وبهذا الحكم حقبة مجموعة من اللحى أرادوا أن يحتكروا ما هو غير قابل للإحتكار وحطمت أحلامهم وكوابيسنا على صخرة صلبة إسمها الدستور، فمن لا يعترف به لا يعترف بالكويت.

لنبتعد عن الكلام الطويل قليلا ولنستخلص ماذا يعني حكم المحكمة الدستورية الرائع بحق الكويت وحق أسيل ورولا تحديدا، فالحكم الدستوري يعني التالي:

- إلغاء قانون الجنسية الذي يحرم غير المسلم من حق الحصول على الجنسية.
- إلغاء قانون التعليم العالي الذي يفرض شروطا على اللباس للطلبة ويفصل تعليمهم دون توفير الفرصة للراغبين بالتعليم المشترك من تحقيق مبتغاهم داخل حدود الكويت، وهو طعن بالحرية والمساواة اللتان نص عليهم الدستور.
- إلغاء مواد في قانون العمل التي تحظر على المرأة العمل في أوقات معينة وتسمح للرجل بذلك، وهو إخلال بالحرية والمساواة أيضا.

عطفا على الكثير من تفاهات الملالوة الأخرى كضوابط الحفلات ومحاربة فالنتاين والخيم الرمضانية وفترينة أحمد باقر وغيرها.

عموما لقد قدم لنا الناشي درسا جميلا في اللجوؤ للمحكمة الدستورية لتغيير ظلام بعض أصحاب اللحى بنور الدستور لنعيد الكويت حرة رائعة كما كانت قبل أن تقحم الحكومات السابقة بعض أصحاب اللحى بيننا وبين كويتنا الجميلة.

ملاحظة: مجموعة صوت الكويت أصدرت كتيبا رائعا إقتبستُ منه بعض القوانين غير الدستورية، وبإمكانكم الإطلاع عليه من خلال موقعهم الإلكتروني.
www.soutalkuwait.com

ملاحظة أخرى: سقطت كلمة بعض المكتوبة باللون الأصفر من المقال المنشور بالجريدة وقد نبهني على ذلك أحد القراء الكرام من المعلقين في موقع الجريدة.

خارج نطاق التغطية:

جريدة أسوأ وزير بتاريخ الكويت نشرت تقريرا عن بعض السلوكيات المشينة في الشارع المعروف بإسم شارع المطاعم، وقد نشرت جريدة أسوأ وزير سابقا بعض السلوكيات السيئة في بعض المقاهي، فأغلقت حكومة بوصباح المقاهي بعد منتصف الليل، فهل سيمنعنا بوصباح من الأكل ليلا بعد تقرير شارع المطاعم؟

الجريدة بتاريخ 2-11-2009

Thursday, October 29, 2009

تدوينة - أنا غلطان

إختلفت مع الكثيرين في السابق ووقفت مدافعا عن رأيي بطرح الثقة الذي قدم في دور الإنعقاد السابق بوزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، وقد كانت وجهة نظري ترتكز على أنه طالما المخالفات التي كانت سببا في تقديم الإستجواب وطرح الثقة قد تمت قبل تولي الخالد الوزارة الجديدة فإن هذا يعني أنها أعمال سابقة لا تعطي النائب الحق في إستجواب الوزير الجديد حتى وإن كان الوزير هو نفس الوزير السابق.

ولكنني كنت أرتكز على أساس بأن الوزير الجديد قد قام بفعل أو إجراء لوقف الخطأ في الوزارة السابقة، والإجراء الذي كنت أعنيه هو تحويل الموضوع للنيابة مدعما بأوراق ومستندات، لقد دافعت عن هذا الرأي كثيرا لإقتناعي التام به، وليس كما حاول أن يصور البعض من باب الفئوية أو الصراع الحضري القبلي كما يحلو للبعض تصويره، بل أكرر أنه جاء عن قناعة تامة.

اليوم بعد أن تأكدت تماما وبناء على رد وزير العدل بان إجراء وزير الداخلية لم يكن كافيا لوقف خطأ الوزارة السابقة فإنني أعترف وأقر بأنني كنت مخطئا في وقوفي ضد طرح الثقة، وكنت مخطئا في حكومة إستغفلت الجميع بكذبة واضحة لم أكن أتصور أنها من الممكن أن تقدم عليها.

وعلى إثر ذلك فإنني أعتذر على وقوفي ضد طرح الثقة وأعتقد أن الوزير يجب أن يرحل فورا وقبل أن تنتهي مهلة أحمد السعدون.
ولم يتبقى سوى رسالة أوجهها للوزير الخالد أقول فيها بأنك قد تكون الوزير الأفضل للداخلية منذ سنوات مضت بل قد تكون أيضا أكثر الوزراء سعيا لتصحيح الأوضاع بالداخلية وهو ما أعتقده شخصيا ولكن خطؤك هذا وتضليلك الذي لا أعتقد بأنه نابع منك بل من بعض المحيطين بك تتحمل أنت وحدك مسؤليته السياسية، نعم قد تخسر الداخلية رجلا كان بالإمكان أن يقدم الكثير للكويت من موقعه ولكن أكرر إن هذا الخطأ لا يغتفر وغير مقبول أبدا.
أنت شخصية عسكرية مرموقة على مر السنين والشجاعة لا بد بأن تكون أحد صفاتك وهي ما تحتاجه أنت اليوم لتعلن على الملأ إستقالتك وتتنحى جانبا.

تبقى الكلمة الأخيرة لأعضاء مجلس الأمة الأفاضل وللمستجوبين تحديدا إن تحمل الوزير المسؤولية السياسية لا يعني أبدا العفو عن من هم بالوزارة وساهموا في إهدار الملايين الخمسه وخصوصا القطاعات المعنية داخل الوزارة فأكملوا واجبكم تجاه أموالنا إن كنتم صادقين.

خارج نطاق التغطية:
أخبار تعزيز الحرية تتوالى في الكويت بإرادة الدستور فلنكمل هذه الإرادة ولنتواجد السبت لرفض مقص الرقابة على العقول.

Tuesday, October 27, 2009

خطّة

- القيام بأنشطة السياحة البيئية والسفاري وسياحة الغوص.

- القيام بأنشطة السياحة العلاجية.

- مدينة الحرير ويستغرق تنفيذها من 15 إلى 20 عاما.

- جسر جابر الأحمد في مرحلة الدراسات الأولية.

تلك المشاريع هي بعض يسير جداً مما ورد في خطة عمل الحكومة المقدمة لمجلس الأمة، والكلام على الورق من أبدع وأجمل ما يكون، ولكن لنعكسه على الواقع لنتحقق من منطقية ما هو مذكور وعمليته.

آخر مشاريع حكومية تصنف على أنها ضخمة في السنوات الخمس الأخيرة هي التالي: استاد جابر الرياضي- القرية التراثية- مستشفى جابر، على مدى خمس سنوات كاملة لم ينته أي مشروع من تلك المشاريع التي تعد صغيرة نسبيا إذا ما قورنت بما تطرحه حكومتنا الموقرة اليوم.

للعلم بالشيء فإن استاد جابر على سبيل المثال شرعت الدولة في تنفيذه في 2004 على أن يتم تسليمه في 2006، وقد تم تسليمه في 2009 مع الكثير من النواقص، إلا أن هذا يعني أن مدة تنفيذ المشاريع في الكويت تستغرق ضعف المدة وقد تصل إلى الضعفين.

فالحكومة قررت أن تحول الدولة من دولة علاج في الخارج إلى دولة سياحة علاجية، بمعنى أن يأتي الناس من كل أنحاء المعمورة لتلقي العلاج في الكويت، وقررت أن تحول الدولة لسياحة السفاري التي سيشاهد فيها السواح زواحفنا الجميلة كالضّب والضّب والضّب وغيره من «الضبوبة».

كما أن حكومتنا الرشيدة حددت مدة تنفيذ مدينة الحرير، وهي مدينة تقع في الصبية شمال الكويت بمدة تتراوح ما بين 15 إلى 20 عاما، في حين أن الجسر المؤدي إليها «جسر جابر الأحمد» مازال في مرحلة الدراسات الأولية، وهو ما يعني أن هناك دراسات نهائية، ومن ثم طرح المناقصة والتنفيذ، وهو جسر ضخم يقطع بحر الكويت إلى الصبية، وهو ما قد يستغرق مدة أطول من مدة تنفيذ مدينة الحرير التي ستتحول إلى مدينة أشباح ما لم توصل بجسر إلى باقي مناطق الكويت.

من الجميل جدا أن يكون لدينا خطة، ولكن من القبيح أن تأتي لنا الحكومة بأحلام صاغتها أقلامها لتدعي أنها مشاريع قابلة للتنفيذ في المستقبل القصير المدى.

