Sunday, March 11, 2012

خلل الأسرة - مقال لم ينشر



أقصد أسرةالصباح الكريمة، وسأقدم ثلاثة أمثلة لأجيال مختلفة من أبناء هذه الأسرة لإيصال وجهة نظري في مكمن الخلل.

وقبل طرح الأمثلة لا بد من الإشارة أن دستور دولة الكويت هو الميثاق بين جميع المواطنين وأسرة الحكم، بمبادرة من الحاكم قبل خمسين عاما تلبية لمطالب الشعب. ولأن هذاالميثاق كانت أسرة الحكم طرفا أساسيا في تبنيه، فإني أتوقع أن تكون نفس هذه الأسرة خير المحافظين عليه والحامين له.

سمو الشيخ ناصرالمحمد الأحمد الصباح رئيس الوزراء السابق من مواليد 1940 أحد أبناء الأسرةالحاكمة ممن تقلدوا مناصب قيادية متعددة بالدولة توّجت برئاسة حكومات متتالية مؤخرا، وعلى الرغم من المؤهلات التعليمية العالية لسموه والعمل العام الطويل تحت إطار ومظلة الدستور إلا أنه ساهم بشكل مباشر في التعدي على دستور الدولة خصوصا في فترة رئاسته للحكومات السابقة.

فقد ساهم الشيخ ناصر بتجاوز الدستور من خلال ممارسات حكوماته المتعاقبة كتعطيل جلسات المجلس السابق وسوء إستخدام سرية الجلسات و رفع الحصانة النيابية بطرق غير مشروعة وعدم تطبيق القانون على أكثر من مخالفة صريحة في مختلف قطاعات الدولة.

الشيخ أحمدالحمود الجابر الصباح من مواليد 1951 وهو النائب الأول لمجلس الوزراء ووزيرالداخلية حاليا، وقد تقلد هو أيضا العديد من المناصب العامة كمحافظ للفروانية ووزيرا للداخلية والدفاع في عدة حكومات، وهو أيضا ساهم في تجاوز الدستور في مناسبات عدة لعل أبرزها ما يحدث مؤخرا في وزارته الحالية ووزارة الإنتخابات كذلك،فقد تجاوز عن إنتخابات فرعية مجرمة قانونا ولم يقم بدوره لردع هذه الجريمة بل لم يقدم حتى أدلة كافية للنيابة كما صرحت بذلك النيابة مؤخرا، وقامت وزارته أيضا بفعل شنيع تمثل في منع معرض فني لفنانة كويتية دون سند دستوري يذكر منتهكة بذلك الوزارة حرية التعبير والنشر بأبشع الصور وهو من أخطر التعديات الدستورية لان الدستورعبارة عن كتلة من النصوص الرامية لأمر أساسي وهو الحرية ومتى ما تم تهميش هذاالعنصر أو الإنتقاص منه فإنه يعد تعد على كل الدستور والقوانين المنظمة له.

الشيخ أحمدالفهد الصباح من مواليد 1963 وهو أيضا ممن زاولوا العمل العام في قطاعات مختلفة بالدولة بدءا بالرياضة مرورا بالإعلام والطاقة والإسكان والتنمية في السنوات العشرالأخيرة، وشهدت تجربته بالعمل العام أيضا تعديات متنوعة على دستور الدولة بدءا بالشباب والرياضة مرورا بتعديات على أملاك الدولة من خلال المجلس الأولمبي الآسيوي الذي يترأسه هو شخصيا، ويستحوذ هذا المجلس على أراضي للدولة بقيمة فلس شهريا للمتر الواحد بتعدي صارخ أثبته ديوان المحاسبة برفضه تمرير المشروع.

ثلاثة أمثلة من ثلاثة أجيال مختلفة من أبناء الأسرة ممن تولوا أعلى المناصب القيادية بالبلد ويمتلكون مؤهلات وخبرات واسعة إلا أنهم أجتمعوا على مخالفة الدستور في الأمثلة السابق ذكرها وغيرها.

أعتقد شخصيا بأنك هناك خلل في تهيئة وتنشئة أبناء الاسرة دستوريا، وهو الامر الذي يتسبب بالكثير من الانتهاكات الدستورية التي تؤدي حتما إلى الانتقاص من قانون الدولة.

إن ما يجعلني اكرر بأن الامر يشكل خلل وليس وليد الصدفة هو اختلاف الأجيال بين الأمثلة السابقة بالاضافة الى تحصيلهم العلمي الجيد وعلو مناصبهم بالدولة. وهو ما يجعلني اعتقد بان انتهاك الدستور لم ينطلق من سذاجة او قلة إدراك بل فعل متعمد.

اسرة الصباح الكريمة تستحوذ على ثلث السلطات على اقل تقدير من خلال السلطة التنفيذية وان ينتهك الدستور من قبلها هو امر ينعكس قطعا على كل الدولة ومن الضروري تفاديه، فلن تقوم الدولة إن لم يسد الدستور.