Tuesday, June 23, 2009

بي سر

'بيسري' مصطلح فارسي على حد علمي يتكون من مفردتين 'بي' 'سر' بفتح السين وتسكين الراء، 'بي' تعني من دون أو بلا، و'سر' تعني رأس.

ولأننا في مجتمع لا يخلو من العيوب، فقد اُستخدمت هذه المفردة منذ القدم لتقسيم الناس، ليس حسب كفاءتهم أو أدائهم، بل وفقاً لقرار لم يكن لهم شأن به، فـ'البيسري' يبقى 'بيسرياً' حتى لو حاز على جائزة 'نوبل' في العلوم أو أصبح زعيماً مناضلاً أو عالماً دينياً، فهو في النهاية 'بيسري' لأن والده لم يكن أصيلاً، حسب مفاهيم بعض أفراد المجتمع!

كنت أعتقد أن هذا التقسيم التافه بالإضافة إلى تقسيماتنا التافهة الأخرى كتقسيم الطوائف والعوائل والقبائل والجنس بل المناطق أيضاً، أقول إنني كنت أعتقد أن تقسيم 'البيسري' والأصيل متعلقٌ بشكل أساسي بعلاقات الزواج والمصاهرة، إلى أن فوجئت بنائب كويتي، وهو النائب سعدون حمّاد الذي أقسم على احترام الدستور، وأكرر احترام الدستور الذي ينص على عدم التمييز وأن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، يأتي هذا النائب الـ'سري'، وهي نقيض 'بيسري'، أي أن هذا النائب له رأس يحكمه، يأتي ليجادل النائب عادل عبدالعزيز الصرعاوي دفاعاً عن واحد من أشهر الكويتيين حالياً طلاقة باللسان الشيخ أحمد الفهد وزير الإسكان وبقية الوزارات غير المفهومة!

ويا ليت حمّاد لم يجادل الصرعاوي... فكلامه في اعتقادي من أشنع ما قيل في تاريخ المجلس على الإطلاق، فلو أن أي فرد لم يكن يعرف عن النائب حمّاد شيئا، بمعنى أنه لم يعرف أنه قد فاز في مجلس 99 وبعدها طُعن في فوزه لاشتراك بعض العسكريين في عملية التصويت، وقُبل الطعن وخرج من المجلس، وهو نفسه النائب الذي ثارت حوله مشكلة مع مسؤول العلاج في الخارج، فلو أن فردا لم يكن يعرف عنه كل ذلك وشاهد الجلسة ورأى ما تلفظ به حمّاد لبكى على حال شعب انتخبه ليمثله!

والسؤال المطروح على حمّاد النائب: ما رأيك في 'البياسر' ممن صوتوا لحضرتك؟ لقد أثبت حقاً أن الصرعاوي ليس له من يحكمه، وهو فعلاً لا رأس يحكمه و'بيسري'، أما أنت فبالتأكيد لست 'بيسريا'... فشكراً لك.

*************

ومادمنا بدأنا المقال بكلمة فارسية، فلنعرج على الوضع في الجمهورية الإيرانية... فالانتخابات الرئاسية الدامية الأخيرة انتهت كما صرّح الإعلام الإيراني الرسمي بفوز نجاد مجدداً ورفض مير موسوي المرشح الآخر نتائجها، وتوقف الأمر على انتظار قرار من السلطة العليا في إيران برئاسة السيد علي خامنئي، إلا أنه أثبت انحيازه التام للمرشح الفائز مما سبب، ولايزال يتسبب، في أحداث شغب خطيرة في إيران، وهو ما يجب أن نشير إليه... فإذا لم تتخذ السلطة موقفاً محايداً من الأحداث، فإن النتائج ستكون وخيمة، فهل من معتبر؟

خارج نطاق التغطية:

قد أتقبل أن يأتي أحمق ليصمني بالطائفية لمجرد انتقادي شخصية عامة من المذهب السُنّي، ولكني أتمنى من الأحمق نفسه أن يصمني بالوحدة الوطنية عند دفاعي أو مدحي شخصية عامة من المذهب السُنّي، فإن لم يكن فالصمت أفضل.

جريدة الجريدة بتاريخ 23-6-2009

1 comment:

سيدة التنبيب said...

لعلها مفارقة مضحكة أن تستخدم لفظة فارسية لوصف أصل شخص ما ! أين لهجة الأصلاء من أهل البلد ؟