Wednesday, October 04, 2006

ماكو فايدة


مع صدور هذا العدد تكون الإنتخابات الجامعية في مختلف كليات جامعة الكويت قد إنتهت، وكما هو واضح إن هناك سيطرة مطلقة للإخوان المسلمين في مختلف كليات الجامعة، فبعد حصول الإخوان المسلمين ممثلين بالقائمة الإئتلافية على مقاعد الإتحاد الوطني لطلبة الكويت- فرع الجامعة للمرة الثامنة والعشرين على التوالي، تصدرت هذه القائمة أيضا كليات متعددة في الجامعة كالعلوم والآداب والتربية والعلوم الإجتماعية والهندسة وهي من الكليات الكبرى بأعداد طلبتها، ولم يفلت من قبضة الإخوان سوى كلية العلوم الإدارية التي طالما كانت بعيدة عن التعصب الديني البغيض، وعلى الرغم من ذلك فإن زحف الإخوان للعلوم الإدارية في تقدم مخيف قد يسقطها في قبضتهم في السنوات المقبلة خصوصا بعد التراجع المؤسف لقائمة الوسط الديمقراطي
والغريب في الأمر أن هذه القائمة التي تحوز سنويا على ما يفوق ثلث أصوات الطلبة الجامعيين، هي قائمة طائفية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، فعلى مر السنوات الثماني والعشرين لم ترشح هذه القائمة أي عضو من المذهب الشيعي للمناصب القيادية على الإطلاق
وهذا ما يعني إما عدم كفاءة الطلبة الكويتيين الشيعة وهذا ما هو غير مقبول منطقيا، أو تفرقة القائمة لأبناء الكويت طائفيا، وهذا ما هو مؤكد، ولا تقتصر هذه الممارسة الطائفية البغيضة على قائمة الإخوان المسلمين فحسب بل تحذو حذوها قائمة السلف المسماة بالإتحاد الإسلامي والقائمة الإسلامية وهي قائمة تمثل جزءا من المذهب الشيعي
وللأسف الشديد فإن القوائم التي لا تنتهج نهج التفرقة الطائفية على أقل تقدير ما زالت غارقة في بحر خلافاتها سواء الخلافات الداخلية او النزاعات بينهم وبين بعضهم، ففي كل عام تردد شعارات كـ
أملها أنتم و انتم من يكمل الإرادة و تفاءلوا سنعيدها جميلة و ماذا تبقى لنا وغيرها من الشعارات الرنانة التي لا تحصد بالنهاية سوى الخيبة تلو الأخرى، فهؤلاء يحتفلون سنويا بزيادة أصواتهم بمقدار خمسون او مئة صوت متناسين أن التيارات الطائفية قد كسرت حاجز الخمسة آلاف صوت وفي إزدياد مستمر
والغريب حقا أن الامل ما زال معقودا على أن تعود قيادة الطلبة إلى القوى المدنية في ظل الظروف الراهنة، وانا أقولها بملء الفم لن تحصلوا على أي قيادة في ظل عنجهيتكم التي ترفض الجلوس على طاولة الحوار والتفاهم على خطوط عريضة للعمل معا والتعاون لإسقاط الإخوان وكل قوى طائفية بغيضة
قد لا تلقى هذه الكلمات أي قبول خصوصا من القيادات الحالية التي باتت لا تهتم إلا بالحصول على أي إنجاز وحتى إن كان إنجازا ثانويا، ولكن لا بد ان أقول أن ما يحصل حاليا في جامعة الكويت وهذه التفرقة الرهيبة بين أبناء الوطن الواحد وترسيخ العداء الطائفي بينهم لن يولد سوى المآسي والآلام في مستقبل البلد، وسيأتي ياليوم الذي نبحث عمن يحررنا من سم الطائفة ومن ثم سم العائلة والقبيلة الذي بات يدس علانية بيننا
ختاما هي رسالة لأكثر من ستة آلاف طالب وطالبة صوتوا للقوى الطائفية في الجامعة شيعية كانت أم سنية، لقد خذلتم الكويت بتصويتكم لمن يفرقنا ويدمرنا، وتيقنوا بأنكم تقتلون مستقبل الكويت فيما تفعلون

