Monday, October 06, 2008

هنا الكويت

قد أتمكن من استيعاب أن يتعصب شخص أو مجموعة ما لأفكار ومعتقدات ورؤى معينة، وقد أتمكن أيضا من تحمّل الاختلاف بالرأي والأفكار مهما كانت الأفكار المضادة لأفكاري باعتقادي بالية وغير منطقية، كل هذا من الممكن بالنسبة لي أن أستوعبه وأتقبله

الدكتور محمد العوضي على سبيل المثال لا الحصر من الأمثلة الجيدة باعتقادي على الثبات على الأفكار والرؤى، وإن اختلفت مع الكثير من أفكاره، إلا أنه لا يسعني إلا أن أقف إجلالاً واحتراماً له لثباته على ما يعتقده دون تناقض أو تلوّن، على عكس الكثير من التيارات في الكويت خصوصا الدينية منها

ولكن المحير فعلاً وهو ما أراه في أغلبية المجتمع الكويتي أو على الأقل أغلبية من أراهم كي لا أعمم تعميماً قد يكون خاطئا، هو التناقض والهوّة الشاسعة ما بين طريقة تصرف المجتمع الكويتي وطريقة تحدثهم، وسأسوق بعض الأمثلة المدللة على ما أقول

فالمجتمع الكويتي يختار من يمثله في مجلس الأمة ممن يرفضون الاشتراك بين الجنسين في الأماكن العامة، ونفس المجتمع يذهب ويسعى وأشدد على «يسعى» إلى كل مكان مشترك كالمجمعات التجارية أو المتنزهات أو المطاعم أو حتى السفر إلى البلدان الكافرة

المجتمع الكويتي يختار من يمثله في مجلس الأمة ممن يضع ضوابط تصلح كأفلام لهنيدي وأحمد حلمي على الحفلات الغنائية، ويضع أيضا ضوابط على مواعيد عمل المرأة، ونفس هذا المجتمع برجاله ونسائه يملأ الحفلات الغنائية داخل وخارج الكويت، ولعل حفلات العيد الأخير تشهد على ما أقول وحفلات «هلا فبراير» كذلك

نوّاب التيارات الدينية يرددون بأن المجتمع محافظ لا يرغب في العادات الدخيلة، وهو من يحارب أي محاولات تغريبية، في الوقت الذي نجد فيه الكثير من أبناء هذا المجتمع يتجمهرون بشكل يجعل مجمعاً ضخماً جداً كالأفينيوز يغلق أبوابه لتجمهر عدد كبير من أبناء المجتمع أمام بوابات المجمع فور سماعهم إشاعة مفادها أن مهند ولميس سيوجدان في المجمع!! والأمر نفسه حدث قبل سنوات لدى افتتاح «فيرجن» الذي انكمش حجمه بسبب تدخلات نوّاب الأمة

تلك هي مجرّد أمثلة أسوقها لكم لتبيان التناقضات التي نعيشها، والمصيبة أننا نناقض أنفسنا وليس غيرنا، وهو الأمر الذي يقودنا إلى الخلف دون شك، فنحن لا نصادق النفس بل نذهب لنصوّت ونسوّق لأطول لحية كي تمثلنا في المجلس، ونهتف في الوقت نفسه لتامر حسني فور دخوله إلى صالة الحفل

خارج نطاق التغطية

النائب الموقر محمد هايف أدلى بتصريح عن ضرورة قيام وزارة أحمد باقر «تسمى قديما بوزارة التجارة» بفصل الجنسين في الحفلات الغنائية، فهل الحفلات الغنائية حلال في نظر نائب الأمة والمشكلة تكمن بوجود الجنسين معا؟

جريدة الجريدة بتاريخ 6-10-2008

6 comments:

سيدة التنبيب said...

