Monday, April 25, 2011

سمو الرئيس ما يقصّر - مقال لم ينشر

إليكم هذه الحادثة الواقعية والمنقولة على الهواء مباشرة مساء الخميس الماضي: برنامج ينشر قضايا المجتمع، نقل تردي أحوال الفنانين المخضرمين ممن طواهم التاريخ وسوء أحوالهم المعيشية أو الصحية.


يتصل مستشار سمو الرئيس بعد "التبخر والتعطر والتكشخ وتعديل النسفة" ليزف وبلهجة المنتصر رافعا قبضته خبر إعلان سمو الرئيس عن إرسال جميع الفنانين ممن يعانون صحيا بغض النظر عن مشاكلهم الصحية للعلاج في الخارج.


مثل هذا التصرف هو ما يجعل الكثيرين من أبناء المجتمع وأعني تحديدا هنا الرأي العام غير المتعمق بالسياسة كالأمهات وكبار السن في كثير من الأحيان يبتهجون فرحا ويشعرون برابط قوي يجمع الحكومة بالشعب، فهم يرون بالحكومة بقرار كالسابق ذكره أو قرارات مشابهة له بأنها حرص على الشعب وملامسة لهموم الناس وإحتياجاتهم ومطالبهم.


بل أن بعضهم ممن يقرأ المقال ولم يشاهد البرنامج يشعر بالبهجة الآن على هذا القرار ويثني أمام من حوله أو في قرارة نفسه ويدعوا لسمو الرئيس بكل خير وتوفيق.


بإختصار..لا ألومهم، فهم لم يتبحروا بالموضوع أكثر وأخذوا سطحه متجاهلين عمقه بغير قصد، وهو دور المتابعين للشأن العام بأن يوصلوا الموضوع ويطرحوه بشكل أعمق من مكالمة هاتفية وقرار إرسال مريض للعلاج بالخارج.


لا أخفي سرا حينما أقول بأنه مع كل قرار مشابه لقرار حكومي عاجل بإرسال مرضى للعلاج بالخارج أو تخليص معاملة لفرد أو إعانة لمحتاج أشعر برغبة أكبر في أن تبتعد وتزول تلك الحكومة وسياساتها وطرق تعاملها مع المشاكل اليومية أو الدائمة.


فلنأخذ موضوع العلاج بالخارج مثلا وتكراره الدائم في الكويت، خصوصا إن كان بالشكل الذي حدث في البرنامج التلفزيوني وليس عبر المرور عبر اللجان المختصة والقانون بنصه، فأن يصدر أمر كهذا من رئيس السلطة التنفيذية هو إقرار من أعلى هرم تنفيذي بالبلاد بعجز في النظام الصحي الكويتي (الذي يديره هو) وعدم الثقة فيه، بل أن عدم العلاج بالكويت يثبت بشكل قاطع إن لا هذه الحكومة ولا السابقة ولا الأسبق قادرة على توفير أهم إحتياجات الفرد في أي مجتمع وهو السلامة الصحية.


هل سمعتم يوما بأن بوش الأب أو مارغريت تاتشر أو أي قيادي سابق أو حالي في الغرب يسافر للعلاج بالخارج؟؟ طبعا لا والسبب بسيط وهو أنهم حرصوا على أن يكون العلاج في الداخل متقدم وشامل، لأنهم يعلمون جيدا بأنه إن لم يكن كذلك فهو إقرارٌ صريح منهم بأنهم عاجزين عن تلبية الإحتياجات الأساسية لدولهم ومجتمعاتهم.


إلا في الكويت فإننا نفرح إن سمعنا بأن رئيس الحكومة يأمر بإرسال حالة للعلاج في الخارج، فما هي مدعاة الفرح يا ترى؟ هل نفرح لأن حكومتنا عاجزة ضعيفة متهالكة غير قادرة على حماية المجتمع ووقايته ولا تملك سوى الإستعانة بصديق مدفوع الأجر لإنقاذ مواطنيها؟؟


لهذا أعتقد بأن هذه الحكومة بل أي حكومة ولا أعنى الأفراد هنا بل طريقة الإدارة هي ما يجب أن تزول ولا تستمر ولا تقبل أصلا بأن تدير سلطة ما دامت هذه العقلية التي تدير بها الأمور وما دام اللجوء للغير هو كل ما تصنعه وتقوم به.


خارج نطاق التغطية:

نشد على أيدي المدرسة التي أقامت حفلا وطنيا غنائيا يعزز روح المواطنة في نفوس الطالبات، وهو أمر دستوري جميل نتمنى أن يتكرر في كل مدارس الكويت رغم تفاهة وهيافة بعض النوّاب.

