Monday, May 10, 2010

إيران ماهُـم الإمام علي

إحتراما لرغبة النيابة العامة في عدم تداول قضية أو تفاصيل مسألة التجسس لصالح إيران في الإعلام، لهذا لن أكتب في فحوى القضية وتفاصيلها وشخوص المتهمين ولا في رغباتهم وإنتماءاتهم إلى حين.

هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن يتم إلغاء كل نقاش حول هذا الشأن أو المضمون العام له، ولا بد لتوضيح صورة ما للمستقبل كي لا يتلقف الفئوين قضايا كتلك ويقسموا المجتمع الكويتي كما يحلوا لهم.

إيران دولة غالبية سكانها من المسلمين الشيعة وتطلق على نفسها إسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولأنها ذات غالبية مسلمة شيعية فإن هذا يعني بأن النظام الإسلامي الذي تنتهجه أو تدعي بأنها تنتهجه إن صح التعبير هو نظام إسلامي شيعي.

كما يعلم الجميع بأن الخلاف الأساسي بين الشيعة والسنة هو خلاف على أحقية الخلافة النبوية من ناحية ومصدر التشريعات الدينية من ناحية أخرى، فالشيعة يرون بأن الخليفة الرابع هو الأحق بالخلافة منذ البداية في حين أن السنة يعتقدون بأن الخلافة التي آلت للخليفة الأول هي الصحيحة.. والشيعة يعتقدون بأن مصدر التشريعات الدينية يستقى بعد القرآن من آل البيت في حين يرى السنة بأن المصدر هو الأحاديث المجموعة في صحاح كالبخاري ومسلم وغيرهم من علماء.

لا بد من الإشارة لما أشرت إليه لأتمكن من حصر الموضوع في نطاقه، فردود الأفعال التي لحقت خبر الشبكة التجسسية أوحى لي بل جعلني متيقنا بأن هناك فهم خاطئ من شيعة الكويت وسنتّهم، بل من هم من المفترض أن يكونون النخبة من المذهبين، فشيعة الكويت أو النواب المعتقنين المذهب الشيعي إتخذوا موقف المدافع وإن لم يكن المدافع فهو المهوّن لمسألة التجسس لصالح إيران، فهم كحال الكثيرين من نوابنا اليوم يسيرون خلف رغبات الشعب ولا يقودون الشعب، أما بعض النواب السنة فقد أصبحوا فقهاء في الدبلوماسية والتعامل في السياسة الخارجية حتى وإن كانت خبراتهم كلها مرتكزة على الشريعة وحفظ القرآن، فهذا الذي يطلب سحب سفيرنا وطرد سفيرهم دون تثبت من حقيقة الأمر أو معرفة حتى تفاصيله، وآخر يتهم كل من يجمع بين الصلاتين بأنه عميل مزدوج والأمور على هذا المنوال.

إن إيران لا تمثل سوى نظام ديني سيء آخر يضاف للأنظمة الدينية الإستبدادية التي ترفع شعار الدين للوصول لمآربها، ولا تحمل لا من قريب أو بعيد أي "ريحة" حتى من نظام أهل البيت ومسلكهم، ومن يتصور بأن من يقف مع إيران هو الوقوف مع منهج الإمام علي عليه السلام فهو واه يخدع نفسه قبل غيره.

وإن كان هناك نوايا من إيران أو غيرها لأن تسيء أو تضر بالكويت فإن أعلى ما ستصل إليه رؤوسهم هو فردة نعلي، ولا يوجد لدي أرقى من هذه الكلمة لكل من يمس أو يفكر حتى بأن يمس بلادي بسوء.

فليتوقف المدافعون من الشيعة والمهاجمون من السنة من أجل النكاية بالشيعة (وليس المهاجمون بغرض الدفاع عن بلدهم) عن التصور أو حتى التفكير بأن إيران تمثل أحدا في الكويت فما يجمع بعض الكويتيين بإيران هو مذهب منتشر في شتى بقاع الأرض ولا يفترض أن تمثل إيران أي شيء آخر سوى ذلك، فإن كان هناك من يدين بالولاء لأي بلد غير وطنه الكويت فليرحل غير مأسوف عليه ومالت عليه بعد.

ضمن نطاق التغطية:

جريدة جديدة لكويتي جديد تتكلم بإسم طائفة بكاملها وكوني من معتنقين هذه الطائفة فأقول له وبالفم المليان لست أنت من يمثلني ولن تكون أبدا فديدنك الفتنة شأنك شأن الكثيرين من مخربي الإعلام الذين سبقوك

3 comments:

alala said...

بوست يبرد الجبد :)

Mohd Khadada said...

مقالة رائعة و اسلوب راقى هكذا انتم شيعة الكويت رجال كما كان اجدادكم لا اجد من ينافسكم بحب الكويت واللة لنروى ارضها بدمنا كما روى الحسين ارض كربلاء فلكويت ارض من احبها و ذاد عنها كمافعل اجدادكم عاشت الكويت و عاش الامير

Ammar said...

"فإن كان هناك من يدين بالولاء لأي بلد غير وطنه الكويت فليرحل غير مأسوف عليه ومالت عليه بعد."

عجبتني هالجمله :)
يعطيك العافيه بو حسين