Monday, December 28, 2009

بئس الإنقاذ يا عقيلة

«إنقاذ وطن» هذا الشعار الذي رُفع أخيرا على خلفية ما قام به المواطن محمد الجويهل من تصريحات شجبها البعض بأسلوب ديمقراطي راقٍ، في حين أن الأغلبية شجبتها بكلام أسوأ بكثير مما قاله الجويهل.

نعم يستحق الجويهل أن يحاسب قانونيا على ما أثاره إعلاميا من شتيمة علنية وتشهير وهمي على أغلب الظن، لكن ألم يقسّم البعض، من ضمائر الأمة، المجتمع الكويتي من ذي قبل؟ أولم يصنّف كل من يملك الدنانير بأنه حوت يهدف إلى مص دماء الشعب ولا تهمه الكويت؟ أولم يصنّف أبناء المناطق الداخلية كما يحلو للبعض تسميتهم بأنهم عنصريون وانبطاحيون في الوقت نفسه، في استجواب الشريع لنورية الصبيح والاستجواب الأول لجابر الخالد؟

إذن فازدواجية المعايير موجودة لدينا أو لدى بعضنا إن صح التعبير، فمتى ما مست كراماتهم أصبحنا بحاجة إلى إنقاذ الوطن، ومتى ما قسمت أفواههم وتصرفاتهم الكويتيين إلى حيتان وتماسيح وحملان فالوحدة الوطنية بخير، وهم لا يكونون حينذاك سوى ضمير حي ولسان صريح وجريء.

أنا هنا لا أستنكر أو أرفض إنقاذ الوطن كمسمى وشعار، ولكن هذا الإنقاذ لا يتحقق بمعايير مزدوجة أبدا.

على أي حال لنتجه إلى ما حدث الثلاثاء الماضي في الندوة المشهورة بعنوان ندوة العقيلة عند النائب خالد الطاحوس، فقد تداعت القوى السياسية وبحضور جماهيري غير مسبوق إلى قتل الوطن لا إنقاذه.

فأن يكون أكثر من نصف المتحدثين من خريجي الانتخابات الفرعية التي تختزل الكويتيين في قبيلة وفخذ ليتحدثوا عن إنقاذ الوطن فهذه مهزلة، وأن يكون أحد المتحدثين متعدياً على الأموال العامة، ويريد أن ينتقم من فشله في تكملة تعديه على الأموال، وفشله في نيل ثقة الناخبين، ليأتي ويتحدث باسم الوطن/ البلد، وليس الوسيلة الإعلامية، فتلك هي الطامة.

أن يكون أيضا من المشاركين «حدس» حدس؟؟ حدس؟؟ أي وطن هذا؟ وأي إنقاذ؟ وأن يقمع أحد المدعوين من الحديث ضاربين عرض الحائط بحرية التعبير المكفولة دستوريا، ويدّعون بعد ذلك أن اجتماعهم هو لإنقاذ الوطن ودستور الوطن فعن أي وطن تتحدثون؟!

العتب كل العتب على السياسي المخضرم عبدالله النيباري الذي صوّر ذلك التجمع بأنه شبيه بدواوين الاثنين، وشتان ما بين المطالبة بالدستور «يابو محمد» ومن بارك وصفق لناس تسعى إلى وأد الدستور.

والعتب الآخر على الصديق والسياسي الواعد خالد الفضالة الذي قبل بالمشاركة مع أغلبية متجاوزة القانون، وجرمهم برأيي لا يقل عن جرم الجويهل يا «بوسند».

نحن فعلاً بحاجة إلى إنقاذ الوطن، من تجمع إنقاذ الوطن في يوم الثلاثاء الماضي.

خارج نطاق التغطية:

لا أستطيع أن أتجاوز حادثاً مفجعاً آلمني كثيرا برحيل شاب يافع هو ابن عمي يوم الأربعاء الماضي، ولكن عزائي الوحيد أن عمره الصغير لم يتح المجال لهذه الدنيا أن تلطخه بأوساخها، فإلى جنة الخلد يا جعفر محمد تقي خاجه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الجريدة بتاريخ 28-12-2009

5 comments:

Faisal said...

عظم الله أجرك

أهل شرق said...

اولا عظم الله أجرك

ثانيا اذا كنت تربط بين الفرعيات ومطالبة نوابها بانقاذ الوطن من شق الصفوف والتمسك بالوحدة الوطنية
وتصف حملتهم بكلمة بئس
فعليك ان تطلق هذه الكلمة للنائب المحترم عبدالله الرومي لانه اول نائب فرعيات بالكويت ولك ان تتأكد بنفسك من النائب المحترم وأهل الدعية الكرام

عزيزي الفرعيات شيء والوحدة الوطنية شيء آخر وأعظم

كل منا له أخطاء وهفوات ووجهات نظر مختلفة لكن امام الوحدة الوطنية فكلنا متفقين والنائب حسن جوهر والعم عبدالله النيباري والعم احمد السعدون والاخ خالد الفضالة خير أمثلة على كلامي
امام الوحدة الوطنية كانوا يدا واحدة مع اخوانهم نواب الفرعيات

والسلام

المهندي said...

يعني بمنطقك غير السليم

عندما ترتكب مخالفة

فكل ما تفعله مخالف؟ :)

أي منطق هذا؟ وأي فكر؟

قول ما ودك تدعمهم وأخلص

بلاش تعذر فرعيات ومش عارف أيش ...

بئس الوطنية ما تدعون

حنطفيس said...

احسنت

ينادون بأعدام الجويهل وهم اشد خطرا وتدميرا للوحده الوطنيه

حسافه عليك يالنيباري

Anonymous said...

عظم الله أجرك

وجعله خاتمة الأحزان