ومادامت سياستكم هي التغاضي عن مقاوليكم الذين يستغرقون أضعاف المدة دون أن تعاقبوهم، فإن هذا يعني بكل تأكيد أن أحلامكم، وإن أردتم تحقيقها، لن تحققوها خلال خمسين عاما.

احترموا عقولنا قليلا وأقدموا على العمل الجاد وليس على توزيع الأحلام.

ملاحظة: نظرا لتأخر الجريدة في نشر المقال فستؤجل تدوينة الأربعاء ليوم الخميس

الجريدة بتاريخ 27-10-2009

Wednesday, October 21, 2009

تدوينة الأربعاء - مستقلة إعقلي

لم أكن يوما من مؤيدي القائمة المستقلة في جامعة الكويت بل لم أكن من محبيهم أبدا، وقد كان ذلك نتاجا طبيعيا لمنافسة قوية بين قائمتي الوسط الديمقراطي والمستقلة وقد كنت حينها منتميا لقائمة الوسط الديمقراطي.

ولمن لا يعلم فإن منافسة المستقلة والوسط الديمقراطي بدأت تطفو على سطح العمل الطلابي في عام 1998 حينما إنتزعت المستقلة دفة قيادة كلية العلوم الإدارية للمرة الأولى في تاريخها من الوسط الديمقراطي، وإنتزعت المركز الثاني في الإتحاد الوطني لطلبة الكويت من أيدي الوسط في نفس العام.

وكثيرون قد لا يعلمون أن الصراع بين المستقلة والوسط كان بدفع قوي من قائمة الخونة ( الإئتلافية) حيث إنسحبت في 98 من منافسات الإدارية ووجهت أصواتها والتي قد تكون دون تنسيق مسبق مع المستقلة إلا أنها وجهتها لهم مما جعل المستقلة تحظى بالمركز الأول وهذا ليس تقليل من جهود المستقلة في تلك الفترة بلا شك ولكننا نشرح بعض عوامل إحتدام المنافسة الوسطية - المستقلة.

وللأسف فإن سعي الإئتلافية لخلق صراع جديد في الساحة الطلابية يتيح لها الإستفراد بشكل أكبر بمقاعد الإتحاد قد أتى بثماره وإبتلع الوسطيون والمستقلون طُعم الصراع ليستمر إلى يومنا هذا وإن قلّت حدته في أعوام وزادت في أعوام أخرى.

يؤسفني ويحزنني أنني كنت واحدا ممن سقطوا في شرك الإئتلافية ولم أستوعب كمينهم إلا في وقت لم يعد فيه بمقدرتي التغيير من داخل الجسد الطلابي، فإنشغلنا في صراع محتدم خرجنا به أحيانا عن أصول المنافسة الشريفة لنتحول لصراعات كريهة تسعد الخونة وتحزن الكويت.

تعالوا لنقرأ معا رؤى المستقلة والوسط الديمقراطي غير المكتوبة أو تلك التي يرددها قواعدهم طوال العام، فهل يؤمنون هؤلاء بالديمقراطية وليس الشورى بمعنى انهم هل يؤمنون بالأخذ وليس الإستماع لرأي الأغلبية وإحترام رأي الأقلية، الإجابة نعم.

طيب، هل يؤمنون هؤلاء بدولة الدستور، بمعنى آخر هل يرفضون الحريات التي كفلها الدستور كالتعبير والإعتقاد والحرية الشخصية، أم يرفضون المساواة بأشكالها؟ أم يرفضون حكم الشعب لنفسه؟

الإجابة بأنهم يؤمنون بالدستور ولا يرفضون أيا مما نص عليه؟

مالخلاف إذا؟ على أرض الواقع لا خلاف حقيقي بين الجانبين، ولكن بالأوراق قد نجد الهوة وبأرشيف الطرفين يتكون الصراع، علما بأن الطرفين كانوا محركين أساسيين لنبيها خمس وحقوق المرأة والإصلاح الرياضي ومحاربة سراق المال العام، إذا فالمحصلة هي تقارب بالأفكار وإختلاف بالأسماء.

لست هنا بصدد طرح موضوع تحالف هاتين القوتين وإنصهارهم في كيان واحد فحماسة الشباب لقوائمهم لن تمكنهم من النظر الأكثر موضوعية ومنطقية.

بل أتكلم اليوم عن الصفعة القوية التي وجهتها المستقلة لصغار الإخوان أو الخونة وهم إسمين والمعنى واحد، فقد بلغت حماقة الخونة بأن يجاهروا إعلاميا بأنهم الأفضل لسبب بسيط وهو أن مجموع أصواتهم يعد الأكبر على مستوى الإتحاد، متناسين بأن مجموع أصوات العرب كان ضد إسقاط صدام، وإن جموع الكفرة كانت على مدى أعوام الرسالة بمكة أكبر، وجموع المعترفين بالكيان الصهيوني على مستوى العالم أكبر من الرافضين لها، فالكثرة لا تعني الصواب ولكن حماقتهم دلتهم على هذا الطريق التافه.

أقول بأن المستقلة وجهت لهم صفعة بدأتها بالعلوم الإدارية لتعزيز موقعها بالصدارة للعام السادس على التوالي والحادي عشر كمجمل ووجهت لهم صفعة أخرى بمضاعفتها لأصواتها لتنتزع الآداب منهم وتقليص الفارق بالعلوم من 400 صوت إلى 30 صوتا فقط، هذا التاريخ الذي تصنعه المستقلة اليوم ما هو إلا تكرار لما حققته في 2000 عندما حققت النصر في خمس كليات وهي الإدارية والإجتماعية والعلوم والآداب والحقوق على ما اذكر.

ولكن في 2000 لم تستغل المستقلة هذا النصر الكبير فتهاوت كثيرا والسبب برأيي هو إنشغالهم بتوزيع حصص المناصب والمواقع على قواعدهم دون الإلتفات الحقيقي لإعادة الصراع الأهم وهو صراع الدولة المدنية ضد الدولة الدينية.

اليوم تتكرر الفرصة بشكل أفضل، فظروف الخونة خارج الجامعة أسوأ بكثير من ظروفها في 2000 ورفض الرأي العام لهيمنة الدولة الدينية بات أكثر وضوحا مما كان عليه في 2000، هذه المعطيات وغيرها تلح علينا بأن نستثمرها أحسن إستثمار ولن يتحقق ذلك إن كررتم الماضي.

المطالبة بدولة الدستور ليست بالأمر المخجل، وأنتم ترددون بأنكم لا تعرفون التنازلات فلا تتنازلوا عن وطن القانون والدستور والتعددية لكسب الأصوات، فالأصوات ستكون ملك لكم بل حتى من يختلف مع بعض ممارساتكم سيكونون معكم إن وجهتم قواكم نحو كويت الدستور، فإعقلوها وتوكلوا.

شخصيا سأتابع وأراقب وأنتقد وأمتدح خطواتكم هذا العام، لعلني أكون معينا لكم ولي ولبلدي في تصويب وضع خاطئ يقوده الخونة.

Monday, October 19, 2009

بوصباح .. إلا هذي

سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في الماضي غير البعيد وقعَّت الكويت ميثاقاً يشمل كل أطيافها من حكّام وشعب، يكون بمنزلة العهد بينهم لتسيير الأمور دون ظلم، وبتراض بين كل الأطراف، فلا تمييز ولا هم يحزنون.

هذا الميثاق اسمه دستور دولة الكويت، وهو نفس الدستور الذي أقسمت عليه أنت كرئيس السلطة التنفيذية بأن تحترمه وتصونه، وهو ما نجمع على احترامه نحن أيضاً كشعب حتى إن لم نقسم علناً، فهو عقد مقدس بين أهل الكويت جميعاً.

لقد طرأت على الكويت أخيراً موجة جديدة أو أسلوب جديد لموجة قديمة اسمها أسلمة القوانين، فبعد أن باءت محاولات السابقين بالفشل في تغيير الدستور جاء البعض ليسعى إلى تغيير القوانين لتكون بذلك متعارضة مع الدستور.

فأن يتوجه النائب إلى وزارة الأوقاف لاستصدار فتوى بمنع المرأة غير المحجبة من ممارسة حقوقها السياسية كاملة، لأن هذا سيمكنه في المستقبل من استصدار فتاوى أخرى من الأوقاف، فإذا سألنا لجنة الفتوى عن حكم السارق؟ فسيكون الرد قطع اليد، وهو غير مطبق طبعاً، وإذا سألنا نفس اللجنة عن حكم مصافحة النساء الأجنبيات؟ فستكون الإجابة بأن ذلك لا يجوز، وهو أمر سينطبق عليك أنت شخصياً، وآلاف الأحكام الأخرى التي ستغير شكل البلد تماماً.

