Monday, December 29, 2008

يحچي بالقانون؟

انتقادات نيابية حول أصبوحة شعرية، هذا العنوان الذي تصدر صحف 24-12 الماضي... باعتقادي لم يأخذ حقه من التعليق، مفاد الخبر هو أن مجموعة من الشعراء أقاموا أصبوحة شعرية في إحدى ثانويات البنات، وهو ما استنفر بعض نواب القَسَم الباطل من أمثال محمد هايف، الذي وصف هذه الأصبوحة وكأنها من الكبائر التي تؤدي إلى انحلال المجتمع، وهنا أقتبس جزءاً مما قاله هايف لإحدى الصحف إن ما حصل تحت ما يسمى بالأصبوحة الشعرية في ثانوية العدان للبنات بحضور مدير الأنشطة أمر مؤسف وتصرف غير تربوي، وهو مخالف للقانون الذي يمنع دخول الرجال لمدارس الطالبات

لا أعلم إن كان هناك قانون حقاً يمنع الرجال من دخول مدارس الطالبات، أم أنه من ضرب خيال هايف، وإن كان هناك قانون كما يدّعي هايف فيجب أن يُلغى لأنه سطحي وغير منطقي أبداً، ولكن لست أنت يا هايف من يتحدث عن القانون الكويتي لا من قريب ولا من بعيد، فدخولك إلى المجلس غير قانوني عن طريق فرعية تتباهى بها، وقسمك النيابي غير قانوني لأنك أقحمت ما هو غير موجود في النص الدستوري على القسم بمزاجك، وأمام ناظريْ رئيس مجلس الأمة، الذي لا يعرف كيف يحاسب المتعدين على القانون واللائحة داخل المجلس

ولكن لنطرح فرضية معينة نبين بها مدى سخافة مطالبة هايف وغيره من النواب بالاحتجاج على الأصبوحة الشعرية، بسبب أن الرجال دخلوا إلى مدارس الطالبات... فالمناهج التعليمية كلها تزخر بعلماء من شتى المجالات وأغلبيتهم العظمى من الرجال، ففي التربية الإسلامية نجد أسماء كالبخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وغيرهم، وفي الأدب نجد شوقي وحافظ وأمل دنقل، وفي العلوم والرياضيات نجد نيوتن والخوارزمي وزويل وآينشتاين، لنفرض مثلا أن أحمد زويل أو بيل غيتس قاما بزيارة إلى الكويت، وأرادا إلقاء محاضرة في ثانوية للطالبات، فهل سترتفع بعض الأصوات بالاحتجاج على دخولهم إلى المدارس؟ أعتقد أن إجابة هايف ومن هم من أمثاله ستكون الرفض طبعاً، لأن كل وجود بالنسبة لرجال ونساء في مكان واحد هو أمر يثير الغرائز ويحفّز على الفجور

إن المشكلة ليست في هايف أو غيره باعتقادي، المشكلة كلها تقع على عاتق الحكومة التي لا تتجرأ على ردع أي محاولة لوأد الدستور والتعدي على نصوصه من قبل نواب يفترض أنهم مؤتمنون عليه ومطالبون بتطبيقه وحمايته، فقد بات التعدي على الدستور أسهل من شرب الماء لنوّاب المجلس، فهم لا يبالون إن كان قولهم وفعلهم ضد الدستور أو يتعدى عليه، والسبب طبعاً وهن الحكومة ورئيسها غير القادرين أبداً على مجاراة ما يحدث اليوم من النوّاب

خارج نطاق التغطية

في يناير المقبل ستعقد قمة اقتصادية عملاقة في الكويت، وبالطبع ستغلق كل الشوارع من قبل إدارة المرور بحجة تنظيم السير مما سيعرقل احتياجات أبناء الكويت في التنقل سواء للذهاب إلى العمل أو غيرها من حاجات التنقل، فالكويت بكل جهاتها لا تعرف سوى المنع لحل أي مشكلة، ولهذا فلتلجأ الحكومة إلى أسلوب التنبيه الإعلامي بالطرق التي ستغلق، لعل هذه المحاولة تجدي لحل أسلوب المنع العقيم

الجريدة بتاريخ 29-12-2008

Monday, December 22, 2008

أحمد الفهد و الائتلافية

كل من مارس العمل الطلابي داخل جامعة الكويت شاهد، وبكل تأكيد، الأسلوب المضحك الذي تتبعه القائمة التي تُدعى «الائتلافية»، هذا الأسلوب يتمثل في محاولة نسب الإنجازات لنفسها، عن طريق مسرحية هزلية مضمونها التالي

مع بداية كل عام دراسي تتنامى الأخبار للقائمة «الائتلافية» بحكم قربها من الإدارة الجامعية عن مشروع جديد تتبناه الإدارة الجامعية لتطوير الصرح الجامعي، فعلى سبيل المثال تعقد الجامعة العزم على عمل مظلات لممرات كلية العلوم خلال ثلاثة أشهر، فتقوم قيادات «الائتلافية»، بعد تأكدها من عزم الإدارة الجامعية على البدء بهذا المشروع، بإرسال كتاب إلى الإدارة الجامعية تطالب فيه بإقامة مظلات لممرات كلية العلوم، وبالطبع ولأن الجامعة قد وقعت العقود لإقامة مظلات لتلك الممرات، فإن المظلات ستكون متوافرة خلال فترة وجيزة، وفور توافر تلك المظلات نرى أن «الائتلافية» تُغرق الجامعة بالبوسترات التي تهنئ الطلبة بأحد إنجازاتها كما تدّعي

المشكلة هو أن هذا الخداع المضحك ينطلي على بعض الطلبة والطالبات للأسف، ويعتقدون فعلا أن «الائتلافية» تحقق ما يعجز الآخرون عن تحقيقه، وفي أكتوبر الماضي أوقف «الفيفا» النشاط الرياضي الكروي الكويتي دولياً، وهو ما يعني غياب الكويت للمرة الأولى عن كأس الخليج، حينها تدخل جار عربي «محمد بن همّام» (نتحفظ على الكثير من مواقفه)، إلا أنه استغل منصبه كرئيس للاتحاد الآسيوي لكرة القدم لرفع الإيقاف ولو مؤقتا عن الكويت، كي لا تفقد مقعدها في كأس الخليج، بعد ما يقارب الأربعين عاما، هذا التحرك هو ما جعل «الفيفا» يقرر رفع الإيقاف مؤقتا عن الكويت ولمدة ستة أشهر

ولكن لم يكن من الممكن أن يمر هذا الفعل دون أن يسعى البعض إلى نسب رفع هذا الإيقاف لأحمد الفهد!! فقد ادّعت الصحيفة الموالية لأحمد الفهد بأنه هو من تصدى للإيقاف، وأدى لرفعه ولو مؤقتا، وهو كلام عار عن الصحة بالطبع، وإن سلمنا جدلاً بأن ذهاب الفهد إلى اليابان هو ما رفع الإيقاف، فعلينا أن نعلم بأن الفهد لم يفعل شيئا سوى تسليم رسالة سمو أمير البلاد إلى رئيس «الفيفا»، بمعنى آخر بأنه لم يكن سوى رسول لسمو الأمير إلى «الفيفا»، وما على الرسول إلا البلاغ، أي أن سمو الأمير لو كلفني بنفس مهمة الفهد لتسليم الرسالة إلى «الفيفا» لكانت النتيجة مطابقة لابتعاث الفهد إلى اليابان

إلا أنني مؤمن بأن ما حصل هو نفس ادعاء «الائتلافية» بأنها وراء إقامة مظلات لممرات كلية العلوم لا أكثر، ولن تنطلي علينا «بوسترات» الفهد

ضمن نطاق التغطية

أحمد الفهد هو رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة اليد، وقبل عام تقريبا قرر الاتحاد الدولي حرمان الكويت من المشاركة في أولمبياد بكين في كرة اليد، ولم يتمكن الفهد، مع أنه يشغل منصباً قارياً مهماً، من إشراك الكويت في الأولمبياد، فكيف للبعض أن يصدق بأنه هو وراء رفع الإيقاف عن كرة القدم وهو لا يشغل أي منصب قاري في كرة القدم؟


الجريدة بتاريخ 23-12-2008

Monday, December 15, 2008

ثلث شهر

البورصة وبعد ملامستها لمؤشر الخمسة عشر ألف نقطة أصبحت خلال بضعة أسابيع دون العشرة آلاف نقطة

الرياضة وبعد إصدار القانون رقم 5/2007 في فبراير 2007 من مجلس الأمة ونشره في الجريدة الرسمية، نعاني إيقاف الكرة بسبب أن أبناء الشهيد لم تعجبهم القوانين

أحد أكبر البنوك الكويتية يقع في ورطة مالية كبيرة

تشكيل ألف وزارة خلال سنتين

تهديد نائب بإستجواب رئيس الوزراء فتصدر قرارات تلغي قرارات سيادية للوزارة نفسها

قدوم شخص أجنبي لحضور محاكمته في الكويت، فيقوم ثلاثي نيابي باستجواب رئيس الوزراء

تستقيل الحكومة منذ أكثر من أسبوعين وتعلق الاستقالة على أن يستمروا بمهامهم في خدمة الوطن والمواطن

عدم إقامة أي حفلة غنائية في عيد الأضحى على الرغم من أن القانون لا يمنع ذلك

يصرح أحد الكويتيين بشكل مستمر وبالصحف بفخر بانتماء ابنه لجماعة إرهابية

إحدى الصحف تنشر الفتنة يوميا بمواضيع من وحي خيالها

استجواب وزراء لأن وكلاءهم لا يعجبون بعض النواب

الأطراف كلها تتدخل في تعيين رئيس ديوان المحاسبة

وجود محسوبية حتى في الحج من قبل بعض النواب

كيف تعاملت الدولة مع هذه المصائب كلها وغيرها ياترى؟

أدخلت البلاد والعباد في إجازة مدتها 10 أيام من ديسمبر

ثلث شهر من الإجازة توقف فيها الجميع عن العمل، وبحسبة بسيطة، فإذا افترضنا أن متوسط الرواتب الحكومية للموظف الكويتي تعادل 600 دينار فقط، فإن هذا يعني أن آلاف الكويتيين سيتقاضون ثلث رواتب ديسمبر «200 دينار» نظير جلوسهم في المنزل أو المخيم أو السفر

هذا هو الحال في الكويت، وهكذا ندّعي التنمية والتطوير، ولأن البلد كله في إجازة بمن فيهم رئيس الوزراء «المستقيل» والكثير من النوّاب، فهم لم يتفرغوا للكويت إلا في يوم الإجازة الأخير، وكأن إجازة ثلث الشهر في الكويت ستوقف عجلة الزمن في العالم كله

هل من متفائل؟

خارج نطاق التغطية

أصبحت منطقة مشرف منذ بداية العام الحالي عبارة عن حفرة كبيرة، حطمت كل شيء، بسبب تغيير بعض «البايبات»... ومازالت الغالبية العظمى من شوارع المنطقة بعد الانتهاء من تغيير «بايباتها» دون ردم للحفر أو إعادتها كما كانت، ومنا إلى وزارة الأشغال

جريدة الجريدة بتاريخ 15-12-2008

Thursday, December 11, 2008

آخر مقال

المجلة العزيزة أبواب، هذه المجلة التي إستطاعت بسواعد شبابها (ولم أكن منهم للأسف في البداية) أن تحتل موقعا مهما بين المطبوعات الإعلامية بتفردها بالتخصص للفئة الشابة، وهو ما حمله شعارها منذ البداية " بأقلام شابة.. لعقول شابة"، ونجحت بكل إقتدار بهذا التخصص حتى باتت المجلة الأولى والمفضلة للشباب الكويتي، وبعد عامين تقريبا من صدورها طرح علي الزميل العزيز عزّام العميم الكتابة بهذه المجلة، ولم أتردد في تلبية طلبه لعلمي بأن هذه المجلة لا ترغب سوى بالتميز ولا تجلب سوى التميز لكتّابها

بدأت في أكتوبر 2006 وكنت في حيرة من أمري، فعن أي أمر أكتب، خصوصا وأنني كنت حينها أكتب في صحيفة الطليعة الإسبوعية وكتاباتي كانت تتركز غالبا بالشأن السياسي المحلّي، فهل سأكرر الأمر نفسه في أبواب؟ وهل ستتقبل الجماهير الشابة لهذه المجلة هذه النوعية من الكتابات؟

وتم نشر أول مقال لي بعنوان "البداية" وكم فرحت من ردود الأفعال وإن كانت محدوده في البدايه إلا أن أثرها كان بالغا في نفسي ومشجعا للإستمرار وكتابة الأفضل، وبالفعل فقد إستمرت كتابتي في أبواب وقد كتبت قبل هذا المقال 25 مقالا، كانت ردود الأفعال لغالبيتها العظمى ممتازه، فهذا الذي يناقشني ويعارض أفكاري، وأخرى تؤيد ما أكتب، ليس ذلك فحسب بل أن الكتابة في أبواب شرفتني بالتعرف على الكثير من الأصدقاء الذين يحيطوني بإحترامهم، ولم يتعرفوا علّي إلا من خلال ما أكتبه في أبواب

مع بداية شهر "نوفمبر" أكون قد أكملت السنة الثامنة والعشرين من عمري، ولأنني لا أحب الإنسحاب من مكان ما كفرد لا يقدم أو يؤخر ولا تأثير له، فإنني أفضل ان أنسحب من الكتابة في أبواب مع هذا العدد، فأنا لا أحب أبدا أن أكتب ما لا يقرؤه الناس، أو أن أغرد خارج السرب، وأعتقد بأنني لن أتمكن بأن أكتب ما يجول في خاطر الفئات الشابة الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال 14 وال 25، لأنني قليل الإحتكاك معهم في الفترة الأخيرة، فأنني أفضل هذا الإنسحاب ليتمكن غيري من الكتّاب الشباب أن يحتلوا موقعي في المجلة ويقدموا ما لديهم من أفكار وأطروحات تكون أفضل مما سأكتبه إن إستمريت في الكتابة بأبواب، وسأكتفي بما أكتبه إسبوعيا بجريدة الجريدة

لقد كانت وما زالت أبواب هي المتنفس الرائع للشباب، ولن أتردد أبدا إن واتتني فكرة أراها مناسبة ومقبولة لأن أنشرها في أبواب مستقبلا ولكن لن أكتب بشكل مستمر

ختاما لا يسعني إلا أن أشكر كل القائمين على مجلة أبواب على إتاحتهم هذه الفرصة الرائعة للكتابة بمجلة ذات شعبية عارمة بين الأوساط الشبابية، وأود أن أخص بالذكر الأعزاء عزام العميم والأستاذ خالد حامد و معلمي في العمل الطلابي الأستاذ علي العوضي، فكل الشكر للجميع على ما قدموه لي، والشكر الأكبر للقراء الذين شجعوني على الإستمرار طيلة العامين السابقين، آملا بأن أكون قد قدمت ولو شيء بسيط لهم

آن الأوان للإنسحاب بهدوء ولكن أعد نفسي وأعدكم بأن عاشق وطن وإن إختفى كزاوية في أبواب إلا أنه باق في نفسي ما حييت

مجلة أبواب عدد ديسمبر 2008

Tuesday, December 09, 2008

الدعيج .. إنت غير

أن يدعو قلم كقلم عبداللطيف الدعيج إلى تعليق مادة من الدستور، وهي تحديداً المادة 107 التي تنص على: «للأمير أن يحل مجلس الأمة بمرسوم يبين فيه أسباب الحل، على أنه لا يجوز حل مجلس الأمة لذات الأسباب مرة أخرى، وإذا حل المجلس وجب إجراء انتخابات للمجلس الجديد في ميعاد لا يجاوز شهرين من تاريخ الحل، فإن لم تجر الانتخابات خلال تلك المدة يسترد المجلس المنحل كامل سلطته الدستورية ويجتمع فورا، وكأن الحل لم يكن ويستمر في أعماله إلى أن ينتخب المجلس الجديد». ويكرر الدعوة ويدافع عن هذا الطرح، فهو أمر يُحترم وإن كنّا نختلف معه، بحكم متابعتنا لآراء الدعيج على مر السنين، ونعلم مسبقاً بأن دوافع هذا الرجل ما هي إلا لتحقيق الأفضل للكويت، وإن اختلفت الوسائل. لكن لن يكون كلام «بوراكان» في يوم من الأيام قرآنا أو نصّاً غير قابل للنقد أو التفنيد، فما طرحه الكاتب الكبير من كلام بمنزلة الصدمة للمدافعين عن الدستور ونصوصه، ولا بد أن يوجد من يتصدى له ويعارضه

