Saturday, December 09, 2006

شفيكم شباب..؟


في يوم خميس وعلى غير عادتي في أيام نهاية الأسبوع ذهبت إلى أحد المجمعات التجارية المنتشرة في الكويت، ولم يكن غرضي التسوق بل للجلوس في أحد المقاهي بناء على دعوة بعض الأصدقاء، وقد توجهت إلى ذلك المجمع في الساعة الثامنة تقريبا، وجلست مع الأصدقاء نتبادل أطراف الحديث في مختلف القضايا ولم تمض نصف ساعة حتى امتلأ المقهى الذي نرتاده والذي يحوي تقريبا 20 إلى 25 طاولة وكانت الفئة الغالبة على رواد المقهى هي فئة الشباب من الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال 18 وال 26 سنة، ولم يكن هذا بشيء غريب ولكن الغريب في الأمر هو عدد الشباب الذين بدؤا يتوافدون إلى المقهى دون أن يحصلوا على طاولات أو مقاعد للجلوس بل كانوا يقفون انتظارا لكي يتسنى لهم الجلوس في المقهى! ولا أبالغ حينما أقول أن بعضهم انتظر لمدة تزيد عن النصف ساعة إلى أن غادرت المقهى دون أن يتسنى لهم الجلوس، ولا أبالغ أيضا حينما أقول إن عدد الواقفين في انتظار الجلوس يفوق عدد الجالسين بشكل واضح، وهذا ما فتح باب التساؤل لدي: أي قهوة تلك أو أي نوع من العصائر هذا أو المأكولات الخفيفة الذي يجعل من ينتظر بجانب المقهى ينتظر لفترات طويلة وهو في أبهى وأرقى حلة؟

ولكنني وبعد التساؤل مع عدد من الأصدقاء بأن القضية ليست قضية احتساء كوب من الشاي أو لقاء أصدقاء بل القضية ماهي إلا سباق لإثبات الوجود لدى الشباب الكويتي من فتيان وفتيات فمن يرغب أن يشار له بالبنان بين أقارنه الشباب عليه أن يتواجد في مساء الثلاثاء بمطعم معين وظهر الأربعاء بمطعم آخر ومساء الخميس في مقهى معين وعصر الجمعة في مجمع معين وهكذا دواليك، كل ذلك من اجل أن يثبت للناس بأنه من المعروفين أو أشهر من "يفتر" في الأماكن الراقية، لكي يقال عنه أو عنها "ترى فلان كان موجود اليوم وفلانة كانت هناك" وهذا ما يمكنهم من وجهة نظرهم إلى كسب احترام الناس واعتبارهم من علّية البشر

وهذا ما يؤلم حقا فهذا الشباب الذي نتمنى منه صنع غد أفضل يصل إلى هذا المدى من الضحالة في التفكير تجعله يقف كـ "طرار" عند المقاهي لكي يضمن بان يراه الناس في مكان ما في يوم ما لكي يضمن بأنه أصبح شخصية راقية! أي عقلية هذه التي نحملها كشباب، أهكذا نستطيع أن نعمر الوطن؟ أنستحق بهذه السذاجة أن نطالب الأجيال الأكبر سنا بإعطائنا الفرصة؟ أي كويت نريدها بهذا الحمق الغير مبرر؟ أي إصلاح نريد ونحن لا نملك أدواته، وفاقد الشيء لا يعطيه

أعلم تمام العلم بان مقالي هذا لن يغير من الواقع شيئا إطلاقا فحتى لو قرأه كل من كان واقفا في ذلك المقهى، فسيخبئ رأسه بالرمال ويختلق الأعذار الواهية لنفسه كي لا يجبر نفسه على التسليم بواقع أن ما يقوم به أو تقوم به شيء سخيف لا مبرر له

أنا لا أقول هنا انه الشباب يجب أن يحبس نفسه، ولكن كل ما أقوله هو التصرف بعقل ليس إلا، فاذهبوا حيثما تشاءون واجلسوا أينما تريدون ولكن لا تجعلوا التواجد في مقهى معين في موعد معين هو غايتكم وطموحكم، فالإنسان لا تصنع شخصيته من خلال فنجان قهوة بل من خلال شخصية تجبر الناس على احترامها
أأسف لكل من يقرأ هذا المقال إن لم يكن محققا لطموح القارئ العزيز ولكن حرقتي على حالنا كشباب هو ما اضطرني للكتابة
مسلسلات

قد يتساءل الكثيرون بانه وعلى الرغم من أن المسلسلات التي تعرض حاليا على شاشات التلفزة يفوق عددها بأضعاف ما كان يعرض في الثمانينيات والسبعينيات، إلا أن نجاح المسلسلات في الثمانينيات والسبعينيات كان أقوى بكثير فنحن لا ننسى درب الزلق و درس خصوصي وخالتي قماشة وعلى الدنيا السلام ورقية وسبيكة وخرج ولم يعد وغيرهم الكثير والكثير جدا
ومن وجهة نظري ان ما يجمع كل تلك المسلسلات هو أن جميعها لا تزيد عن خمسة عشر حلقة وهذا ما يجعلها مركزة بعيدا عن المط والتطويل والإسفاف الذي نشهده اليوم للأسف
مجلة أبواب عدد شهر ديسمبر

5 comments:

Anonymous said...