إننا هنا بالطبع لسنا ضد الإسلام بقدر ما نحن نقر ما وثقه لنا آباؤنا وآباؤكم بضرورة أن تكون الدولة مدنية بها من التعددية ما يجعل الكويت قائمة على حرية الاعتقاد والبحث العلمي والحرية الشخصية، وكلها حريات جاءت في ميثاقنا المعتمد. بل لم يكتفِ الميثاق أو الدستور بذلك فحسب، لكنه رفض أيضاً أن تنقَّح مواد الحرية والمساواة إلا بما يضمن المزيد من الحريات.

ما يحدث اليوم لا يمكن اعتباره سوى ردّة على ميثاقنا الذي ارتضيناه سوياً، وتفرجكم على ما يحدث دون أن تحركوا ساكناً لا يمكن اعتباره إلا حنثا أو تجاهلا بيمين أقسمتموه ست مرات على التوالي في ثلاث سنوات.

نحن اليوم نقوم بدورنا المتواضع لحماية ميثاقنا والعقد بين الكويتيين جميعاً، ولكننا لن نستطيع صيانته كما تستطيعون أنتم، وهو واجبكم الدستوري، فلا حكم لنا سوى الدستور والمحكمة الدستورية التي لا تلوحون بها إلّا حينما يقرع ناقوس الاستجواب، إننا ننتظر منكم اليوم، كمؤتمنين على هذه الأرض وميثاقها، أن تقفوا وبحزم لأي محاولة لاقتناص النقاط على حساب ميثاق أهل الكويت مسلمين كانوا أم غير ذلك، فإن لم تستطيعوا ذلك فالاعتذار عن الاستمرار في المسؤولية قد يكون هو الحل.

خارج نطاق التغطية:

غريب أمر بعض المتشدقين بالديمقراطية فقد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لمجرد زيارة 26 مواطناً إلى سمو الأمير، لقد عبر الـ26 عن رأيهم فحسب وقد نوافقهم أو نعارضهم، ولكن ليس لنا الحق أبداً في منعهم وتهميشهم، أولم يذهب أنصار القروض من ذي قبل إلى الأمير، ولم يتحرك نفس المتشدقون لرفض ممارساتهم؟ الأمير ليس حكراً على أحد، والرأي ليس فردياً فإن لم تقبلوه فلن نقبلكم.


جريدة الجريدة بتاريخ 19-10-2009

Wednesday, October 14, 2009

تدوينة الأربعاء - سنحضر ولكن

أقيم نفسي كأسوأ الأشخاص تذكرا لأسماء من أعرفهم، بل إن هذا النسيان يفقدني في كثير من الأحيان القدرة الجيدة في التواصل مع الكثير من الناس، هذا النسيان إحاول أن أعالجه بربط الوجوه والأسماء بأحداث كي لا تتسرب تلك الروابط الإجتماعية من عقلي بسهولة، ولكن كثير من تلك المحاولات تبوء بالفشل.

وعلى الرغم من هذا النسيان الكريه، إلا أنني على يقين بأنني سأتعرف بالإسم على ما لا يقل عن ربع الحاضرين للمهرجان الخطابي المزمع إقامته في مقر التحالف الوطني الديمقراطي الليلة. وربع آخر أعرف وجوههم دون تذكر أسمائهم وجزء معقول من النصف المتبقي من الحضور بالتأكيد إلتقيت بهم من ذي قبل، بل لا أستبعد إننا تجاذبنا أطراف الحديث في مناسبات سابقة.

فعلى مر 6 سنوات مضت كنت أتواجد في كثير من الندوات والأنشطة التي تقوم بها الجمعيات والتيارات الصديقة لفكري، إضافة إلى العمل الطلابي، وهو ما أكسبني تلك العلاقات التي أتشرف بها.

ما أود إيصاله بأننا سنكون اليوم أو على الأقل الغالبية ستكون اليوم من نفس الجمهور المقتنع بنفس الأفكار وإن إختلف في بعض جزئياتها، وسنستمع لنفس الخطاب الذي نحن مقتنعين به منذ الأزل، وكأننا نذكر أنفسنا بقناعاتنا التي نتذكرها يوميا من مر ما نراه.

الحضور اليوم بالنسبة لي ليس لتعلم شيء جديد أو إكتساب معلومة جديدة بقدر ما هو ترسيخ قناعة لمن لم يقتنع بأننا شعب الحريات ورفض مصادرة العقل والإرادة، ولكني مؤمن إيمان تام بأن هذا وحده لا يكفي وأن نتشدق بعيوبنا لكي نلقي لوم التخلف على ممارسات تيارنا بمختلف أسمائه وأشكاله بدلا عن السير قدما في سبيل ترسيخ حرياتنا لن يمنحنا سوى الرجعية أكثر فأكثر.

نعم لنتواجد في السابعة اليوم في النزهة، ولكن دعونا لا نعتبرها مجرد نزهة بل خطوة من ألف لترسيخ الحرية والقانون والدستور.

Monday, October 12, 2009

جريدة الأخلاق

جالس على الطاولة ومن حولي مفتاح السيارة ومحفظتي وألبس نظارتي والكمبيوتر المحمول أمامي.

سرحت قليلا بمحيطي الصغير هذا، وأخذت أفكر بكل جزء منه، مفتاح السيارة أستطيع به أن أشغل السيارة لأذهب إلى العمل أو لأصل الأرحام أو لعيادة المريض أو لتأدية واجب العزاء أو التهنئة، وبالمقابل تستطيع نفس السيارة أن تقلني إلى أماكن رذيلة أو أن أدهس شخصا ما، أما محفظتي فبأموالها أستطيع شراء هدية جميلة تسعد أمي أو أن أشتري فيها زجاجة خمر تذهب عقلي، أما نظارتي فتمكنني من قراءة كتاب محترم أو رواية حالمة وبإمكاني أيضا أن أقرأ بها جريدة أسوأ وزير في تاريخ الكويت، لم يبق سوى الكمبيوتر الذي بإمكاني أن أملأه فكراً وفناً ومعرفة، وبعكس الاتجاه أستطيع أن أملأه بالأفلام الخلاعية ومواقع المقامرة ومنتديات التفرقة والشتم.

نشرت صحيفة أسوأ وزير في تاريخ الكويت خبراً يتحدث عن الأخلاق، مستخدمة فيه بعض الصور عن تصرفات منبوذة تمارس في بعض المقاهي في الكويت، فهب إثر ذلك نواب من السطحية بمكان لينحدروا لدرجة تحديد مقاس المايوه ليطالبوا بغلق المقاهي وأي مكان مفتوح بعد منتصف الليل؟

وطبعا فإن حكومة الرضوخ لبّت النداء سريعا، فباتت تطرد الشباب من المقاهي فور اتجاه عقارب الساعة نحو منتصف الليل؟ ولو كتبت صحيفة أسوأ وزير عن مفتاح سيارتي، أو محفظتي، أو نظارتي أو كمبيوتري فستصادرها، بل قد تصادرني معها، فالتوعية والإرشاد مصطلحان لا معنى لهما لدى أصحاب القرار.

أن تأتي دوريات الشرطة مصحوبة بحافلة من العسكر لإطفاء الأنوار على أصحاب المقاهي ومرتاديها لمجرد صور نشرتها صحيفة الأخلاق هو مثال صارخ على من يسير شؤون البلد، ومن لا دور له سوى السمع والطاعة، ولنفرض أن كل المقاهي دونما استثناء هي أوكار للرذيلة فهل يعقل أن يكون الحل هو إغلاقها بعد منتصف الليل، فهل ستتوقف الرذيلة بذلك.

طيب، نعلم أن بعض أئمة المساجد ومن يلقي الدورات فيها توجهوا إلى خط الإرهاب وقتل البشر فهل نغلق المساجد لهذا السبب؟

هذه السطحية تنبئ بتلاشي دولة العقل وهو كل ما تبقى لنا بصحبة عدد من براميل النفط، فإن غابت دولة العقل فبالتأكيد سنستخدم البراميل النفطية لري النبات، وحينها ننتهي.

قبل النهاية: سرقت ناقلاتنا في وضح النهار واستثماراتنا كذلك، ووحش حولي مارس جرائمه في النهار وقاتل الطفلة آمنة اقترف جريمته في النهار أيضا، فلماذا إذن نربط الفساد بمنتصف الليل وأكبر جرائمنا وأشهرها تمت في النهار؟!

