لا أفهم إستغراب البعض وتعجبهم من الخبر الذي نشر أمس وتواصلت تبعاته اليوم حول القبض على شبكة إرهابية كانت تخطط لتفجير معسكر عريفجان ومبنى أمن الدولة، ولا أستغرب أيضا إن كان كلام المتهمين بأن ما أرادوا القيام به هو فكرة ذاتية غير نابعة من حزب أو تنظم إرهابي خارجي.
فهذه التجربة الإرهابية ليست بجديدة على الكويت، فعلى مر سنين وجود تيارات الإسلام السياسي في الكويت واحداث العبث الإرهابي موجودة ومستمرة شيعية كانت أم سنية، ودعوني أشير هنا لمحطات معينة أصبو من خلالها لتبيان حقيقة ما:
المحطة الأولى: معركة الجهراء
هذه المعركة التي وقعت أحداثها في اكتوبر من عام 1920 بين آل سعود وآل صباح ومن أسبابها كما ذكر الباحث بدر خالد البدر التالي:
برأي آل سعود أن أحد الأسباب هي:
نفرة سالم المبارك الصباح من مذهب الوهابيين والسماح للبعض لعقد مجالس الوعظ التي ترميهم فيها بفساد العقيدة وبالجهل والتعصب.
أما بالنسبة للرأي الكويتي فهو:
تكفير (الإخوان) لأهل الكويت وسالم في معيتهم وشدتهم إذا ما ولجوا أسواقها واختلطوا بأهلها.
المحطة الثانية: معركة الإختلاط
وهي ندوة أقيمت في سنة 1971 في قاعة صباح السالم بمبنى الجامعة في الخالدية ولم تكتمل بسبب تحويل قوى الإسلام السياسي لهذه الندوة لمعركة دامية بسبب رفضهم لما يسمونه بالإختلاط.
المحطة الثالثة: تصدير الثورة الإيرانية
مع نهاية السبعينيات من القرن الماضي وجرّاء الثورة الإسلامية كما يحلو للبعض تسميتها في إيران أثيرت فكرة تصدير الثورة للخليج وقد تبناها مجموعة من أبناء الكويت للأسف زرعوا الرعب في نفوس الكويتيين في فترة الثمانينيات تحديدا
المحطة الرابعة: مابعد 11-9
بعد احداث سبتمبر 2001 ظهرت على السطح مجموعات وخلايا إرهابية تهدف لترسيخ مفهومها وقتل أي مفهوم آخر حتى وإن كان ترسيخ مفاهيمها يأتي عن طريق التدمير والقتل.
تعمدت ذكر هذه المحطات الأربعه وهي ليست المحطات الكريهة الوحيدة طبعا في تاريخ الكويت إلا أني أرى أنها مرتبطه بالخبر المنشور أمس، فمعركة الجهراء تبين أن الكويت كانت مستعدة لخوض الحرب رغم قلة العتاد والقوة في سبيل رفض التزمت والتشدد والتكفير وإلغاء الآخر.
أما ندوة الإختلاط فتبين أن التيار المتشدد الذي يسعى لإلغاء الآخر بات له وجود قوي في الكويت وإن كان لا يمثل الأغلبية، أما محطة تصدير الثورة فهي توضح أن المتزمتين ليسوا مقتصرين على مذهب أو طائفة واحدة بل من الطائفتين الرئيسيتين في الكويت (السنة والشيعة) وقد أخذوا منحى جديد في تشددهم
وأخيرا المحطة الرابعة التي نعاصرها اليوم وهي وجود قناعة مترسخة ولا يخجل أصحابها منها تخول لأصحابها قتل من يشاؤون وتكفير ، من يشاؤون حسب أمزجتهم وأهوائهم، بل إن إعلامنا للأسف إنجرف وراء هؤلاء الإرهابيين فأسماهم بالمجاهدين ولا يوجد دليل أكبر مما نشر في جريدة الراي قبل أيام بخصوص الإرهابي خالد الحسينان حين قدمته بهذا النص:
دعا الإمام والخطيب السابق في الكويت «المجاهد» خالد بن عبدالرحمن الحسينان
نعم فقد أسمته بالمجاهد وهو الذي يساهم في قتل وتشريد الناس، بل ليس من المستبعد أن يكون هو أحد المحرضين على تهديد أمن بلده الكويت. ما أود قوله وإيصاله هو أن الكويت أو حكومة الكويت في المقام الأول هي من غيرت الفكر الكويتي المسالم المتسامح المنفتح على الديانات والعقائد والمذاهب لدرجة أصبح فيها مجتمع عابس متجهم متشدد يرفض الإختلاف.
