Thursday, February 07, 2008

في كل محرّم

محرّم هو أول الأشهر في السنة الهجرية، وهو شهر كثرت فيه الأحداث على مر تاريخ البشرية، وبالأخص الأحداث التاريخية الدينية سواء في عهد الإسلام أو قبله، ولعل من أبرز الأحداث الدينية التي واكبت هذا الشهر الحرام هي حادثة إستشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب وأهل بيته عليهم السلام، هذه الحادثة التي تعتبر درسا تاريخيا عظيما وتكلم عنها كم كبير من المؤرخين والمؤلفين والمفكرين والقادة على مر العصور والأزمان، ولعل أفضل ما قيل لتلخيص هذا الدرس التاريخي برأيي هو تلك العبارة التي قالها زعيم اللاعنف الهندي غاندي تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر

ولن أكون هنا حكما على التاريخ أو ذكر عظمة الحدث وعظمة التضحية والبطولة من الحسين وآله بيته عليهم السلام وصحبه الكرام من أجل دين المسلمين والثورة على الظلم والطغيان، لأن التاريخ الإسلامي كان به من المنصفين من هم أفضل مني في نقل تلك البطولة، وليس المسلمين فحسب بل البشرية كلها كان بها من المنصفين والناقلين للتاريخ كما يجب أن يسرد ما يكفي ويفيض

سأكتب عن ما يواكب هذا الشهر الحرام في الكويت، فللأسف نلاحظ أن إرتفاع معدل الطائفية البغيضة يزداد بإضطرادا في هذا الشهر الحرام من المذهبين الشيعي والسني، أو تحديدا من بعض النفوس المريضة التي تحتاج لعلاج طويل ومكثف بمستشفى الأمراض النفسية، فهم يستحثون الخطى تجاه التفرقة و التقسيم ونهش المجتمع، وهذا ما لا أفهمه إطلاقا

ففي هذا المجتمع نحن نختلف على الدوام وعلى كل الأصعدة، ومع هذا فكثير من حالات إختلافنا لا تفسد للود قضية، فلماذا تحديدا في المناسبات الدينية بشكل عام وفي عاشوراء محرم بشكل خاص يكون الإختلاف قاسيا وكريها، فبعض أهل السنة يعتقدون بأن الإحياء المستمر والسنوي لليالي محرم في الحسينيات لدى الشيعة هو لإغاظة أهل السنة وإستنفار مشاعرهم، على الرغم من أن الحسين عليه السلام ليس حكرا على الشيعة فقط وحادثة إستشهاده لا تحزن المسلمين فقط بل جميع البشر، وبعض أهل الشيعة يعتقدون بأن الدعوة والتركيز على صيام عاشوراء لدى أهل السنة هو لإثارة الشيعة فقط، على الرغم من أن أهل السنة يستندون على رواية في صيامهم لعاشوراء

مالذي يمنع من أن يكون لكل معتقده، فمثلا أنا على الصعيد السياسي والإجتماعي أؤمن بالليبرالية وهي قناعتي وتفكيري وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أنني أؤمن بالليبرالية لأنني أريد إغاطة من يتبع التيارات الدينية، والعكس صحيح، وعلى الصعيد الرياضي أنا أشجع منتخب البرازيل وهذا لا يعني بأنني اريد إغاظة مشجعي منتخب الأرجنتين، و على الصعيد الجمالي فأنا أحب ذوات البشرة السمراء وهو لا يعني بأنني إريد إثارة ذوات البشرة البيضاء، وكل تلك الأمور يتقبلها الرأي المعارض لرأيي دون محاسبة للنوايا والإعتقاد بأنني اثير الطرف الآخر، لماذا إذا حين الحديث عن الأحداث التاريخية الإسلامية نقع في مطب محاسبة النوايا والإعتقاد بأن كل طرف يسعى للنكاية وتحريض الآخر، وانا هنا لا أقول بأن الشيعة والسنة ملائكة ولا يستثيرون بعضهم، نعم فهناك عدد من الشيعة يتعمدون المبالغة في ممارسة إعتقاداتهم من اجل إغاظة السنة، وبالجانب الآخر هناك عدد من السنة يقومون بالأمر نفسه، ولكن ما يجب أن يحدث حقا هو ان ننبذ هذين الطرفين ونعمل كل وفق إعتقاده ورؤيته وقراءته للتاريخ، فالمشكلة ان يعتقد الشيعة أن بعض الصحابة أخطأوا والتاريخ كان يستوجب أن يكون أفضل مما كان عليه، وما المشكلة في أن يعتقد السنة بأن الشيعة يبالغون في إظهار حبهم لآل البيت ويغالون في ذلك؟؟ فليعتقد الجميع كما يشاؤون ولكن لا يجب أن نتجه إلى أن نخطّئ الطرف الآخر كي نثبت صحة ما نقول، تلك هي كل المسألة

برّه الموضوع
بشار عبدالله عد إلى وطنك
مجلة أبواب عدد فبراير 2008

6 comments:

Mohammad Al-Yousifi said...

مقال جميل

و أحسن ما فيه

يا بخت اللي يحب سمرة

:)

Mohammad Al-Yousifi said...

مقال جميل

و أحسن ما فيه

يا بخت اللي يحب سمرة

:)

Anonymous said...

يا ليت قومي يعلمون

من يغذي الاختلاف والطائفية البغيضة من الطرفين هم متطرفو الفريقين

ان استطعنا ان نخرس تلك الاصوات النشاز فسترجع الامور الى سالف عهدها

شكرا لك

Margoog said...

إسمحلي علي صراحتي إنت مثال واضح يا خليفة علي البغلي و الصراف إن الشيعي لو كان ليبرالي شيوعي بعثي يساري سكير نكير لكن شغل اللطم و الحسينيات و المتعة ما يطيح من عقلة. ليش ما تكتب عن موت الرسول عليه و علي أله الف الصلاة و السلام فهو أهم و أفضل من سيدنا الحسين عليه السلام .
والله بس تبون إثارة الطائفية و بالفعل مقالتك عبارة عن تبرير لطائفيتكم يا أشد غلاة و دعاة الطائفية.

علي الاقل السني الطائفي واضح ما يتلون.
إذا إنت صج ليبرالي إنشر

Hayat said...

اعتقد بإن بذور الطائفيه من انتاج الاسلام نفسه ..

لابد من الشيعه ان يعتمدوا على التفسير العقلاني و العلمي للتاريخ بدلا من التفسير الخرافي و الاسطوري لكي يتجنبوا الوقوع في سلوكيات لا تتوافق مع اخلاق و علوم العصر ..
و بذلك يتجنبوا شيء من ردة فعل السنه .. و لابد من التطرفين حينها ان يقبلوا اختلاف قراءة و نقد التاريخ فيما بينهم ..

و لكن ستبقى الطائفيه ملتصقه باللاسلام لان الاخير هو من انتجها و اسس عليها .. و وضحت ذلك في احد مواضيع مدونتي ..

تحياتي

عاشق وطن said...

مطقوق
موضوعك أجمل
والسمره أجمل وأجمل
:)

محسد
صح لسانك

علي
السمي طبعا راح أنشر وهذا رايك وإنت حر فيه
الشغله الثانية ماني خليفة أحد ولا راح أكون أنا علي خاجه وهذا رايي
أحترم رايك بس اختلف معاه جدا جدا

حيات
ليعتقد الجميع حسب ما يهوى و يعتقد والكل حر في رايه
تلك هي المسألة