خارج نطاق التغطية:

فرحت للتجاوب السريع من الداخلية والعقيد محمد الصبر على مقالي السابق لاعتقادي أن الحق سينتصر في شكوى المواطنة المظلومة، إلا أن ما حدث لها بعد مقابلتها لوزير الداخلية لا يبشّر بالخير، والتفاصيل موجودة لدي يا سعادة العقيد. فهل ستجيب؟

جريدة الجريدة بتاريخ 12-10-2009

Wednesday, October 07, 2009

تدوينة الأربعاء - فرقاكم عيد

سأدخل بالموضوع مباشرة ودون أية مقدمات

صفقة بيع شركة زين الكويتية أو صفقة الطماعين الكويتية كما أفضل تسميتها

لا يمكن لي وصفها إلا بأنها من أسوأ أنواع الجشع المستغرب من أبناء مجتمع لم يعتادوا على إسلوب كهذا إن شعروا بأنه قد يمس بشكل أو بآخر الأمن الوطني، لكن لأن الطماعين كثر بمعية بعض اللصوص فإن هذه الصفقة التي تعد أكبر صفقة في المنطقة من حيث الإستحواذ الأجنبي.

لنعود بالتاريخ قليلا لنستذكر أهم محطات زين أو شركة الإتصالات المتنقلة

- إحتكرت هذه الشركة الإتصالات اللاسلكية منذ عام 1983 لغاية 1999 حيث كانت طوال هذه الفترة هي شركة الإتصالات الوحيدة في الكويت، وهي نفس الفترة التي كانت أسعار الهواتف المتنقلة وخدماتها ضرب من الخيال بالنسبة لما نعيشه اليوم فأسعار الهواتف كانت تقدر بآلاف الدنانير، وهو بالطبع لم يكن السعر الواقعي للإتصالات اللاسلكية في بقية أنحاء العالم.

- مع ظهور أول منافس وكاسر للإحتكار (الوطنية للإتصالات) هوت أسعار خدمات الهاتف المقدمة من زين إلى مبالغ أصبحت أكثر قبولا فعلى سبيل المثال لا الحصر، أصبح بالإمكان الحصول على خط الهاتف بعشرة دنانير بعد أن كانت أقل أسعاره هي 100 دينار، وأصبحت قيمة خدمة كاشف الرقم بدينار واحد بعد أن كانت خمسون دينارا قبل ظهور الوطنية، وهذا ما يبرهن على حجم المبالغة ونهب أموال الناس إلى حين ظهور الوطنية.

- فور ظهور شركة الإتصالات الثالثة (فيفا) أصبح تلقي المكالمات من الخطوط الأرضية بالمجان بعدما كان هذا النوع من المكالمات يشكل جزءا أساسيا من المبالغ التي تتقاضاها شركة زين بمعية الوطنية من جيوب الناس.

وبعد كل هذه المليارات التي جمعتها زين من جيوب الناس نظير تقديم خدمات أسعارها أقل بكثير من المبالغ المتقاضاة وبعد خدمة إجتماعية واحدة تستحق أن يشار لها (مستشفى زين للأنف والإذن والحنجرة) قرر تجار الجشع بيع الشركة لشركة أجنبية لنصبح بذلك الدولة الوحيدة بالمنطقة وقد نكون بالعالم التي تستحوذ على كل إتصالاتها شركات غير محلية!؟

إني أكتب بألم لسببين فقط أولهم إن هذه الشركة ومن أموالنا توسعت لتصبح من الشركات الضخمة في مجال الإتصالات على المستوى الدولي ولم تعود الفائدة على الكويت التي منحتهم كل هذا الحجم بالمقام الأول وأستدل بكلامي هذا بمعلومات بسيطة عما تقدمه زين السعودية للأشقاء السعوديين وهي التي لم يمر عليها أكثر من عامين

- زين السعودية تمنح عملاءها خصما إسبوعيا يساوي ضعف قيمة إستهلاكهم في نهاية الإسبوع

- زين السعودية تمنح منزلا وسيارة لعملائها الجدد في السحب الشهري

- زين الشريك الرسمي للمنخبات السعودية لمدة أربع سنوات

- زين السعودية ترعى الدوري السعودي لخمس سنوات بقيمة 300 مليون ريال ( 23 مليون دينار كويتي)

كل هذه الأموال لم تفكر زين كويتية المنشأ بأن تقدمها للكويت على مدى أكثر من ربع قرن ولكنها قدمتها للأشقاء في السعودية ولم يتجاوز عمرها هناك العامين؟؟

بمعنى آخر أموالنا تذهب لرعاية ودعم الأشقاء في حين أن كل ما نحصل عليه من زين هو مظلة للسيارة

أما السبب المؤلم الآخر وهو سبب فني تقني بحت

إن عدم إمتلاك الكويت لأي شركة إتصالات كويتية سيعني حتما بأن كل الإتصالات الكويتية وما تحمله من خبايا وأسرار ستكون عرضة للتجسس بواسطة وسائل تقنية فنية غير كويتية

وهو بالطبع وإن رآه البعض صعب الحدوث إلا أننا لا يمكننا التكهن بما سيحدث إن كان للغريب على الكويت هذه الخاصية في معرفة خصوصياتنا

لقد باع تجار الجشع هذه الشركة وعلى إستعداد بأن يبيعوا أكثر كما نشرت صحيفة أسوأ وزير بتاريخ الدولة اليوم
من أجل حفنة دنانير إستخرجوا أضعاف أضعافها من جيوبنا على مر السنين.

لا أتنبأ بالمستقبل ولكن إجابة على تساؤل زين في نهاية رمضان أجيب بأن فراقكم يا تجار الجشع هو العيد.

Monday, October 05, 2009

الصبر: تسمعني؟

العقيد محمد الصبر مدير إدارة الإعلام الأمني والناطق الرسمي لوزارة الداخلية، هذا الرجل جعل من إدارته واحدة من أفضل إدارات الدولة بحكم متابعته الحثيثة لكل ما يدور من أمور، وتأدية المهام المنوطة بإدارته بشكل يثير الإعجاب.

إلا أن المشكلة تتمثل في أن «الداخلية» فيها من العيوب والمصائب ما لا يمكّن الصبر من تغطيته أو إصلاحه أو على الأقل محاولة تحسينه.

أخي الكبير محمد الصبر إليك الآتي:

أسرد لك حادثة نقلتها لي صاحبة المشكلة ونشرتها مدونة الزميل سرحان إن كانت متابعة المدونات من اختصاصكم أيضا.

مواطنة كويتية تخرجت في جامعة الكويت كلية العلوم الاجتماعية، وتحديدا قسم العلوم السياسية بمعدل 3.46، ولحرصها على التحصيل العلمي والأكاديمي فقد واصلت مسيرتها الدراسية لتحصل بعد ذلك على الماجستير في الأمن الوطني الكويتي، وقد تنامى إلى مسامعها أن أكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية بحاجة إلى كفاءات تدرّس مادة الأمن الوطني والولاء المؤسسي في الأكاديمية، وهو ما شجعها على التقدم لنيل هذه الوظيفة المطابقة لمؤهلاتها.

وقد قابلت في الأشهر الماضية مسؤولاً رفيعاً في الأكاديمية رحب بكفاءتها وتحمس لها كثيراً، وأخبرها أن باب التعيين سيفتح في سبتمبر، وبإمكانها التقدم بشكل رسمي للوظيفة حينذاك.

وخلال فترة الانتظار كان المسؤول الرفيع يكثر من الاتصالات وإرسال الرسائل غير المبررة لهذه المواطنة، وما إن ضاقت ذرعا بهذا السلوك حتى طلبت منه أن يكف عما يمارسه تجاهها.

فما كان منه إلا التالي:

1- تعيين وافدة مصرية الجنسية ذات كفاءة أقل أكاديميا من المواطنة سابقة الذكر في نفس المركز المنشود.

2- طرد المواطنة من مكتب المسؤول الرفيع حينما ذهبت لتستفهم عن أسباب هذا الظلم الواضح.

3- رفض مكتب وزير الداخلية استقبال المواطنة المتظلمة وعدم السماح لها بتحديد موعد لمقابلة الوزير.

وتجدر الإشارة إلى أن الوافدة من مصر الشقيقة تم تعيينها في المنصب قبل أن يفتح باب استقبال الطلبات في سبتمبر.

هذه القصة يا سيادة العقيد هي قصة كويتية بحتة تختلف أشكالها في شتى وزارات ومؤسسات الدولة، وها نحن نسوقها لك ولا نعبر بها عن تعاسة الوضع والظلم في وزارة واحدة في الكويت، بل هي الحال التعيسة نفسها التي نواجهها في كل مكان، ولكن تعمدت أن أوصلها إلى حضرتك ليقيني بأني سألقى الرد.