الدستور يا أستاذ لم يشترط في أي من نصوصه أن يكون النوّاب على شاكلة النيباري أو سامي المنيس أو الربعي، حتى إن كنّا نعتقد أنهم هم وأمثالهم من يجب أن يكونوا نوّاباً، والدستور لم ينص على أن يرفض ترشيح الصانع والمسلّم وهايف، والسبب أنهم كويتيون يعرفون القراءة والكتابة وتجاوزت أعمارهم الثلاثين عاما، وهو ما كان يطلبه الدستور

نحن نعلم تماماً بأن مواقف الصانع والمسلم وهايف لا تتوافق ولا تتماشى مع الدستور، ولكن دستورنا لم يمنعهم من الترشح، والعلّة كل العلّة في أن من يتوجب عليهم صيانة وحماية الدستور بشكل مباشر «الحكومة» ترحب وتبارك بأي تصرف غير دستوري، وهو ما جعل هؤلاء يتمادون ويطعنون الدستور يوما بعد الآخر

نعم الوضع سيئ، والكويت في خطر، ولكن الحل الذي تفضلت به يعد خطيئة كبرى يا أستاذي الكريم، أقتبس هنا ما خطته يداك في مقال لك بعنوان «
الحل في الحل الديمقراطي»: إن مجلس الأمة ومن يتسيد فيه من جماعات وقوى متناقضة والنظام الديمقراطي هو اليوم العقبة الأساسية أمام أي إصلاح أو تفعيل حقيقي للنظام الديمقراطي أو تطبيق لدستور الدولة كما وضعه وصدره المؤسسون الأوائل

إن ما تدعو إليه اليوم لإصلاح الأوضاع من الممكن أن يكون شمّاعة مستقبلية لأي قوى تريد وأد الديمقراطية، فلن تكون لها ذريعة أفضل مما تفضلت في طرحه، فتصنّف أي قوى لا توافق السلطة في المستقبل بأنها عقبة في تفعيل النظام الديمقراطي

نعم نريد حلّاً، ولكني أعتقد أن الحل في أن تُضرب أي قوى لا تريد ولا تحترم الدستور بيد من حديد حتى تكف عن تعدياتها، وهذا الدور منوط بالحكومة أولاً وثانياً وثالثاً من دون أي مبالاة بتخويف أو صراخ قتلة الدستور

خارج نطاق التغطية

عيدكم مبارك وعساكم من العايدين

جريدة الجريدة 8-12-2008

Monday, December 01, 2008

مرة وحدة بس

مشكلة الكويت كدولة باعتقادي هي عدم التعلم من الأخطاء السابقة، فعندما كان المد المدني أو القومي أو سمّوه ما شئتم مسيطراً على زمام الأمور في الدولة، ويمثل أغلبية الأمة، لجأت الدولة إلى حلول أقل ما يقال عنها إنها غير واعية، فكان تعزيز وجود تيارات الإسلام السياسي ولنا في إغلاق جمعيات النفع العام باستثناء جمعية الإصلاح الاجتماعي بعد حل مجلس الأمة 1976في الماضي إثبات واضح على ما أقول، وبالطبع لم يكن هذا الإجراء هو الوحيد، بل كان التجنيس العشوائي قبيل انتخابات1967 لخلط موازين القوى هو ملاذ آخر انتهجته الدولة لتقليص المد المدني أو القومي أو اليساري أو أي تسمية أخرى

لقد أدى المنحى، الذي اتخذته الدولة في الماضي لمجرد تقليل نفوذ تيار، إلى ما نعيشه اليوم من اختفاء للهوية الكويتية، فأصبح حتى شراؤنا للقهوة من المقاهي المنتشرة بالكويت مرتبطاً برجل الدين وما يقوله لنا، وأصبح التعدي على القبيلة أعظم وأكبر لدى البعض من التعدي على الدولة، ولم ننسَ إلى الآن صراع الفرعيات مع الدولة ممثلة برجال الداخلية قبل أشهر

لقد سلّمت الدولة، وعلى طبق من ذهب، هيبة القانون لتيارات الإسلام السياسي وبعض الدخلاء على الكويت، ولن تستطيع اليوم إعادة التاريخ ولا حتى وأد النفوذ المصنوع بيديها وباختيارها

ما الحل لهذه المعضلة؟ الحل باعتقادي الشخصي يكمن بالآتي

إيقاف كل ما يسمى بالمعاملات لكسب الدعم النيابي للحكومة، فكما هو واضح بأن من تخلص معاملاتهم الحكومة يريدون المزيد وإلا فسيكون ملجأهم الصراخ لتخويف الحكومة «ولنا في ما فعله النائبان الخنفور وعسكر العنزي حين لقائهما بسمو الأمير عبرة، فهما لم يباليا إلا بالمعاملات وتخليصها في ظل وضعنا الكئيب الراهن

عدم الاستماع أبداً وإطلاقاً لنصائح رئيس مجلس الأمة، فهو أفشل الناصحين، ودليلي على ما أقول هو نصحه للحكومة بدخول استجواب الجراح، فكانت الاستقالة ودخول استجواب أحمد العبدالله وأيضا كانت الاستقالة هي المحصلة، وتحويل قضية الدوائر إلى المحكمة الدستورية فكان حل مجلس الأمة

عدم التفكير بخطط وتكتيكات حكومية، فكما هو واضح بأن حكومتنا هي الأفشل على الإطلاق بالتكتيك، وخير دليل حضورها الجلسة الأخيرة وانسحابها بعد 15 دقيقة

إلغاء ما يسمى بالمحاصصة في التشكيلات الحكومية، فهي تخلق عدم التجانس، وفي الوقت نفسه لا تؤثر بالإيجاب أبداً على تعاون نواب المجلس مع الحكومة

أخيرا، المواجهة، وتحتها ثلاثون خطاً أحمر، والمواجهة لا تحدث إلا في حال ثقة الحكومة بما صنعته يداها، فإن كانت قد جنّست أناسا عن قناعة فلا تسحب الجنسية بسبب الخوف ولا شيء سواه، وإن كانت قدمت قانونا عن قناعة فلتصارع من أجل تطبيقه

كم أتمنى أن تستمع الحكومة مرة واحدة فقط قبل أن تتكرر مصائب الماضي

خارج نطاق التغطية

في تصريح لمسلم البراك الذي يعتبره البعض رمزاً، قال: «إن كان الوزير ابن عمي فالدستور أخي»، والسؤال لـ«بوحمود»: ماذا لو كان الصراع مع ابن عمك لا علاقة له بالدستور، بل لخطأ في الإدارة فحسب، فمع من ستقف؟

جريدة الجريدة بتاريخ 1-12-2008

Monday, November 24, 2008

أولويات بو مساعد

ما رصدته على مدى السنين الماضية من تصرفات لنائبنا الموقر وليد الطبطبائي، يجعلني أتخيل أنني لو أقدم له اختبارا عن أولويات وسبل تطوير الدولة، لكانت إجاباته في ورقة الاختبار كالتالي

أجب عن العبارات التالية بوضع كلمة «أولوية»... أو «ليست أولوية»... أو ما تراه مناسباً

ترسيخ حرية التعبير والتفكير في الكويت لإتاحة المجال للإبداع. ليست أولوية

منع نانسي عجرم من دخول البلاد على الرغم من إمكان مشاهدتها على كل القنوات الفضائية والصحف الكويتية.
أولوية قصوى

الارتقاء بالمستوى الصحي للبلاد وتطوير المستشفيات والقطاع الصحي بشكل عام.
سيتطور بإذن الله

إزاحة الوزيرة معصومة المبارك والوكيل عيسى الخليفة من الصحة. أولوية لأنهما متقاعسان

استمرار الوضع كما هو عليه بالصحة على الرغم من رحيل المبارك والخليفة.
سبق لنا الإجابة على هذا السؤال والهون أبرك ما يكون

إحالة المتورطين في الرياضة إلى النيابة. ليست أولوية ما أقدر عليهم

منع العروض المسرحية في مسرح التحرير بكيفان. أولوية قصوى مابي مسرحيات بمنطقتي

تحرير أكبر لأراضي الدولة ليتمكن الناس من العيش الطيب. ليس أولوية، الشقق ما فيها شي

إزاحة وزير الإعلام محمد أبو الحسن لأن الأذان في التلفزيون لم يتضمن مشهداً للكعبة المشرفة.
أولوية طبعا، لأن الأذان من دون صورة الكعبة باطل

محاسبة وزير التجارة لأنه حل مشكلة الغلاء بسباغيتي فقط. مو مهم لانه سلفي

توفير الحرية في التعليم سواء المشترك أو المنفصل للطلبة والطالبات.
كلام مو مقبول لأنه يحقق المساواة

حضور جلسات المجلس بانتظام لمتابعة التشريعات. على حسب إذا لي خلق أروح

كتابة المقالات الطويلة في إحدى الصحف اليومية. طبعا أولوية عشان الناس تعرف إن عندي راي

التصويت للمطالبة بالتعدي على أملاك الدولة من خلال إقرار الدواوين المخالفة. أولوية طبعا

الدستور. شنو هذا بعد؟

طالبان. إجتهدوا فأخطأوا

الفالي. زنديق

مالفرق بين طالبان والفالي. يعني بالذمة ما تدرون؟؟

خارج نطاق التغطية

ناظم الغزالي، وزهور حسين، وسليمة مراد، وغيرهم من فنانين عراقيين رحلوا قبل الغزو، فلماذا يتم منع أعمالهم في وسائلنا الإعلامية؟

Monday, November 17, 2008

هذا حل


في 29 أكتوبر 2008 عقدت الأندية الرياضية المسماة بالتكتل «وهي في الواقع متكتلة حاليا ضد قوانين الدولة» مؤتمراً صحفياً للحديث حول تعليق النشاط الكروي للكويت، وقد صرّح كبيرهم الذي علّمهم التكتل ضد القوانين «الشيخ طلال الفهد»، بالتالي «أن أندية التكتل مستعدة لعمل كل ما يطلب منها في سبيل عودة النشاط الخارجي للكرة الكويتية»، وهو تصريح موثق في جميع صحفنا المحلية

بناء على ما قاله كبير أندية التكتل أطلب من الأندية ما يلي

السيد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم

نعلن نحن -الموقعين أدناه- رؤساء الأندية الكروية الأربعة عشر في الكويت، إقرارنا ومطالبتنا بتطبيق نظام الأربعة عشر عضوا في الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وهو ما يعني إجماع الأندية الكروية في الكويت على هذا النظام
وهذا الميدان يا طلال، ولنعرف اليوم من يقف مع القانون ومن يعرقله
خارج نطاق التغطية
تجمع مبهر جدا اسمه صوت الكويت، نجح في لم شمل الأسرة الكويتية احتفالا بالدستور... الغريب في الأمر هو أننا لم نشهد وجود أي من تيارات الإسلام السياسي الشيعية والسنية في هذا التجمع، عسى أن يكون المانع خيرا

Monday, November 10, 2008

بو أنس ...فشلتنا

من أجل كويت الدستور
كل الكويت مدعوة للحضور يوم الثلاثاء 11-11-2008 في تمام الخامسة مساءا لساحة الإرادة
صوت الكويت
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

استجواب سمو رئيس الوزراء الذي قرر النائب أحمد المليفي تأجيله إلى حين الانتهاء من لجنة التحقيق في شأن مصروفات رئيس الوزراء، كان يجب أن يتكون من محورين كما صرّح النائب المحترم في فترة سابقة: المحور الأول كان يركز على تقرير ديوان المحاسبة بشأن مصروفات رئيس الوزراء، والآخر كان يتمحور حول عدم قدرة سمو الرئيس على إدارة الأزمات في البلاد، ودلّل على هذا العجز بمثالين، وهما الأزمة المالية وأزمة الرياضة

وما إن صرّح المليفي بأنه ينوي الاستجواب، حتى قامت قيامة مجلس الوزراء واستُنفرت البلاد، وصرّح من صرّح بأن استجواب المليفي سيكون أزمة جديدة على البلاد في خضم ظروف صعبة

وأنا أتفق مع أن استجواب المليفي كان سيولّد أزمة جديدة على البلاد بسبب التوقيت ولا شيء سوى التوقيت، فالاستجواب حق مشروع لكل نائب... ولكن التوقيت كان- في اعتقادي واعتقاد كثيرين- سيئاً. إذن فاستجواب المليفي كان مشروع أزمة، وأحد محاور الاستجواب كان عدم قدرة رئيس الوزراء على إدارة الأزمات، فكيف تعامل رئيس الوزراء مع هذه الأزمة؟ وهل كان قادرا حقا على إدارتها بشكل جيد يجعل المليفي يتراجع موقتا عن استجوابه؟

إدارة سمو الرئيس لهذه الأزمة تمثلت في اجتماع واحد فقط لمجلس الوزراء، تمخض عنه تشكيل لجنة تحقيق حول المصروفات «وهو أمر قد يسد الباب أمام المحور الأول بالاستجواب»، وسحب الجنسية الكويتية من 5 مواطنين تم تجنيسهم في العام الماضي من قبل الحكومة الكويتية نفسها!!؟؟

لم يتطرق المليفي في محاور استجوابه إلى قضية التجنيس، ولكنه في العام الماضي تحدث عن عدم إعجابه بطريقة التجنيس السابقة وليس بالضرورة أن يكون المليفي محقا في عدم رضاه عن التجنيس، فهو ليس إلها وليس منزها عن الهفوات كسائر البشر، ولكن الحكومة قررت ترضية المليفي بهذا القرار. ولو كان بورمية مثلا مقدما للاستجواب نفسه وبالمحاور نفسها، لكان تصرف الحكومة هو أن تشكل لجنة تحقيق بالإضافة إلى إسقاط القروض، بحكم إعجاب بورمية بإسقاط القروض

وبعيدا عن التعدي الإنساني الصارخ على المواطنين الجدد ممن سُحبت جنسياتهم، ألم تلاحظ يا نائبنا الموقر أحمد المليفي أن مجلس الوزراء برئاسة سمو الرئيس قد أضاف إلى رصيد فشله السابق بإدارة الأزمات نقطة جديدة من خلال تعاطيه مع نيتك في الاستجواب؟ وهل ثمن تعليق استجوابك هو سحب «جناسي» أناس قد يكونون مستحقيها حقا، أهكذا يدار البلد؟ هل هذه الحكومة قادرة حقا على تسيير شؤون بلد دائم أم أنه ما إن ينضب النفط حتى ينضب معه هذا البلد؟ وقد منحتك الحكومة صك الفشل بكل المقاييس وأثبتت عدم قدرتها على إدارة الأزمات، وإن كنا نختلف سابقا معك بشأن التوقيت، فلا أعتقد أن هناك من يعتقد بوجوب استمرار حكومة بمثل هذه العقلية الآن

لا أملك سوى أن أقول إنك يا أحمد المليفي قد فشلت و«فشلتنا» في الوقت نفسه كأبناء وطنك بردة فعلك أو ما سميته برد التحية على هكذا حكومة لا تستطيع إدارة حتى دكّان صغير

ضمن نطاق التغطية

ذكرت يا «بو أنس» من أمثلة الفشل في إدارة الأزمات أزمة الرياضة، ومازالت الأزمة الرياضية قائمة، ومازال أبناء عم سمو الرئيس يفعلون ما يحلو لهم، فلماذا علّقت الاستجواب؟

جريدة الجريدة بتاريخ 10-11-2008

Monday, November 03, 2008

وإذا مسيحية؟؟

في عام 2003 إن لم تخني الذاكرة صدر قرار في فرنسا يمنع المحجبات من دخول المدارس بحجابهن، وقامت الدنيا ولم تقعد في الأقطار العربية والمسلمة جميعها، وطبعا بما أن الله حبانا بأنواع اللحى كافة في الكويت، فإن هذا القرار الفرنسي أثار قريحة بعض أصحاب اللحى ممن يقولون ما لا يفعلون

فهذا من وصم فرنسا بالحقد على الإسلام، وآخر أخذ يشتمها أكثر من شتمه لصدّام وزمرته، وكان الجميع من أصحاب اللحى يصف باريس وشيراك بأقبح وأسوأ الأوصاف، بل إن الأمر لم يقف على أصحاب اللحى فقط، فبعض المسلمين ممن استثارهم القرار الفرنسي العجيب حاولوا إيصال رسائلهم الرافضة كل على طريقته وأسلوبه، فالمطرب المميز حسين الجسمي قام بتصوير إحدى أغنياته «ياصغر الفرح» بأسلوب يبين رفضه القرار الفرنسي، وشعبان عبدالرحيم ركّب الكلمات على لحنه الوحيد مستنكرا القرار

