Monday, May 31, 2010

ذرّية آل خاجه

'السيد' هو ما يعنيه اسم خاجه بالفارسية حيث تنحدر أصولي، وهي ليست بالسيد الذي تنحدر سلالته من النبي عليه وآله الصلاة والسلام كوليد الطبطبائي و فؤاد الرفاعي ويوسف الزلزلة، بل سيد القوم كابن الوهاج في مسلسل 'الجوارح'.

بمعنى آخر فإن خاجه إن أسقطناها على مفرداتنا المحلية فهي تعني 'الشيخ'، ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن جميع ذرية خاجه هم سادة قومهم، فقد يكون جدي الأكبر سيدا لقومه في سالف الأزمان وعلى إثر ذلك فإن ذريته من بعده نالوا هذا اللقب لأنهم من سلالته.

في الظروف الطبيعية والمنطقية والعقلانية فإن اختيار جدي الأكبر ليكون سيدا لقومه قد يعود لعوامل عديدة منها الذكاء أو العدل أو القوة الجسدية أو النفوذ المالي أو غيرها من عوامل، كما أن أولئك القوم ارتضوا أيضا أن تستمر سلالة جدي في السيادة والحكم أيا كان شكله على مر السنين الفانية.

ولكن بكل تأكيد فإن تلك السيادة لم تكن بأي شكل من الأشكال صك غفران دنيوي لكل من يحمل هذا اللقب، فيكون كل أبناء خاجه السابقين واللاحقين بالنسبة لقومهم يمتلكون شهادة حسن السير والسلوك منذ مولدهم إلى فنائهم. فأنا على الأقل أعرف أن هناك منهم من هو فاشل في تكوين أسرة جيدة وآخر 'نحيس' وثالث بخيل ورابع قاطع رحم وخامس متمرد وسادس مزعج... إلخ.

فإن أتاني جاره السادس مثلا ليشكو لي إزعاجه فلن أحصن السادس بلقبه، وأقول 'إنت تدري إنه ولد خاجه؟؟ شلون تقول عنه جذيه؟؟'، أو أتتني زوجة الثالث تشكو بخله فلن أرد بأن 'حمدي ربج متزوجة ولد خاجه'.

تلك السلبيات وغيرها بالطبع لا تنفي أبدا اعتزازي بعائلتي ولقبها، بل تجعلني حريصا على أن تكون مثالية قدر الإمكان، ولكني سأرفض قطعا أن يكون اللقب هو الحصانة الدائمة، فمولود هذه الذرية شأنه شأن البقية تكون من نطفة لم يخترها هو، وليس من المنطقي أبدا أن تصبح كينونته محمية ومرموقة حتى إن لم يفعل في دنياه إلا ما هو بغيض وكريه.

لذلك فالشيخ الخاجوي لن تحميه خاجويته في حال خطئه وإساءته لمجتمعه، فالعمل هو المقياس، واحترام الذات قبل احترام الغير هو المعيار.

فليشر إليه وليوبخ وليعاقب كل خاجه إن لم يحترم القوانين العامة وتعدى على الناس وأهان الجميع، أما بالنسبة لمن هم خارج دائرة آل خاجه ويعاملون هذا الآل على أنهم أفضل منهم فلا أوجه لهم سوى سؤال واحد: لماذا تجعلون غيركم حتى إن كان سيئ العمل بأن يكون أفضل منكم لمجرد حصوله على اللقب؟

خارج نطاق التغطية:

بالون اختبار جديد قدمته الدولة للحد من الحريات من خلال منع 'البلاك بيري' كما تتمنى، وفيما يبدو بأنها نجحت في هذا البالون، فردة الفعل لم تكن على قدر التقييد وستستمر في منعها لكل حرية، و'ربعنا كالعادة خاموووش'.

الجريدة بتاريخ 31-5-2010

Monday, May 24, 2010

طلال سامحني

فعلا يا سيد طلال الفهد أنا مخطئ من رأسي حتى أخمص قدمي، فقد كنت أعتقد بأنني مصيب في مطالبتي بإحترام قانون بلدي، وكنت أعتقد فعلا بأن من يخالف القانون في الكويت يعاقب "الله يهداني بس"، وكنت أظن وكنت أظن وخاب ظني.