خارج نطاق التغطية:

مرت أربعة أشهر دون وجود مجلس، والسؤال للمطالبين بتعليق الدستور: ماذا حققت الحكومة في هذه الأشهر الأربعة دون وجود مجلس؟

الجريدة بتاريخ 5-10-2009

Monday, September 28, 2009

قصة بريئة

أسرة مكونة من سبعة أشخاص، أب وأم وخمسة أبناء انتقلوا إلى أرض مهجورة فنزح بعدهم نفر قليل إلى نفس الأرض المهجورة ليبنوها معا ويبثوا فيها الحياة، وما إن دبّت الحياة حتى بدأ الناس يتقاطرون إليها من الجوار، واختاروا رب الأسرة ليكون ممثلا لهم وقاضيا بينهم.

مرت السنوات وتبدلت الوجوه وظهر الأحفاد وازدادت الأعداد بشكل لم يعد فيه كافيا أن تدار تلك المجموعة، وأن يمثلها شخص واحد، فتنوعت مطالبات هذا المجتمع، فهناك من يطالب بأن ينضوي المجتمع الجديد تحت لواء مجتمع أكبر من المجتمعات المجاورة، وآخر يطالب بانتخاب دوري لقائد جديد في كل حين، وآخرون يطالبون بمجلس منتخب يسيِّر شؤون البلاد ويتشارك فيه القائد مع الرعية باتخاذ القرار، فالرأي الجماعي غالبا ما يغطي زوايا قد تخفى عن الرأي الفردي.

وجيلا بعد جيل تتنوع المطالب وتختلف باختلاف شخصية القائد، فقائد لا يتفرد بالقرار فيهادنه المجتمع، وآخر يكون أكثر حدة فتزداد المطالب والاحتياجات، إلى أن جاء بعد حين قائد أراد أن يوثّق ويرسخ الاتفاق بين الجميع بأن السلطة والقرار في هذا المجتمع مشتركة، فهو يؤمن بأن أسرته لم تكن لتتمكن من جعل الأرض المهجورة مكانا صالحا للعيش لولا مَنْ تقاطر من مختلف البقاع المجاورة ليشيدوا هذه الأرض، وكل من ساهم، ولو في قطرة عرق لبناء هذا المجتمع وقيامه، يستحق بلا شك أن يكون صانعا لقراره، وتحقيق مبتغاه ومبتغى الأغلبية العظمى من أبناء المجتمع.

بالطبع فإن الرضا التام عن ذلك الميثاق لم يتحقق، فالبعض لم يعجبه أن تتحول قناعته بأنهم الأسياد والبقية مجرد «خدّام» لديهم، وتتغير الحال بين ليلة وضحاها فيكونون سواسية يحاسبون إن أخطؤوا من أقرانهم من أبناء هذا المجتمع.

وبدأت محاولات طمس هذا الميثاق بشتى الطرق بدءاً بالرفض والمقاطعة مرورا بتزوير إرادة الناس، بل تمادوا لأكثر من ذلك، فقاموا بأخذ «Break» من الميثاق، فلم تغدُ الحال في ذلك الـ«Break» إلا لتعاسة كبيرة مازلنا ندفع أثمانها.

ولأن الأجيال تتغير وأنواع المؤامرات تتنوع بمرور الأزمان فإن آخر حيلهم كانت أن الناس لا تستحق الميثاق، وليست مهيأة للمشاركة في القرار إلى الآن، فالناس غوغائيون مزعجون معطلون للتنمية، ولن تنصلح الحال إلا بسحب البساط من تحت أقدامهم.

لم تنتهِ القصة ولا أعرف إلى أين ستأخذنا خيوطها المقبلة، ولكن ما أنا متأكد منه بأن تحديد مسار القصة يعتمد علينا نحن كما حدث مع عبدالله ودخوله إلى الملعب في رمضان.

خارج نطاق التغطية:

افتتاح مدينة جامعية ذات تعليم مشترك في جدة يسمح للمرأة بقيادة السيارة داخلها ويمنع من دخولها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وافتتاح مترو في دبي يعد الأطول في العالم، وتعطل محطة صرف صحي تم افتتاحها في 2004 في الكويت.

الجريدة بتاريخ 28-9-2009

Monday, September 14, 2009

فنيلة برشلونة

'هناك أخطاء وقصور ولكن لا انهيار أو انحدار' هذا ما تصدر صفحات الزميلة 'القبس' في عدد 11 سبتمبر 2009 على لسان سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.

سمو الرئيس: حاولت مراراً أن أكتب في الأيام السابقة أو بالأحرى في الشهور السابقة عن عشرة أمور، فقط عشرة أمور إيجابية أو على الأقل تسير وفق القانون والدستور بحذافيره في بلادي فلم أجد!

سمو الرئيس: إلى أي جهة تريد أن أشير لكي تعرف معيار الانحدار الذي نعيشه، التعليم التكفيري والتحريضي على الآخر أيا كان الآخر، أم الإسكان الذي لاتزال دفعات إسكانه لم تتخط دفعات 1996/1995، أم التنمية وماهية آخر مشروع تنموي، أم الصحة وآخر مستشفى متكامل تم افتتاحه في بداية الثمانينيات من القرن المنصرم؟

هل نعد كل ذلك قصوراً فحسب، وأنها مجرد أخطاء ستُصلح؟ قد تعتبرني غير منصف ومتحامل على طرقكم في إدارة الدولة، لذلك ما عليك سوى أن تكلف مستشاريك، وما أكثرهم، بأن يأتوك بعشرة أمور إيجابية عجزت أنا عن الوصول إليها في بلدي.

لقد استقبلت حضرتك في اليوم نفسه الذي أدليت به بتصريحك أعلى المقال السيد جوان لابورتا رئيس نادي برشلونة الإسباني، وقد أهداك لابورتا قميصاً لفريق كرة القدم لنادي برشلونة، وإسبانيا على خلاف الكثير من دول أوروبا ليست من الدول ذات الصناعات الكبيرة أو حتى ذات التأثير السياسي القوي على مستوى العالم، إلا أنها وبكل تأكيد من أنجح دول العالم رياضياً إن لم تكن الأنجح على الإطلاق، هذا النجاح هو ما جعل من رئيس ناد في إسبانيا يُقابل من أعلى الشخصيات في الكويت، ليس ذلك فحسب بل إن شباب الكويت على استعداد أن يدفعوا ما يقارب الألف دينار وتكبد عناء السفر لحضور ساعة ونصف فقط لإحدى مباريات الدوري الإسباني، أو التي يشارك فيها فريق إسباني كبرشلونة وريال مدريد وغيرهما.

إني أسوق هذا المثال لسيادتكم لكي أبين أن تركيز إسبانيا على التطور والتقدم في مجال واحد جعلها في مصاف الدول العظمى، وجعلك أنت أيضاً ترحب وتحتفي وتحتفظ بكل تأكيد بقميص برشلونة.

ختاما فإني قد أتفق مع معاليك بأنه ليس لدينا انهيار أو انحدار ولكن ذلك في حالة واحدة فقط، وهو أننا قد لامسنا القاع ولا نستطيع النزول أكثر من ذلك.

خارج نطاق التغطية:

سيادتكم – سعادتكم – معاليكم – حضرتكم، كلها مصطلحات ذات أصول غير عربية، فهل نملك في لغتنا العربية مصطلحات مرادفة لها لإظهار التقدير والاحترام؟

جريدة الجريدة بتاريخ 14-9-2009

Wednesday, September 09, 2009

تدوينة الأربعاء - آسف

كل الأشياء ممكن أن أتغاضى عنها إلا خيانة الوطن

2009-9-9 هذا التاريخ ذو النغمة الجميلة لا يذكرني إلا بعار جلبه أبناء وطني لوطني

فقبل 19 عاما وتحديدا في 9-9-90 تاريخ آخر ذو نغمة جميلة
ولكنه ذكرى خيانة أبناء الكويت لكويتهم

ذكرى طعنة أشد ألما وغدرا فقد أتت من أهل الدار ولم تأتي من الغريب

قد يقبل الكثيرون أن نتجاوز وأن نعفو عمّا سلف، إلا أن مجرد التفكير بهذا الطرح يجعلني أشعر بأنني أخون وطني، خانوا بلادي وإن تكررت التجربة سيخونوها مجددا، فهم يمزقونها يوميا بفتنهم وتفرقتهم وكذبهم

إنهم لم يعتذروا أصلا على دنائتهم، فكيف لنا أن نفكر بالنسيان أو التسامح، في وقت يُــتّـــم فيه أبناء أحمد قبازرد خانوا بلدي، في وقت ترمّلت فيه زوجة هشام العبيدان خانوا أرضي، في وقت دنّست فيه وفاء العامر خانوا وطني.
هل أبيع أولئك الأبطال وأنزع لقب الخونة ممن يستحقه بجداره؟؟ لا والله لن أرضى فهم خونة أنذال لا يستحقون العيش بيننا أبدا، وسيأتي يوم يلفظون فيه من الكويت بإذن الله.