ويجب أن أستدرك بأن القرار الفرنسي برأيي ما هو إلا قرار أرعن، وفيه من تقييد لحرية الاعتقاد، ما يصل إلى مرحلة تغييب هذه الحرية، ومن المؤسف حقا أن يصدر قرار كهذا من جمهورية يفترض بأنها ارتقت على أشكال التعصب منذ مدة

الطريف والمحزن في ردود الأفعال حول القرار الفرنسي هو أن بعض أصحاب اللحى ممن وصلوا إلى سدة التشريع البرلماني في الكويت، وهم ممن كانوا يستهجنون القرار الفرنسي الأحمق، جاؤوا اليوم ليمارسوا التصرفات المتعصبة نفسها وتحت قبة قاعة عبدالله السالم، ليصرح النائب الأشهر من «ستار أكاديمي» في موسمه الأول محمد هايف، بأن أفراد الشرطة النسائية في الكويت يتوجب عليهن أن يرتدين الحجاب كشرط لتأدية مهماتهن الوظيفية؟

وقبل هذا التصريح فاجأتنا اللجنة التشريعة والقانونية (أحد أعضائها محمد هايف) بوجوب ارتداء الوزيرة نورية والوزيرة الدكتورة موضي الحجاب؟ على الرغم من أنه لا يوجد أي نص قانوني يحدد بأن تكون الوزيرة أو العضوة أو الملتحقة بالسلك العسكري مسلمة! وهو ما يعني أن النائب محمد هايف والموقرين في اللجنة التشريعية، وهايف من ضمنهم، استهجنوا بكل تأكيد الممارسات الفرنسية قبل أعوام، وهم يمارسون الأسلوب المنتقد نفسه في عدم تقدير حرية الاعتقاد، فإن كنا نستهجن ما حدث في فرنسا قبل أعوام، فلابد أن نستهجن ما يمارسه هايف وغيره داخل المجلس وخارجه من تصرفات لا تحترم دينا ولا مجتمعا، ونحن في انتظار أغنية من شعبان عبدالرحيم حول قمع بعض أصحاب اللحى للمعتقدات

خارج نطاق التغطية

أندية التكتل أطلقت تصريحا باستعدادها عمل كل شيء من أجل إعادة النشاط الكروي الكويتي، واستنادا إلى هذا التصريح، فهي دعوة لها بألا تعمل شيئا سوى التوقيع على ورقة موافقتها على تطبيق القوانين الكويتية وإرسالها إلى الفيفا، فهل تجرؤ؟

الجريدة بتاريخ 3-11-2008

Monday, October 27, 2008

تدرون؟؟

الحقائق لا يمكن التلاعب فيها ولا يمكن لها أن تنحاز عن قصد لجهة ضد الأخرى، ولا يمكن لها أن تفضل طرفا ضد الآخر بسبب مشاعر مكنونة بداخلها، بل هي تتعامل مع وقائع لا يمكن دحضها، وإليكم بعضاً منها

هل تعلم عزيزي القارئ أن أفضل دول العالم في كرة القدم، والمحكومة وفق النظام الوراثي كإسبانيا وإنكلترا وهولندا، لا يوجد بين أعضاء اتحاداتها أي فرد من الأسرة الحاكمة في المناصب التنفيذية

هل تعرف أيها القارئ الكريم أن عدد بطولات كأس الخليج لكرة القدم التي حصل عليها المنتخب الكويتي هي 9 بطولات

وهل تعلم أن مجالس إدارات الاتحاد الكويتي لكرة القدم المنتخبة، التي لم يترأسها أحد من أبناء الأسرة حققت خمس بطولات من أصل خمس بطولات خليجية، في حين أن البطولات الخليجية التي حققتها الكويت تحت قيادة أحد أبناء الأسرة هي 4 من أصل 13؟

هل تعلم أن أندية التكتل، وهي حاليا «القادسية- اليرموك- الفحيحيل- التضامن- الصليبخات- الجهراء- الساحل- خيطان- الشباب»، كانت ومازالت تحتكر وتتكتل لاحتكار مقاعد اتحاد كرة القدم جميعها، مستبعدة بذلك العربي وكاظمة والكويت

وهل تعلم أن مجموع بطولات أندية التكتل في كرة القدم للكبار يقل عن مجموع بطولات كرة القدم للنادي العربي وحيدا، ومع ذلك فالعربي والكويت وكاظمة تُستبعد من إدارة الاتحاد؟

هل تعلم أن من تصدى وحارب قوانين الدولة المتعلقة بالرياضة التي أدت إلى ورطة إيقاف أنشطتنا الكروية، بل رفضوا أيضا الإقرار بقوانين الدولة الممهورة بتوقيع أمير البلاد، هي أندية التكتل السابق ذكرها؟

هل تعلم أن رئيس نادي القادسية، وهو زعيم أندية التكتل طلال فهد الأحمد الصباح وهو من أبناء أسرة الحكم؟

هل تعلم وفق الحقيقة المعطاة في النقطتين السابقتين أن الكويت هي حالة نادرة في دول التاريخ الحديث، بحكم أن من يعارض نظام سير الدولة في الكويت هم بعض أبناء الأسرة الحاكمة فيها؟

هل تعلم عزيزي القارئ أن المحاولات السابقة من بعض أبناء الأسرة للتعدي على القانون أو تهميش الشعب منذ بداية العهد الدستوري كلها باءت بالفشل

وهل تعلم أن المحاولة الوحيدة التي نجحت في التمرد على رأي الأمة وتهميش رأي الشعب هي محاولة طلال الفهد ومجموعته التي ستؤدي عاجلا أم آجلا إلى تغيير قانون الدولة إرضاءً لأهوائه

هل تعلم عزيزي القارئ، وكي لا يجتهد المجتهدون، أنني قدساوي متعصب منذ الطفولة

خارج نطاق التغطية

الصديق العزيز والمتابع لما أكتب عبدالله تقي العوضي أرسل لي مستاءً من نشر صور سوزان تميم وهي متوفاة في إحدى الصحف المحلية دون أي تحذير، كما يحدث في الوسائل الإعلامية الكبرى، مما قد يعرض الأطفال وغيرهم لمشاهدة صور بشعة كهذه، وهو أمر يخلو من أي مسؤولية اجتماعية أو مراعاة لتنوع قراء الصحف... ومنا إلى صحفنا المحلية

جريدة الجريدة بتاريخ 27-10-2008

Monday, October 20, 2008

خبران

في 14 أكتوبر الماضي نشرت الزميلتان «القبس» و«الراي» خبرين منفصلين تماماً، ولكن التقارب الذي وجدته بينهما يصل إلى مرحلة التطابق

نبدأ بما نشر في «الراي» وتحديداً الخبر في الصفحة الأخيرة بعنوان «النواف اصطاد عربيين بسرقة المال العام» ومضمون الخبر أن اللواء أحمد النواف اشتبه أثناء مروره قرب شاليهات ميناء عبدالله في مركبة يستقلها عربيين بدا عليهما الارتباك، وبعد استجوابهما ثبت بأنهما ينويان سرقة معدات ومواد إنشائية من مشروع حكومي قيد الإنشاء، فتم اقتيادهما على ذمة قضية سرقة أموال عامة

مع احترامنا للواء أحمد نواف الأحمد الصباح وتقديرنا لدوره واهتمامه، وإن كانت الحادثة صحيحة إلا أن ما نشر في «القبس» في نفس اليوم يستوجب تبرئة هذين المتهمين مما سينسب إليهما من جريمة سرقة الأموال العامة، وألا تتأثر المجريات القانونية بهوية من سلّمهم إلى أيدي العدالة، وما أقصده بالطبع ليس دفاعا عمن يسرق الأموال العامة، فأنا ضد هذا الأمر بكل أشكاله، فللأموال العامة حرمة كما نص عليها دستورنا الكويتي، ولكن ما نشر في جريدة «القبس» في اليوم نفسه هو ما يجعلني أقول قولي هذا

فقد نشرت «القبس» وفي نفس التاريخ خبراً بعنوان «براءة أربعة متهمين من قبيلة العجمان» على خلفية الانتخابات الفرعية المجرّمة قانونا، وقد جاء في نص الخبر ما يلي على لسان دفاع المتهمين
ولا يعد شروعا في الجريمة مرد التفكير فيها أو التصميم على ارتكابها، وكان مجرد العزم على ارتكاب الجريمة أو الأعمال التحضيرية لها لا يعد شروعاً بحيث يتعدى الشروع في مرحلة مجرد الاتفاق على ارتكاب الجريمة أو التحريض عليها إلى البدء فعلاً في تنفيذها

سرقة الأموال العامة جريمة يعاقب عليها القانون، والانتخابات الفرعية جريمة أيضا، ويعاقب عليها القانون، والوافدان العربيان كانا يبيتان النية للسرقة، واتخذا من السيارة وسيلة لهما لتنفيذ جريمة السرقة، وأبناء القبيلة كانوا يبيتون النية لجريمة عقد الفرعية وجهّزوا الديوانيات والتلفونات وطرق التصويت لتنفيذ الفرعية، ولكن الجريمتين لم تنفذا أو لم تكفِ الأدلة في جريمة الفرعية كما ذكر حكم محكمة الجنايات، فإن كانت البراءة هي نصيب المتهمين في الفرعية، فالواجب في ضوء التطابق أعلاه أن تكون هذه البراءة أيضا من نصيب الوافدين العربيين في قضية سرقة الأموال العامة

أعتقد أن القوانين المتعلقة بالشروع بالجريمة يجب أن تعدّل إن كانت تبرئ كل من يهم في الإساءة للكويت، وإلا فما علينا سوى أن ننتظر أن تُرتكب الجرائم وتقع المصيبة حتى نعاقب منفذيها

خارج نطاق التغطية

بعض أبناء الأسرة الحاكمة يستحوذ على أغلبية المناصب الإدارية الرياضية، ورياضتنا في الحضيض للأسف الشديد، الغريب في الأمر أنه على الرغم من هذا الاستحواذ والتوريث من بعض أبناء الأسرة الحاكمة في الرياضة فإننا لا نجد أي لاعب في أي رياضة من أبناء الأسرة، أو على الأقل لا يوجد لاعب بارز منهم، فهل هم لا يعرفون من الرياضة سوى إدارتها؟ وأعتقد أن أغلبهم فاشل في الإدارة أيضا

جريدة الجريدة بتاريخ 20-10-2008

Wednesday, October 15, 2008

أمبيه مطلقة

الزواج علاقة جميلة حبانا بها الرحمن عز وجل، لنجد في نصفنا الآخر كل ما ينقصنا أو ما نحتاج لأن نكمله في مسيرتنا الحياتية
وطبعا لنجاح أي زواج هنالك عناصر يجب أن تتوافر فيه كالتكافؤ والتقارب الفكري، والإنسجام والتضحية وغيرها من عناصر نحن في غنى عن شرحها في هذا المقال، لأنني لا أكتب اليوم عن الزواج الناجح بل عن موضوع مرتبط بالزواج

عندما يختل توازن أي علاقة إنسانية ما بين الأصدقاء على سبيل المثال فإن الناتج في كثير من الأحيان يكون الإنفصال بين الصديقين أو على الأقل أن تفتر العلاقة ما بينهم حتى يصبحوا في تعاملهم مع بعضهم البعض كالغرباء

ولكن المشكلة الحقيقية تكمن لدينا في حال الإنفصال الزوجي، لإن هذا النوع من الإنفصال يكون معلن ومعروف ما بين الأوساط المحيطة على الفور، والكريه في هذا الإنفصال هو ما يترتب عليه من نتائج غير منطقية أو مفهومة أبدا، فأسرة الزوج و الزوجة تحدث بينهما القطيعة حتى وإن كانت تربطهم علاقة متينة قبل المصاهرة!! وغيرها من علامات غير مفهومة أبرزها هو التعامل السيء مع المرأة المطلقة

فكثير من الأمهات يرفضن أن تصادق بناتهن غير المتزوجات لإمرأة مطلقة حتى وإن كانت تلك الإمرأة الصديقة المفضلة لبناتهن قبل أن تطلّق. في حين أننا لا نجد بأن نفس الأمهات يمنعن أبناؤهن الذكور من مخالطة أي رجل مطلق!!!؟؟

إن ما نصنعه في مجتمعنا سواء من رجال أو إناث هو ترسيخ نظرية أن الرجل لا يخطئ أبدا، فإن تطلقت الفتاة حتى وإن كان زوجها سكيرا أو مدمنا أو فاسدا أو شاذا فالخطأ يقع على عاتقها، وهي من لم تعرف إدارة الأمور

بل أن البعض من الفتيات لا يكتفين بعدم مصادقة المطلقة بل يسعون لنبذها بشكل كامل من المجتمع من خلال ترهيب الأخريات من مصادقتهن او ربط السمعة السيئة بهن!!!؟؟؟كل هذا لأن الذنب الوحيد لها هو أنها لم تتفق مع زوجها بغض النظر عن هوية المخطئ منهم

ولو تحدثنا بالمنطق ولو قليلا لوجدنا إن الأختيار في الزواج غالبا ما يكون الرجل هو الطرف الأقوى فيه، بمعنى أن إختيار شريكة الحياة يكون بالغالب من خلاله، وهو ما يعني أن الصواب في الإختيار أو الخطأ يكون على عاتق الرجل أكثر من المرأة

ولكننا نختصر كل المسافات ونبتعد عن كل الأسباب ونقاطع الفتاة بالقول أمبييه مطلقة
لنحكم على الإنسان بأفعاله ولنبحث عن الأسباب كي لا نظلم أحدا

مجلة أبواب عدد أكتوبر 2008

Monday, October 13, 2008

كرة قدم

ما الذي يميز الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل الخاص؟ وما الذي يجعل الملايين مهما اختلفت تخصصاتهم وأفكارهم يجتمعون حول الرياضة، وتحديدا كرة القدم منذ سنوات طويلة؟ وكيف للمسلم والبوذي والمسيحي واليهودي والملحد والرجل والمرأة والطفل والكبير أن يجتمعوا حول فريق ما، ويشجعوه بحماس منقطع النظير، ويتفقوا على فريق معين، ويتسمروا أمام شاشات التلفاز لساعتين تقريبا لمتابعة فريق معين، فيفرحوا بفوزه ويحزنوا لخسارته؟

ما الذي يميز 22 لاعباً وكرة واحدة تسلب ألباب الناس وتجعلهم يتعلقون بها بهذا الشكل؟! بأمانة لأول مرة وأنا أتابع إحدى المباريات الكروية أخذت أفكر في كل تلك الأمور، فوجدت الأسباب منطقية وكثيرة أعرضها عليكم لعلها توضح الصورة لكم كما أوضحتها لي من قبلكم

في الرياضة بشكل عام وفي كرة القدم بشكل خاص المهم هو تسجيل الأهداف بشكل أكبر في الفريق الخصم، فلا يهم إن سجل هذه الأهداف لاعب كبير في السن أم صغير، أو إن كان ذا بشرة داكنة أم فاتحة، أو إن كان ذا لحية طويلة أم أجرد الوجه، أو إن كان ذا شعر طويل أم أصلع، أو إن كان متشبّها بالنساء أم رجلا... كل ما يهم هو أن تسجل أو تساعد فريقك على الفوز

لا يهم إن كنت قبل المباراة ذاهباً إلى الصلاة أم إلى بيوت الهوى، ولا يهم إن كنت صائما أم غير ذلك، فكل ما يهم هو تسجيل الأهداف وفوز فريقك، هذا ما يهم مجلس الإدارة واللاعبين وجمهور فريقك

أما بالنسبة للحكم، فهو لا يهتم باتخاذ قراراته إن كنت أصيلاً أم «بيسري»، ولا يهتم إن كنت ستذهب إلى حسينية أو مسجد أو كنيسة، أو إن كنت حضرياً أم بدويا، فكل ما يهمه هو العدل الإنساني في قراراته، وإن وجدت مراقبة الحكام بأنه يحابي طرفاً ضد الآخر فسيعاقب، فالحكم لا يهتم إطلاقا إن أقسمت له بالله أو بأي مقدس تراه، فما يراه يحكم به ولا تعنيه أي أمور أخرى

ويأتي بعدها اختيار المنتخب، وهو مما يتضح من اسمه بأنه صفوة لاعبي الدولة، الذين يتم اختيارهم ليمثلوا البلاد التمثيل الحسن في منافساتهم، وحين الاختيار لا يهم إن كان معارضا للتيار الحاكم أو مؤيدا له، أو إن كان معارضا لتعديل الدستور أو مطالبا بالتغيير، أو إن كانت تربط اللاعب صلة قرابة بالحاكم أو الرئيس أو المدير (هذه الحال لا تنطبق على بلداننا العربية)، كل ما يهم هو الكفاءة والقدرة على الفوز بنقاط اللعبة