ولكن فعلا فعلا ولا أقولها تهكما أو سخرية، بل أني أعني ما أقول حرفيا، فأنت يا مستر طلال لا تلام فيما فعلته وتفعله وستفعله مستقبلا، فأنت حينما تتوعد الناس بأن "يتقضّبون عدل حين تعود للرياضة" فأنت غير ملام أبدا، وعندما تقول بأنك "ستلسّب شخصية قيادية بدرجة وزير" فأنت معذور، وعندما تكرر بأنك "ستكسر القانون وإن كان هناك رجل فليواجهك" فأنت محق ولم تخطئ بشيء أبدا.

فبلد يطالب فيه ضمير أمته بأن يحل المجلس وعقد إنتخابات مبكرة لمجرد أن مخرجات الشعب في هذا الموسم لا تعجبه، يستلزم وجود أمثالك في الصفوف الأمامية.

وبلد يطالب فيه إبن المنطقة التي شهدت أشرس مقاومة للإحتلال العراقي طوال السبعة أشهر المظلمة أن تنضوي الكويت تحت لواء بلدان أخرى، يستحق فعلا أن تعيش في كنفه بل يعيش هو في كنفك.

ووطن فيه سيد يعتبر الشيعة حزب سياسي "بكيفه" ويتحدث عنهم ويترأسهم أيضا "بكيفه" ويمنح أصوات الشيعة المستقبلية لجاهل أحمق "بكيفه"، لا يضر هذا البلد بشيء أن يكون هناك أناس على شاكلتك بينهم.

وشعب يعتقد أن لفظة شيخ تعتبر إشارة خضراء دائمة يحق لحاملها ما لا يحق لغيره من الكويتين، يمنحك ذلك الحق في أن تشتم وتكسّر بيوت وتهين كرامات وتطأ الرؤوس وتظل تلك الرؤوس باسمة فرحة مكررة هل من مزيد؟ فهو شعب أنت تصلح له بل تعد له الأمثل.

وأمة تلقب كل صاحب تلك الحروف الثلاثة إن قام بالكذب أو التدليس أو التزوير أو النفاق العلني بأنه "ذيب" يجيد التهرب من الحصار والألغام، يستحق أن تبقى ذيبه دائما.

حكومة وما أروعها من حكومة تلك التي تشاهدك تشتم محاميها الرسمي (الفتوى والتشريع) ولا تحرك ساكنا بل تجعلك تمثلها أحيانا لرعاية الأنشطة، تستحق فعلا أن تكون أنت قائدا في إداراتها وردهاتها.

حكومة تمنح إسم شارع الإعلاميين لشارع في منطقة قناة تلفزيونية لم تبلغ حتى السنوات الأربع، في حين أن تلفزيونها الرسمي لا يوجد أي شيء يرمز له، تستحق فعلا أن تكون أنت حبيبها المتمرد، فكلما تمردت في الكويت كلما زاد حبك في أعيننا.

سامحني يا طلال أكررها، فكنت أعتقد حقا بأننا لا زلنا في زمان الحق وإنتصار الخير، ولكن كل هذا يبدو أنه إنتهى منذ زمن علقم وعجاج، ولم يخطرني بنهايته أحد.

ضمن نطاق التغطية:

لست من المتشائمين أبدا، ولكن تلك هي أكثر الحروف المضيئة التي وجدتها في طريقي.

Monday, May 17, 2010

محمد الجاسم ذكي

لم ولن أكون أبداً معجباً بالمحامي محمد عبدالقادر الجاسم، وبغض النظر عن جودة بعض أطروحاته من عدمها، إلا أنني لن أقبل أبداً نصيحة ترك التدخين من مدخن، أو التوقف عن السرقة من لص، أو عدم التطبيل من مطبّل، وما أكثرهم في وقتنا الحالي للأسف.