كما تفضلت بالطرح .. لا يجوز التعميم .. و بالتالي فما تتحدث عنه هو ليس تناقضات .. بل اختلافات في التوجهات و الأفكار .. الكثير من النواب أصواتهم عالية و يتدخلون في كل شئ . والكثير ممن يخالفهم الرأي صامتون و بالتالي نعتقد أنهم غير موجودين . وليس معنى أن أغلبية البرلمان سلف أن المجتمع الكويتي يريد ذلك .. هم ليسوا أغلبية و لكن أكثرية عددية كمجموعة .. تماما كما كنا نقول أن الائتلافية تفوز بالجامعة رغم أن ما تحصل عليه لا يشكل سوى 25% من الأصوات و نحن نرى الآن الكثير من الناس يتذمرون من النواب .. فمن الذي أوصلهم للمجلس ؟

أستطيع أن أقول أن غالبية المجتمع ليست راضية عن النواب و الحكومة ..و لكنها غالبية صامتة

SoOoR el Q8 said...

بالواقع أن هؤهلاء يستخدمون الدين كغطاء سياسي للوصول الى قبة البرلمان لتطبيق شرع الله الحنيف على أرض الكويت فقط، فهم (نواب الدين) يناقضون أنفسهم عند تواجدهم خارج البلاد، ففي لبنان مثلا لاحظت تردد نائب سلفي يملك شقة في جبل لبنان على شارع محطة بحمدون وهو حي يرتاده المصطافون الخليجيون حافل بالمقاهي والسهرات الغنائية والعروض الراقصة ، فهل تحولت هذه المنكرات والفواحش داخل البلاد الى مرافق سياحية وترفيه بريء في الخارج، نفس النائب تجده في الصباح يدخل الى فرع بنك الكويت الوطني (بحمدون) ليفتح حساب شخصي له في بنك ربوي محرم في الكويت لكن لا بئس بالأمر خارجها

ذات النائب وقف في احدى جلسات مجلس الأمة مستهلا كلامه بالحديث (واعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فهو يراك) الا اذا كان رب العالمين يغض نظره عنك بعد نقطة النويصيب يا نائب النفاق السيالامي*


ايدلوجية مهجن نتاج خلط السياسة* بالاسلام

ZooZ "3grbgr" said...

للتوضيح فقط

يعني بذلك أن يفصل الرجال عن النساء في الحفلات الغنائية بأن يقتصر الحضور على النساء في حفلة نانسي مثلا ويقتصر حضور حفل مغني رجل مثل تامر - مسبب الاحداث المسببة لتصريحات هايف - على الرجال فقط

في هذه الحالة فان ما تفتق به ذهنه الفذ هو أنه في حال قامت إحدى المعجبات بالركض والتعلق برقبة المغنية فذلك جائز شرعا مع مخلل أما للرجال فالدشداشة لن تكون مريحة للركض فلذلك سيمشي الشخص لتامر وسيغير رأيه بالنهاية لاستيعابه بأنه سيظهر بالتلفاز ذو حجم 52 بوصة الذي يراقبه هايف حفاظا على الوطنية والثوابت

سؤالي؟؟ انت تعرف الوطنية؟؟
لا لا لا يا هايف مو اللي عندهم موبايلات
ايييييه يا علم بلادي وانا بعد قلت جذي

Anonymous said...

i agree with you .. bs la tensaa el yroo7 hal 7aflaat o el mujm3at most of them under 21 y3nee ma yent'7eb .. o leen yekbar yestaw3eb ena kel shai b floos fa yroo7 7g el ydefa3laa .. or faj2aa ye7alel o ye7arm kel shi( jedam ahlaa kel shai 7aram o he's enjoying el 7aram) hatha mu3tham sha3ab el kuwait el mowagar from both sex

Dionysus said...

و ليس على هايف حرج

Safeed said...

هؤلاء الذين يسمونهم التيار المتردد ... مو عارف هو شنو ؟ و لا دوره شنو ؟ و لا رسالته بالحياة شنو !
يحاول إنه يبرر لأخطائه و يتوب عنهم في تعصبه ( اللا عقلاني ) للدين بصورة خاطئة .. من باب احب الصالحين و لست منهم لعلي انال بهم شفاعة !
بتمثيله لدور ( الدرويش ) قاعد يكفر عن اخطاءه ، و يثبت انه رغم سوءه لا تزال فيه صفات ( الخير ) كامنة .. و لو كانت بلا منطق او عقل
هذا يسمونه ( التناقض ) .. مو قادرين يعيشون وفق هويتهم الصحيحة ، لهم هوية خارجية و هوية باطنية .. و كل وحدة فيهم تعاكس الثانية ..
حالة عجيبة .. تستحق الدراسة