إذن، فالمهم هو الفوز وما ستفعله قبل المباراة وبعدها لا يهم لأنه شأن يخصك، سواء كان في علاقتك بربك أو بأهلك أو غيرها من شؤون، لهذا فكرة القدم والرياضة بشكل عام ناجحة بكل المقاييس، وأغلبية سكّان العالم تتابعها

أعتقد أننا يجب أن نتعامل مع الكويت كفريق نريد له الفوز غير مكترثين بشيء إلا الكفاءة، فهل من مطبّق؟

خارج نطاق التغطية

مدونة «لا أرى لا أسمع لا أتكلم» من المدونات المتميزة بالمواضيع المهمة، نشرت موضوعا بعنوان «لا للتربية نعم للتعليم» يكشف مصائب في المناهج الدراسية، أعتقد أنه موضوع يستحق القراءة

جريدة الجريدة بتاريغ 13-10-2008

Thursday, October 09, 2008

بقت كلمة - موضوع عن الإنتخابات الطلابية


هاهي إنتخابات الإتحاد الوطني لطلبة الكويت بهيئتهي التنفيذية والإدارية تطرق الأبواب

وتحديدا في يوم الأحد القادم الموافق 12-10-2008 وبكل تأكيد فإن النتيجة محسومة للقيادة التي تتولى شؤون هذا الإتحاد منذ 30 عاما تقريبا - الإئتلافية بمصاحبة الإتحاد الإسلامي في السنوات الأخيرة

وما هو غير معلوم ولكن متوقع بأن يزداد الفارق بين قيادة الإتحاد(الإئتلافية والإتحاد الإسلامي) والمنافس على المركز الثاني القائمة المستقلة مع إحتمالية تغيير ترتيب المركزين الثالث والرابع مابين الوسط الديمقراطي والقائمة الإسلامية مع ترجيحات بإستمرار الإسلامية بالمركز الثالث نظرا لتبعيتها في السنوات الأخيرة للإخوان والسلف (الإئتلافية والإتحاد الإسلامي) كتبعية لاري لعبدالصمد وما تحصده من دعم بالأصوات جرّاء هذه التبعية

لا تعنيني اليوم الورقة التعريفية للقوائم وخصوصا المستقلة والوسط ولا أعتقد مطلقا بوجود إختلاف جذري بين القائمتين من ناحية المواقف وليس ما هو مكتوب

فالمستقلة تطالب كما طالب الوسط من قبلها بالدستور والمستقلة تنادي بحقوق المرأة كما نادى الوسط ووقفت قائمتي الوسط والمستقلة في الإصلاح الرياضي وتعديل الدوائر الإنتخابية وغيرها من قضايا في السنوات الخمس الأخيرة

وقد يكون الموقف الوحيد المبهم للمستقلة هو في قضية التعليم المشترك والذي يتضح بأن المستقلة تخجل من إعلان مطالبتها بالتعليم المشترك خوفا من أن (تعاير) بموقفها السابق ضده وهو أمر طبيعي بعقليات كل القوائم وليس المستقلة وحدها

ولكن كل هذا لا يعنيني، ومن يستحق أن يكون الأفضل بين هاتين القائمتين لا يعنيني أيضا، وإدعاءات الوسط على الخواء الفكري للمستقلة لا تعنيني وإدعاء المستقلة على تبعية الوسط للمنبر او التحالف أيضا لا يعنيني

كل هذا لا يعنيني لسبب واحد فقط، والسبب بالطبع غير مرتبط بالمستقلة والوسط بل هو مرتبط بالقيادة الحالية للإتحاد الإئتلافية تحديدا

كثيرون يستصغرون ويستسخفون العملية الطلابية وخصوصا في جامعة الكويت، وهو أمر متوقع فسخافة وإستصغار العملية الطلابية بجامعة الكويت مرتبطة بقيادة الطلبة في الجامعة والتي حرصت ومنذ بدايتها بالقيادة الحالية على تهميش العمل الطلابي بأقصى ما يكمن وتغييب العقول بإستغلال مشين للدين

ولكني مؤمن ومقتنع تماما إن تردي الأوضاع بالدولة مرتبط بتردي الوضع الطلابي بجامعة الكويت تحديدا
وقد كتبت مقالا سابقا في الطليعة حول هذا الشأن أبين فيه كيف إرتبط تراجع دولة الكويت بتولي الإتحاد بقيادته الحالية لشؤون الطلبة في أرقى صرح أكاديمي كويتي -
رابط المقال

كل هذا أيضا لا يعنيني، سخف الإتحاد وضحالتهم وتمييزهم وعنصريتهم وسرقاتهم ونفاقهم الذي كتبت عنه سابقا في مقالات متعددة لمجلة أبواب وبإمكانكم الإطلاع عليها أيضا في الروابط على يمين المدونة كلها لا تعنيني

ولكن جرح صدام وما فعله في 2-8-90 هو ما يعنيني حقا، صوت أسرار القبندي شهيدة الكويت ما زال محفورا بداخلي وهي تتصل لتبشر ابن عمي بنجاح عملية من عمليات المقاومة ما زال مدويا في أذني، فهي من ضحت وقدمت وغيرها الكثيرون الروح والدم للكويت

سبعة أشهر مظلمة لم يخل فيها بيت كويتي من أسير أو شهيد من ظلم أو عدوان أو سرقة أو رعب أو كلهم مجتمعين، كل هذا لا أنساه ولن أنساه ما حييت، ولا يجب على أي كويتي أن ينساه، أو يتجاهل من ساهم فيه أو دعمه خصوصا إن كان من أهل الكويت

هاهم الخونة في 9-9-90 أي خامس اسبوع من الغزو والظلم والتشرد يسمّون الإعتداء والغزو الظالم الجاحد الحاقد بالخلاف
غير مبالين بالدماء التي سالت على أرض الكويت، غير مكترثين بما حدث في وطننا الطاهر النظيف المسالم
غير مهتمين بمن إعتقد بأنهم أهل للثقة فمنحهم الأصوات
أكتفوا بتسمية الغزو بخلاف وكأن ما حدث أمر بسيط وكأن دماء الشهداء وإغتصاب النساء وقتل الأطفال وتشريد الأسر أمر هيّن على الكويت

كل هذا من أجل ماذا؟؟ من أجل إرضاء الحزب ممن يصفون أنفسهم بالمسلمين وحقيقة الأمر بانهم شياطين لم يعرفوا الرحمة ببلادهم بل وقفوا مع الحزب على الدولة

وهاهو سفيرنا في أمريكا أثناء الغزو يؤكد خيانتهم، ليأتوا ومن بعد التحرير ويدعون بأن ولي العهد أنذاك المرحوم سعد العبدالله شكرهم على مواقفهم في حين أن الخطاب واضح وصريح بأنه رد على تهنئة بعثت وبكل وقاحة من الإتحاد الوطني بقيادة الخونة لولي العهد

والأمر مشابه بأن يبعث ياسر عرفات بنفس التهنئة بعد موقفه المشين من الكويت في تلك الفترة

فكيف نرضى بخونة يقودونا عاما تلو الآخر، أين ذهبت غيرتنا على هذه الأرض وعشقنا لهذا الوطن، أبكل سهولة نرضى بقيادتهم الخائنة؟؟
أعلم جيدا بأن دفعة المستجدين في الجامعة هذا العام هم من مواليد الغزو، وهو ما يعني بأنهم لم يشهدوا ما حدث بل سمعوا عنه فقط، ولكن إعلموا أيها الأعزاء من الطلبة والطالبات بأن هناك ممن بينكم من قتل أباه أو أسر ومن شرد ومن إستشهدت والدته والأوغاد يسمون ما حدث بالخلاف

إمنحوا أصواتكم لمن تشاؤون من الناس ولكن لا تعطوها لخائن للكويت ولأهلكم وأهلي إنهم خونة
ماذا لو كانت أسرار وهشام العبيدان وسميرة معرفي و أحمد العصفور وفايق عبدالجليل وغيرهم من أبطال يعيشون بيننا اليوم ويعلمون بأننا نمنح أصواتنا لمن وصف حربهم ضد الباطل بالخلاف؟؟؟

هل سيسامحونا على ما نفعل بهم؟؟

لنعيد لكويتنا وكويتهم الجميل ونغير ولو جزء يسير يوم الأحد

مواضيع ذات صلة: إنتخابات الجامعة لمدونة بيت القرين الجزء الأول - الثاني - الثالث - الرابع - الخامس - السادس - السابع
إنتخابات إتحاد الطلبة لمدونة سرحان


Monday, October 06, 2008

هنا الكويت

قد أتمكن من استيعاب أن يتعصب شخص أو مجموعة ما لأفكار ومعتقدات ورؤى معينة، وقد أتمكن أيضا من تحمّل الاختلاف بالرأي والأفكار مهما كانت الأفكار المضادة لأفكاري باعتقادي بالية وغير منطقية، كل هذا من الممكن بالنسبة لي أن أستوعبه وأتقبله

الدكتور محمد العوضي على سبيل المثال لا الحصر من الأمثلة الجيدة باعتقادي على الثبات على الأفكار والرؤى، وإن اختلفت مع الكثير من أفكاره، إلا أنه لا يسعني إلا أن أقف إجلالاً واحتراماً له لثباته على ما يعتقده دون تناقض أو تلوّن، على عكس الكثير من التيارات في الكويت خصوصا الدينية منها

ولكن المحير فعلاً وهو ما أراه في أغلبية المجتمع الكويتي أو على الأقل أغلبية من أراهم كي لا أعمم تعميماً قد يكون خاطئا، هو التناقض والهوّة الشاسعة ما بين طريقة تصرف المجتمع الكويتي وطريقة تحدثهم، وسأسوق بعض الأمثلة المدللة على ما أقول

فالمجتمع الكويتي يختار من يمثله في مجلس الأمة ممن يرفضون الاشتراك بين الجنسين في الأماكن العامة، ونفس المجتمع يذهب ويسعى وأشدد على «يسعى» إلى كل مكان مشترك كالمجمعات التجارية أو المتنزهات أو المطاعم أو حتى السفر إلى البلدان الكافرة

المجتمع الكويتي يختار من يمثله في مجلس الأمة ممن يضع ضوابط تصلح كأفلام لهنيدي وأحمد حلمي على الحفلات الغنائية، ويضع أيضا ضوابط على مواعيد عمل المرأة، ونفس هذا المجتمع برجاله ونسائه يملأ الحفلات الغنائية داخل وخارج الكويت، ولعل حفلات العيد الأخير تشهد على ما أقول وحفلات «هلا فبراير» كذلك

نوّاب التيارات الدينية يرددون بأن المجتمع محافظ لا يرغب في العادات الدخيلة، وهو من يحارب أي محاولات تغريبية، في الوقت الذي نجد فيه الكثير من أبناء هذا المجتمع يتجمهرون بشكل يجعل مجمعاً ضخماً جداً كالأفينيوز يغلق أبوابه لتجمهر عدد كبير من أبناء المجتمع أمام بوابات المجمع فور سماعهم إشاعة مفادها أن مهند ولميس سيوجدان في المجمع!! والأمر نفسه حدث قبل سنوات لدى افتتاح «فيرجن» الذي انكمش حجمه بسبب تدخلات نوّاب الأمة

تلك هي مجرّد أمثلة أسوقها لكم لتبيان التناقضات التي نعيشها، والمصيبة أننا نناقض أنفسنا وليس غيرنا، وهو الأمر الذي يقودنا إلى الخلف دون شك، فنحن لا نصادق النفس بل نذهب لنصوّت ونسوّق لأطول لحية كي تمثلنا في المجلس، ونهتف في الوقت نفسه لتامر حسني فور دخوله إلى صالة الحفل

خارج نطاق التغطية

النائب الموقر محمد هايف أدلى بتصريح عن ضرورة قيام وزارة أحمد باقر «تسمى قديما بوزارة التجارة» بفصل الجنسين في الحفلات الغنائية، فهل الحفلات الغنائية حلال في نظر نائب الأمة والمشكلة تكمن بوجود الجنسين معا؟

جريدة الجريدة بتاريخ 6-10-2008

Monday, September 29, 2008

إلى المواطن محمد هايف

لا أحب أبداً أن أكتب مقالاً طويلاً ولا أستسيغ أيضاً قراءته إلا في حالات خاصة جداً، وهذا المقال يعتبر بالنسبة لي حالة خاصة جداً فاعذروني على الإطالة

رسالة إلى الحكومة قبل البدء: افهموا جيدا واستوعبوا الأمر واقبلوه ولو على مضض، أي بالون اختبار تطلقونه لوأد الحريات، فإنكم ستجدون شعب الكويت دبوساً يفجره منذ البداية، فلا تتعبوا أنفسكم في بالونات التضييق على الحريات واعملوا للتنمية

في أولمبياد ميونخ عام 1972 وبعد أن سجل منتخب السلة الأميركي انتصارات مستمرة في جميع مشاركاتهم في الأولمبياد منذ عام 1936، وفي المباراة النهائية تحديداً للمنتخب الأميركي ضد الاتحاد السوفييتي، وبعد إعلان فوز المنتخب الأميركي في تلك المباراة، قرر حكّامها إعادة الثواني الثلاث الأخيرة منها ففاز السوفييت على أميركا، ولقناعة منتخب الولايات المتحدة بالظلم الواقع عليهم في تلك المباراة وعدم أحقية السوفييت بالفوز ولكنهم فازوا لاعتبارات سياسية فقد رفض الأميركيون استلام الميداليات الفضية إلى اليوم، وعوملوا معاملة الأبطال فور رجوعهم إلى بلدهم

في انتخابات مجلس الأمة لعام 2008 فاز بالمقعد الأخضر لهذه الانتخابات السيد محمد هايف المطيري، وكان الفوز عن طريق الانتخابات الفرعية المحظورة قانونا «وهو أمر موثق في الصحف بتاريخ 5-5-2008» وهو ما يعني أنه فاز بطريقة غير شرعية، وهو ما يجعلني لقناعتي التامة بعدم أهليته كنائب أن أكتب له كمواطن

فور صدور عدد «الجريدة» بتاريخ 22-9-2008 والذي تضمن خبرا للزميل بشار الصايغ حول القرار البشع من وزارة المواصلات بحجب موقع اليوتيوب، وطبعا هبّ الأحرار من الشعب من كتّاب ومدونين ضد هذا القرار الجائر واللامنطقي أبدا، فتراجعت الوزارة عن قرارها، إلا أن المواطن محمد هايف غرّد خارج السرب كالعادة مصرحا بأن حجب موقع اليوتيوب واجب شرعي ووطني وسنتابع عملية الحجب

شخصياً لا يعنيني تصريح لهايف أو المهري أو عاشور أو الطبطبائي أو غيرهم إذا ما تحدثوا عن خروج البعض عن الملّة أو دخولهم بها، فلا أحد منهم يملك مفتاحاً للجنة أو النار، والعلاقة الدينية هي علاقة خالصة بين العبد والمعبود لا شأن لهؤلاء بها. ولكن أن يتحدث المواطن محمد هايف عن أن وأد الحريات واجب وطني، مما يعني أن من يقف ضد هذا الأمر انسلخ من وطنيته، لهو أمر أرفضه ولن أسمح أن أوصم أنا وأبناء بلدي به أبدا، فنحن نعرف من نكون، نحن من وقف بالأمس القريب مع الحق السياسي للمرأة مع علمنا المسبق بأن التيارات المدنية ستكون هي الخاسرة بلغة الأرقام، ولكن حريتنا ومسؤوليتنا أجبرتنا على موقفنا، ونحن مَنْ وقف مع الدوائر الخمس على الرغم من يقيننا من أنها قد توصل مَنْ هم أشدّ عنفاً في نبذ الحريات، نحن يا محمد هايف من نقف احتراماً وتقديراً لعلمنا ونشيده وتقشعر أبداننا مع صوت السلام الوطني، نحن من لم نشترك بجريمة قانونية للوصول إلى المجلس، نحن من نؤمن بالديمقراطية ونشارك بها، لسنا كحضرتك نكفّر الديمقراطية ونستذبح للوصول من خلالها

صك الوطنية لا تملكه كصك الدين الذي يعتقد البعض أنك تملكه للأسف، يا أستاذ محمد هايف إن كان حجب «اليوتيوب» واجب شرعي كما تفضلت بالقول، فلماذا تخليت عنه وانتظرت الحكومة لتتحرك باتجاهه ومن ثم تصرح؟! أم أنك تنتظر هذه البالونات التعيسة من الحكومة كي تحدد لنا واجباتنا الشرعية والوطنية؟! كم نتمنى أن تعطينا قبل أن تطلق الحكومة بالونها المقبل والذي سينفجر سريعا حتما كما انفجرت سابقاته رأيا حول التلفاز والهاتف والسيارة والطائرة والكتاب والصالون والحلاّق وميكي ماوس أيضا. كي يعرف من اختارك بالفرعية من اختاروا لتمثيلهم