فبدأت التحويل من خلال التحالف مع قوى الإسلام السياسي أملا في الحد من المد الليبرالي المدني، وكان لها ذلك ولكن النتائج وخيمة، وعى ضوء هذا التحالف البغيض مع قوى الإسلام السياسي من طائفة واحدة فإن المتخلفين من الطائفة الأخرى تمترسوا وراء العنف وأي قشة تمنحهم القوة كما يعتقدون، ولم تكتفي الدولة بذلك بل قتلت هي ومجلس الأمة كل صورة جميلة للتسامح في الكويت حين أقرت عدم منح أي شخص غير مسلم الجنسية الكويتية مهما كانت أعماله جليلة ومفيدة للوطن.
وبالطبع تسليم التعليم لقوى الرأي الواحد وكذلك الجمعيات الشرّية التي تجند الاطفال وترسخ في عقولهم الشر والعنف والضغينة، النتيجة لن تكون سوى الإرهاب، والقبض على 6 أفراد كل ثلاث سنوات لن يقتل المشكلة أبدا، بل التعليم والحزم هم من سيحلونها.
فهذه التجربة الإرهابية ليست بجديدة على الكويت، فعلى مر سنين وجود تيارات الإسلام السياسي في الكويت واحداث العبث الإرهابي موجودة ومستمرة شيعية كانت أم سنية، ودعوني أشير هنا لمحطات معينة أصبو من خلالها لتبيان حقيقة ما:
المحطة الأولى: معركة الجهراء
هذه المعركة التي وقعت أحداثها في اكتوبر من عام 1920 بين آل سعود وآل صباح ومن أسبابها كما ذكر الباحث بدر خالد البدر التالي:
برأي آل سعود أن أحد الأسباب هي:
نفرة سالم المبارك الصباح من مذهب الوهابيين والسماح للبعض لعقد مجالس الوعظ التي ترميهم فيها بفساد العقيدة وبالجهل والتعصب.
أما بالنسبة للرأي الكويتي فهو:
تكفير (الإخوان) لأهل الكويت وسالم في معيتهم وشدتهم إذا ما ولجوا أسواقها واختلطوا بأهلها.
المحطة الثانية: معركة الإختلاط
وهي ندوة أقيمت في سنة 1971 في قاعة صباح السالم بمبنى الجامعة في الخالدية ولم تكتمل بسبب تحويل قوى الإسلام السياسي لهذه الندوة لمعركة دامية بسبب رفضهم لما يسمونه بالإختلاط.
المحطة الثالثة: تصدير الثورة الإيرانية
مع نهاية السبعينيات من القرن الماضي وجرّاء الثورة الإسلامية كما يحلو للبعض تسميتها في إيران أثيرت فكرة تصدير الثورة للخليج وقد تبناها مجموعة من أبناء الكويت للأسف زرعوا الرعب في نفوس الكويتيين في فترة الثمانينيات تحديدا
المحطة الرابعة: مابعد 11-9
بعد احداث سبتمبر 2001 ظهرت على السطح مجموعات وخلايا إرهابية تهدف لترسيخ مفهومها وقتل أي مفهوم آخر حتى وإن كان ترسيخ مفاهيمها يأتي عن طريق التدمير والقتل.
