Thursday, June 12, 2008

بنات يدخنون

من أسوأ الأمور التي ألاحظها في مجتمعنا الكويتي هي التناقضات الكثيرة واللامحدوده التي يحملها هذا المجتمع بين طياته، هذه التناقضات التي تجعل من اللا معقول معقولا، ومن المرفوض تماما في ساعة مقبولا تماما في ساعة أخرى، هذه الإزداوجية التي تجعل الفرد يقف حائرا مشدوها لا يميز الصواب من الخطأ أبدا ولكي أبتعد عن النظريات سأدخل في التطبيقات التي نراها لكي تتضح الصورة

التدخين مثلا عادة سيئة يمارسها الكثيرون وهي من العادات التي يعترف حتى المدخنون بأنها سيئة ولا يجادلون فيها، إلا أننا نواجه مشكلة بالمفاهيم للأسف، بمعنى أننا لو نرى شخصا لا نعرفه يدخن في سيارته أو في أحد المجمعات أو المقاهي أو أي مكان عام، فإن شعور الغالبية يكون كالتالي إما أن نقول بأنها عادة سيئة ويتوقف الشعور أو أننا لا نشعر بأي شيء اطلاقا

ولكن ماذا لو كان هذا الشخص أنثى أو فتاة؟ ستتقافز آلاف المشاعر إلى الأذهان فيربطها البعض بسوء السمعة، أو الفجور أو سوء التربية أو غيرها من أشنع الأفكار لمجرد أنها أنثى!!؟؟

ولنقس هذا المثال على الشاب الذي يكوّن علاقة مع فتاة، فإما أن يكون هذا الشاب بنظر البعض وباللهجة العامية " راعي أسلوب ومزيون وحليو" أو " يا زينه يحب " أو راعي بنات وخرابيط" وفي جميع تلك الاحوال فإن النظرة الدونية لهذا الشاب إن تحققت تكون أقل بكثير من النظرة الدونية للفتاة التي تكون على علاقة مع شاب، والمصيبة العظمى إن هذه النظرة الدونية للفتاة قد تصدر من شاب لا مانع أو مشكلة لديه في ان يكون على علاقة مع فتاة!!؟؟

وكثيرة هي التناقضات الأخرى التي لا تكفيني مقالة واحده لسردها او التطرق إليها، ولكن هذه التناقضات وخصوصا في مجتمعنا تجعل الصراع بين الصواب والخطأ صراعا دائما ومستمرا لا يتوقف، بل يجعلنا نسيئ الإختيار وإتخاذ القرار في الكثير من الأحوال

فإن كنا نريد الصواب أو التقرب منه قدر المستطاع فعلينا أولا أن لا نرتبط بأفكار وموروثات قد تكون غير مفهومة او صالحة لوقت من الزمان وغير صالحة لهذا الزمان،ولنتجرد من أي تأثيرات خارجية ونحكم العقل والعقل فقط في إتخاذ قراراتنا

ملاحظة: لا أعمم هذا المقال على الجميع ولكن أتحدث فيه عن الغالبية أو على الأقل الغالبية التي أراها

برّه الموضوع
الحركة الدستورية او حدس أو الراعي الرسمي للإئتلافية بالجامعة تقهقرت على مستوى الدولة، فهل تتعظ تياراتنا الطلابية المدنية وتوحد الصفوف من أجل زوالهم داخل أسوار الجامعة؟ امنية كم أتمنى ان تتحقق

مجلة أبواب عدد يونيو 2008

4 comments:

Mohammad Al-Yousifi said...

نعم ثقافة متناقضة

fucked up

Anonymous said...

السلام عليكم
كلامي هذا ما وراه اي مصلحه
بس اهو موجه لأخوي علي خاجة

الصراحة ماشفت شخص نفسك بأخلاقك باحترامك برجولتك بوطنيتك بأسلوبك

مشالله عليك أول مرة اشوف شخص يخلي حتى الي يختلف معاه يحترمه و يقدره

اول مرة يمر علي شخص يجمع بين الهيبة والتواضع

شخص متحرر منفتح بس ما نسى حدوده
علي انت تبجيني اذا تكلمت عن الكويت

انسان صادق بكلامه واحاسيسه بعد
ما يجامل على حساب مبادئه

انسان راقي

انت تختلف تماما عن شباب جيلك

باختصار انت شخص كبير
:)

Anonymous said...

ايه والله ثقافة معفوسة فوق حدر

اذكر يوم اني كنت بالمدرسة وطلعت سالفة حقوق المرأة السياسية على الساحة، كنت ضد الفكرة. تدري ليش؟ كنت اتخيل المرأة السياسية انسانة "حوسة" بعباة مغبرة ولسان يبط الأذن بغير منطق. ما أدري ليش ما استوعبت ان وقوفي ضد حقوق المرأة هو وقوفي ضد حقوقي انا مستقبلا!!! ـ كل اللي اعرفه اني كنت اتكلم من منطلق انطباع قوي انزرع فيني وكان جزء مني - انطباع يقول لي ان المراة اضعف واغبى من الرجل، ولهذا فإن المجتمع بكبره لازم يكون وصي عليها

شفت شلون؟
انا كبرت وتغيرت الحمدالله اصبحت واعية ان المراة ليست كذلك، بس الاغلبية لايعون هالحقيقة. لاتزال المرأة تحت الملاحظة أكثر من الرجل من الناحية الاجتماعية اساسا. آآآآآخ!!! ـ

عاشق وطن said...

مطقوق
اي للأسف

أنو
كلام اكبر من أن يقال بحقي
لك كل الشكر والتقدير والمحبة عليه
وما يبعث البهجة بالنفس هو انني تمكنت من التأثير بشكل إيجابي على أحد أبناء هذا الوطن
شكرا ألف مرة

شيخه العثمان
الحمدلله على انج وعيتي نفسج ومهمتج اكبر الحين في انج تساهمين بتوعية غيرج
يعطيج الف عافية