مشكلة الشباب الكويتي حالياً، هي اهتمامهم وانجرافهم نحو المظاهر، سواء ان كان باللبس، الأماكن التي يتوجهون إليها، والممتلكات الخاصة كذلك"السيارة مثلاً"، ولو تم توجيههم او نصحهم بالاهتمام في دراستهم وزيادة الوعي الثقافي، لكانت اجابتهم "اووه" ، بالتأكيد لا نستطيع تعميم ذلك على جميع الشباب، ولكن كثرة "المظهرجية" ترجح الكفة في طرح المسألة بصيغة الجمع
-

بالنسبة للمسلسلات، المسألة متكمنة في توصيل رسالة الفن، لو نظرنا إلى المسلسلات القديمة، نرى إن القائمين على العمل، من هواة الفن، يعملون من اجل الفن، يحبذون العمل الفني، مؤمنين في توصيل رسالة الفن بصورة مشرفة، لا نستطيع أن نقول إنهم يعملون من أجل الفن فقط! فهم يعملون من اجل المادة أيضاً"مو كلهم"، ولكن الفن أولا ثم المادة، على عكس المسلسلات حالياً، غرضها الاول والاخير المادة، فكم من مسلسل طُرح بالامس القريب بلا معنى ولا هدف؟ وتجد القائمين على العمل، يقدمون على تكرار نفس الأعمال بالرغم من تدني الطرح الفني لتلك الأعمال!

F said...

الشباب الكويتي ببساطه مرضى
ما اعم عالكل لكن الفئه الغالبة هم مرضى نفسياً يحبون الرزه و المظاهر و همهم السوق و التلفونات و باقي الأشياء التافه و المشكلة انهم ينقدون على غيرهم و ينسون روحهم.. فعلاً امراض نفسيه و اجتماعية
و للأسف الدول الثانية صارت تنظر للشباب الكويتي على انه كله سطحي و مادي.

اما المجال الفني صار كله رخيص من مسلسلات و اغاني و مسرحيات و حتى البرامج.. نظرتي متشائمة جداً يمكن بس واقعية

اظن كافي تحلطم ؟

عاشق وطن said...

للأسف هذا واقع يعيشه شباب يمثل النسبة الغالبة من هذا المجتمع

ولكن أتمنى أن نستطيع بتكاتفنا أن نتمكن من تغيير هذه العقلية

سيدة نفسي said...

السلام عليكم والإكرام ..

من الجيد بأن هناك عين أخرى ترى ما أراه كلما نويت وعقدت نيتي على الجلوس ولو لمرة لشرب الشاي في أحد المقاهي لا للتظاهر بأن لدي ثمنها بل لأنني أعاني من صداع جراء التسوق

إن الظواهر المخيزة التي نراها في مجتمعنا كانت ومازالت تتفاقم وتتصاعد بشكل ملحوظ وعلى مرأى ومسمع من أولياء الأمور الذين بات يعجبهم هذا التصرف ويجدونه من الضروري أن يقوم أبنائهم بالذهاب إلى تلك الأماكن لا من باب جدي ونافع بل للتظاهر أمام الجميع بأننا وصلنا هناك

ما يثير حيرتي بأنني وللأسف كنت شاهدة على موقف سخيف وددت لو إنني أمسك بعقل تلك الأم لآرى حقا ما تفكر به حين كنا نجلس جميعا كنسوة نثرثر ونثرثر

وفجأة قالت لبنتها بعد أن تجاوزتي كوني الأكبر سنا لتشير إلى فتاة تصغرني بعامين تعيش في عرش النجومية اليومية بألوانها وتسلفها للخروج إلى المراكز الفخمة وتقول لها علنا كوني مثلها

كنت سأطيل أكثر لو أكملت وأكملت مسلسل المهازل اليومية التي أراها في مجتمعنا لكنك تعرف البقية كونك جلست ربما يوما هناك كما فعلت أنا ..

ومقالك زرع فيني أملا جميلا بأن هناك حقا من يفكر ويتأمل هذه الأوضاع المعوجة في مجتمعنا والتي باتت أساسية وروتينية وتجر حتى من هم أكبر سنا والمفترض أن يكونوا أكبر عقلا ..

شكرا على هذه المقالة التي ربما لن تصل لأحد لكن صداها في النفوس يبعث بالإطمئنان

اختك سيدة نفسي

عاشق وطن said...

الشكر لكي أنتي زميلتي الكريمة على المتابعة و بث روح التفاؤل بأن الوضع بخير وهناك من يستخدم عقله ويتفهم ما يدور حوله

فجزيل الشكر لكي