Monday, March 10, 2008

ساعي البريد

أقتبس العنوان من مقال للأستاذ مبارك العدواني نشر في إحدى الصحف في السابع من مارس يرثي فيه الراحل الكبير الدكتور أحمد الربعي

لقد قرأت في الأيام التي تلت وفاة أبي قتيبة الكثير من المقالات التي تتحدث عن الراحل، وكانت دائماً نابعة من كتّاب عاصروا وزاملوا الدكتور الربعي، وقد أكون أول الكتاب في الصحافة ممن لم يزاملوا الكاتب بل سمع عنه وعشق خطابه وسعى إلى أن ينهل من أسلوبه وطرحه، ولعلّي في هذا المقال أتمكن من نقل رؤية بعض الشباب الكويتي في الراحل

شخصياً فقد وعيت على السياسة والاهتمام بالشأن العام والدكتور الربعي علم بارز في حب الوطن والمحاربة والنضال من أجله، حارب الظلام بالنور، ودافع عن وطنه في الداخل والخارج، وسعى إلى الحوار والإقناع ولاشيء سواهما لإيصال أفكاره، لم يجرؤ أحدٌ كائناً من كان حتى ألد خصومه على الطعن به أو بذمته المالية، شهد المخالف له قبل المؤيد بأنه من أفضل ما أنجبت الكويت من رجالات على مر تاريخها

لقد كنت أمنّي النفس أن أعمل معه بحملاته الانتخابية وقد كنت أنتظر الفرصة ليعود إلى دائرته الانتخابية «مشرف» كي أعمل وأسعى بكل ما أوتيت من قوة للعمل من أجل هذا الصرح الوطني العملاق أحمد الربعي. ولكن للأسف لم أوفق في ذلك، وعزائي الوحيد أنني لم أفوت أي فرصة مواتية للجلوس معه ولسماع حديثه وأفكاره وطرحه ورؤاه

دكتور أحمد رسالة مني يجب أن يعرفها الجميع، إن كنا نفاخر بصمود الغزو وأسوار الكويت وأبراجها فلابد أن نفاخر بأنه كان لدينا ولايزال بيننا أحمد الربعي هذا الرجل الهائم الحالم العاشق لهوى الكويت، لقد شحبت ألوان علم الكويت بسماعها خبر رحيلك حتى يخيل لي أن السواد طغى على الألوان الثلاثة الأخرى يوم وفاتك، كيف لا وأنت الذي جاهدت وناضلت من أجل هذا العلم ورفعته، كيف لا وأنت الذي لم تبخل بعقلك المثقل وصحتك وراحتك من أجل وطن الحرية والفرح والكلمة والاختلاف والنهار، لو أن الكويت تنطق لقالت وبلا شك إنك ابنها البار والمفضل لديها، فهنيئاً لترابها باحتضانك وهنيئا لك بترابها الطاهر

أردد دائما بأنني عاشق وطن ولكن أمام عطاءاتك وما تبذل فإني أجد هذا اللقب لا يليق إلا بك ولا يستحقه سواك

وكما ذكر الأستاذ مبارك العدواني في مقاله بأنك كنت ساعي بريد التفاؤل والأمل، ورغم هذا السواد الحالك ستكون أنت نهارنا ونبراسنا وسنبقى متفائلين كما طلبت وردّدت في كل خطاب وفكرة و كلمة

ضمن نطاق التغطية
يجب وعلى الفور أن تسمى مدرسة أو شارع باسم الدكتور أحمد الربعي وإن كان الأفضل أن تسمى منطقة باسمه ولكن هذا الأمر محتكر في الكويت وعلى ما يبدو أنه خط أحمر

جريدة الجريدة بتاريخ 10- 3 - 2008

3 comments:

وحدة وطن said...

الله يرحمه و يغمد روحه الجنه ... نسأل الله ان يسكنه ويانا فسيح جناته يا رب

Anonymous said...

Allah yer7ma..

I came across this editorial in the paper a couple of days ago, and loved it. Straightforward but very poignant.

عاشق وطن said...

وحدة وطن
اللهم آمين

فاطمه
الله يرحمه
وبوقتيبة يستحق أكثر من هالكلام بوايد