اعلم جيدا أيها الأستاذ الكريم بأننا سنقف ولن نرضى أبداً أن تكون معايير الوطنية من شخص ضرب بالوطنية عرض الحائط بمشاركته في انتخابات فئوية وتحركاته العنصرية، وهذه الرسالة ليست لك وحدك بل لكل من يعتقد أنه يستطيع أن يقمع لنا رأيا أو يقتل لنا كلمة

خارج نطاق التغطية

عبدالحسين عبدالرضا، سعاد عبدالله، إبراهيم الحربي، إسمهان توفيق، هدى حسين، خالد أمين، يعقوب عبدالله، فاطمة الصفي، شكراً على الأداء الجميل والفن الراقي

القرّاء الأعزاء عيدكم مبارك

جريدة الجريدة بتاريخ 29-9-2008

Monday, September 22, 2008

الكويتيين زينين

الكويتيين أهل خير، آل الصباح كلهم زينين، الكويتي ما يبوق، عيال الديرة أصحاب نخوة، شباب الكويت فيهم البركة، إحنا دولة قانون ومحّد ينام مظلوم

من منّا لا يسمع هذه العبارات وغيرها كل يوم وفي كل ساعة بشكل أو بآخر في بلدنا الحبيب الكويت، وبالطبع فإنني أتمنى أن يكون هذا الكلام كله صحيحا لأنني في النهاية ابن الكويت، وأتمنى أن أعيش وأكون من المجتمع الأفضل في الدنيا، ولكن الكلام وحده لا يكفي كي يتحقق ما أصبو إليه في بلدي

فلو صحّت العبارات المذكورة في بداية المقال، لما وجدنا الجياع يثورون قبل أسابيع على ظلم بعض أهل الكويت وجشعهم، وطبعاً المحصلة مجرد توصيات من أفضل خمسين سياسيا في الكويت برأي الشعب، ولما وجدنا أموالنا تختفي من محفظة الدولة وتمتلئ بها جيوب البعض من الكويتيين بلا أي إحساس قانوني بالخوف أو حتى إحساس إنساني أو ديني، كما أننا لن نجد أناسا يهاجمون قيادات وزارة الداخلية في أيام الانتخابات نصرة لقبيلتهم على الدولة، أو أن ينتصر أكثر من عشرين من أفضل خمسين سياسيا في الدولة برأي الشعب لقانون أو اقتراح ملؤه الظلم واللامساواة كإسقاط القروض، وغيرها وغيرها من علامات لم تجلب سوى الخزي والعار لمجتمعنا الكويتي، والتخلف بكل أشكاله، ولو كان الكلام المردد صحيحا لما تقاتل البعض لإقرار لجنة غير دستورية تدعى «لجنة الظواهر السلبية»، فإن كانت العبارات السابقة حقيقية فما الداعي لوجود تلك اللجنة؟

بل إن نفاقنا لم يقف عند تلك العبارات الإنشائية فحسب، بل إن البعض يسعى إلى تغيير تاريخ الدولة ومسيرتها في سبيل أن ندّعي أننا أحسن من جمهورية أفلاطون، فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد شاهدت منذ أيام قليلة الحلقة الأولى من المسلسل الكويتي الممنوع عرضه «أسد الجزيرة»، وهو من تأليف الوزير السابق شريدة المعوشرجي، والمخزي حقا أن تطمس وبشكل فج حقيقة قتل مبارك الصباح لأخويه محمد وجرّاح، فيُظهر المسلسل مبارك الصباح حاضرا لعزاء أخويه ويعظّم لنفسه الأجر في وفاة أخويه قائلا «هذا أمر الله»؟

أي مستقبل ننشد ونحن نطمس الواقع أمام الأجيال، ونغلفه بكلمات لا تغني أو تسمن من جوع، فلو قلنا إن الكويتيين «زينين» فهل سنصبح «زينين» حقا من دون فعل

لنمنح الكويت حقها بالعمل ومعالجة الأخطاء بدلا من الاستماتة في الدفاع عن أمور كريهة تحدث بيننا، ولنتوقف عن نفاق النفس ولو قليلا

خارج نطاق التغطية

علينا أن نوثّق كل أحداث الكويت وكل سلبيات القيادات الحكومية فورا، لكي لا نأتي بعد عشرين أو ثلاثين سنة ونذكر سلبيات الحكومات السابقة فيكتب من يكتب عن أن أسلافنا كانوا معصومين من الخطأ، ولم يرتكبوا أي زلة في حياتهم ولا داعي لشرح أكثر

جريدة الجريدة 22-9-2008

Tuesday, September 16, 2008

الولد الفقير أصبح رمزا

لأنني مؤمن بالدستور، وما كفله من حرية في التعبير أكتب هذا المقال، فقد استفزني كما استفز الكثيرين ما كتبه أحد الأقلام عن الدكتور أحمد الخطيب، وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن يُلغى رأيه، وإن وجدته غير منطقي أو غير مبرر أبدا، ولست أنا من يدافع أو يمدح أو يمجّد بالدكتور أحمد الخطيب، فالكويت تعرف من يكون هذا الشخص، ولكني سأتكلم عما يمثله لي أحمد الخطيب كشاب كويتي في أواخر العشرينيات من العمر

كان لابد لهذا «الولد الفقير»- بعد أن عانى الظلم الاجتماعي ومصادرة المنزل وقلة الدخل والأب المعاق- أن تترسخ لديه عقدة «الإحساس بالنقص» أراد التغلب عليها بدراسة الطب في فترة كان الأثرياء والوجهاء وأبناء العائلات يفرحون -بشدة- إذا ما نجح أولادهم في الشهادة المتوسطة حتى يرسلوهم لاستكمال تعليمهم في الخارج بتخصصات بعيدة كليا عن ذلك الفرع الذي أراد «أحمد» أن يتعلمه


هذا ما قاله ذلك القلم عن أحمد الخطيب، وأنا إذ أشدد هنا بأنني لا أدافع عن مذكرات الخطيب المنشورة في «الجريدة»، ولكن أتكلم عن شخصية هذا الرجل الفاضل. فإن كان لابد -كما يقول ذلك القلم- على كل من ولد فقيراً أن تولد لديه عقدة الإحساس بالنقص، فهذا يعني أنه لا يوجد أي رجل أو أي مخلوق سويّ في الدولة إلا من كان غنيا

نعم لقد عانى هذا الولد الفقير في طفولته، فلم تزده المحنة سوى الصلابة والقدرة على مواجهة ملمّات الحياة ومصاعبها، فأصبح رجل دولة ورمزا صانعا لإنجازاتها وتطورها السريع من الستينيات، هذا الولد الفقير الذي يكبرني بأكثر من خمسين عاما، ولا أعتقد أني أنا أو غيري من أبناء الكويت سنمر بخبرات وتحديات كالتي واجهها ذلك الولد الفقير، يعاملني ويسمع مني كما يسمع من غيري ويشاركنا الآراء ويتفق معنا إن أصبنا، ويخالفنا بحب وود إن اختلفنا مع آرائه، هذا الولد الفقير أبوابه مفتوحة ويستمع للجميع، على عكس الكثيرين سواه ممن لم يعرفوا من الإنجازات ما عرفه هذا الولد الفقير

أتصل به تلفونيا فلا يرد، فيتصل بعدها بمدة معتذرا وهو ليس بحاجة للاعتذار على عدم الرد، يتحدث عما قدمه للكويت ولا ينكر دور أحد، وإن نسي اسما بسبب الذاكرة فيظل سارحا حتى يتذكر ذلك الاسم ويعطيه حقه

هذا الولد الفقير هو من رجال الدستور الذين جعلوا قلمي وأقلام الآخرين تتكلم إلى اليوم بحرية، هذا الولد الفقير هو من إذا أخطأ اعترف بخطئه من دون مكابرة، هذا الولد الفقير مسيرة نضالية كبيرة أصبحت رمزا اليوم لا يسع من يختلف معه أو يتفق إلا أن يقف له إجلالا واحتراما

ضمن نطاق التغطية

قد يصمني البعض بالتطبيل بعد قراءة هذا المقال، وأقولها بفخر شديد شهداء الكويت الأبرار وأحمد الربعي وسامي المنيس وأحمد الخطيب أفخر بأن أكتب في مدحكم وإن وصمني كائن من كان بالتطبيل

جريدة الجريدة بتاريخ 15-9-2008

Thursday, September 11, 2008

أقلب مسيحي يعني

من أكره الأمور التي تثير غضبي هو أن يُـفسر ما أكتب أو أقول أو أفعل بشكل غير الذي أعنيه، خصوصا وإن كنت حريصا جدا على إيصال ما أعنيه بشكل دقيق كي لا يفسّر تفسيرات أخرى

ولعل مشكلة التفسير الخطأ للكلام تكثر في حال الكتابة أكثر منها في حال الكلام المباشر، وقد يعود السبب في إن الحبر المخطوط على الورق يخلو من المشاعر فلا يستطيع القارئ غالبا من أن يميز حالات الغضب أو الفرح أو أي مشاعر أخرى ما لم تكن هناك جملا وتعبيرات واضحة وصريحة ومكتوبة تبين ذلك

ما أجبرني على كتابة هذا الموضوع في هذا التوقيت هو ما لمسته ن قراءات متعدده بالآونة الأخيرة في الكويت، فلو قلت مثلا بأنني لا أحب أفكار الكاتب نبيل الفضل، وأشعر بالغثيان من مقالات الكاتب أحمد الفهد الذي يستجدي الضحكة من القراء و لا يحوز عليها، وتزعجني ضحالة أفكار نبيل العوضي، وأشفق على فؤاد الهاشم وهو واقع أعيشه فعلا، لو أعلنت هذه الأفكار كتابة فسيصفني أحد المساكين بالطائفية بحكم أن جميع هؤلاء من مذهب إسلامي واحد وهو المذهب السني الذي لا أنتمي إليه

هذا التفسير السخيف والإتهام بما ليس بي لمجرد أن كل الأسماء من مذهب واحد هو ما يلجأ له كثيرون ممن لا يرغبون بإستخدام العقل واللجوء لأقرب التفسيرات لهم كي لا يواجهون الحجة بالحجة، فما ذنبي أنا إن كان من لا يعجبني من أبناء مذهب واحد هل أمتنع عن الكتابة والكلام لأن من أرفضهم ليسوا من مذهبي؟

أرضى بالنصيب لأعبر عن رأيي ببعض آخر فأقول أن صالح عاشور لا ينفع كعضو لمجلس الأمة بل يجب أن يكون عضوا في البلدي لأن مطالبه الرئيسية تتلخص في تخصيص مسجد أو حسينية، أو أن أقول إن أحمد لاري لا يملك رأيا خاصا به ولم يتخذ موقفا مستقلا عن النائب عدنان عبدالصمد قط، فسيصمني نفس المساكين أو غيرهم بأنني أقول قولي هذا لأرضي المذهب الآخر كي لا أوصف بالطائفية!!!؟؟

إذا فإن الكويت اليوم بلد حرية التعبير و حرية الرأي ولأنها دولة مسلمة، بعض أفرادها من المذهبين الشيعي والسني لا يقبلون برأيي المعارض لبعض أبناء المذهب السني بحجة الطائفية ولا يرضون أيضا برأيي المعارض لبعض أبناء المذهب الشيعي بحجة أنني أحابي السنة بكلامي
فهل الحل أن أتجرد من إسلامي كي أتمكن من التعبير عن آرائي بحرية ودون تفسيرات سخيفة من بعض المساكين؟؟؟

مجلة أبواب عدد سبتمبر 2008

Monday, September 08, 2008

بوصباح ما ينفع

في الكويت نتمتع بصراحة قد لا تكون متوافرة في دول المنطقة المجاورة، هذه الصراحة وعلى الرغم من بعض الشوائب المطبلة لمصالحها على حساب مصلحة الكويت تكون هي الصوت الأكثر وضوحا، والأكثر جدية والأكثر قبولا في الأوساط المحلية

اليوم لدينا مثال برأيي الشخصي فشل في إدارة الأمور بشكل مناسب، ولكن هذه المرة على نطاق البلد بأكمله، هذا المثال هو سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح، ولكي لا أكون متجنيا أو متحدثا من باب الشجاعة وقوة القلم فسأورد بعض الأدلة منذ تولي سموه رئاسة الوزراء في 2006 إلى اليوم

كانت البداية مع قضية الدوائر فقد أيدت الحكومة برئاسة ناصر المحمد الدوائر العشر، فثارت ثائرة الشباب ومن خلفهم النواب فحل المجلس، ليعود ناصر المحمد بحكومة جديدة توافق بلا أي اعتراض على الدوائر الخمس، وأتت بعدها قضية الرياضة فأجمع المجلس على قوانين رياضية معينة لم يطبق أهمها إلى اليوم بسبب ضعف الحكومة بقيادة «بو صباح» في مواجهة ابن عمه والبقية ممن يرفضون تطبيق القوانين صراحة ودون خجل، لتلحقها قضية إسقاط القروض وعارضتها حكومة ناصر المحمد فتمخضت عن صندوق للمعسرين وقانون يحد من القروض ويخفض نسبتها، فتدهورت البورصة وسوق العقار وكل الأسواق من هذا القرار

ثم تلتها زيادة الرواتب التي أقرتها الحكومة بـ120 دينارا ولا شيء سواها، فاستنفر المجلس لتوافق حكومة بوصباح على زيادة أخرى وهي زيادة الخمسين!! إضافة إلى فشل الحكومة في دعم وزرائها باستثناء نورية الصبيح التي نجت من طرح الثقة وإن تكرر فلن تنجو

بالإضافة إلى جمع المتناقضات في وزارة «بوصباح»، فهو ينشد أن تكون الكويت مركزا ماليا، ويختار شخصية كأحمد باقر ليكون وزيرا للتجارة!!! ولولا التربص النيابي فلم يكن ليتردد في تعيين من فاز أو من شارك في الانتخابات الفرعية في الوزارة

إن ما أرغب في قوله ليس إنقاصا من قدر ناصر المحمد، بل إن الطبيعة البشرية تحتّم أن يكون هناك قادة قادرون على اتخاذ القرار وآخرون منفذون للقرار، ومع احترامي لعطاءات ناصر المحمد لكنني أعتقد أنه لم يمارس كامل صلاحياته الدستورية. فعلى الرغم من حاجتنا إلى هدوئه وطبيعته المسالمة فإننا بحاجة أكبر إلى دوره كرئيس حكومة بكل معاني الكلمة

خارج نطاق التغطية

بريء الناقلات يدير ويوجه البلد كيفما يشاء، على الرغم من أنه تولى وزارة النفط وسُرقت الناقلات، وتولى المالية فسُرقت الاستثمارات، أنا لا أقول عنه «لصا» -حاشا لله- ولكن هل يعقل أن تكون شخصية كهذه قادرة على رسم كويت الغد بشكل جميل؟

الجريدة بتاريخ 7-9-2008

Monday, September 01, 2008

والله فشله

فلسفتنا تعتمد على مبدأ (الناقل الجوي المنطلق على أسس العولمة والمنفذ بلمسة محلية) حيث نجمع بين الأصالة والحداثة لنيل رضا عملائنا

الكويت هي سوقنا الأساسي، و«الكويتية» ستهيمن على السوق المحلي من خلال المنافسة المحلية والدولية

بروح التحدي التي بنينا من خلالها مؤسستنا بعد تحرير بلدنا الكويت عام 1991 نتطلع لمستقبل تبرز فيه «الكويتية» كشركة طيران رابحة


الجمل السابقة هي جزء من الطلاسم المكتوبة في الموقع الإلكتروني للخطوط الجوية الكويتية، فمن يستطيع تفسير إقحام العولمة في العبارة الأولى؟ وكيف ستهيمن «الكويتية» على السوق المحلي من خلال المنافسة المحلية والدولية في العبارة الثانية؟! والمصيبة الأعظم هو أن تتطلع «الكويتية» إلى أن تكون شركة طيران رابحة، أي أنها وبعد أن اختزلت فترة عملها في 18 عاما فقط، فإنها لم تحقق ذاتها في أن تكون شركة رابحة

ليس هذا فحسب، بل إن المصيبة هي أن أسطول «الكويتية»، وكما ورد في موقعها الرسمي، كان يتمثل بـ21 طائرة حتى 2 أغسطس 1990، ولكنه وفي -1 سبتمبر 2008 يتكون من 17 طائرة فقط