لنفترض جدلا أن محمد الجاسم خالف قانون المطبوعات أو أي قانون آخر ذي صلة من خلال ما يكتبه في موقعه أو في أي موقع ينشر من خلاله، فهل يعني ذلك أن 'نحكره' على ذمة التحقيق على مدى أيام طوال قد تفوق العقوبة نفسها إن ثبت تجاوزه للقوانين؟

إلى اليوم لم تحدد الجريمة بالضبط: هل هي عبارة أو لفظة أو مقالة كاملة أو كتاب؟ كل ما نعرفه أن الجاسم متهم، وتم التحقيق معه على مدى ساعات طوال لا يوقفها سوى إرهاقه، وأنا هنا أتساءل لجهلي لأنني لم أُستدعَ للتحقيق من ذي قبل ولله الحمد، ولكن ما الحوار أو التحقيق الذي يستدعي قضاء كل تلك الأيام الطوال؟ فهو ليس متهماً في جريمة قتل قد يؤدي طول التحقيق فيها إلى زلة لسان تكشف خيوط الجريمة مثلا، وليس بجاسوس أيضا يؤدي الضغط النفسي إلى انهياره، هو كاتب ومتهم على كتاباته وعليه فالتحقيق في تصوري، على اعتباري من العامة، يكون على سبيل المثال كهذا؛ 'النيابة: أنت كتبت هذه العبارة، فما الذي تقصده بها؟'، ويُسأل سؤالين أو ثلاثة على هذا المنوال وينتهي الأمر.

إني أثني على تصرف الجاسم وذكائه في إضراباته التي قد تشكل خطراً جماً على حياته، ولكنها في الوقت نفسه ربما تجعل النيابة ترزح تحت ضغط شعبي محمود لإخلاء سبيله حتى إن كان مشروطاً بعدم السفر مثلاً.

قد يكون الجاسم مخطئاً فيما يكتب ومتجاوزاً للقانون لا أعلم، فأنا لست من متابعيه، ولكن التصرف معه بهذا الشكل يجعل بعض الكتاب والصحف يقللون من هامش الحرية ما استطاعوا كي يضمنوا التخلص من غياهب التحقيقات ودهاليزها، مما يحول إعلامنا إلى إعلام باهت كريه مليء بـ'استقبل وودع'.

نحن اليوم لا ندافع عن الجاسم بل عن أنفسنا الحرة التي لن نقبل بعد نضال مَن سبقونا أن يأتي كائن من كان ليسلبها 'عالبراد'، فإن كان هناك أي تعدٍّ فالقضاء يحاسبه كما حاسب غيره على مر السنين، علماً أن غيره ممن عوقبوا أسهم بشكل مباشر في 'توتير' الأجواء في علاقاتنا الخارجية، بل مع دول خليجية شقيقة، ولم نستمع يوماً عن معاملة تلقوها مثلما يلقى الجاسم اليوم.

وما نشهده على الساحة يجعلنا لا نكتفي بالشك بل نقترب أكثر من اليقين بأن مسألة محمد الجاسم انتقائية لحد كبير، وتستهدف أشخاصا أكثر منها صونا للقوانين أو الدستور.

أكرر لست معجبا أبدا بمحمد الجاسم ولكن إعجابي من عدمه لن يؤثرا في قناعتي بأن القضية 'مصخت' ولابد من وقفة.

خارج نطاق التغطية:

خبر تم تداوله الأسبوع الماضي مفاده أن رجل أعمال يأمر بتصفية أعمال عدة صحف ومجلات وقنوات تلفزيونية من مجموعته الإعلامية.

نقولها بكل فخر 'دفعة مردي' أعلم أنك يا رجل الأعمال لن تفهمها لأنها مصطلح كويتي بحت.

الجريدة بتاريخ 17-5-2010

Monday, May 10, 2010

إيران ماهُـم الإمام علي

إحتراما لرغبة النيابة العامة في عدم تداول قضية أو تفاصيل مسألة التجسس لصالح إيران في الإعلام، لهذا لن أكتب في فحوى القضية وتفاصيلها وشخوص المتهمين ولا في رغباتهم وإنتماءاتهم إلى حين.

هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن يتم إلغاء كل نقاش حول هذا الشأن أو المضمون العام له، ولا بد لتوضيح صورة ما للمستقبل كي لا يتلقف الفئوين قضايا كتلك ويقسموا المجتمع الكويتي كما يحلوا لهم.