صورة من بيان الخيانة في 9-9-90 وتوقيع رئيس اتحاد الطلبة بقيادة الإئتلافية في خامس اسبوع من الغزو العراقي للكويت، يطالبون بإنسحاب القوات الأجنبية ويسمون الكارثة في خامس اسبوع لها بالخلاف؟؟

Sunday, September 06, 2009

رسالة من شيعي

بصراحة أرهقني جدا هذا التقسيم الكريه لكتّاب المقالات من قبل القراء والمعلقين في بعض المواقع الإلكترونية، مما حدا ببعض أصحاب الرأي إلى طلب عدم نشر كتاباتهم في المواقع الإلكترونية تجنبا لتعليقات البعض التي تكون في كثير من الأحيان ظالمة، ولا تمتّ إلى الواقع بأي صلة.

فساجد العبدلي حينما ينتقد شخصية عامة شيعية يصبح طائفيا والأمر نفسه مع الوشيحي وغيرهما لمجرد معرفة القارئ بمذهب هذا الكاتب وذاك، وللأسف فقد طالني هذا الاتهام غير المنصف أبدا من البعض، وعليه فإني أكتب هذا المقال كمرجع لكل من يريد في المستقبل أن ينعتني بهذا الوصف.

- لا يمثلني ولا يعجبني السيد المهري أبدا وكيل المراجع، تلك الوكالة لمن لا يعرف فهي دور عقائدي لا علاقة له بتصريحاته السياسية الخاطئة برأيي والمؤججة للمشاكل بين أبناء المجتمع في كثير من الأحيان، والعتب يطول أيضا من يفرد الصفحات لنشر فاكساته، أما بالنسبة لقوله عن أن ما حدث من أعمال تخريبية في الثمانينيات عمل وطني فهو كلام تعيس مخجل أن يصدر من شخص كويتي، بل يستحق المحاسبة.

- على الرغم من وجود تسعة نوّاب من الطائفة الشيعية داخل المجلس كما يحلو للبعض تقسيمهم فإنني لا أتفق إلا مع النائبتين رولا دشتي ومعصومة المبارك، وذلك لأنهما ليستا ممن يقحم الدين في السياسة، أما بالنسبة لمواقفهما فهي قابلة للاختلاف والاتفاق مع آرائي.

- الوزيران الشمالي وصفر شأنهما شأن معظم الوزراء الآخرين لم يقدما أي شيء في وزاراتهما، ولم نشهد في عهدهما سوى المشاكل، فالشمالي واستقراره الاقتصادي الذي لم يتحقق بعد، وعلى ما يبدو أنه لن يتحقق في ظل قرارات لم نشهد معها تحسنا ملموسا، أما الوزير صفر فها هي كارثة مشرف تحط على رأسه عطفا على استاد جابر المجهول المصير، والعديد من المشاريع الورقية المتوقفة كجسر الصبية ومدينة الحرير وغيرهما.

- لست مع المطالبة بل لا أقبل باعتبار العاشر من محرم عطلة رسمية، حتى إن كانت النوايا طيبة وفيها سعي لتخليد ثورة الحسين عليه السلام، وما فيها من دروس وعبر مهمة، إلا أن فتح المجال على مصراعيه لكل مناسبة دينية سيؤدي إلى أكثر من 30 يوما من العطل وتوقف العمل المتعرقل أصلا، فأي مناسبة مهمة لأفراد المجتمع بالتأكيد لن تثنيهم عن استقطاع يوم من رصيد إجازاتهم من أجلها.

- إيران لا تمثل لي سوى مثال سيئ آخر للدولة التي تسيس الدين، ولا يعنيني أو يؤثر بي إن كان الحكم فيها أو الأكثرية هم من الطائفة الشيعية، فأنا لا أقبل أبدا بالحكم المطلق وقمع الآخر، بل لا يعنيني الشأن الإيراني بمجمله إن لم يمس الكويت.

ها أنذا خصصت مقالا كاملا لأثبت فيه ما لا يحتاج لإثبات، ولكن لإسكات بعض العقول المريضة التي لا هم لها سوى التفرقة والتحريض بين أفراد المجتمع.

خارج نطاق التغطية:

من المخجل أن تطالب بعض حملات الحج الكويتية بتعويضات من الحكومة لانتشار إنفلونزا الخنازير؟ فتلك الحملات يفترض أنها غير ربحية ولوجه الله، وإن لم تكن كذلك وكانت تجارة بالنسبة للبعض فالتجارة ربح وخسارة.


الجريدة بتاريخ 7-9-2009

Monday, August 31, 2009

الجويهل صح

لست مع الطرح الفئوي العنصري الكريه للمواطن محمد الجويهل، ولكني أستغرب من أمرين في طرحه: الأول هو صمت المعارضين لطرحه والاكتفاء بتسفيه رأيه وشتمه في بعض الأحيان دون العلم بأن رأي الجويهل أصبح رأيا شائعا متداولا بقوة، فإن صرّح به الجويهل علانية فهناك الكثيرون ممن يصرحون به سرا، ولا يوجد دليل أكبر من عدد الأصوات التي حصل عليها الجويهل في الدائرة الثالثة التي كانت تضم نخبا برلمانية كالسعدون والصرعاوي والملا وغيرهم.

أما الأمر الغريب الآخر فهو أن يكون هنالك أناس بتلك السذاجة والسطحية ممن يؤمنون فعلا بطرح الجويهل، بأن من يخرّب البلد هم ممن لم يعيشوا داخل السور منذ نشأة الكويت إلى حين اكتشاف النفط.

وقبل أن أسترسل في الرد على هذا المعتقد الغريب، لا بد لي أن أشير إلى أن ما حدث في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي من تجنيس عشوائي لتغيير موازين القوى في البلد كان له الأثر الكبير على تركيبة المجتمع الكويتي والإخلال بانسيابية سيره، والحكومات المتعاقبة هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن هذا الذنب الذي لا يغتفر أبدا.

لكن، كما نعلم جميعا بأن أعظم دول العالم وهي الولايات المتحدة (وبالمناسبة فإن عمر الولايات المتحدة منذ نشأتها هو من عمر الكويت تقريبا) ما هي إلا خليط من المهاجرين واللاجئين والمشردين والعصابات، اجتمعوا في أرض واحدة على فترات متفاوته ليجعلوا من الولايات المتحدة، وخلال فترة وجيزة، الدولة الأعظم من حيث النظام والقانون في العالم، ومازالت أميركا تجنّس بشروط ليست صعبة ومازالت تتطور.

إذن فإن التجنيس بحد ذاته أو الكويتيون الجدد ليسوا هم المعضلة، فدخول الأجانب على الكويت بأفكار ومعتقدات غير دارجة في المجتمع قد تشكل صراعا طفيفا بالمعتقدات والرؤى للأمور، ولكن سرعان ما يذوب هذا الصراع تحت إطار القانون والمؤسسة، إلا أن العلّة كل العلّة هي ألا يوجد قانون ومؤسسة تحمينا من صراعاتنا، وهو ما يتحمله ثلّة من أبناء السور كما يسميهم الجويهل وغيره ممن سلموا الأمور إلى سلطة لم تكن تفقه ما تفعل، وكانت تعتقد أن الدولة ستسير بطريقة جيدة إن أقدموا على جريمة التجنيس دون قانون، فقد قتلوا سلطة التشريع منذ منتصف الستينيات حتى بداية الثمانينيات، وهي الفترة نفسها التي قاموا بها بالتجنيس العشوائي، فدخلت المعتقدات الجديدة على الكويت، وحدث الصراع دون أن يكون هناك سلطة قانونية تحد من هذا الصراع وتذيبه.

إن أعظم فترة عاشتها الكويت ما بعد التجنيس العشوائي هي فترة الغزو الغاشم الذي شهد التلاحم والتعاضد بين الأغلبية العظمى من أبناء الكويت سواء كانوا داخل السور أو خارجه، فقد سن الشعب قانونه المتآلف المتضامن بعيدا عن تكتيكات السلطة لدق الإسفين والتفرقة.