مَن من المسافرين على متن «الكويتية» على مر السنوات لا يملك ذكرى سيئة عن هذا الناقل الجوي الأقدم بين نظرائه في المنطقة؟ خمسون عاما أو أكثر وهذا الطيران بعد أن كان في الريادة لا يجلب سوى الخزي والعار على الكويت وأهلها، مازلت أتذكر رحلتي إلى لندن في 1998، ولم نجد أنا وصديقي حجزا على «الكويتية» فتوجهنا إلى لندن من خلال الخطوط القطرية الحديثة النشء، وكنا نقول إننا سنسافر على «القطرية» بخجل شديد، واليوم نسعى إلى السفر من خلالها بعد أن تمكنت خلال عشر سنوات من أن تقارع أفضل شركات الطيران في العالم، والحال نفسها تنطبق على «الإماراتية» و«الاتحاد

حتى رئيس الوزراء تعطلت طائرته الكويتية وتأخرت رحلته قبل فترة وجيزة، هل ننتظر كارثة تحدث كي نتحرك؟ وهل يجب أن تسقط طائرة لا سمح الله حتى يسن النواب ألسنتهم، ويشمر الوزراء عن سواعدهم؟

الخجل الخجل ولا شيء سوى الخجل، لا نريد من السلطتين سوى الخجل من هذا التراجع السخيف في كل شؤون الحياة في الكويت، فالخجل وحده هو من سيحرك العمل، فلو أجري استفتاء عالمي اليوم عن أكثر مواطني العالم خجلا من تراجع بلادهم فسنجد في المقدمة الشعب الكويتي وليس السلطتين

نكتة من موقع «الكويتية» قبل الختام: تطوير المصداقية وتعزيز السلامة والأداء الملتزم بدقة التوقيت لخدماتنا ومنتجاتنا من خلال التقنيات المستحدثه

خارج نطاق التغطية

أحد المتابعين الكرام قام بتصحيح معلومة أوردتها بالخطأ في المقال الأخير عن عدم وجود عالم مسلم حائز على جائزة نوبل في الفيزياء، والصحيح هو أن العالم الباكستاني–البريطاني المسلم «عبدالسلام» حائز على هذه الجائزة
في عام 1979، أعتذر عن الخطأ ومبارك عليكم الشهر

جريدة الجريدة بتاريخ 1-9-2008

Monday, August 25, 2008

أفتنا يا شيخ

اقرأ باسم ربك الذي خلق، «إنما يخشى الله من عباده العلماء»، «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات»، « وقل ربي زدني علما»، إن كنت أرغب بسرد آيات قرآنية أكثر عن أهمية ودور العلم في الإسلام فلن يكفيني مقال واحد لتغطيتها، والأحاديث النبوية كثيرة جدا أحدها «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة»، مع كل هذه الدلالات على العلم ودوره في الإسلام وعلى الرغم من أن عدد المسلمين يقدر بخُمس تعداد العالم، فإن هذا الخُمس من العالم لا يشكل إلا ما دون الصفر من الإنجازات العلمية على مستوى العالم، فعلى سبيل المثال لا الحصر لا يوجد أي مسلم حائز على جائزة نوبل في الفيزياء منذ 1901 إلى اليوم!! ولا يوجد سوى مسلم واحد حائز على «نوبل» الكيمياء منذ 1901 إلى اليوم!! ولا يوجد أي مسلم حائز على «نوبل» في الطب منذ 1901 إلى اليوم

في المقابل فإن كل الإنجازات العلمية الحديثة هي من صنع الغرب «الكفّار البخلاء أصحاب الرائحة الكريهة» كما يسميهم أحد الملتحين الذي لم يقدم شيئا للبشرية سوى شتم الآخر!! فهم من صنعوا حتى أبسط الأمور التي نحتاجها في حياتنا اليومية، وهم من صنعوا السيارة والتكييف والتلفاز والإذاعة والطائرة والصاروخ وغيرها

بل حتى على مستوى الرياضة فالقول المأثور صريح «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل» وها هي أولمبياد بكين تثبت فشلنا في الرياضات التي حض عليها رسولنا الأعظم، وها هي «الصين الكافرة والولايات المتحدة الفاجرة» تبرع في كل الرياضات، وخُمس العالم لا يحقق سوى الفُتات

باختصار فنحن أمة على الهامش، ولا حيلة لدينا سوى الترهيب من عذاب القبر والخوف من الآتي دون فعل للحاضر، ندّعي الإسلام ومعظم تعاليمنا الحاضرة هي محاربة لميس ونور ومهند وشتم الآخر، والمصيبة هو أن نجد أن هذه الفتاوى وهذا الترهيب يؤخذ بهما من المسلمين أو من يعتقدون بأنهم مسلمون من دون تطبيق لآيات الله

إن الإسلام الحقيقي هو العلم والعمل، وليس بغترة مغموسة بالنشا وتهديد ووعيد باسم الله، وكأن بعض هؤلاء الملتحين هم جند الله في الأرض، كم أتمنى أن يواجه هؤلاء بسؤال عن العلم والعلماء فيكشفوا سريعا، وتفضحهم ضحالتهم وتصحو الأمة

ضمن نطاق التغطية

مدونة أم صدّه نقلت فتاوى عجيبة رهيبة من علماء دين يصنفون بكبار العلماء وهم يحرمون البوفيه المفتوح، وآخر يحرم قيادة النساء للسيارة، غير ما ذكر منذ مدة عن أن التدخين لا يفطر الصائم، وغيرها من فتاوى جعلت العامة تتندر عليهم، أهذا هو الإسلام الذي تنادون به؟ أم أن هذا المقال حرام أيضا، أفتنا يا شيخ؟

جريدة الجريدة بتاريخ 25-8-2008

Monday, August 18, 2008

ما تفرق

يكثر الحديث هذه الأيام حول توتر العلاقات الأميركية- الإيرانية، واحتمال شن هجوم عسكري أميركي على إيران، مما يجعل إيران تغلق مضيق هرمز كرد فعل على الفعل الأميركي

ولأننا في الكويت في منتصف هذه المعمعة والدوامة الخطيرة، فنجد صحفنا تزخر بالغث والسمين حول هذا الشأن، ولا ضير في أن أضيف رأيا في هذا الخصوص

لنفرض، رغم استبعادي لذلك، ولكن لنفرض أن الحرب ستحدث فعلا، ولنفرض أن تهديد إيران بإغلاق «هرمز» حقيقي، لنستعرض فقط النتائج المترتبة على الكويت بفرضية وقوع الحرب

سينخفض معدل تصدير النفط الكويتي نظرا الى إغلاق معبر مهم جدا لنفط الكويت، وهو مضيق هرمز، وهذا ما سيجعل إيرادات الدولة تنخفض، والسؤال كيف سيؤثر هذا على التنمية في الكويت؟

لن يتغير شيء على الإطلاق فالتنمية متوقفة منذ أمد بعيد في الكويت فلا سعر الـ15 دولارا قبل سنوات حرّك عجلة التنمية، ولا سعر الـ150 دولارا قدّم لنا شيئا. هل لمس أحدنا «باستثناء اللصوص طبعا» فوائد عوائد النفط في السنوات الأخيرة عدا الرواتب الحكومية التي كانت تُسدّد في أسوأ أسعار البترول وأعلاها

إذا لن نتأثر بانخفاض الصادرات النفطية، ولكن ولأن المنطقة ستكون تحت وطأة المعركة فهذا ما يعني أن السلع الغذائية سترتفع أسعارها وتصل معدلات ارتفاعها إلى 100%، وهذا الأمر أيضا لا ضير فيه بحكم أننا اليوم نواجه المشكلة نفسها ومن دون حرب، فكل طمّاع جشع زاد أسعاره ولن يكون ذلك بالأمر الجديد

يبقى هناك أمر مخيف واحد، وهو أن ينقسم الكويتيون إلى معسكرين رئيسيين، وهو معسكر شيعي وآخر سنّي، فالخوف من أن يميل بعض الشيعة إلى إيران من باب المذهب ولكونها أكبر دولة مسلمة شيعية، وأن يميل بعض السنة إلى أميركا خوفا من توسع الدولة الشيعية، وهو ما سيذكي نار الطائفية في البلد، وهذا أيضا أمر ليس بالجديد فالطائفية والعازفون على أوتارها موجودون سواء قامت الحرب أم لم تقم، والدليل نتائج الانتخابات الأخيرة، بل حتى نتائج انتخابات الجمعيات والجامعة تثبت أن نار الطائفية مشتعلة من غير حرب

خلاصة الكلام... أنه لو قامت الحرب أم لم تقم فهي «مو فارقة» للأسباب السابق ذكرها فمّمَ الخوف؟

خارج نطاق التغطية

طلال الفهد يقول حان وقت حصاد النتائج بالأولمبياد، وهو الذي وعد جمهور الكويت منذ أربعة أعوام بنتائج جيدة في الأولمبياد المقبلة، وبوادر الحصاد ظهرت بوضوح منذ ان سافر وفد الكويت الأولمبي الى بكين، إذ كان عدد الإداريين 3 أضعاف عدد اللاعبين، فأي حصاد يتحدث عنه، وهو والأشقاء متربعون على ركام الرياضة منذ ربع قرن بلا إنجاز؟

الجريدة بتاريخ 18-18-2008

Wednesday, August 13, 2008

يختفون

على مدى سنوات العمل الطلابي التي قضيتها وأبرزها مع قائمة الوسط الديمقراطي والتجمع الطلابي الوطني وتجمع القوى الطلابية، والدور الذي قدمته لي تلك التنظيمات الطلابية من صقل للشخصية، والقدرة على الحوار والإرتقاء بالإختلاف وثبات المبدأ، ومواجهة المشاكل وإيجاد الحلول لها بشتى الطرق، والتعامل مع كافة الأطياف ومختلف الأفكار، بل لا أبالغ حينما أقول بأن من لا يمارس العمل الطلابي في مرحلة تعليمه العالي يكون قد فوّت على نفسه درسا مهما جدا من دروس الحياة والتعامل مع الناس

من ضمن الأمور المهمة جدا في تلك الفترة هو إحتكاكي بالزميلات الطالبات والتعامل معهن والتعرف على أسلوب تفكير جديد لم اعهده في فترة الثانوية، ورؤى مختلفة عن الرؤية الذكورية من الشباب، ولا أبالغ حينما أقول أن البعض منهن كن يمتلكن قدرة كبيرة أفضل من كثير من الشباب في القيادة وإتخاذ القرار، وآخريات كنّ يملكن الحس التنظيمي الرائع الذي لا يستطيع أي تنظيم طلابي الإستمرار بشكل سليم من دونه، وغيرهن ممن يملكن الحس الإبداعي في التصميم وطرح المواضيع بطريقة محببة للأنظار، ولا أخفي سرا حينما أقول بأنني إستفدت من جميع من تعاملت معهن وما زلت إلى الآن أجني ثمار هذا التعامل، والحال طبعا ينطبق على الشباب الذكور أيضا ولكن لان هذا المقال يعني الطالبات تحديدا فلن أخوض بفوائد تعاملي مع نظرائي من الشباب

لقد كنت دوما أفكر بإستمرارية العمل الجماعي في مرحلة ما بعد الدراسة، وكيف يمكن لتلك المجاميع أن تقدم للبلد طيلة حياتها، وكنت أراهن أيضا على صنع التغيير للأفضل لكويتنا الحبيبة إذا ما تضافرت الجهود وإستمرت ما بعد الجامعة

إلا أن المشكلة تكمن في ما تمر به الطالبة بعد التخرج وأحيانا أثناء الدراسة، وهي مرحلة الزواج، وأنا لا أقصد بأن الزواج كزواج هو المشكلة، لكن ما أعنيه هو الإعتبارات التي تؤخذ سواء كانت من الزوج أو الزوجة نفسها، وما أقصده تحديدا هو الإختفاء عن الأنشطة والعمل العام، وهو ما يعني خسارة الكويت لطاقة كبيرة من طاقاتها بسبب بعض العوامل اللامفهومة والمرتبطة بالزواج

لقد عشت ورأيت الكويت تفقد طاقات من أروع ما يكون سواء كانوا من التيار المحافظ أو التيار المتحرر والسبب واحد وهو الزواج

إننا بحاجة ماسة لأن يفهم الزواج كعلاقة راقية بين إثنين لا تعني بأي شكل من الأشكال طمس أحدهم لمجهودات الآخر، والخاسر طبعا هو المجتمع والوطن

هذه الرسالة لكل فتاة إختفت عن العمل العام بسبب الزواج، ودعوة محبة لان تعود لتخدم وطنها بشكل أقوى وأكثر تأثيرا وليتفهم الطرفان هذا الأمر جيدا

برّه الموضوع

إتحادات رياضية كإتحاد اليد وإتحاد الإسكواش تتألق دوما بإنجازاتها الرياضية للكويت رغم الوضع التعيس جدا للرياضة الكويتية، والعامل المشترك فيهما، هو أن المتسلقين من أبناء الأسرة على أكتاف الرياضة غير موجودين فيهما

مجلة أبواب عدد أغسطس 2008

Monday, August 11, 2008

بلد الضباب

كثيراً ما نشاهد في صحفنا الكثيرة أخباراً عن القبض على شبكة دعارة أو تهريب مخدرات أو لصوص، وبالطبع أبطال تلك الجرائم كلها يكونون من غير الكويتيين، بل يمكن حصرهم في ثلاث أو أربع جنسيات كحد أقصى، وعادة ما تُرفق مع مثل هذه الأخبار صور للمجرمين، وكأنهم فريق كرة قدم يلتقط صورة تذكارية مع ما اقترفته أيديهم، كأن تكون زجاجات الخمر أو المخدرات او البضاعة المسروقة أمامهم

هذا الكم الكبير من الجرائم التي تتصدر صفحات صحفنا، يجعل القارئ البعيد عن الواقع الكويتي يعتقد بأن شعب الكويت لا يرتكب الجرائم، وأن كل جرائمنا وفسادنا مقتصر على بعض الوافدين ممن يبحثون عن اللقمة غير المشروعة قانوناً

على مدى سني إدراكي واهتمامي بالشأن العام، كنت أتابع الكثير من الأمور المشينة التي تحدث في الكويت، وأنا لا أتحدث هنا عن مهرّبي المخدرات أو الخمور أو الدعارة من الأجانب، ليقيني التام بأنهم مجرد موصلين لطلبات ما يسمى بالـ«هوامير» وهم من لا يُكشف عنهم أبدا، بل أتحدث عن أصحاب المشاكل الحقيقية في الكويت، فلماذا لم يُكشف إلى اليوم عن المتورطين والمتسببين فيما سمّي بـ«ثورة البنغال»؟ وما الشركات التي تسرق أموال هؤلاء وتغتصب حقوقهم لتجعلهم يتظاهرون ويهددون أمن البلاد؟ ولماذا لا تُكشف الشركات الجشعة التي تزيد أسعار سلعها بمقدار 100% فور سماعها بزيادة للرواتب أو منحة أو غيرها؟ ولماذا لا يُكشف تحديدا ومن دون ضبابية عن هوية مجرمي الرياضة ممن اشتكوا لدى الجهات الخارجية لتحريضهم على قوانين الإصلاح الرياضي الكويتي؟

لم أسمع أبدا عن حكومة ديمقراطية، أنعم الله عليها برجال وضعوا لها دستوراً حرّاً قوياً، بهذا الخوف من كشف مجرمين ولصوص وجشعين كالحكومة الكويتية، حكومة لا بطولات لها سوى مصوّر يصور كل أجنبي يرتكب جريمة، ولا تملك شخصا يقول هنا العلّة، هذا هو سبب بلاء البنغال، أو هذا هو سارق جيوب المواطنين، او هذا هو مشوّه سمعة الكويت، إكشفوا أسماءهم فقط وسترون العجب من شعب الكويت وكيف سيلفظهم ويلقيهم في جُبّ النبذ والعزل التام، كي لا تسوّل نفس أي شخص آخر له لتشويه الصورة أو ما تبقى من الصورة الجميلة للكويت

واأسفاه على حكومة ومجلس أصبح أصحاب الدينار أقوى وأعلى هيبة منهما، فلا أحد يجرؤ على كشفهم وتعريتهم أمام الناس