إيران دولة غالبية سكانها من المسلمين الشيعة وتطلق على نفسها إسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولأنها ذات غالبية مسلمة شيعية فإن هذا يعني بأن النظام الإسلامي الذي تنتهجه أو تدعي بأنها تنتهجه إن صح التعبير هو نظام إسلامي شيعي.

كما يعلم الجميع بأن الخلاف الأساسي بين الشيعة والسنة هو خلاف على أحقية الخلافة النبوية من ناحية ومصدر التشريعات الدينية من ناحية أخرى، فالشيعة يرون بأن الخليفة الرابع هو الأحق بالخلافة منذ البداية في حين أن السنة يعتقدون بأن الخلافة التي آلت للخليفة الأول هي الصحيحة.. والشيعة يعتقدون بأن مصدر التشريعات الدينية يستقى بعد القرآن من آل البيت في حين يرى السنة بأن المصدر هو الأحاديث المجموعة في صحاح كالبخاري ومسلم وغيرهم من علماء.

لا بد من الإشارة لما أشرت إليه لأتمكن من حصر الموضوع في نطاقه، فردود الأفعال التي لحقت خبر الشبكة التجسسية أوحى لي بل جعلني متيقنا بأن هناك فهم خاطئ من شيعة الكويت وسنتّهم، بل من هم من المفترض أن يكونون النخبة من المذهبين، فشيعة الكويت أو النواب المعتقنين المذهب الشيعي إتخذوا موقف المدافع وإن لم يكن المدافع فهو المهوّن لمسألة التجسس لصالح إيران، فهم كحال الكثيرين من نوابنا اليوم يسيرون خلف رغبات الشعب ولا يقودون الشعب، أما بعض النواب السنة فقد أصبحوا فقهاء في الدبلوماسية والتعامل في السياسة الخارجية حتى وإن كانت خبراتهم كلها مرتكزة على الشريعة وحفظ القرآن، فهذا الذي يطلب سحب سفيرنا وطرد سفيرهم دون تثبت من حقيقة الأمر أو معرفة حتى تفاصيله، وآخر يتهم كل من يجمع بين الصلاتين بأنه عميل مزدوج والأمور على هذا المنوال.

إن إيران لا تمثل سوى نظام ديني سيء آخر يضاف للأنظمة الدينية الإستبدادية التي ترفع شعار الدين للوصول لمآربها، ولا تحمل لا من قريب أو بعيد أي "ريحة" حتى من نظام أهل البيت ومسلكهم، ومن يتصور بأن من يقف مع إيران هو الوقوف مع منهج الإمام علي عليه السلام فهو واه يخدع نفسه قبل غيره.

وإن كان هناك نوايا من إيران أو غيرها لأن تسيء أو تضر بالكويت فإن أعلى ما ستصل إليه رؤوسهم هو فردة نعلي، ولا يوجد لدي أرقى من هذه الكلمة لكل من يمس أو يفكر حتى بأن يمس بلادي بسوء.

فليتوقف المدافعون من الشيعة والمهاجمون من السنة من أجل النكاية بالشيعة (وليس المهاجمون بغرض الدفاع عن بلدهم) عن التصور أو حتى التفكير بأن إيران تمثل أحدا في الكويت فما يجمع بعض الكويتيين بإيران هو مذهب منتشر في شتى بقاع الأرض ولا يفترض أن تمثل إيران أي شيء آخر سوى ذلك، فإن كان هناك من يدين بالولاء لأي بلد غير وطنه الكويت فليرحل غير مأسوف عليه ومالت عليه بعد.

ضمن نطاق التغطية:

جريدة جديدة لكويتي جديد تتكلم بإسم طائفة بكاملها وكوني من معتنقين هذه الطائفة فأقول له وبالفم المليان لست أنت من يمثلني ولن تكون أبدا فديدنك الفتنة شأنك شأن الكثيرين من مخربي الإعلام الذين سبقوك

Monday, May 03, 2010

ما ترهم يا حكومة ويا هايف

إقرار كوادر أو مكافآت أو زيادات أو صفقة حكومية نيابية أو سمّوها ما شئتم هو أبرز مواضيع الأسبوع الماضي.