طرح الجويهل ليس هو الحل بالتأكيد، وتبنيه لن يزيدنا سوى مأساة فوق مآسينا الكثيرة.

للعلم فقط: إن من خان الكويت من جماعات الإخوان ولصوص المال العام في فترة الغزو هم من داخل السور، وها هم يعيشون بين ظهرانينا معززين مكرمين، ولن يمانعوا من تكرار أفعالهم إن تم ترحيل كل من هم خارج السور.

خارج نطاق التغطية:

http://the-3-monkeys.blogspot.com، هذه المدونة الجميلة نشرت موضوعا يستحق القراءة والتفكير.

الجريدة بتاريخ 1-9-2009

Wednesday, August 26, 2009

تدوينة الأربعاء - أحب السمره

لا أعلم علاقة رمضان والكتابة معي، فهي تولد ولادة عسيرة، فما أكتبه في ساعة في الأيام الإعتيادية يستلزم مني أكثر من ثلاث ساعات في رمضان، ولا يقتصر الأمر على الكتابة بل حتى على قراءة الصحف فبالأمس فقط لمست اناملي أوراق إحدى الصحف بعد قطيعة من أول رمضان، لذلك فضّلت أن تكون التدوينة اليوم عباره عن خاطره متواضعه جدا بعيدا عن ثقل الكلمات.

أحب السمرة
أحبها لما هي تضحك
واحبها وإهيا مكشره
أحب الغيرة في عيونها
إذا قالوا أنا أخونها
وأحبها لما تـتـشـرّه

أحب إحساسها المفعم
أحبها لما هي تسكت
واحبها لما تتكلم
أحبها لمسة إيديها
لما أنا أناديها
وأردد فيج انا مغرم
أحب السمرة

أحبها لما هي تزعل
وأراضيها ولا ترضى
تعاتبني واتحمل
أحبها لما أنا أطفر
تغيظني زود وتكـثـّر
وببسمة زعلتي ترحل
أحب السمرة

أحبها وانا في همّي
تداريني تواسيني
وتكلمني جـنّها أمي
تنسي قلبي كل غمّه
وتفرّح روحي في كلمة
وتدللني حتى في حلمي
أحب السمرة

Monday, August 24, 2009

بلدٌ مسلم

تقدّم كتب التاريخ المتنبي، أو كما يسميه الراحل أحمد الربعي بـ«الشاعر» بأنه لم يكن شجاعا على الرغم من أشهر أبياته «الخيل والليل والبيداء تعرفني»، وقد قيل إنه أراد الهرب في إحدى المعارك، فقال له ابنه أتهرب وأنت قائل هذا البيت؟ فلم يجد بداً من البقاء حتى قُتل في تلك المعركة.

وعلى ما يبدو أن الكويت أو أغلبية المجتمع الكويتي معجبة جدا بالمتنبي ليس في شعره بل في شخصه ففي «الطالعة والنازلة» يكرر أبناء هذا المجتمع أنهم أبناء مجتمع مسلم محافظ تربّى على العادات الإسلامية، فاللاعب حين يسأل عن أمر ما، والمطرب والرسام والطبيب والشاعر والنائب والوزير، لا بد لهم أن يذكروا عبارة نحن مجتمع مسلم محافظ.

كمسلم بالتأكيد يعجبني هذا القول إن كان واقعا وحقيقة، فأنا أتمنى أن يكون مجتمعي مسلما محافظا على حقيقة الإسلام التي أقولها وبكل تحد إننا لا نملك ولو عُشر الحقيقة الإسلامية، فعن أي إسلام نتحدث ونحن نقتل النفس التي حرّم الله ونظلم ونكذب وننافق؟

إليكم آخر وأسوأ الأمثلة التي تثبت صدق ما أقول، أصدرت وزارة الشؤون قرارا بإلغاء نظام الكفيل للعمالة الوافدة القادمة لطلب الرزق في البلد المسلم المحافظ، وهو قرار، وإن جاء متأخرا جدا جدا، وبعد سنوات من العبودية الصارخة وعلى أيدي أبناء المجتمع المسلم المحافظ، إلا أنه قرارٌ طيب، ولكن أن يشترط هذا القرار أن يحصل المقيم على براءة ذمة من كفيله السابق، أي إعادة الأمور إلى المربع الأول وإلى براثن الكفيل مجددا.

هذا العامل، الذي لا يتقاضى سوى 20 دينارا فقط من أبشع البشر «تجّار الإقامات» بمعدل 666 فلسا يوميا، عليه أن يسد جوعه بها، ويدفع للمستشفى إن مرض ويوفر لأهله جزءا منها باستثناء ما يستقطعه منها ليدفعه لمن أقرضه أموال القدوم إلى الكويت من الأساس، تفرض عليه براءة الذمة من تاجر الإقامات وبالتأكيد فإنها ستكلفه ضعف ما كلفه القدوم للكويت، لكي يتمكن من التنفس بحرية جزئية!؟

نعم، هذه هي الحال في المجتمع الذي يدعي الإسلام والمحافظة، هذا المجتمع التي توزع فيه المنشورات لتكفير هذا وذاك، وهو نفس المجتمع الذي يصمت كل نوابه سواء من تيارات إسلام سياسي شيعي وسني ومن قبليين وليبراليين ومستقلين وغيرهم عن هذه المجزرة الإنسانية، لمجرد أن هذه العمالة لا تملك صوتا واحدا في الانتخابات، وهو ما يجعل الأمر سهلا لناصر المحمد ووزرائه ممن لا يضايقهم أي شيء حتى إن فرضوا ألف إتاوة على هؤلاء المساكين الفقراء.

تكريم الإنسان هو أساس الإسلام أيها المجتمع المحافظ المسلم، فأين أنتم من الإنسان وأين أنتم من الإسلام؟

خارج نطاق التغطية:

مبارك عليكم الشهر.

جريدة الجريدة بتاريخ 24-8-2009

Wednesday, August 19, 2009

تدوينة الأربعاء - الذات الأميرية

لأن فاجعة الجهراء كانت كبيرة على الكويت، وهو ما إستدعى إعادة تحرير مقال الجريدة المنشور يوم الأثنين وتغيير عنوان المقال أيضا، لذا فقد وجدت أن أعيد نشر مقال الأثنين كاملا قبل التعديل.

" كشفت مصادر إن وزارة الإعلام بصدد تغليظ عقوبة الإساءة للذات الأميرية" خبر طالعتنا به إحدى الصحف قبل أيام على صفحتها الأولى.

قد يفهم القارئ العادي لهذا الخبر بأن الكويت تعاني من حالة إساءة للذات الأميرية يوميا وهو ما أجبر الحكومة على أن تغلّظ العقوبة كي تردع المسيئين، فالحاجة لتغيير التشريعات وخصوصا تغليظ عقوباتها وزيادة روادعها لا يأتي إلا بسبب تفشي ظاهرة ما وقصور التشريع عن وأدها.

فالمخالفات المرورية على سبيل المثال كتجاوز السرعة والإشارة الحمراء مثلا، ولأنها بإزدياد قاتل فإن المشرّع يحتاج فعلا لتغليظ العقوبة لزيادة السلامة في الطرق وهو أمر مفهوم ومحمود بالوقت نفسه. لكن أن تأتي وزارة الإعلام لتغلظ عقوبة الإساءة للذات الأميرية وهو أمر نادر الحدوث جدا وقد لا تتجاوز حالات هذا الجرم أصابع اليدين سنويا فهو أمر غير مفهوم أو مبرر إطلاقا.

فمالذي تصبو له وزارة الإعلام من خلال هذا التعديل على قانون المطبوعات؟ وأي شكل من أشكل تطوير الأداء الإعلامي يصب هذا التعديل؟ لو أنني لا أعرف الكويت والإعلام الكويتي ولم أتابعه عن كثب لقلت أن وزارة الإعلام قد طوّرت كل شيء ولم يتبق لها سوى بعض التعديلات الشكلية لتغلق جميع منافذ خرق القوانين والإستهانة بها.

ولكن للأسف فتلفزيون الكويت وهو واجهة وزارة الإعلام أصبح أرشيفه كماء السبيل الكل يملأ دلوه منه دون حسيب أو رقيب، فالمسرحيات والأغاني والبرامج والمسلسلات أصبحت عرضة للنهب الصريح دون أي دينار يدفع، ليس ذلك فحسب بل أن الكوادر البشرية التي تصقلها وزارة الإعلام وتهيئها للمعترك الإعلامي تسلّم جاهزة للقنوات المحلية أو الخارجية بلا أدنى مقابل.