خارج نطاق التغطية

هايف وعاشور وغيرهما، هم مخرجات واختيار الشعب، فلماذا نلومهم ونحن -الشعب- من اختارهم وعيّنهم نوابا عن الكويت!!؟؟
بما أن المجلس في عطلة، فأنا أقترح على رئيس المجلس الموقر أن يأخذ النواب في رحلة ترفيهية إلى السينما، وتحديدا لمشاهدة الفيلم الرائع لعمر الشريف وعادل إمام «حسن ومرقص»، لعلهم يستفيدون منه، وأتمنى ألا يحدث ما أخشاه بأن تقوم لجنة الظواهر السلبية بمنع عرض الفيلم، لأنه يدعو إلى الوحدة

الجريدة بتاريخ 11-8-2008

Monday, August 04, 2008

666

لو قيل لي ان أعيش بمبلغ 666 فلساً يوميا؛ فسوف أقسّمها بالشكل التالي: 300 فلس، هي عبارة عن وجبات الإفطار والغداء والعشاء، بمعدل 100 فلس لكل وجبة، 200 فلس أجمعها يومياً ولمدة شهر كامل كي أتمكن
من جمع 6 دنانير أضمن بها إمكانية شراء الحاجات الأساسية الشهرية كالمنظفات ولباس يقيني البرد للشتاء وغيرها من مستلزمات، فيتبقى لي 166 فلسا، 100 فلس أوفرها لنفسي لأي طارئ صحي أحتاج إليه كعمل أشعة أو شراء الدواء و66 فلسا أجمعها لأهلي، فتصبح مع نهاية الشهر ديناراً و980 فلسا، أذهب إلى أي شركة لتحويل الأموال فتطلب مني دينارين عمولة تحويل، وهذا يعني أنني سأجمع أموال الشهر الأول لضمان التحويل، وأقوم الشهر التالي بتحويل دينار و980 فلسا، بمعنى أن أهلي سيعيشون على دينار و980 فلسا لمدة شهرين بمعدل 33 فلسا يوميا، هذا بالطبع في حال انني أسكن بالمجان

هذا المبلغ، الذي لا يستطيع أي مخلوق العيش به، هو المبلغ الذي يتقاضاه الآلاف من العمالة في الكويت،
فهم يتقاضون 20 ديناراً فقط شهريا... والله العالم كم يخصم منها، بسبب بعض الجشعين الذين لم يجدوا ما يغنيهم سوى سرقة قوت البشر ممن جعلتهم الفاقة والبحث عن لقمة العيش يقعون بين فكّي بعض مصّاصي الدماء، أملا في أن يجدوا بدولة كالكويت مسلمة ومسالمة العيش الطيب الهانئ، لكن هيهات أن يتحقق لهم ما يريدون وبيننا من يعيشون على الظلم وتفتح لهم أبواب الجشع كلها، كي يهنأوا بما يسرقونه من الفقراء الضعفاء

من أنت؟ وماذا تكون؟ ومن أين أتيت؟ هذا لا يعني شيئا في الكويت. أنت في الكويت وهذا يفي بالغرض. مستشفيات، ومستوصفات، وعيادات أطباء باطنية. وجراحون واختصاصيو نظر، ومدارس مزودة بمطابخ، وجامعات... كل ذلك تحت تصرفك التام وبلا شروط أو مقابل، وحين تتماثل للشفاء بعد أشهر من الإقامة في المستشفى تتلقى بدلا من الفاتورة أصدق التهاني

الله وهبنا هذا الثراء الطائل... وأنت أيها الغريب لك أن تشاركنا ذلك، فانت ضيفنا... بذلك يضرب الكويتيون مثلا للعالم ولا يفرضون شروطا لقاء ذلك


هذا ما كتبه جون هنري ميلر في منتصف القرن الماضي عن الكويت، هل هي الكويت نفسها اليوم؟ لماذا لا تكشف أسماء ملوك الجشع في الكويت؟ لماذا يُعاقَب العامل على مطالبته بأمواله، ويكرّم البغيض ويرتع بالأموال كيفما يشاء؟ أين أصحاب اللحى ممن ينادون بالدين... أهذا هو الدين حقا؟ ألم نعرف معنى الظلم في وقت الغزو الصدّامي؟ لماذا نرضى بممارسة الظلم في الكويت؟ اكشفوا أسماءهم للملأ وابقوا شيئا جميلا من الكويت

خارج نطاق التغطية

حسين الفضالة «حدّاق» كويتي ألقي القبض عليه من السلطات الإيرانية في البحر منذ 7-7-2008، وإلى يوم كتابة المقال وأهله لا يعلمون عنه شيئا، أين وزارة الخارجية الحامية للمواطنين؟... عن ابن الكويت حسين الفضالة

جريدة الجريدة بتاريخ 4-8-2008

Monday, July 28, 2008

سهلة

لو كنت وزيراً للتجارة ورأيت الارتفاع الجنوني للأسعار، سواء في المطاعم أو في المحال التجارية، أو الأهم وهو المواد الاستهلاكية، لفرضت رسوماً إضافية، بدلاً من التسهيلات المقدمة إلى الشركات الغذائية، كالأراضي المجانية وغيرها، ودعَّمت أسعار هذه السلع من خلال الرسوم التي أتقاضاها. لو كنت وزيراً للصحة، وفي ظل هذه الفوائض المالية، نتيجة ارتفاع سعر البرميل بشكل يفوق الخمسين دولاراً، عما هو مقدّر في ميزانيات الدولة، لطالبت على الفور بإنشاء أكثر من 10 مستشفيات متخصصة وعامة لسد العجز الصحي والتردي المخيف في هذا القطاع، ولن يستطيع أحد أن يرفض هذا المطلب، لا مجلس ولا حكومة، فأُصبح بطلاً في عيون الشعب وأحقق المنفعة لبلدي

لو كنت وزيراً للإسكان لطالبت بتحرير المزيد والمزيد من أراضي الدولة، لخفض أسعار العقار وتوفير السكن الملائم لأبناء الكويت، بدلاً من تكدسهم في الشقق أعواماً طويلة جداً، ولن يرفض أحد طلبي هذا، فأغدو بطلاً في عيون الشعب وأحقق المنفعة لبلدي

لو كنت وزيراً للإعلام لردعتُ لصوص أرشيفي الثمين كلهم، واكتفيت بقناة واحدة للإعلام الرسمي، تخصص لها ميزانيات القنوات الحكومية الأخرى، وفتحتُ المجال والتسهيلات للقطاع الخاص ليحقق المنفعة والتميز بإشراف «الإعلام»، ولأن الدولة معجبة جداً بالمثال السعودي، فسأضرب لها مثلا بالإعلام السعودي وانتشاره من خلال شبكة «إم بي سي» و«العربية» و«إل بي سي» وغيرها

لو كنت وزيراً للشؤون، لطالبت من اليوم بوجود وظيفة اسمها لاعب تسري عليه امتيازات موظفي الدولة جميعهم، ونسفت الهيكل الإداري الكريه بالهيئة العامة للشباب والرياضة. وسأطالب على الفور ببناء مدن رياضية تستوعب شبابنا بدلاً من انحرافهم إلى طريق الإدمان أو الانحراف الديني. ولن يرفض أحد من المجلس أو الحكومة طلبي هذا، وأصيرَ بطلاً في عيون الشعب وأحقق المنفعة لشباب بلدي

لو كنت وزيراً للأشغال، لسعيت من اليوم إلى أن تكون للوزارات والمؤسسات الحكومية جميعها فروع متكاملة في المحافظات كلها، بما فيها الجامعات والمراكز الخدمية، كي لا يتكدس الجميع داخل مدينة الكويت، وتوزع الكويت على شكل مدن، مثلما فعل الإنكليز في منطقة الأحمدي سابقاً

لو كنت وزيراً للتربية، لوقفت منادياً: أين أنت يا أحمد الربعي؟ ولراجعت تحركاته ومطالبه كلها أثناء توليه للوزارة، وجعلتها حيز التنفيذ

لو كنت رئيساً للوزراء، لفرضت على وزرائي قراءة هذا المقال، ليعرفوا كم هي المسألة سهلة لأن أحقق الرضا الشعبي والحكومي، وبخطوات أقل من بسيطة

خارج نطاق التغطية

متى ستتم محاسبة الأندية العشرة ومجالس إداراتها على مخالفتها الصريحة للقانون رقم (5/2007)، وهي التي أدخلت البلد وشبابه في نفق مظلم بتعنتها المتعمد لعرقلة قوانين الكويت ودستورها؟

جريدة الجريدة بتاريخ 28-7-2008

Monday, July 21, 2008

هل بيننا كويتي؟؟

شاهدت قبل أيام مضت فيلماً بعنوان
«The American President»
من بطولة مايكل دوغلاس، وعلى الرغم من أنني شاهدته من قبل، فإن ما استرعى انتباهي في هذه المرة جملة قالها بطل الفيلم هي التي أوحت إليّ هذا المقال الذي بين أيديكم

دستورنا العزيز نص في كثير من مواده على الحرية والتعبير، ولعل أبرز تلك النصوص هو ما ورد في مادته الثلاثين على أن «الحرية الشخصية مكفولة»، وغيرها من نصوص تكفل وتدعم الحريات

أن تكون مواطناً كويتياً، فإن ذلك يعني الالتزام بما ينصه هذا الدستور من حقوق وواجبات، وألا تعارض هذا الدستور إلا من خلال القنوات الشرعية، على أن تكون المعارضة بتغيير الدستور بما يكفل المزيد من الحريات

إن ما نص عليه الدستور يعني أننا يجب أن نحترم الحريات الشخصية احتراماً تاماً، فإن رأينا ما لا يعجبنا من غيرنا، وإن وجدنا أن هناك مَن يطالب بنقيض ما نطالب بشكل كلّي، ويتصرف بشكل مختلف ومعارض تماماً لما نعتقده ونمارسه، فعلينا أن نتحمل الاختلاف. وان نشاهد غيرنا يصرخ بأعلى صوته منادياً بما نعتقد أنه أغبى وأسخف ما يمكن أن ينادي به شخص على الإطلاق، ومع هذا لا نعزله عن الأمة، ولا ننبذه منها، والسبب بسيط، وهو أنه مواطن له حقوقه التي لا تختلف عن حقوقي وعليه واجبات لا تختلف عن واجباتي الدستورية

والسؤال: هل بيننا كويتي حقاً يؤمن بذلك؟ هل مجلس الأمة أو الحكومة تؤمن بهذه الفكرة؟ شخصياً لا أعتقد ذلك، فبرأيي أن النواب خصوصاً، ولا أعمم الحال عليهم جميعا بل على كثير ممن أشاهدهم على الأقل، لا يعرفون من دستورنا إلا اسمه وعدد مواده، ولكنهم فعلا لا يعرفون عنه شيئاً، وأدلل على هذا الكلام بوجود نواب يفرضون علينا كيف نفكر، وبماذا نعتقد، وكيف نتصرف؟

هل هذه هي الكويت حقا؟ إن المواطنة الكويتية هي مواطنة متقدمة جداً عن نظيراتها في المنطقة، وأن تكون مواطناً كويتياً تعني أن تتسامى فوق الاختلاف بشكل يصعب على الكثيرين، ممَن يعيشون على هذه الأرض، أن يتحملوه أو حتى يكونوا على مقربة منه

أعتقد، ومن دون مبالغة، أن الدولة- كل الدولة وليس أبناء المدارس فحسب- بحاجة إلى دورة تثقيفية وتوعوية مكثفة (تمنى ألا تكون على غرار ترشيد) تقدم المعنى الحقيقي للمواطنة الكويتية الحقة

خارج نطاق التغطية

دخلنا في اليوم الحادي عشر من نشر خبر الاعتداء على أحد الأطفال في احد أنشطة الجمعيات المسماة بالخيرية من دون أن يتكلم أحد، وأنا لا أعفي نواب التيار المدني من السكوت الغريب هذا، ومازلنا في انتظار

Monday, July 14, 2008

ماراح يسوون شي

طالعتنا إحدى الصحف الزميلة في يوم الأربعاء الماضي بتاريخ 9 يوليو الجاري بخبر مفاده أن أحد الأطفال قد تعرض للاعتداء الجنسي في رحلة لإحدى الجمعيات التي تسمى بالخيرية، وفور قراءتي للخبر عادت بي الذاكرة إلى الاعتداء الجنسي القذر، الذي وقع قبل أشهر في إحدى المدارس على أحد الأطفال. وحسب ما تناقلته بعض المواقع، فإن الجمعية التي تسمى بـ«الخيرية» هي إحدى الجمعيات المعروفة، وقد أثير حولها جدل كبير في الفترة الأخيرة. ولنقارن الحالتين القذرتين الآن، حالة الاعتداء في المدرسة وحالة الاعتداء في رحلة الجمعية المسماة بالخيرية

حالة المدرسة كان المعتدي فيها عامل غير معيَّن من قبل الوزارة

حالة الجمعية المسماة بالخيرية كانت تحت إشراف تام من تلك الجمعية، إن لم تكن الجمعية أخذت رسوماً مادية للاشتراك فيها

حالة المدرسة تمت إحالتها فور التأكد منها إلى الجهات المختصة لتأخذ العدالة مجراها، وأصدرت الوزارة بشأنها بياناً فور التأكد من وقوعها

حالة الجمعية المسماة بالخيرية لم يتم التعليق عليها إلى اليوم من قبل الجمعية

حالة المدرسة تم التصعيد النيابي عليها مع صبيحة اليوم الثاني من نشر الخبر

حالة الجمعية المسماة بالخيرية لم ينبس أي نائب من نواب التصعيد النيابي في حالة المدرسة ببنت شفة إلى يوم كتابة هذا المقال

حالة المدرسة أدت إلى استجواب وزيرة التربية وتقديم طلب طرح الثقة بها

حالة الجمعية المسماة بالخيرية لم يتم إلى الآن حتى سؤال وزير الشؤون عنها

لقد تسابق النواب في حالة المدرسة بالدفاع -كما ادعوا- عن الطفل المعتدى عليه، ولكنهم اليوم يتحَدَون بعضهم في القدرة على الصمت تجاهها. لقد ذرفوا الدموع وتاجروا بخوفهم على الأعراض في حالة المدرسة، من أجل إقصاء الوزيرة غير المحجبة... واليوم، ومع أن الحادثة مؤلمة ومحزنة كسابقتها وبإشراف جمعية تسمى بالخيرية وكل لحية فيها أطول من الأخرى، فإنهم لم يقولوا شيئاً... ولن يقولوا

ماذا يريد الشعب حتى يعرف أن نواب تيار الإسلام السياسي لا يسعون إلى صون الشرف، بل يسعون الى الاقتصاص من معارضيهم فقط؟ ماذا نريد كي نميز بين مَن يقترن قوله بفعله، ومَن يهذب الكلام ولا يفعل شيئاً؟

خارج نطاق التغطية

عندما كان مغنياً لم يضر الكويت بشيء حتى وإن لم ينفعها، ولكن عندما جندته قوى الإرهاب ذهب إلى الجهاد في أفغانستان ولا نعرف مفهوم الجهاد حتى هل هو القتل والتشريد أم ماذا بالتحديد؟

جريدة الجريدة بتاريخ 14-7-2008

Monday, July 07, 2008

* ديره مخها وصخ

مخك وصخ... كلمة تقال لكل شخص يحلل الأمور والكلمات والتصرفات بشكل غير الشكل المقصود، وبمعنى غير أخلاقي أو يخدش الحياء

قد يكون الأمر طريفاً في بعض الأحيان لو كان بيننا مَن يفكر بعقلية «المخ الوصخ» إن كان على سبيل الدعابة القصيرة المدى، لكن أن يكون هذا حال مجتمع بأكمله من خلال مخرجاته التي تنوب عنه في «قاعة عبدالله السالم»، فتلك المصيبة حقاً

سأشرح وبإيجاز ما أعني، على مر الاثني عشر عاماً الماضية قدّم لنا مجلس الأمة الكويتي اقتراحات وتشريعات تثبت ما أعني، إليكم جزء منها: فصل التعليم المشترك بالجامعة لتجنب المشاكل الأخلاقية بين الجنسين؛ كالإيدز والزهري واللقطاء، كما قالت «جمعية الإصلاح» قبل فترة، ومنع الخيم الرمضانية التي كان يرتادها كثيرون لقضاء أجوائهم الرمضانية كل على حسب طريقته وللتواصل الاجتماعي وتناول وجبة الإفطار أو السحور، ومنع الشباب الذكور من دخول المجمعات التجارية خوفاً من الفساد الأخلاقي، ومراقبة الحدائق العامة وخصوصاً في منطقة كيفان، ومنع الشباب الذكور من حجز شاليه في المتنزهات العامة، وأخيراً منع الأندية الصحية الرياضية المشتركة خوفاً من الفساد الأخلاقي والقادم أخطر

