Monday, January 19, 2009

حسينية الأحمدي

في الأسبوع الماضي وقع انفجار في إحدى الحسينيات بمنطقة الأحمدي نتيجة انفجار أنبوب غاز أو أمر من هذا القبيل، وقد تلقيت هذا الخبر عبر رسالة هاتفية عن طريق إحدى الخدمات الإخبارية، ولم تمر سوى دقائق قليلة حتى وردتني رسالة أخرى مفادها أن وزير الداخلية سارع إلى موقع الحسينية.

قد يعتقد بعض المتابعين أن ما حدث هو واقعة طبيعية تحدث في أي زمان أو مكان، ولكني أراها بمنظور مختلف، ولكي تتضح الصورة للقارئ العزيز فسأبدأ بهذا التساؤل: كم عدد الحوادث التي تحصل في الكويت شهريا مشابهة لحادثة حسينية الأحمدي؟ بالطبع فإن الحوادث كثيرة ففي الأسابيع الأخيرة مثلا حدث حريق في إحدى المخيمات راح ضحيته سيدة كويتية وأحد أحفادها رحمهما الله، والكثير من حوادث الحريق أو انهيار المباني نتيجة للهدم الخاطئ وغيرها.

ولكن السؤال المهم هو كم عدد الحوادث المشابهة لحادثة حسينية الأحمدي التي سارع وزير الداخلية إلى موقعها كما فعل مع حادثة الحسينية؟ على حد علمي فإن الوزير يتابع الحالات عبر الهاتف هذا إن كانت تستحق المتابعة من رأس الهرم في وزارة الداخلية. إذن فما الذي يميز أنبوب الغاز في حسينية الأحمدي ليجعل الوزير الموقر يهب إليه مسرعا؟
أنا على يقين بأن فزعة الوزير الموقر كانت لسبب واحد لا شيء سواه، هو تخوفه من أن ما حدث في الحسينية هو نتيجة عمل إرهابي منظم وليس حادثا عاديا، وهنا تكمن المصيبة فعلا.
أن يكون لدى وزير معني بحماية الوضع الداخلي (وهو الأعلم بأوضاعنا الداخلية) هاجس قوي بأن هناك عملا إرهابيا من قبل طائفة مسلمة ضد طائفة مسلمة أخرى، فهذا ما يعني أن كيان المجتمع الكويتي في خطر شديد، وأن الشقاق في صفوف هذا المجتمع المسالم قد بلغت أوجها مهما حاولنا تلميع وتحسين الصورة بأننا صف واحد وفريق واحد. وهو ما كنّا نخشاه ونحذّر وحذّر قبلنا الكثيرون منه، لقد أعطينا الفرصة لأعداء الوحدة بأن يزرعوا الفتنة، ففي الأمس «ثوابت الأمة» واليوم نسمع عن «تجمع ثوابت الشيعة» ناهيك عن الرفاعي ومجموعته «وذكّر» وغيرها الكثير والكثير من المجاميع التي لا هم لديها سوى تخطيء الآخر.
أقولها بملء الفم إن ما يحدث اليوم من تفرقة وتدمير للوحدة هو برعاية حكومية متهاونة ومتساهلة مع جميع أطراف التفرقة، وهي تشاهد ما يجري إلى أن يقع ما لا يحمد عقباه.
لا يسعني إلا أن أقول رحمة الله على عبدالله السالم الذي كان سدّا منيعا لأي نفس يشعر به بالتفرقة وتقسيم المجتمع، ونتمنى، مع أننا لا نتوقع، أن يحذو ناصر المحمد حذو الأمير الراحل عبدالله السالم في درء الفتنة.

خارج نطاق التغطية:
جماعة «الإخوان المسلمين» التي تقود الاتحاد العام لطلبة التطبيقي قاموا بنسف جميع قواعد المنافسة الشريفة من خلال تغييرهم لوائح الانتخابات في الهيئة بشكل مضحك، وبتواطؤ واضح من إدارة الهيئة، ولا عزاء للديمقراطية لدى شباب الكويت.

الجريدة بتاريخ 19-1-2009

7 comments:

wa6an-alnhar said...

طول عمري أقول و بظل أقول
عسى الله يستر عالديرة من اعيالها

فريج سعود said...

ذهاب وزير الداخلية مبرر لخوفه من ما تفضلت فيه

واما الحالة التي نعيشها من اختلال الانسجام بين اطراف المجتمع وصعوبة تقبل الاخر فمسؤوليته ليس الوزير وحده

فنحن نحمل جزء من المسؤولية

يعطيك العافية

حياتي هدف مو عبث said...

تتوقع لي انفجر مسيد بروح وزير الداخلية؟

:)

سيدة التنبيب said...

الوزير صرح قبل الحادثة بأيام عن ولاء الشيعة للبلد
لا أدري لماذا أملك شعورا داخليا أن تصريحه و ذهابه لهما علاقة بموقفه من قضية التأبين ..و ما تبعما من ملاحقلا قضائية بين الطرفين

ZooZ "3grbgr" said...

ربما اخالفك الرأي أخي العزيز

تساؤلاتك وملاحظاتك عن رد فعلك بعد الحاذث منطقيه

ولكني رأيتها من زاوية مختلفة

حقاً لقد أحببت ما فعله

وهو أمر لا أنكر قد صدمني وأخافني في ذات الوقت

فلم يذهب وزير داخلية لموقع حادث عادي

لكنه غير وجهة نظري عندما علمت بعدها بدقائق باتضاح السبب من الانفجار فلم استمر بالتواجد وساعد بالبحث عن المحاصرين تحت الانقاض بل لم بقي ولم يذهب!؟

وقد كان ذلك ليلتين قبل تنصيب الوزراء واهو بره ويدري

ليس ذلك دفاعاً عنه ولكنها كلمة حق رأيتها توضح رأيي - مع اختلافي الشديد معه - بالوزير الذي أتمنى أن يكون كويتي بين أهله وليس برستيج وكرسي يدور

وأما عن تجمعات الثوابيت المتنوعه فالتطرف عيزنا ونقول ما نبيه بس منو يسمع

دام هايف نائب .. كدينا خير

ودمت بخير

dearkuwait said...

لا شك أن الخلاف موجود بين الطوائف
ولكن اعتقد أن هناك أشخاص ليس لهم صلة بهذه المذاهب واهما قاعدين يسببون الفتنة والتفرقة بين الطوائف بهدف توصيل هذه الفتنه الى مجلس الامة وبالتالي ينحل المجلس


بدليل قضية التأبين




يعني اغسل ايدك من ناحية الوحدة الوطنية
لأن حتى لو أبناء الطوائف تجمعوا
في (أشخاص)راح تثير الفتنة بينهم
لأن هدفها حل مجلس الأمة وجعل الناس فداوية لها

عاشق وطن said...

وطن النهار
صدقتي وآمين

فريج سعود
طبعا نحن نتحمل المسؤلية وشكرا لزيارتك

حياتي هدف
حكومتنا مثل حالة الجو صعب التبؤ فيها
ما اقول الا
الله اعلم

سيدة التنبيب
ممكن جدا

زوز
نحترم تصرفاته ولكن هو كان يعلم بأنه بالتشكيلة الجديدة
وهذا ما حدث

دير كويت
صدقت