بل ليت الأمر إقتصر عند هذا الحد، فوزارة الإعلام الرائدة وهي كلمة ملازمة للكويت في شتى المجالات لوجود رجال سعوا للريادة قبل أن تلحقهم أجيال الإبادة، أقول بأن وزارة الإعلام لا تملك كاميرات إلا تلك التي تعرض لنا اللون الأحمر أزرقا، وكل الديكورات اللازمة مازالت تصنع من خشب مصبوغ بشكل رديء وما زال إعلامنا يتفنن في إجبار المشاهد على مغادرة محطاته الحكومية، ويُترك كل هذا التردي من أجل تغليظ عقوبة جريمة نادرة.

وإن إفترضنا أن الوزارة ترغب بداية في تحسين القوانين قبل الولوج لعالم التطوير في الوزاره وإن كنت أشك في ذلك، أوليس من باب أولى أن يتم تغليظ عقوبات الصحف والوسائل الإعلامية التي تدق الإسفين تلو الآخر في سفينة الكويت؟ هل نسينا حينما ألبّت صحيفة أسوأ وزير في تاريخ الكويت القبائل على الدولة بعناوين صارخة بالتحريض؟ أم نسينا ما تمارسه صحيفة تاجر الغفلة الكويتي الحديث على البلد وتجنيده الطائفي على حساب البلد؟ كل تلك الأمور تتجاهلها وزارة الإعلام وآلاف المشاكل غيرها لتغلّظ عقوبة الإساء للذات الأميرية. عجبي.

خارج نطاق التغطية:

سؤال لمعلوماتي العامة نرجو ممن لديه الإلمام الإجابة عليه، في حال غياب الأمير هل تكون ذات نائب الأمير مصونة؟

Monday, August 17, 2009

نبكيكم يا أبناء وطني


لم يسعفني لا الوقت ولا الكلمات في رثاء أبناء وطني في هذه الفاجعة المؤلمة التي أصابت الكويت، والتي تعد الأكبر في عدد الضحايا بعد الغزو العراقي الغاشم، ولكن ما يواسيني حقاً هو تلك اللحمة الوطنية الجميلة التي رأيتها من خلال كم رسائل المناشدة من الجميع للتبرع بالدم، والإقبال الجميل على 'بنك الدم' لمنح دمائنا بعضنا بعضا دون المبالاة بجنس أو عرق أو طائفة، فدماؤنا اختلطت منذ الأزل... وإن شابت الظواهر بعض الشوائب، فإن البواطن حتما ما هي إلا دماء كويتية شيعية في عروق سنية وحضرية في عروق بدوية، تلك هي الكويت وهؤلاء هم شعبها.

الجريدة بتاريخ 17-8-2009

Wednesday, August 12, 2009

تدوينة الاربعاء - ما يفيد الكيماوي

لا أفهم إستغراب البعض وتعجبهم من الخبر الذي نشر أمس وتواصلت تبعاته اليوم حول القبض على شبكة إرهابية كانت تخطط لتفجير معسكر عريفجان ومبنى أمن الدولة، ولا أستغرب أيضا إن كان كلام المتهمين بأن ما أرادوا القيام به هو فكرة ذاتية غير نابعة من حزب أو تنظم إرهابي خارجي.

فهذه التجربة الإرهابية ليست بجديدة على الكويت، فعلى مر سنين وجود تيارات الإسلام السياسي في الكويت واحداث العبث الإرهابي موجودة ومستمرة شيعية كانت أم سنية، ودعوني أشير هنا لمحطات معينة أصبو من خلالها لتبيان حقيقة ما:

المحطة الأولى: معركة الجهراء

هذه المعركة التي وقعت أحداثها في اكتوبر من عام 1920 بين آل سعود وآل صباح ومن أسبابها كما ذكر الباحث بدر خالد البدر التالي:

برأي آل سعود أن أحد الأسباب هي:
نفرة سالم المبارك الصباح من مذهب الوهابيين والسماح للبعض لعقد مجالس الوعظ التي ترميهم فيها بفساد العقيدة وبالجهل والتعصب.
أما بالنسبة للرأي الكويتي فهو:
تكفير (الإخوان) لأهل الكويت وسالم في معيتهم وشدتهم إذا ما ولجوا أسواقها واختلطوا بأهلها.

المحطة الثانية: معركة الإختلاط

وهي ندوة أقيمت في سنة 1971 في قاعة صباح السالم بمبنى الجامعة في الخالدية ولم تكتمل بسبب تحويل قوى الإسلام السياسي لهذه الندوة لمعركة دامية بسبب رفضهم لما يسمونه بالإختلاط.

المحطة الثالثة: تصدير الثورة الإيرانية

مع نهاية السبعينيات من القرن الماضي وجرّاء الثورة الإسلامية كما يحلو للبعض تسميتها في إيران أثيرت فكرة تصدير الثورة للخليج وقد تبناها مجموعة من أبناء الكويت للأسف زرعوا الرعب في نفوس الكويتيين في فترة الثمانينيات تحديدا

المحطة الرابعة: مابعد 11-9

بعد احداث سبتمبر 2001 ظهرت على السطح مجموعات وخلايا إرهابية تهدف لترسيخ مفهومها وقتل أي مفهوم آخر حتى وإن كان ترسيخ مفاهيمها يأتي عن طريق التدمير والقتل.

تعمدت ذكر هذه المحطات الأربعه وهي ليست المحطات الكريهة الوحيدة طبعا في تاريخ الكويت إلا أني أرى أنها مرتبطه بالخبر المنشور أمس، فمعركة الجهراء تبين أن الكويت كانت مستعدة لخوض الحرب رغم قلة العتاد والقوة في سبيل رفض التزمت والتشدد والتكفير وإلغاء الآخر.

أما ندوة الإختلاط فتبين أن التيار المتشدد الذي يسعى لإلغاء الآخر بات له وجود قوي في الكويت وإن كان لا يمثل الأغلبية، أما محطة تصدير الثورة فهي توضح أن المتزمتين ليسوا مقتصرين على مذهب أو طائفة واحدة بل من الطائفتين الرئيسيتين في الكويت (السنة والشيعة) وقد أخذوا منحى جديد في تشددهم

وأخيرا المحطة الرابعة التي نعاصرها اليوم وهي وجود قناعة مترسخة ولا يخجل أصحابها منها تخول لأصحابها قتل من يشاؤون وتكفير ، من يشاؤون حسب أمزجتهم وأهوائهم، بل إن إعلامنا للأسف إنجرف وراء هؤلاء الإرهابيين فأسماهم بالمجاهدين ولا يوجد دليل أكبر مما نشر في جريدة الراي قبل أيام بخصوص الإرهابي خالد الحسينان حين قدمته بهذا النص:
دعا الإمام والخطيب السابق في الكويت «المجاهد» خالد بن عبدالرحمن الحسينان

نعم فقد أسمته بالمجاهد وهو الذي يساهم في قتل وتشريد الناس، بل ليس من المستبعد أن يكون هو أحد المحرضين على تهديد أمن بلده الكويت. ما أود قوله وإيصاله هو أن الكويت أو حكومة الكويت في المقام الأول هي من غيرت الفكر الكويتي المسالم المتسامح المنفتح على الديانات والعقائد والمذاهب لدرجة أصبح فيها مجتمع عابس متجهم متشدد يرفض الإختلاف.

فبدأت التحويل من خلال التحالف مع قوى الإسلام السياسي أملا في الحد من المد الليبرالي المدني، وكان لها ذلك ولكن النتائج وخيمة، وعى ضوء هذا التحالف البغيض مع قوى الإسلام السياسي من طائفة واحدة فإن المتخلفين من الطائفة الأخرى تمترسوا وراء العنف وأي قشة تمنحهم القوة كما يعتقدون، ولم تكتفي الدولة بذلك بل قتلت هي ومجلس الأمة كل صورة جميلة للتسامح في الكويت حين أقرت عدم منح أي شخص غير مسلم الجنسية الكويتية مهما كانت أعماله جليلة ومفيدة للوطن.

وبالطبع تسليم التعليم لقوى الرأي الواحد وكذلك الجمعيات الشرّية التي تجند الاطفال وترسخ في عقولهم الشر والعنف والضغينة، النتيجة لن تكون سوى الإرهاب، والقبض على 6 أفراد كل ثلاث سنوات لن يقتل المشكلة أبدا، بل التعليم والحزم هم من سيحلونها
.
السلسلة مازالت مستمرة ولم تمر مئة عام على معركة الجهراء، وإلى الآن لا يوجد أي مؤشر لقطع سلسلة التردي تلك، بل أن نمو هذا السرطان في الجسد الكويتي مازال مستمرا ويتنامى، ومالم نفعل شيء اليوم فإن العلاج الكيماوي لن يفيد غدا.