من خلال بعض هذه الاقتراحات والتشريعات نستشف بأن مجلسنا الموقر يعتقد أن مَن يسعى الى العلم ويكمل تحصيله العلمي سيكون عرضة للفساد الأخلاقي والتواصل الجنسي، ومَن يذهب ليتواصل اجتماعيا ويتناول وجبة الإفطار أو السحور وهي عادات إسلامية يكون، وفق رأي كثيرين من نواب المجلس المنتخبين من شعب الكويت، عرضة أيضاً للفساد الأخلاقي، ومَن يذهب للتسوق في المجمعات التجارية سيكون مهدداً كذلك بالفساد الأخلاقي! ومَن يرتاد المتنزهات العامة سيكون معرضاً أيضاً للانحلال الأخلاقي، ومَن يذهب لممارسة الرياضة والمحافظة على صحته سيكون عرضة أيضاً للفساد الأخلاقي، ومَن يجوب العالم من خلال صفحات الإنترنت أيضاً سيكون معرضا للفساد الأخلاقي

باختصار، فإن مجلسنا الموقر والمنتخب من قبل الشعب يعتقد أننا إن سعينا إلى علم، أو رياضة، أو ترفيه، فإن طرقنا كلها تؤدي إلى المفاسد، وهو تحليل نوابنا الموقرين لتصرفاتنا اليومية كلها

المصيبة هو أن كل مَن ينتخب أصحاب هذه العقول من النواب يعترف ضمنياً بأنه يحتاج إلى تقويم للسلوك، وأنه لم يحظ بتربية جيدة لذا فهو يحتاج إلى الوقاية التشريعية

ملاحظة أخيرة

بما أننا نملك مجلساً بهذا المخ فأنا أطالب بإلغاء اسم منطقة «جنوب السرة» من جميع الأدبيات والإصدارات، لأننا في ديرة مخها وصخ

خارج نطاق التغطية

سكرتير لترتيب المواعيد، وآخر للبحث والحصول على المعلومات، وثالث للدواوين والزيارات الاجتماعية، وثلاثة آخرون لتخليص المعاملات بالوزارات، وسابع لتوصيل الأبناء وقضاء أمور المنزل، ويتبقى 8 من السكرتارية بلا عمل سوى أنهم يتلقون أموال الدولة فقط... عاش مجلس الأمة المحارب للهدر

تم تغيير عنوان المقال من إدارة تحرير الجريدة إلى - مخها وصخ

جريدة الجريدة بتاريخ 7-7-2008

Saturday, July 05, 2008

وين رايحين؟؟

نتحمل كثيرا ونقاوم كثيرا ونعمل كثيرا ولن نتوقف عن العمل ولن نتوقف عن البذل ما دام لدينا قلب ينبض و عقل يرفض، نعم يا سادتي الكرام، الوضع يسوء أمامنا يوما بعد يوم، وما أن نرى طرفا لحبل أمل نتعلق ونتمسك به نجد الرياح تأتي لتقطعه

ما دور الشباب؟ وأين هم الشباب الذين يرددون نحن جيل الكويت القادم، نحن صناع المستقبل؟ نحن من سيعمر ما تركه لنا الأباء والأجداد من تراث وإرث ثقيل يحتاج إلينا جميعا رجالا ونساءا لنضمن استمراه؟

منحونا الحرية ونحن نراها تصادر بلا خجل من أمامنا، منحونا الانفتاح والموضوعية و البحث والتعبير، ونحن نختار كل مطالب بالإنغلاق و التعصب والتلقين والتكميم؟ كل هذا ونحن فقط نردد بأننا شباب الكويت وأبناؤها البرره؟؟

أي كويت نتحدث عنها ونحن لا نحرك ساكنين تجاه من يسعى لتشويهها وسحبها للوراء أميالا وأميال؟ ماذا نقول لمن منحنا الكويت الحديثة؟ كويت الرقي والتقدم والحضارة؟ كويت كان الجميع من حولنا يغبطنا عليها، وكان الجميع من حولنا يضرب فينا المثل بأننا دولة لا تستحق أن تكون في هذا المحيط الإقليمي بل ترقى في حضارتها لمصاف دول العالم الثاني كما كانت التسميات

كل يريد أن يعيش وحيدا منفردا ليجمع الأموال ويكون الأسرة ولا عزاء لصاحبة الخير هذه الأرض العزيزة الكريمة

لقد حاولت مرارا أن أكتب وأنبّه وأبيّن أن الوضع تعيس تعيس تعيس جدا في هذا البلد لكن لا أجد غير بعض كلمات الإعجاب بما يخطه القلم، ولكن أين الفعل؟ أين الشباب؟ أين الحرص على هذا البلد؟ هل لو تكررت كارثة كالغزو على البلد سيكون هناك شبابا كأسرار القبندي ووفاء العامر وهشام العبيدان وأحمد قبازرد، أم أن تلك النوعيات تلاشت عن كويتنا

لقد كنا نعرف عدونا في يوم الغزو الآثم وهذا ما كان يسهّل علينا العملية في مواجهته، ولكننا اليوم نواجه عدوّا من بيننا يأتي على شكل لحية أو لص أو متسلّق بحجة الإستقلال، وغيرهم من الأشكال البائسة التي تدمر البلد

إلتفتوا حولكم وإئتوني بثلاثة أشياء فقط اليوم تسير على ما يرام دون فساد أو تخريب في الكويت، لنعلم إلى أين نسير وإلى أين الإتجاه وهل حقا نريد الكويت؟

برّه الموضوع
ما أقسى أن يكون بيننا طفل صغير ولد في 1998 ويبلغ من العمر عشرة أعوام الآن ولم يشاهد إلى الآن فرحة للازرق الكويتي، إعذرنا يا صغيرنا فكويتنا يقتلونها أمام ناظرينا وبشتى المجالات وننتظر منك أن تساهم في إنقاذها

مجلة أبواب عدد يوليو 2008

Monday, June 30, 2008

خلّـصتوا؟

تم إقرار الخمسين ديناراً كزيادة لمن يقل راتبه عن 1000 دينار، وتم إقرار صندوق المعسرين لحل مشاكل أناس اقترضوا بما يفوق طاقاتهم، قد يكون بعضهم محتاجاً إلى القرض لسد رمق عيشه، ولكني على يقين بأن كثيراً منهم ليسوا كذلك، وجرت الموافقة على لجنة دخيلة على الكويت

هذه الأمور كلها تمت في غضون شهر واحد فقط، وفي آخر جلسات دور الانعقاد تم إقرار ميزانية الدولة كلها في غضون ساعتين فقط ليتمتع نوابنا الأفاضل بإجازة مدتها أربعة أشهر فقط، ثلث سنة إجازة من العمل الدؤوب والجهد المضني في اللاعمل واللاتنمية واللابناء

ولكن لا يهم دور انعقاد جديد يمضي من دون تنمية، مالمشكلة في ذلك؟! فمَن سبقوا هذا المجلس في السنوات الأخيرة جعلونا نعتاد على ذلك، المهم حقاً هو ما هو آت بعد 21 أكتوبر المقبل، أي مع بداية دور الانعقاد الجديد، حيث لن يبقى لنا من الأزمات المفتعلة سوى أمرين، وهما إقرار التعدي على أراضي الدولة من خلال إقرار الديوانيات المخالفة، وإقرار الخرق الدستوري الصريح كغيره من الاختراقات وهو إقرار الانتخابات الفرعية. ولأننا في مجلس أغلبيته تؤيد التعدي على أملاك الدولة وكثير منهم وصل إلى الكرسي الأخضر من خلال الفرعيات، ولأن حكومتنا الموقرة لا تملك اليد الحديدية الرافضة بحزم لانتهاكات الدستور الصارخة، فإنني أتمنى أن تنتهي مطالب النواب غير الدستوريين، خصوصاً، في أسرع وقت ممكن

أتمنى حقا أن تنتهي مطالبهم السخيفة في أسرع وقت حتى تنكشف أمورهم بعدها، حتى يكتشف الجميع أنه لا شيء لديهم سوى الأزمات المفتعلة، أنهوا أزماتهم المفتعلة سريعاً لنرى بعدها ماذا سيصنعون؟ وكيف لهم أن يعمروا البلد كما يدعون؟ لا مستشفى، ولا ملعب، ولا جامعة، ولا إعلام، ولا مساكن للشعب، وهم طالبوا بذلك كله في حملاتهم، دعونا نرى كيف سيحققون ما ادعوا كذباً وزيفاً طوال حملاتهم الانتخابية؟

على الحكومة وخلال هذه الأشهر الأربعة أن تقدم برنامجاً فقط لا نريد شيئاً منها سوى برنامج فعلي قابل للتطبيق بعيداً عن المفردات الإنشائية المستهلكة التي غمروا الكويت بها على مر سنوات وسنوات طويلة ماضية، وبعدها نستطيع أن نميز مَن الذي لا يريد العمل... ومَن الذي سينجز العمل، فهل نطلب المستحيل؟

خارج نطاق التغطية

في الحلقة النقاشية التي نظمها الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحده الأسبوع الماضي، عقّب النائب الدكتور جمعان الحربش على المداخلة غير الموفقة لأحمد البغدادي بالقول «إن الظواهر الدخيلة هي أن يحكم على أحدهم بالحبس مدة شهر بسبب تعديه على الرسول، ويخرج في نصف المدة»، إن العفو عن الدكتور أحمد البغدادي بعد نصف المدة صدر من سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح ولي أمر الدولة، وقد أسمى جمعان هذا العفو الأميري بظاهرة دخيلة

جريدة الجريدة بتاريخ 30-6-2008

Monday, June 23, 2008

من قتل الأزرق؟

أنا متعصب جداً لمنتخب بلادي ولكل شيء يمثل بلادي، وأغضب كثيراً، بل كثيراً جداً، حينما أجد أن بإمكان بلادي أن تحوز على تمثيل مشرف يليق بقدرها ومكانتها في قلوبنا. لكن تخاذل بعضنا ولهث الآخر وراء المجد الشخصي على حساب مجد الدولة يعرقل آمالنا في رفع علم الكويت خفاقاً عاليا في بقاع الأرض كلها. ماحدث، ومازال يحدث، منذ نهاية الثمانينيات من القرن الماضي إلى اليوم لمنتخب الكويت وضع يندى له الجبين ويُخْجل كل محب لهذه الأرض الحبيبة، فعلى مدى 20 عاماً كاملة لم نحقق ما يذكر، حتى وإن لمحنا بصيص أمل بسواعد شباب الكويت، نجد هذا الأمل يتلاشى على أيدي زمرة فاسدة ترتع بالرياضة كما تشاء ولا يردعها أحد

وإليكم بعض الأرقام علنّا نخجل مما يحدث لنا، ولو قليلاً، أو نتحرك ولو أمتار معدودة من أجل الإصلاح

آخر نادي رياضي هو نادي الساحل في أوائل السبعينيات.
مازال هذا النادي على الرغم من أنه الأحدث لا يملك ملعباً بمدرجات

آخر إنجاز كويتي لكرة القدم هو كأس الخليج في المنامه عام 1998

«ستاد جابر الرياضي تم توقيع عقده وتدشين العمل فيه بحضور كبار الشخصيات على رأسهم سمو رئيس الوزراء آنذاك صباح الأحمد في عام 2004 على أن ينتهي في أكتوبر 2006

عدد مدربي منتخب ألمانيا منذ عام 1910 إلى 2008 هو 10 مدربين فقط، عدد مدربي منتخب الكويت منذ 2000 إلى 2008 يتجاوز العشرة

الكرة الكويتية بلا اتحاد رسمي منذ سنتين

قوانين لإصلاح الأوضاع الرياضية تحمل توقيع الأمير منذ أكثر من عام ومازالت تسعة أندية تقول: لا لتطبيق القوانين. من بينهم ابن أخ سمو الأمير

لم يتولَّ أي فرد غير محسوب على تيار الشهيد فهد الأحمد قيادة اتحاد الكرة منذ 1986 إلى اليوم، مع العلم أن في عام 1986 تم الحصول على كأس الخليج في فترة إعداد لم تتجاوز أسبوعاً

رغم تلك الظروف كلها، فالغريب هنا أن لاعباً كجاسم الهويدي حصل على جائزة هداف العالم قبل أعوام، والنجم الجديد أحمد سعد عجب العازمي يسير على خطاه، فيا تُرى ماذا يمكن أن يحققه هؤلاء الأبطال لو توافرت لهم الظروف؟

وتبقى إجابة السؤال لديكم، مَن الذي قتل الأزرق؟

خارج نطاق التغطية

أخجل صراحة حينما أسمع أن نواباً يفترض أنهم يؤمنون بالحرية والديمقراطية يقدمون إقتراحاً لحبس مَن يعبر عن رأيه ويدعو إلى الحل غير الدستوري، عادل الصرعاوي تحديداً، لا أقبلها منك أنت بالذات يا بو عبدالعزيز

جريدة الجريدة بتاريخ 23-6-2008

Monday, June 16, 2008

نعم هناك عادات دخيلة

قامت الدنيا ولم تقعد على ما يسمى العادات والظواهر الدخيلة على المجتمع الكويتي، ولنسلّم أن الفرسان السبعة أعضاء اللجنة ومن أيدهم في تشكيل تلك اللجنة المرفوضة جملة وتفصيلا (ليس بسبب عدم إيماننا بالديمقراطية والحرية، بل لمعارضة هذه اللجنة وبوضوح لنصوص دستور الدولة التي تطالب بالحريات والمزيد منها ولا ترضى أن يتم تضييقها بأي شكل من الأشكال) يسعون حقا إلى محاربة الظواهر الدخيلة على المجتمع الكويتي

لنستعرض ما بدؤوا به أعمالهم لنعرف أنهم لا يقولون الصدق، كانت البداية بمعارضة إجراء تصفيات برنامج «ستار أكاديمي» في الكويت، وهو برنامج فني بحت يعلم الشباب الغناء والتمثيل، بغض النظر عن أسلوبه إن كان يعجبنا أم لا، فهو أمر يرجع لاختيار الشباب وذويهم ولا يملك أحد أن يحدده لهم، لكن هل حقا الغناء والموسيقى والتمثيل عادة دخيلة على الكويت؟

بالطبع لا، فمنذ بداية الكويت وأجدادنا يمتعون آذانهم بالنهمات والسامريات والأصوات مرورا بعوض دوخي وعبدالله فضالة ومحمود وعبداللطيف الكويتي وغيرهم، وهو الأمر نفسه مع التمثيل، وحمد الرجيب وصالح العجيري وزكي طليمات يشهدون، إذن فإن الغناء والفن ليسا من العادات الدخيلة على الكويت

نأتي لثاني تحركات الفرسان السبعة وهو حفلة المستشفى، وهي حفلة خاصة تزخر بها الكويت كل يوم، وفي كل مكان ومنطقة، وهي موجودة وتنشر بالصحف منذ بداية عهد الصحف والمجلات في الكويت، إذن فهي ليست بعادة جديدة أو دخيلة، والأمر نفسه ينطبق على محاربة الشيشة والمقاهي، وهي موجودة أيضا منذ القدم في الكويت وبذلك هي ليست بالعادة الدخيلة

إذا فكل ما يدّعونه إلى الآن عن العادات الدخيلة ما هو إلا محض افتراء ليس إلا، وكذب واضح لا مجال لتأويله أو تبريره، ولكن السؤال الملح: ما العادات الدخيلة على الكويت حقا؟ الإجابة وبكل وضوح عن هذا السؤال تتمثل بالعودة لتاريخ الكويت الحديث والقديم، سنجد أن العادة الدخيلة التي لم تنجح من قبل ولن تنجح اليوم هي الاعتداء أو محاولة المساس بحرية الكويت وأهلها، ولنا في الغضبة الشعبية على محاولة تقييد الحرية بالإرهاب في الثمانينيات مثال صارخ، ولنا في دواوين الاثنين علامة بارزة، ولنا في المقاومة الباسلة لاحتلال صدام أسطورة حيّة، كل تلك الأمثلة وغيرها تدل على أن محاولة وأد الحرية هي العادة الدخيلة على الكويت وأهلها، ولن نحتاج لتشكيل لجنة لرفضها بل سنرفضها فطريا وسنحاربها أيضا، الفرسان السبعة أنتم العادات الدخيلة ولن نرضى قيودكم

ضمن نطاق التغطية

أقسم جميع النواب بمن فيهم الفرسان السبعة ومن أيدهم على احترام الدستور الذي يرفض تضييق الحريات، وشكّلوا لجنة لتقييد الحريات وفي العلن، وهذا حنث باليمين فما حكمه يا ترى؟! ننتظر الإجابة من الكتّاب الذين يفترض أنهم يعلمون بالدين وأصوله

جريدة الجريدة بتاريخ 16-6-2008