"يعني الديرة ما فيها مشاكل إلا سرّاق المال العام؟ شوفوا الصحة شوفوا الكهربا شوفوا التنمية اللي واقفة، بس فالحين تقولون سرّاق مال عام، منو بالديرة مو حرامي؟". هذا هو المضمون الذي واجهني بأشكال مختلفة بالفترةالاخيرة، وإن إختلفت أساليب وكلمات التساؤل إلا أن المعنى واحد
هذا السؤال الذي قد يكون منطقيا ووجيها إن كان نابعا من أناس نعلم أن مصالحهم غير مرتبطة بلصوص أو منافع ذاتية يستحق الإجابة لوضع النقط على الحروف، و شرح وجهة النظر التي نعتقد ونتمنى أن تكون صحيحة
إن سرقات الأموال العامة في الكويت قد بلغت مرحلة أصبحت فيها تفوق القدرات الإنتاجية للبلد، ولا يوجد دليل أكبر مما نمر به منذ ثلاثة أعوام وإلى اليوم وهو أزمة المياه والكهرباء، والتي لا يستطيع العقل أن يصدق بانها تحدث في دولة من أغنى دول العالم، لماذا لا يتساءل أحد عن الأسباب الفعلية لهذه الأزمة، هل هي حقا كثرة الإستهلاك؟! بالطبع لا، إن السبب الحقيقي هو عدم وجود محطات كهرباء وماء كافية لإستيعاب مليونين شخص، وعدم وجود المحطات يعني أننا في دولة إما ان تكون فقيرة أو أن تكون دولة لصوص لم يبقوا شيئا لمستلزمات الحياة، ننتقل للتعليم فهل يعقل أن جامعة الكويت والتي تأسست في 1966 ما زالت معظم مرافقها مشيدة داخل ثانوية الشويخ و مدرسة في كيفان ومدرسة في العديلية، إن عدم وجود المرافق الجامعية الحقة يعني إما ان نكون في دولة فقيرة أو دولة لصوص لم يبقوا شيئا لمستلزمات التعليم، وهذا ما ينطبق على الصحة والرياضة والسياحة وكل أساسيات الدولة الحديثة، نعم إن التنمية هي المطلب، ولكن أساس التنمية هو وضع أيدينا على الجرح وإستئصال الاورام التي إستشرت وما زالت تستشري في جسد الكويت
لقد أدى التهاون مع سرّاق المال العام في الفترات الماضية وعدم ملاحقتهم أو محاسبتهم كما نص الدستور وكما نص الإسلام أدى إلى أن يكون الباب مفتوحا على مصراعيه للسرقات والنهب لمدى قد لا يفيد بعده حتى الكي وهو آخر العلاج، ولكي لا نتباكى على لبن مسكوب شوه صورة الكويت الحديثة فعلينا جميعا محاسبة سراق المال العام في سبيل التنمية والإصلاح والتقدم، وأولهم طبعا هو من سرق وبدد أموالنا في احلك الظروف، فإن لم يحاسب لصوص تلك الحقبة فلن يحاسب أحد أبدا
لهذا نحن لا نكف عن الحديث عن اللصوص ولن نكف عن ذلك حتى تنطق مطرقة العدالة بحكمها، حينها فقط حينها تهدأ النفوس وترضى
خارج نطاق التغطية
في كأس الخليج عام 2004 في الكويت كان طلال الفهد ضيف أحدى حلقات برنامج مخصص لتلك البطولة في مسرح الرومي بمبنى تلفزيون الكويت، وقد تحدث عن أمر ما زال عالقا بذهني، فقد قال بان المسرح "يخر ماي"، وقبل أيام قليلة أي في 2007 كنت في مسرح الرومي لتسجيل إحدى حلقات برنامج ديوانية الإسبوع مع الدكتور شفيق الغبرا وبعد ثلاثة سنوات من حادثة طلال الفهد ما يزال المسرح "يخر ماي".. من حبنا لها
الطليعة بتاريخ 20-6-2007
1 comment:
وصلت الوقاحه فيهم انهم يدافعون عن الحرامية ؟؟؟ شي يكدر
Post a Comment