Wednesday, May 09, 2007

ولدك يخرّب عليك أكثر

حضرت جلسة مجلس الأمة في يوم الثلاثاء 1-5-2007 والمخصصة لمناقشة سرقات أموالنا، وبالأخص أكبر السرقات في تاريخ الكويت (الإستثمارات والناقلات)، وما قيل من بعض النواب "برّد جبدي" وما أجمل أن يقترن ما يقال بتصرفات وخطوات من شأنها كشف اللصوص أولا وردعهم ثانيا

إن ما صدمني حقا هو التغطية الصحافية الأكثر من سيئة فإضافة إلى جريدة الياهل وتغطيته الكاذبة وهو أمر متوقع ومحمود أيضا لأن كل ما ينشر في هذه الجريدة نأخذ عكسه، إلا أن الصحف الأخرى كانت تغطيتها سلبية بل وأكثر من سلبية فما قيل في المجلس شيء وما نشر شيء آخر تماما. وهذا ما كنت اخشاه فاللصوص تمكنوا وتحكموا بكل شيء وشبكت مصالحهم مع كل الجهات لدرجة جعلت كثير من الناس لا يجرؤون على الكلام خوفا من وقوع الضرر عليهم خصوصا إن كان الموضوع يتعلق باللصوص

أصبح الكثيرون يخافون بل ولا يجرؤون على الكلام حينما يمس الموضوع سرّاق المال العام، وحتى إن كتبوا او تكلموا فهم يكتبون بخجل شديد يشبه خجل الفتاة لحظة الموافقة على الزواج، والأمل بدأ يتلاشى شيئا فشيئا من القدرة على كشف اللصوص للخوف الشديد الذي يعتري الناس فهناك من تحدث وحاولوا إغتيالهم وهناك من تحدث وسئم لعدم وجود من يسمع، وهناك من لا يتحدث خوفا وخشية من أن يقع الضرر، وهناك من لم يكتفي بذلك بل أصبح يدافع عن اللصوص، ولكننا سنتحدث

ملاحظة: عنوان المقالة لا علاقة له بالمقالة بل كلمة في صدري وأرغب بقولها

خارج نطاق التغطية
"حتى هذا باق" تلك هي جملة اللصوص وصبيانهم في الدفاع عن سرقاتهم، وهو إعتراف ضمني بأنهم سرقوا ولكن غيرهم سرق أيضا، وهو عذر أقبح من ذنب حقا، فأن تسرق وتتستر على سرقاتك بسرقات الآخرين فهو أمر مخزي والمخزي أيضا أن ينجرف البعض معكم




خارج نطاق التغطية 2
الذكريات هي إحدى الأمور الرائعة التي تربط الإنسان بلحظاته السابقة جميلة كانت أم حزينة ومنها يتذكر الإنسان ويبتسم تارة ويتحسر تارة أخرى، ولعل أكثر وأجمل الذكريات إرتباطا بالإنسان هي ذكريات الطفولة والمدرسة، ولكن أن تأتي الدولة لطمس هذه الذكريات وتهدم كل المدارس القديمة وهو ما يمنع الجيل السابق من أن يعيد ذكرياته برؤيته لمدرسته وطفولته فهو أمر غريب حقا، فحتى الذكريات تطمسونها!! أقترح على الدولة أن تخصص أجزاء من الماضي وتحافظ عليها ولا أقصد القرية التراثية التي إفتتحها شرار قبل سنتين وما زالت براحة؟؟
الطليعة بتاريخ 9-5-2007

3 comments:

Q8i said...

بصراحه كلامك كله عدل بعدل ومافي أي شي غلط وأنا بالنسبة لي أفتخر إني أقول إن هالمدرسه مدرستي يوم كنت بالابتدائي وجذي وبنفس الوقت اتحسر على الأيام إلي فكروا بتغييرها بصراحه ذكريات حلوه لكن الواقع فيها مر وبنفس الوقت الكل صار يخاف من إنه يقول كلمه الحق رغم البوق إلي يصير جدامك بس ما تتكلم على قولة المثل " لا تبوق ولا تخاف " والله يستر وياليت الناس تصحى من يديد وتبني حياة أفضل في هذا الزمن إلي يعتبر من أخطر الأزمان

قائمة صوت الكويت

KuwaitVoice said...

مقال ممتاز


سرقة الأموال قضية مهمة جدا ولا يجب السكوت عنها ..


لكن

القضية الأهم والتي لا يلتفت إليها أحد إلا القليل من أبناء هذا البلد

هي قضية الحريات ..

هذه هي قضية العصر وقضية الدستور والحياة المدنية ..

المجلس تلخصت وظيفته وبكل أسف بالأموال العامة.. كأن الأموال تسوى من دون أن يمارس الإنسان حياته بالتعبير والكتابة والعيش ..

أكرر ما قاله الكاتب الكبير عبداللطيف الدعيج :

طز بال 150 مليون التي بعتم حرياتنا وديموقراطيتنا من أجلها

عاشق وطن said...

q8i

شكرا عزيزي على مشاركتك

kuwaitvoice

شكرا على إطرائك يا عزيزي

أنا أعتبر سرقات الأموال ككرة الثلج التي تكبر ولن نستطيع إستيعابها إن لم نصدها فورا

فلصوصنا "عينهم قوية" لا يكتفون بالسرقة ويهربون بل يسرقون ويتغلغلون بيننا وينهشون ويفرقون ويقسمون الكويت لدرجة لن يبقى في الكويت اذا لم نتحرك اي شكل من اشكال الحياة