خارج نطاق التغطية
أعمى وغيبوبة وحالة وفاة هي مخرجات الدفعة الجديدة لأكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية، وهذا المؤشر الخطير لما يجري في داخل هذه الأكاديمية يجعلنا نتساءل عما يحدث بالداخل، وهل تخضع التمرينات العسكرية إلى ضوابط بشرية أم لا؟ نتمنى أن يتدخل الوزير شخصيا في فتح تحقيق قبل أن نتلقى ضحايا جدد من إخواننا الطلبة

الطليعة بتاريخ 4\10\2006


4 comments:

UmmEl3yal said...

This has been going on since the 70s. The Ekhwan and Salaf are gaining power and the Wasat and Mustakila looking for ways to justify their split.

Things outside the university change but not inside it. The Manbar is out and officially adpoting the Wasat and that backfired. The "liberal" political groups unite in the Parlimant elections, but that does not reflect in KU. Finally, the Orange movement did a miracle taking commmand of the political arena but we see no reflection in that in the KU elections numbers! Somethings is wrong. I don't buy the classical explanations of "Eldayneen monathameen" anymore.

عاشق وطن said...

ummel3yal

شكرا على التواصل

المشكلة الحقيقيقة لا تكمن في حسن تنظيم التيار الديني فحسب
بل تتمثل أيضا في حب الأنا والذات المغروس في نفوس قيادات وأعضاء القوائم المدنية كالوسط والمستقلة والهندسية أيضا

فكل منهم يرغب في أن يكون هو الكيان الناجح في ازاحة التيارات الدينية
على الرغم من تشابه الإطروحات في الفترة الأخيرة بين جميع هذه الكتل

فجميعهم كانوا مع حقوق المرأة
وجميعهم مع الدوائر الخمس
وجميعهم ضد فصل الإختلاط
وجميعهم يعترفون بسوء التيار الديني
وجميعهم لهم علاقة في السياسة المحلية
فالوسط والهندسية يدعمون بصراحة المرشحين والنواب الليبراليين وكذلك هو الحال مع المستقلة

إلا أن حب الذات المغروس فيهم هو سبب تراجعهم
وبحسبة بسيطة فلو أن أصوات الوسط مع المستقلة جمعت بالإضافة إلى أصوات الهندسية لكان الناتج الحصول على الإتحاد
دون أي مشقة تذكر

ولكن لا فائدة في ظل هذه الظروف

UmmEl3yal said...

هل أصبحت الهندسية طرفا مستقلا بشكل رسمي؟ لقد عاصرت خلافات القائمة مع الوسط في أوائل الثمانينات ولكن لم أتخيل الصراع مازال قائما. ما هو التبرير العلني؟

أما ما يخص النفسيات والمصالح الشخصية فهي من معالم العمل الشبابي أو الطلابي بشكل عام. لما تؤثر أكثر على القوى الوطنية من الاسلامية؟

عاشق وطن said...

ما زالت الهندسية كيان قائم بذاته يرفض بأي شكل من الأشكال الإنتماء إلى الوسط أو أي جهة أخرى على الرغم من الإتفاق التام في المباديء والأهداف

والحجة في ذلك هو أن الهندسية ترغب في أن يكون لها خصوصيتها خصوصا في كلية مثل الهندسة كما أنها لا ترغب في أن تلقى على كاهلها الإتهامات الموجهة للوسط عبر السنين

أما بالنسبة للمصالح الخاصة فإن تأثيرها على العمل الوطني أكثر من التيارات الدينية

قد يعود إلى أن العمل الوطني أكثر ديمقراطية من العمل الديني

ففي التنظيمات الدينية في الجامعة وعلى الرغم من كل ما يدعونه من ديمقراطية إلا أنهم يلبون أوامر عليا في الكثير من شؤونهم وهذا ما لا يجعل المشاكل تتفاقم

فمتى ما إختلف قسمان منهم فإن الحسم يأتي من التنظيمات الدينية في الخارج لفض النزاع

بالإضافة إلى إيمان معظم كوادر العمل الديني بالجامعة بتيارهم بشكل اكبر من إيمان كوادر العمل الوطني بما يفعلونه