Wednesday, December 09, 2009

تدوينة الأربعاء -أحيلوا ناصر الخرافي

هل تغيرت الكويت بعد كومة إستجوابات الأمس، وهل ستتغير؟ هل تساءل المسلم عن سبب توقف أو إنعدام المشاريع التنموية في البلاد، وهل سأل الوعلان عن سبب تردي المنشآت وطيلة أمد الأعمال الإنشائية أضعاف مدتها؟ هل فكّر البراك في معرفة لماذا لا تصرف أموال المخالفات المرورية التي تقدر بالملايين شهريا لتحسين مستوى المرور وخدماته؟ هل طرح بورمية تساؤل حول العتاد العسكري ولماذا يراوح عدد الجيش الكويتي في مكانه منذ أكثر من ربع قرن؟؟

أسئلة وجهت وتمت الإجابة عليها، وزير قد يرحل وثلاثة باقون فمالذي سيتغير؟ لا شيء ما دامت العقلية ثابتة والوجوه هي المتغيرة.

لذا فالحديث عن موضوع منفصل تماما هو ما فضلته على موضوع الساحة، فما حدث طيلة عام كامل، وتحديدا في حال شركة زين للإتصالات المتنقلة والتي أسهبت في موضوع سابق بعنوان "فرقاكم عيد" في شرح كيفية إستفادة هذه الشركة من الكويت دون أن تقدم شيئا يذكر تجاه هذا البلد بالمقارنة مع ما قدمته للدول المجاورة والغير مجاورة أيضا، أقول بأن ما حدث يستلزم الوقفة الجادة بل إتخاذ إجراء رادع كي لا يتكرر هذا التلاعب الذي حدث بأموال الناس ومقدراتهم.

على الرغم من عدم تعمقي في سوق الأوراق المالية فهو مجال لا يستهويني كثيرا، إلا إن ما حدث في "زين" كما قلت خلال عام يجعل حتى من لا يفقه في السوق يعي جيدا كيف تم التلاعب بأموال الناس، من خلال بث الشائعات وتسويقها من خلال الصحف لترفع من سعر السهم يوما وتهوي به إلى القاع يوما آخر. في أواخر يناير الماضي وصل سهر سهم شركة زين إلى 590 فلس نتيجة للأزمة المالية العالمية وخلال سبعة أشهر وصل سعر سهم زين إلى 1.600 فلس، ليهوي بعد ذلك وخلال شهرين فقط إلى 920 فلس بمعنى آخر بأن من إشترى سهم زين في يناير بقيمة مليون دينار فإنه تمكن من تحقيق 2.7 مليون دينار في سبتمبر، ليأتي اليوم والسهم في الهاوية ليشتري السهم مجددا ويبث إشاعة ما قريبا فيقفز السعر مرة أخرى ويحقق أرباحا طائلة على حساب خسارة الآلاف من الناس ممن يصدقوا الإشاعة !!

أشير إلى السيد ناصر الخرافي هنا تحديدا لأنه هو مهندس صفقة "زين" الوهمية كما هو واضح، وهو مساهم رئيسي في "زين"، بمعنى أن صاحب البضاعة قام بنشر الأخبار علانية وفي الصحف وأمام ناظري الرقابة عن أن بضاعته سيندر وجودها في المستقبل وسيعلو سعرها، وما أن يتهافت الناس لشراء البضاعة أملا في كسب قليل من المال، حتى نكتشف بأن الأخبار التي نشرها صاحب البضاعة لم تكن سوى وهم منشور كي يروج لبضاعته.

ما ذنب من صدّق كلام الخرافي الذي مر أمام ناظري الجهات الرقابية المسؤولة فلم تضفي عليه سوى المزيد من المصداقية، فذهب هذا الإنسان البسيط أملا في باب رزق جديد ليصطدم بهكذا خدعة ملؤها بهارات هندية لسعت قلوب المستثمر الصغير وأودت بأمواله إلى الحضيض. إن ما حدث لا يجب أن يمر مرور الكرام، وعلى ناصر الخرافي الذي صرح مسبقا بأنهم قدموا "الصمّون" لأهل الكويت إبان الغزو أن يحال للجهات القضائية للتحقيق فيما قاله ونشره على مر الشهور الماضية وما سببه من خسائر تقدر بالملايين لكل من لم يعلم بأن الصفقة لم تعش أصلا كي تموت.

2 comments:

Anonymous said...

اخ على
هل كيف يصير غش بالتجاره؟؟
لما يجيك التاجر ويعلن انه انا فلان الفلاني بييب فقع...يوصل الفقع ولا يطلع بطاط
ولا بعلن انا فلان الفلاني بييب زل....يوصل الزل ولا خياش

bo bader said...

من عاش بالحيلة مات بالفقر

ومن عاش عيشة البرامكة مات موتتهم