كما هو معروف فإن وضع الحوافز السليم يكون للتخصصات التي تعاني نقصا في الدائرة أو الإدارة أو الجهاز المُقدم للحوافز، وهذا في حال أن تكون التخصصات دقيقة أو غير مرغوبة لمشقتها وصعوبتها، وأن تكون بيئة طاردة للعاملين فيها.

إلا أن ما حدث في الأسبوع الماضي من قرار وزاري يضاف إلى ملفات تخبط الدولة الكثيرة يجعلنا ننظر إلى هذا البلد بعين الشفقة والتعاطف الشديدين، فقد قررت الحكومة صرف الأموال للجميع تقريبا دون تحديد أي أسباب منطقية أو حتى غير منطقية.

فالمؤذن الكويتي أقرت له الزيادة والمراسل والمهندس والصيدلي والعاملون في هيئة الرياضة، والعاملون في 'كونا'، والعاملون في هيئة المعلومات المدنية، والعاملون في معهد الأبحاث، وأصحاب التخصصات الاقتصادية... وغيرهم.

طيب إن كانت كل تلك المجالات تعاني نقصا شديدا يستدعي صرف حوافز إضافية فإن هذا يعني أن مخرجات التعليم في الكويت لا تستوفي متطلبات الدولة، وهو ما يعني أن لدينا قصورا حادا في شتى مجالات التعليم يجعلنا نبحث عن التخصصات السابق ذكرها، ونخصص لهم الزيادات كي نتمكن من استجلابهم!! ولكننا بدل أن نزيد الطاقة الاستيعابية للمجالات التعليمية التي نحتاجها كي توفر لنا عددا أكبر من أصحاب التخصصات المرغوبة فإننا نلجأ إلى مكافأة الأعداد القليلة المتوافرة (إن كانت قليلة فعلا) كي نتمكن من نيل رضاهم.

أما إن كانت المسألة هي الزيادة من أجل الزيادة فحسب، وهو الأمر المتوقع من حكومة اللا منطق، فهذا يتعارض مع تصويتها قبل أسبوعين على خصخصة القطاع العام، فقانون الخصخصة الذي نص على ألا يتم تقليص رواتب الموظفين أو إنهاء خدماتهم بعد تحويل الملكية من العام إلى الخاص، وشرط القطاع الخاص السابق الذي يفرض عليه نسبة الـ %40 من العمالة الوطنية، يجعلان كل من يرغب في المنافسة على نيل حصة من التخصيص في الأوضاع الطبيعية يتراجع عن رغبته تلك بسبب تلك الشروط التي باتت تعجيزية خصوصا للشركات الصغيرة، أما الشركات الكبرى فمن الممكن أن تتدبر أمورها.

إن ما أحدثته الحكومة خلال أقل من شهر من تناقض صارخ (يعني حتى لو نبي ننسى ما يمدي) يجلعنا متيقنين بأن هذه الحكومة لا تعلم ماذا تريد، وهي اليوم ترمي بكل ثقلها على المجلس ليتخذ قرارا صعبا في شأن الكوادر أو المحفزات أو أي تسمية كانت، فموافقة المجلس على تلك المحفزات تلغي كل أمل في وقف الاحتكار المتوقع في الخصخصة.

أعلم جيدا أن المجلس أو بعض مرددي نغمة المال العام فيه لن يتكلموا اليوم لوقف مهزلة الكوادر، لأنها في النهاية أموال تذهب إلى جيوب الناخبين، وقلة هم أصحاب الجرأة في رفض هذا العبث، ولكن لا بد لنا أن نشير إلى أن ما يحدث لا يقبله عقل أو منطق.

خارج نطاق التغطية:

لجنة الظواهر السلبية برئاسة النائب محمد هايف أقرت عقوبة قانونية وضعية للمعاكسين والمعاكسات، وتحت كلمة قانونية وضعية ألف خط، وسؤالي لأعضاء اللجنة بعيدا عن إمكانية تطبيق قانون كهذا إن أقر: لماذا لم تتقدموا بعقوبة إسلامية بدل العقوبة الوضعية؟ هل يجوز أن تستبدلوا الإسلام بالقانون الوضعي؟ أم أن دينكم 'عالمشتهي'؟


الجريدة بتاريخ 3-5-2010