تعمدت ذكر هذه المحطات الأربعه وهي ليست المحطات الكريهة الوحيدة طبعا في تاريخ الكويت إلا أني أرى أنها مرتبطه بالخبر المنشور أمس، فمعركة الجهراء تبين أن الكويت كانت مستعدة لخوض الحرب رغم قلة العتاد والقوة في سبيل رفض التزمت والتشدد والتكفير وإلغاء الآخر.
أما ندوة الإختلاط فتبين أن التيار المتشدد الذي يسعى لإلغاء الآخر بات له وجود قوي في الكويت وإن كان لا يمثل الأغلبية، أما محطة تصدير الثورة فهي توضح أن المتزمتين ليسوا مقتصرين على مذهب أو طائفة واحدة بل من الطائفتين الرئيسيتين في الكويت (السنة والشيعة) وقد أخذوا منحى جديد في تشددهم
وأخيرا المحطة الرابعة التي نعاصرها اليوم وهي وجود قناعة مترسخة ولا يخجل أصحابها منها تخول لأصحابها قتل من يشاؤون وتكفير ، من يشاؤون حسب أمزجتهم وأهوائهم، بل إن إعلامنا للأسف إنجرف وراء هؤلاء الإرهابيين فأسماهم بالمجاهدين ولا يوجد دليل أكبر مما نشر في جريدة الراي قبل أيام بخصوص الإرهابي خالد الحسينان حين قدمته بهذا النص:
دعا الإمام والخطيب السابق في الكويت «المجاهد» خالد بن عبدالرحمن الحسينان
نعم فقد أسمته بالمجاهد وهو الذي يساهم في قتل وتشريد الناس، بل ليس من المستبعد أن يكون هو أحد المحرضين على تهديد أمن بلده الكويت. ما أود قوله وإيصاله هو أن الكويت أو حكومة الكويت في المقام الأول هي من غيرت الفكر الكويتي المسالم المتسامح المنفتح على الديانات والعقائد والمذاهب لدرجة أصبح فيها مجتمع عابس متجهم متشدد يرفض الإختلاف.
فبدأت التحويل من خلال التحالف مع قوى الإسلام السياسي أملا في الحد من المد الليبرالي المدني، وكان لها ذلك ولكن النتائج وخيمة، وعى ضوء هذا التحالف البغيض مع قوى الإسلام السياسي من طائفة واحدة فإن المتخلفين من الطائفة الأخرى تمترسوا وراء العنف وأي قشة تمنحهم القوة كما يعتقدون، ولم تكتفي الدولة بذلك بل قتلت هي ومجلس الأمة كل صورة جميلة للتسامح في الكويت حين أقرت عدم منح أي شخص غير مسلم الجنسية الكويتية مهما كانت أعماله جليلة ومفيدة للوطن.
وبالطبع تسليم التعليم لقوى الرأي الواحد وكذلك الجمعيات الشرّية التي تجند الاطفال وترسخ في عقولهم الشر والعنف والضغينة، النتيجة لن تكون سوى الإرهاب، والقبض على 6 أفراد كل ثلاث سنوات لن يقتل المشكلة أبدا، بل التعليم والحزم هم من سيحلونها.
السلسلة مازالت مستمرة ولم تمر مئة عام على معركة الجهراء، وإلى الآن لا يوجد أي مؤشر لقطع سلسلة التردي تلك، بل أن نمو هذا السرطان في الجسد الكويتي مازال مستمرا ويتنامى، ومالم نفعل شيء اليوم فإن العلاج الكيماوي لن يفيد غدا.
3 comments:
التعصب أيا كان نوعه دينيا أو طبقيا أصبح سمة من سمات مجتمعنا .. أنا نفسي متعصبة و لا أستطيع منع نفسي من ذلك ..
لا أدري مالسبب فدولتنا دولة حريات و مع ذلك كل يرفض الآخر و لا يتحمله
أستغرب اذا ما صار اكثر من جذي
كلامك من أ الى ي سليم ومنطقي وتشخيص
... واقعي
ما رفضه سالم المبارك عام 1920
نحن مجبرين عليه اليوم
والسبب ضعف الدولة وخصوصا بيت الحكم
Post a Comment