1 comment:

Anonymous said...

د. سعاد الصباح

قصيدة حبّ إلى سيف عراقي


انا امرأة قررت ان تحب العراق

وان تتزوج منه امام عيون القبيلة

فمنذ الطفولة كنت اكحل عيني بليل العراق

وكنت احني يدي بطين العراق

واترك شعري طويلا ليشبه نخل العراق

انا امرأة لا تشابه اي امرأة

انا البحر والشمس واللؤلؤة

مزاجي ان اتزوج سيفا

وان اتزوج مليون نخلة

وان اتزوج مليون دجلة

مزاجي ان اتزوج يوما

صهيل الخيول الجميلة

فكيف اقيم علاقة حب

اذا لم تعمد بماء البطولة

وكيف تحب النساء رجالا بغير رجولة

انا امرأة لا ازيف نفسي

وان مسني الحب يوما فلست اجامل

انا امرأة من جنوب العراق

فبين عيوني تنام حضارات بابل

وفوق جبيني تمر شعوب وتمضي قبائل

فحينا انا لوحة سومرية

وحينا انا كرمة بابلية

وطورا انا راية عربية

وليلة عرسي هي القادسية

زواجي جرى تحت ظل السيوف وضؤ المشاعل

ومهري كان حصانا جميلا وخمس سنابل

وماذا تريد النساء من الحب الا

قصيدة شعر ووقفة عز

وسيفا يقاتل

وماذا تريد النساء من المجد

اكثر من ان يكن بريقا جميلا

بعيني مناضل

***

سلام على ذكرياتي بشط العرب

سلام على طائر الماء يرقص بين القصب

سلام على الشمس تسقط فوق مياه الخليج

كاسوارة من ذهب

سلام عليه ابي وهو يهدي الى بعيدي

كتاب ادب

سلام على وجه امي الصبوح كوجه القمر

سلام على نخلة الدار تطرح اشهى الثمر

سلام على قهقهات الرعود

سلام على قطرات المطر

سلام على شهقات الصواري

وحزن المراكب قبل السفر

***

عراق عراق

اذا ما ذكرتك اورق في شفتي الشجر

فكيف سألغي شعوري ؟

وحبك مثل القضاء ومثل القدر

***

انا امرأة قررت ان تحب العراق

لماذا العراق ؟

لماذا الهوى كله للعراق ؟

لماذا جميع القصائد تذهب فدوى لوجه العراق ؟

لان الصباح هنا لا يشابه اي صباح

لان الجراح هنا لا تشابه شكل الجراح

لان عيون النساء تخبيء خلف السواد السلاح

لماذا العراق ؟

لماذا تفيض دموع المحبين حين يفيض الفرات ؟

لماذا شناشيل بغداد تختزن الكحل والذكريات ؟

لماذا المقام العراقي يدخل في قلبنا من جميع الجهات ؟

لماذا الصلاة امام ضريح علي

تعادل الف صلاة ؟

***

لماذا تقاتل بغداد عن ارضنا بالوكالة

وتحرس ابوابنا بالوكالة

وتحرس اعراضنا بالوكالة

وتحفظ اموالنا بالوكالة

لماذا يموت العراقي حتى يؤدي الرسالة

واهل الصحارى

سكارى وما هم بسكارى

يحبون قنص الطيور

ولحم الغزال ولحم الحبارى

لماذا يموت العراقي والاخرون

يغنون هندا ويستعطفون نوارا؟

لماذا يموت العراقي والتافهون

يهيمون كالحشرات مساء ويضطجعون نهارا ؟

لماذا يموت العراقي والمترفون

بحانات باريس يستنطقون الديارا؟

ولولا العراق لكانوا عبيدا

ولولا العراق لكانوا غبارا

***

يقولون

ان الكتابة اثم عظيم

فلا تكتبي

وان الصلاة امام الحروف حرام

فلا تقربي

وان مداد القصائد سم

فلا تكتبي

فاياك ان تشربي

وها انذا

قد شربت كثيرا

فلم اتسمم بحبر الدواة على مكتبي

وها انذا

قد كتبت كثيرا

واضرمت في كل نجم حريقا كبيرا

فما غضب الله يوما علي ولا استاء مني النبي

***

لماذا احب العراق لماذا

ايا ليتني قد ملكت الخيارا

الم تك بغداد درع العروبة

وكانت امام المغول جدار؟